المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28

تقييم الواقع الخارجي بميزان القارئ المتدبر
2023-06-21
Hydrodenitrogenation
20-8-2018
معنى كلمة سما
16-7-2021
التوزيع العام للمرتفعات والمنخفضات قارة استراليا
26-5-2016
الإعلام الجيد
24-8-2022
عثمان بن علي بن عمر السرقوسي النحوي الصقلي
26-06-2015


مثال الإنسان الكامل  
  
2736   12:04 مساءً   التاريخ: 11-2-2017
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة : ج2،ص151ـ153
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن أعلى مثال للإنسان الكامل، والفرد المؤمن من نجده في مولى الموحدين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ذلك الرجل العظيم...، تلك الشخصية الفذة التي عجز الدهر أن يلد مثله، ذلك الإنسان الذي لم يستطع تعاقب الأعوام والقرون أن يمحو حرفاً واحداً من اسمه الكبير، أو يسلّمه الى عالم النسيان.

علي بن أبي طالب مع ألمع النجوم الساطعة في سماء الإنسانية. إن حياته تكشف لنا عن جانب عظيم من التقوى والفضيلة، والعدالة والشجاعة والتضحية والجود، والثبات والاستقامة، وبصورة موجزة جميع الفضائل والسجايا الحميدة. لقد سلك علي (عليه السلام) جميع مدارج الكمال ونال الشرف العظيم في هذا المجال.

لقد تربّى علي (عليه السلام) في حجر الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم). وخضع منذ الصغر للرقابة التربوية الدقيقة المليئة بالدفء والحنان والعطف من قبل النبي العظيم. وقد منحه جميع ما يحتاجه طفل لائق في تربيته وتنمية روحه وجسمه... فنشأ عظيماً من كل جانب.

كان عمر علي (عليه السلام) عشر سنوات عندما بعث الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) بالدعوة الإسلامية. فعرض الرسول الإسلام على الصبي الفطن العاقل ودعاه لاعتناق ذلك الدين السماوي. فآمن علي (عليه السلام) وصار هو وخديجة زوجة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أول مسلمين اتبعا محمدا واعتنقا دينه وقبلا دعوته... وتكونت نواة الدعوة الإسلامية من هذا الثالوث المقدس.

في المراحل الأولى من الدعوة لم يكن ليطرق الأسماع نبأ الدين الجديد فكان الجميع يجهلون عن دين الله الذي أتى به محمد (صلى الله عليه واله وسلم) كل شيء.. إلا أنهم كانوا يرون شاباً يقف للصلاة بين يدي الله، ويقف الى يمينه صبي، ومن خلفهما امرأة فإذا ركع الشاب ركعا معه ، وإذا سجد سجدا وفي بعض المرات رأى أحد كبار العرب هذا المنظر وتعجب منه فقال للعباس بن عبد المطلب الذي كان حاضراً هناك : أمر عظيم!

فقال العباس : أمر عظيم! أتدري من هذا الشاب؟ هذا محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب ـ ابن أخي ـ أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب ـ ابن اخي ـ أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد، إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات والأرض، أمره بهذا الدين الذي هو عليه. ولا والله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة(1)..

إن دافع علي (عليه السلام) لهذه المؤاساة هو الإيمان بالله. لقد سيطر الحبّ الإلهي على جميع جوانحه وجوارحه، فيؤمن بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) ويعتنق الدين الذي بشر به، ويدافع عن ذلك الدين دفاعاً مستميتاً... في ذلك الظرف الحاسم والجو الخطر تتجه الأخطار والمشاكل المتوالية نحو النبي وتهدده فينبري علي للدفاع عنه مستخدماً جميع قواه وطاقاته. وكلما كثر المسلمون وزاد عددهم، وأقبلوا على اعتناق دين الله زرافات ووحداناً ، ازداد حنق المشركين وعداءهم، ومضوا في التصميم لدحر الدين الجديد وقتل النبي المبشر به أكثر. فيضطر الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) للهجرة الى المدينة، فيهاجر علي أيضاً، يلازم النبي في مشاكله قبل الهجرة وفي غزواته بعدها، مدافعاً عن دين الله، ومدافعاً عن رسوله العظيم... ثم هو يقول: ( والله ما زلت أضرب بسيفي صبياً حتى صرت شيخاً)(1).

_____________

1ـ الإرشاد للشيخ المفيد ص 13.

2ـ المصدر السابق ص136.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.