أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
2537
التاريخ: 16-10-2014
1786
التاريخ: 18-11-2014
1600
التاريخ: 26-6-2021
2394
|
حفّاظ القرآن
بعض الأخبار التي فيها نسبة جمع القرآن إلى بعض الأصحاب رجالًا ونساءً في عهد النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، وأنّ بعضهم أكمل ما عنده بعد رحلته ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، فالظاهر الذي هو المراد من جمعهم القرآن هو جمع القرآن في خزانة الحفظ ، وإحضار جميعه في وعاء الصدر ، والقراءة فيه عن ظهر القلب ، لا جمعهم للقرآن بالتدوين والكتابة وجعله في الحفظ ، عبّر العلماء عن هؤلاء الجامعين المذكورين في تلك الأخبار « بالحفّاظ ».
فترى العلامة السيوطي في الإتقان يقول « 1 » : « النوع العشرون : في معرفة حفاظ القرآن ورواته » ، ثمّ ما أوردَ في ذيل هذا العنوان إلا تلك الأخبار المشار إليها ، وفيها تعداد جامعي القرآن من الرجال والنساء في عهد النبيّ ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، وبعضهم أكمل ما عنده بعد رحلته ( صلى الله عليه واله وسلم ) فحمل جمعهم القرآن على الجمع في الحفظ ، وعبّر عنهم ب - « الحفاظ » ، وهو إطلاق شايع ودائر في الأخبار .
فترى أنّ الشعبي يقول « 2 » : « إنّ أبا بكرَ وعمرَ وعلياً توفوا ولم يجمعوا القران مريداً عدم حفظهم له في صدره ، كما أنّ الشعبي في رواية أخرى يحلف بالله أنه : « دخل عليّ حفرته وما حفظ القرآن » رواهما ابن قتيبة عن الشعبي كما في « الصاجي » ص - ، 170 وبالجملة إرادة الحفظ من الجمع تظهر [ في ] جملةٍ من الأخبار .
فمنها : ما في كتاب « بصائر الدرجات » بإستناده إلى أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) في حديث آخره « 3 » : « وما جمع القرآن وما حفظه كما أنزل الله تعالى إلا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والأئمة من بعده ( عليهم السلام ) فالمراد بالجمع هنا : الحفظ الذي جعله عطف تفسير ، فإن الأئمة من بعده ما كانوا جامعي القرآن إلا بهذا المعنى ، لا الجمع التدويني والكتابة في محل واحد .
ومنها : ما رواه الخوارزمي في مناقبه « 4 » : « عن علي بن رياح أنه قال : « جمع القرآن على عهد رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) علي بن أبي طالب ، وأبيّ ابن كعب ».
فإنّ الأخبار المستفيضة من العامة والخاصة مصرّحة بأنّ جمع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتدوينه للقرآن إنمّا كان بعد رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وعقيب وفاته ، وبعد الفراغ من تجهيزه ، فالمراد من « جمعه في عهده » هو جمعه في الحفظ الذي أنكره ابن قتيبة برواية الشعبي كما مرّ.
ومنها : رواية ابن أشته في المصاحف قد أخرجها السيوطي في الإتقان ، وحكم بصحتها « 5 » ، « عن محمد بن سيرين قال : مات أبو بكر ولم يجمع القرآن وقتل عمر ولم يجمع القرآن » فإن المراد عدم حفظهما لجميع القرآن ، كما صّرح به في أخبار أُخر ، وحكاه ابن أشته أيضاً عن بعض ، كما يأتي.
وأمّا الجمع والتدوين بين الدفتين كذلك فكان في عصر الشيخين ، باتفاق الأخبار الصحيحة المترادفة ، كما صرّح به العلامة ابن حجر فيما مرّ آنفا.
ومنها : رواية الطبراني بإسناده عن الشعبي قال « 6 » : « جمع القرآن على عهد رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ستة من الأنصار : زيد بن ثابت ، وأبو زيد ، ومعاذ بن جبل ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبادة وأبيّ بن كعب ، وكان جارية بن مجمع بن جارية قد قرأه إلا سورة أو سورتين » أخرج الرواية في أسد الغابة في ترجمة جارية بن مجمع ، وهي شارحة لمعنى « الجامع » في عهده ، وأنّه القارئ لجميع سوره عن حفظ ، ولم يكن جارية كذلك ، فما عدّ منهم.
ومنها : قول أنس بن مالك فإنه قال « 7 » : « مات النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد » انتهى ، وهذا الحديث عن أنس رواه البخاري ، وجزم المحققون « 8 » أنّ مراده الجمع في الحفظ في الصدور لا التدوين في الكتاب.
ومع هذا فقد حكى العلامة السيوطي في الإتقان « 9 » : « إنّ جماعة من الأئمة استنكروا هذا القول من أنس لاشتماله على أداة الحصر ، الموقوف صدقه على أنْ يكون أنس مدركاً لجميع القراء من الصحابة الكثيرين المنتشرين في أطراف البلاد ، وقد أخبره كل واحد منهم بأنه ما كمل جمع القرآن في عهده ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، وإدراك الجميع كذلك مما تحكم العادة بعدمه ، وقد وجهوا حديث أنس بتوجيهات ، ودفع القاضي الباقلاني هذا النكير عن أنس بثمانية وجوه ذكرها في الإتقان « 10 » ، سبعة منها مبتنية على كون المراد الجمع في الحفظ ، وواحدة على جمع الكتابة ، وهي أردأ الوجوه ؛ لصراحة كلمات أهل السّير في عدم تحقق هذا الجمع في موضوعٍ واحدٍ في عصره ( صلى الله عليه واله وسلم ).
___________
( 1 ) الإتقان : 1 / 192 .
( 2 ) نقله أبن قتيبة في مشكل القرآن / 181 وشنّع عليه أبن فارس في الصاجي 170 وانظر مقدمة المعارف 59 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 213 الباب السادس الأئمة عندهم جميع القرآن الذي أنزل الحديث 2 .
( 4 ) المناقب : 93 الفصل السابع حديث 91 واخرجه في فرائد السمطين 1 / 369
( 5 ) الإتقان : 1 / 194 .
( 6 ) المعجم الكبير : 2 / 261 وأسد الغابة : 1 / 263 .
( 7 ) أخرجه البخاري : 6 / 103 باب فاتحة الكتاب .
( 8 ) انظر فتح الباري : 9 / 48 .
( 9 ) الإتقان : 1 / 192 وما بعدها .
( 10 ) الإتقان : 1 / 193 .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|