شرح متن زيارة الأربعين (اَلسَّلامُ عَلىٰ صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ) |
223
08:04 صباحاً
التاريخ: 2024-08-21
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-31
3396
التاريخ: 2023-11-15
1094
التاريخ: 2023-06-04
1061
التاريخ: 2023-08-05
2691
|
الصفوة: هو خلوص الشيء من الشوائب، يقال: صفاء الماء إذا خلص من الكدر وان من ألقاب النبي آدم أنه صفوة الله لكونه أول الأصفياء بحسب الظاهر وإلّا فجميع الأنبياء أصفياء الله، حيث خلقهم من طينة صافية كرّمهم على سائر الخلق واصطفاهم من خلقه، وفي بعض الأخبار أن آدم صار صفي الله، لأنه تعالى جعل هيكله الشريف مظهراً لأنوار محمد وآله، ولذا أمر ملائكته بالسجود له تعظيماً واكراماً لهذه الأنوار، وتأتي بمعنى الاصطفاء فإن الله تعالى اصطفى الحسين (عليه السلام) وآل محمد (صلى الله عليه وآله) واجتباهم واختارهم على العالمين فإن طينتهم كذلك من طينة لم يجعل الله لأحد من الخلق فيهن نصيباً فهم في جميع المراتب صفوة الله وصفوة المرسلين وصفوة جميع الخلق، ثم إن الاصطفاء الإلهي لآل محمد (صلى الله عليه وآله) على أربعة مراحل :
أ- اصطفاء في مرحلة الروح: فأرواحهم (عليهم السلام) نورانية أو متلبسة بنور الله عزّ وجل كما في زيارة الجامعة «واجتباكم بنوره».
ب- اصطفاء في مرحلة الأبدان: فأبدانهم فيها خصوصيات لا توجد في غيرها فمثلاً لا يغسل المعصوم إلّا معصوم وفي الزيارة: «اَشْهَدُ اَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ، مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ» وكان المسلمون الأوائل يتبركون ويستشفون ببصاق النبي (صلى الله عليه وآله).
ج- اصطفاء في مرحلة الافعال: فأفعالهم وسلوكهم عبارة عن تحرك الصفات الحسنة فإن أعمالهم وأفعالهم على وفق إرادته تعالى لا إرادتهم، بل ليس لهم إرادة إلّا إرادته تعالى وإرادتهم إرادته تعالى وكما ورد في زيارة الجامعة «العَاملونَ بإرادَته» ([1])، ويكيفك في بيان اصطفاء نور الحسين (عليه السلام) وأنوار محمد وآله (صلى الله عليه وآله) ما رواه في «رياض الجنان» عن جابر بن عبد الله قال: قلت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أول شيء خلقه الله ما هو؟ فقال: «نور نبيك يا جابر خلقه الله، ثم خلق منه كل خير، ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله تعالى، ثم جعله أقساماً: فخلق العرش من قسم، والكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم، وأقام القسم الرابع في مقام الحبّ ما شاء الله، ثم جعله أقساماً، فخلق القلم من قسم، واللوح من قسم، والجنة من قسم، وأقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شاء الله، ثم جعله أجزاء: فخلق الملائكة من جزء والشمس من جزء والقمر من جزء والكواكب من جزء، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء الله ثم جعله أجزاء: فجعل العقل من جزء والعلم والحلم والعصمة والتوفيق من جزء، وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله ، ثم نظر إليه بعين الهيبة، فرشح ذلك النور وقطر منه مائة ألف قطرة وأربعة وعشرين ألف قطرة ، فخلق الله من كل قطرة روح نبي ورسول، ثم تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الأولياء والشهداء والصالحين »([2])، ونظير هذا الحديث كثير كما في البحار، فإذا تأملنا في هذا الحديث الشريف يتضح لنا صفاء نور الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيت النبوة بالنسبة إلى سائر الأنوار لأن نورهم واحد ، وإلى ذلك أشار الإمام الصادق (عليه السلام) في هذه الزيارة: « اَلسَّلامُ عَلىٰ صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ ».
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|