المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



موقع أشراط الساعة وحوادثها في السير الوجودي للإنسان  
  
331   09:17 صباحاً   التاريخ: 2024-08-26
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : هدى القران
الجزء والصفحة : ص195 - 198
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015 5146
التاريخ: 17-12-2015 4742
التاريخ: 16-5-2022 1954
التاريخ: 17-12-2015 4912

موقع أشراط الساعة وحوادثها في السير الوجودي للإنسان[1]

1- طبيعة عوالم وجود الإنسان:

قال تعالى: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[2]. في هذه الآية بيان لحقيقة الإنسان من حيث وجوده، فهو وجود متحوّل متكامل، يسير في مسير وجوده المتبدّل المتغيّر تدريجاً، ويقطعه مرحلة مرحلة، فقد كان الإنسان قبل نشأته في الحياة الدنيا ميتاً، ثمّ حيي بإحياء الله، ثمّ يتحوّل بإماتة وإحياء، وهكذا، قال سبحانه: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِين * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ * وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ * قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾[3]، ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ *  ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ[4]، ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى[5]. والآيات تدلّ على أنّ الإنسان جزء من الأرض، غير مفارقها ولا مباين معها، انفصل منها، ثمّ شرع في التطوّر بأطواره، حتّى بلغ مرحلة أُنشئ فيها خلقاً آخر، فهو المتحوّل خلقاً آخر، والمتكامل بهذا الكمال الجديد الحديث، ثمّ يأخذ ملك الموت هذا الإنسان من البدن نوع أخذ يستوفيه، ثمّ يرجع إلى الله سبحانه، فهذا صراط وجود الإنسان.

2- ثبوت عالم البرزخ:

قال تعالى: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[6].

والآية قريبة السياق من قوله تعالى: ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ﴾[7]، وهذه من الآيات التي يستدلّ بها على وجود البرزخ بين الدنيا والآخرة، فإنّها تشتمل على إماتتين، فلو كان إحداهما الموت الناقل من الدنيا، لم يكن بدّ في تصوير الإماتة الثانية، من فرض حياة بين الموتين، وهو البرزخ، وهو استدلال تام اعتُني به في بعض الروايات أيضاً، ففي الآية الأولى: موت واحد، وإماتة واحدة، وإحياءان، وفي الآية الثانية: إماتتان، وإحياءان، ومن المعلوم أنّ الإماتة لا يتحقّق لها مصداق، من دون سابقة حياة، بخلاف الموت، فالموت الأوّل في الآية الأولى، غير الإماتة الأولى في الآية الثانية، ففي قوله تعالى: ﴿أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ[8]، الإماتة الأولى، هي التي بعد الدنيا، والإحياء الأوّل بعدها للبرزخ، والإماتة والإحياء الثانيتان للآخرة، يوم البعث، وفي قوله تعالى: ﴿كُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ﴾، إنّما يريد الموت قبل الحياة، وهو موت، وليس بإماتة، والحياة، هي الحياة الدنيا، وفي قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[9]، حيث فصّل بين الإحياء والرجوع، بلفظ "ثمّ"، تأييد لما تقدّم.

3- أشراط الساعة وحوادثها:

عرّف سبحانه اليوم الموعود بذكر حوادث واقعة تلازم انقراض العالم الإنساني، وانقطاع النظام الدنيوي، كانطماس النجوم، وانشقاق الأرض، واندكاك الجبال، وتحوّل النظام إلى نظام آخر يُغايره، وقد تكرّر ذلك في كثير من السور القرآنيّة، وخاصّة السور القصار، كسورة النبأ، والنازعات، والتكوير، والانفطار، والانشقاق، والفجر، والزلزلة، والقارعة، وغيرها، وقد عُدَّت الأمور المذكورة فيها في الأخبار من أشراط الساعة.

ومن المعلوم بالضرورة من بيانات الكتاب والسنّة: أنّ نظام الحياة في جميع شؤونها في الآخرة، غير نظامها في الدنيا، فالدار الآخرة دار أبديّة، فيها محض السعادة لساكنيها، لهم فيها ما يشاؤون، أو محض الشقاء، وليس لهم فيها إلا ما يكرهون، ودار الدنيا دار فناء وزوال، لا يحكم فيها إلا الأسباب والعوامل الخارجيّة الظاهريّة، مخلوط فيها الموت بالحياة، والفقدان بالوجدان، والشقاء بالسعادة، والتعب بالراحة، والمساءة بالسرور، والآخرة دار جزاء ولا عمل، والدنيا دار عمل ولا جزاء. وبالجملة: النشأة غير النشأة.

 

فتعريفه تعالى نشأة البعث والجزاء بأشراطها، التي فيها انطواء بساط الدنيا، بخراب بنيان أرضها، وانتساف جبالها، وانشقاق سمائها، وانطماس نجومها، وبعثرة قبورها، إلى غير ذلك، من قبيل: تحديد نشأة، بسقوط النظام الحاكم في نشأة أخرى، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ[10].

4- نفخ الصور:

قال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾[11].

ظاهر كلامه تعالى في معنى نفخ الصور: أنّ النفخ نفختان، نفخة للإماتة، ونفخة للإحياء، وهو الذي تدلّ عليه روايات أئمّة أهل البيت عليهم السلام، وبعض ما ورد من طرق أهل السنّة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ولعلّ انحصار النفخ في نفختي الإماتة والإحياء، هو الموجب لتفسيرهم الصعق في النفخة الأولى، بالموت، مع أنّ المعروف من معنى الصعق، الغشية.

وقوله تعالى: ﴿نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾، معناه: ونفخ في الصور نفخة أخرى، فإذا هم قائمون من قبورهم، ينتظرون ما يُؤمَرون أو ينتظرون، ماذا يفعل بهم، أو فإذا هم قائمون ينظرون نظر المبهوت المتحيّر. ولا ينافي ما في هذه الآية، من كونهم بعد النفخ قياماً ينظرون، ما في قوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ[12]، أي يسرعون، وقوله: ﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا[13]، وقوله: ﴿وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ[14]، فإنّ فزعهم بالنفخ، وإسراعهم في المشي إلى عرصة المحشر، وإتيانهم إليها أفواجاً، كقيامهم ينظرون حوادث متقارنة لا يدفع بعضها بعضاً.

 


[1] انظر: م.ن، ج17، ص293-294, ج20، ص148-150.

[2] سورة البقرة، الآية 28.

[3] سورة السجدة، الآيات 7 - 11.

[4] سورة المؤمنون، الآيات 12 - 16.

[5] سورة طه، الآية 55.

[6] سورة البقرة، الآية 28.

[7] سورة المؤمن، الآية 11.

[8] سورة غافر، الآية 11.

[9] سورة البقرة، الآية 28.

[10] سورة البقرة، الآية 28.

[11] سورة الزمر، الآية 68.

[12] سورة يس، الآية 51.

[13] سورة النبآ، الآية 18.

[14] سورة النمل، الآية 87.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .