المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


سيرة النبي (صلى الله عليه وآله)  
  
584   07:14 صباحاً   التاريخ: 2024-06-04
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص49ــ52
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2018 2331
التاريخ: 11-2-2017 2655
التاريخ: 2023-09-03 1056
التاريخ: 2024-08-11 297

1. إظهار رسول الله حبه لعلي (عليه السلام)

قال علي (عليه السلام): ((وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا ولد، يضمّني إلى صدره، ويكنفني فـي فـراشـه، ويمسّني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه... ولقد كنتُ أتبعه اتباع الفصيل إثر أمه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به.....))(1).

2ـ إظهار النبي (صلى الله عليه وآله) حبه للحسن والحسين (عليهما السلام)

روى أنس، فقال: دُعِي النبي إلى صلاة والحسن متعلق به، فوضعه النبي (صلى الله عليه وآله) في مقابل جنبه وصلّى، فلما سجد أطال السجود، فرفعت رأسي من بين القوم فإذا الحسن على كتف رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما سلم قال له القوم يا رسول الله، لقد سجدتَ في صلاتك هذه سجدةً ما كنتَ تَسجدها، كأنما يوحى إليك؟! فقال (صلى الله عليه وآله): ((لم يوح إلي، ولكن ابني كان على كتفي، فكرهت أن أعجله حتى نزل))(2).

وعن عبد الله بن شيبة، قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا صلّى وثب الحسن والحسين عـلـى ظهره، فإذا أراد أن يجلس قال بيده هكذا على ظهره حتى لا يقعان(3).

3ـ إظهار النبي (صلى الله عليه وآله) حبّه لأحفاده

روى أبو قتادة أن النبي (صلى الله عليه وآله) وهو حامل أُمامة بنت زينب، فإذا ركع وضعها، فإذا قام وضعها(4).

وعن ليث بن سعد أنه قال: إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان يصلي يوماً في فئة والحسين صغير بالقرب منه، فكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا سجد جاء الحسين فركب على ظهره ثم حرّك رجليه وقال: ((حل، حل))، فإذا أراد أن يرفع رأسه أخذه فوضعه إلى جانبه، فإذا سجد عــاد على ظهره، وقال: ((حل حل)) فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النبي (صلى الله عليه وآله) من صلاته، فقال يهودي: يا محمد إنكم لتفعلون بالصبيان شيئاً ما نفعله نحن؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ((أما لو كنتم تؤمنون بالله ورسوله لرحمتم الصبيان)) قال: فإنّي أؤمن بالله وبرسوله فأسلم لما رأى كرمه مع عِظم قدره(5).

4ـ إظهار النبي (صلى الله عليه وآله) حبّه لسائر الصبيان

أ. قال أبوسعيد: جاء صبي - قد سمّاه - إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ساجد، فركب على ظهره، فأمسكه بيده ثمّ قام وهـو عـلى ظهره، ثم ركع، ثم أرسله

فذهب(6).

ب. وعن الحسن بن علي المجتبي (عليه السلام) أو جابر بن عبد الله أنه قال: صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظهر أو العصر، فلمّا سلّم قال لنا: ((على أما كنكم)) فأتـي بـجـرة فـيها حلوى، فجعل يأتي على رجل رجل فيلعقه لعقة حتّى أتى عليّ ـ وأنا غلام ـ فألعقني لعقة، ثمّ قال: ((أزيدك)؟ قلت: نعم، فألعقني أُخرى لصغري، فلم يزل كذلك حتى أتى على آخر القوم(7).

ج ـ وقال أسامة بن زيد: كان نبي الله (صلى الله عليه وآله) ليأخذني ويقعدنـي عـلـى فـخـذه ويقعد الحسن على الأخرى، ثمّ يضمنا، ثمّ يقول: ((اللهم ارحمهما، فإنّي أرحمهما))(8).

د. وعن عائشة قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((اغسلي وجه أُسامة)) فنظر إلى وأنا أُنقّيه فضرب يدي ثم أخذه فغسل وجهه، ثمّ قبله))(9).

هـ ـ وعن الطبرسي قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو يسمّيه، فيأخذه فيضمه في حجره تكرمةً لأهله، فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه، فيقول: ((لا ترزموا بالصبي))، فيدعه حتى يقضي بوله، ثمّ يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ سروراً أهله فيه، ولا يرون أنه تأذى ببول صبيهم، فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده(10).

وعن الفيض الكاشاني في محجته، أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقدم من السفر فيتلقاه الصبيان، فيقف لهم ثم يأمر بهم، فيرفعون إليه، فيرفع منهم بين يديه ومن خلفه، ويأمر أصحابه أن يحملوا بعضهم، فربّما يتفاخر الصبيان بعد ذلك، فيقول بعضهم لبعض: حملني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين يديه وحملك أنت وراءه، ويقول بعضهم: أمر أصحابه أن يحملوك وراءهم... الخ(11).

و. عطفه على أبناء الشهداء: لما استشهد جعفر الطيار أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) زوجة جعفر أسماء بت عميس إحضار أولاد جعفر، فاحتضنهم وقبّلهم، ومسح على رؤوسهم.

ز. تعامله الأبوي مع ولد رفاعة مرّ النبي (صلى الله عليه وآله) يوماً بزقاق من أزقة المدينة ومعه جمع من الصحابة، فرأى صبياناً يلعبون معهم غلام يجر نفسه على الأرض ويبكي، فلفت ذلك نظر النبي (صلى الله عليه وآله)، وجلس، فأخذ الغلام من على الأرض وسأله عن بكائه، فأخبره بأنه رفاعة الأنصارى، وأنّ أباه استشهد في معركة أحد، وأن له أُختاً تزوّجت وأُمّاً كذلك، وأنه قد بقي وحيداً، وأنَّ الأطفال يستخفّون به، فمسح النبي (صلى الله عليه وآله) دموعه وأجلسه على فخذه، وقال له: ((أنا أبوك، وفاطمة (عليها السلام) أُختك))، فأخذ الغلام يفتخر بفرح، ويقول: إن أبي خير من آبائكم، فأمسك النبي (صلى الله عليه وآله) بيد الغلام وأخذه إلى بيت فاطمة (عليها السلام) وأوصاها برعايته، فألبسته فاطمة (عليها السلام) ثوباً طاهراً، ودهنت رأسه، وأعطته تمراً، ودعت الحسن والحسن ليأكلا معه.

وبعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) أخذ يحثو التراب على رأسه، ويقول: وا آبتاه صرت اليوم يتيماً، وصار الناس يبكون لبكائه.

سيرة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) تلاعب الحسن وهو طفل صغير، وتقول:

أشبه أبـاك يـا حسن                واخلع عن الحق الرسن

واعــبد إلهـا ذامــن                ولا تـوال ذا الإحــن

___________________________

(1) نهج البلاغة، كلام له (عليه السلام) في فضل الوحي.

(2) كتب العيال، ج1، ص383 - 384؛ مستدرك الوسائل، ج1، ص 433.

(3) نفس المصدر الأوّل، ص381.

(4) نفس المصدر، ص391.

(5) بحار الأنوار، ج 43، ص 296.

(6) كتاب العيال، ج 1، ص 380.

(7) نفس المصدر، ص403.

(8) نفس المصدر، ص 398.

(9) نفس المصدر، ص 394.

(10) مكارم الأخلاق، ص 25.

(11) المحجة البيضاء، ج3، ص 366 ــ 367. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.