المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6204 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



في وثاقة أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام).  
  
190   12:10 صباحاً   التاريخ: 2024-09-22
المؤلف : الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ).
الكتاب أو المصدر : الفوائد الطوسيّة.
الجزء والصفحة : ص 231 ـ 233.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / مقالات متفرقة في علم الحديث /

فائدة رقم (52):
اعلم أنّ الموجود من الرجال في كتاب الرجال لميرزا محمد بن على الأسترآبادي رحمه‌ الله، وهو أحسن كتب الرجال واجمعها، سبعة آلاف الا خمسين لكن فيها تكرار في الأسماء قليل وفي الكنى والألقاب كثير حيث يذكر الرجل باسمه ثم كنيته ثم لقبه والموجود فيه من أسماء مصنّفات الرواة المذكورين ستة آلاف وستمائة كتاب وزيادة يسيرة ، وقد أشاروا إلى وجود غيرها من مصنّفات المذكورين لم يذكروه لكثرته أو لعدم وصوله إليهم ووقوفهم عليه.
والموجود فيه من أصحاب الصادق (عليه‌ السلام) ألفان وثمانمئة وزيادة يسيرة وهم من جملة السبعة آلاف وليس الرواة وخواص الأئمة (عليهم‌ السلام) منحصرين في المذكورين لأنّ غرض أصحاب الرجال ضبط أسماء المصنّفين غالبا والباعث على هذا الضبط انّ الشيخ المفيد قال في الإرشاد: كان الصادق (عليه‌ السلام) أعظم إخوته قدرًا الى أن قال: وانّ الأصحاب نقلوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات وكانوا أربعة آلاف رجل «انتهى» (1).
وقد ذكر مثل ذلك ابن شهرآشوب في المناقب ووثّق الأربعة آلاف (2) ونحو العبارتين عبارة الطبرسي في إعلام الورى الا انّه مدح الأربعة آلاف مدحًا جليلاً (3).
واللازم من هذه العبارات توثيق جميع المذكورين في كتب رجالنا من أصحاب الصادق (عليه‌ السلام) الا مَن نصّوا على ضعفه بل ربّما يقال بالتعارض فيمن نصّ على ضعفه بين التوثيق والتضعيف ولم أجد من علمائنا من تفطّن لذلك لكن يحصل الشك من حيث انّ الأربعة آلاف غير منصوص على أعيانهم في عبارة المفيد، وابن شهرآشوب، والطبرسي فلعلّهم غير المذكورين في كتب الرجال أو بعضهم من المذكورين وبعضهم من غيرهم ولا يخفى بعد احتمال المغايرة على من تتبّع كتب الرجال.
وقد اختلفوا في جواز توثيق غير المعيّن إلا أنّ ابن شهرآشوب في المناقب صرّح بأنّ الجماعة الموثّقين أعني الأربعة آلاف هم الذين ذكرهم ابن عقدة في كتاب الرجال فصاروا معيّنين ومنهم جماعة مذكورون في كتاب النجاشي وغيره من أصحاب الصادق (عليه‌ السلام) وقع التصريح بأنّ ابن عقدة ذكرهم في كتاب الرجال وحالهم على ما وصل إلينا غير معلوم لكنّهم داخلون في التوثيق المذكور كما عرفت.

وذكر العلّامة في الخلاصة في ترجمة أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ما هذا لفظه: له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير منها: كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الصادق (عليه‌ السلام) أربعة آلاف رجل أخرج لكلٍّ الحديث الذي رواه «انتهى» وهو يوافق رواية ابن شهرآشوب في عددهم.
وهذه فائدة جليلة من لاحظها عرف توثيق الأربعة آلاف المشار إليهم ومدحهم وجلالتهم فلا تغفل والله الموفّق.
وقد ورد عندنا روايات كثيرة وأحاديث متعدّدة عن الأئمة (عليهم‌ السلام) في مدح أصحاب الباقر والصادق (عليهما‌ السلام) بطريق العموم والإطلاق وفي الثناء عليهم والعمل بكتبهم ورواياتهم والرجوع إليهم ولعلّ هذه الأحاديث المشار إليها هي مستند الشيخ المفيد وابن شهرآشوب في توثيق الأربعة آلاف ومستند الشيخ الطبرسي في مدحهم والثناء عليهم مع ما بلغهم من آثارهم واخبارهم.
وقريب من توثيق الأربعة آلاف ومدحهم، بل أوضح وأنفع وأشمل توثيق الشهيد الثاني في شرح دراية الحديث في بحث عدالة الراوي لجميع علمائنا ورواتنا الذين كانوا في زمان الشيخ محمد بن يعقوب الكليني وجميع مَن تأخّر عنه الى زمان الشهيد الثاني وذكر أنّه قد شاع وذاع وتواتر من أحوالهم ما هو أعلى مرتبة من التوثيق فلا يحتاج أحد منهم الى نصّ على عدالته ولا تصريح بتوثيقه وهو كلام جيّد جدًّا.
وبالتتبّع والنقل يعلم أنّه قد وقع التسامح في نقل الحديث في زمان الأئمة (عليهم‌ السلام) من بعض الرواة بل وضعوا أحاديث ولم يقع شي‌ء من ذلك من أحد من علماء الإماميّة في زمان الغيبة وقد ورد عندنا أحاديث كثيرة من الأئمة (عليهم‌ السلام) في مدح علماء الشيعة ورواتهم الموجودين في زمان الغيبة والثناء عليهم والأمر بالرجوع الى رواياتهم والعمل بأحاديثهم وتفضيلهم على أصحاب الأئمة (عليهم‌ السلام) وأنّهم أعظم الناس إيمانًا وأشدّهم يقينًا وأنّهم آمنوا بسواد على بياض.
وهذه الأحاديث يصلح أن تكون مستند الشهيد الثاني مضافًا الى ما ذكر من الشياع والتواتر فلا تغفل عن هاتين الفائدتين الجليلتين الذين توافق فيهما العقل والنقل والله أعلم.

__________________
(1) الإرشاد ص 270 باب أحوال الإمام الصادق (عليه السلام).
(2) المناقب ج 4 ص 247.
(3) أعلام الورى ص 284.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)