المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اغتمام بعض المسلمين يوم احد
2024-10-22
إعطاء الحقوق من اصدق الايمان
2024-10-22
اطلق لفظة الاب على العم
2024-10-22
تسمين ورعاية ماشية اللحم
2024-10-22
اصطفاء مريم
2024-10-22
اذى اليهود ووعد الله نصر المسلمين
2024-10-22

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


توقير الشيوخ  
  
142   12:43 صباحاً   التاريخ: 2024-09-16
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 90 ــ 91
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 4180
التاريخ: 15-12-2016 2147
التاريخ: 2023-08-31 941
التاريخ: 20-4-2016 2725

لكي لا يقوم الشيوخ بالأعمال الخاطئة، من ضغط عقدة الحقارة، ويخلقوا المتاعب لأنفسهم وللأخرين. فإن أئمة الإسلام (عليهم السلام) دعوا أتباعهم إلى ضرورة احترامهم وتوقيرهم في الأسرة والمجتمع للتعويض عن الإحساس بالحقارة لديهم.

يجب على الأبناء والأحفاد أن يقوم كل واحد منهم بأقصى حد من التكريم والإحترام للجد والجدة، وقد قال القرآن الكريم: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء: 23]، ولا تجعلهما يتكدران أو يحزنان أقل حزن أو كدر.

ـ وحول توقير وإجلال الشيوخ وصلتنا روايات كثيرة عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) جمعها العلماء في باب خاص، وهي بمجموعها تدل على أن تكريم وتوقير الشيوخ في الدين الإسلامي التربوي يحظى بالاهتمام الكامل، نقدم بعض النماذج من تلك الروايات:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من وقر ذا شيبة في الإسلام أمنه الله من فزع يوم القيامة) (1).

جاء شيخ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأبطأوا عن الشيخ أن يوسعوا له فقال (صلى الله عليه وآله): (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا) (2).

الروايات الإسلامية توجب على المسلمين توقير الشيوخ للتعويض عن حقارتهم من جهة، ومن جهة أخرى لكي يعرف الشيوخ موقعهم المعنوي ومسؤوليتهم الثقيلة ولا يقوموا بالخطيئة لإحساسهم بالحقارة ولا يقدموا على العدوان والطغيان، فإنها تحذرهم بأن الله سبحانه وتعالى شديد على الذين تجاوز عمرهم الأربعين، فهؤلاء لا تنالهم الرحمة التي هي من نصيب من هم دون الأربعين، ولذا يحاسبون على كل صغيرة وكبيرة ويؤاخذون عليها.

مسؤولية الشيوخ:

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): (إن العبد لفي فسحة من أمره ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين سنة أوحى الله عز وجل إلى ملكيه قد عمرت عبدي هذا عمراً فغلّظا. وشددا وتحفظا واكتبا عليه قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره) (3).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من جاوز الأربعين ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار) (4).

شيوخ سود القلوب

عن الصادق (عليه السلام) قال: (يا صاحب الشعر الأبيض والقلب الأسود أمامك النار وخلفك ملك الموت، فماذا تريد أن تعمل؟ كنت صبياً وكنت جاهلا وكنت شاباً وكنت فاسقاً وكنت شيخاً وكنت مرائياً، فأين أنت وأين عملك؟) (5).

من مجموع هذا البحث نستنتج أنه يجب تكريم واحترام شخصية وعزة نفس أي فرد في العائلة والمجتمع، ولكن يجب أن لا يخلط إنسان مرض غروره وتفاضله الناتج عن الحقارة، الواقعية أو الوهمية مع الشخصية الإنسانية، ويتوقع من الآخرين ما يتمناه هو من الامنيات غير الصحيحة، فكما هو نافع أخلاقياً احترام شخصية أعضاء العائلة والمجتمع، فإن الإستسلام يكون ضرراً والخضوع لتكبر الآخرين وغرورهم مضر ومرفوض.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ لئالىء الأخبار، ص 180.

2ـ مجموعة ورام، ج 1، ص 34.

3ـ روضة الكافي، ص 108.

4ـ مشكاة الأنوار، ص 169.

5ـ المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.