أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2016
3785
التاريخ: 20-7-2020
1700
التاريخ: 6-6-2016
3195
التاريخ: 16-7-2020
1620
|
سلوك النحل داخل الخلية Behavior in the Hive
سلوك ومهام العاملة Worker Behavior:
إن مدة حياة العاملة (45) يوماً خلال موسم النشاط تقوم خلالها بمهام داخل الخلية وخارجها. ترتبط مهام العاملة داخل الخلية بشكل مباشر بتطور أعضائها أو بعض منها والتي يوافق مع هذه المهام، وتسمى العاملات التي تقوم بمهام داخل الخلية بالنحل الحاضن حيث إنه بعد خروج العاملة من العين السداسية تبدأ مهامها داخل الخلية حيث تبقى يوماً أو يومين بدون أي عمل وتقيم صلات مع العاملات الأخرى، ثم تنتقل لتصبح مُنظفة ثم مرضعة، ثم منتجة للشمع، تنتقل بعدها إلى المهام خارج الخلية الشكل (1)
الشكل 1 : حياة العاملة ومهامها. 1 : استراحة 2 : منظفة ، 3 : مرضع، 4 : مفرزة للشمع، مهوية وحارسة ، 5 : سارحة (ماء ، رحيق، غبار طلع، بروبوليس)
1- العاملة المنظفة Worke Cleaner:
تتمثل مهامها بتنظيف العيون السداسية والخلية. حيث تقوم في البداية بصقل العيون السداسية بالبروبوليس بعد أن تنزع بقايا اليرقات أو الشرانق أو أجزاء الغطاء الشمعي أو غبار الطلع الجاف. لأن العيون السداسية اللامعة تجذب الملكة من أجل وضع البيض. ثم تنتقل لمرحلة أخرى هي تنظيف الخلية من جميع الأوساخ والفضلات والنحل الميت وكل ما يمكن أن يربك الطائفة وأعمالها. تقوم العاملة خلال هذا العمر بأول طيران لها Play flight لمعرفة موقعها لكنها لا تجمع أي غذاء من خارج الخلية.
2- العاملة المرضعة Nurse Worker:
تتمثل مهامها بتغذية اليرقات خلال جميع أعمارها. تصبح العاملة مرضعة ما بين اليوم 6-12 من عمرها. ويتوافق ذلك مع تطور ونمو الغدد البلعومية المنتجة للغذاء الملكي الذي يستخدم لتغذية اليرقات خلال الأيام الثلاثة الأولى من عمرها وكذلك لتغذية الملكة التي تتغذى حصراً على الغذاء الملكي.
تبدأ العاملات المرضعات بالاهتمام باليرقات التي عمرها أكثر من ثلاثة أيام وتغذيها بخبز النحل ريثما تصل الغدد البلعومية إلى تطورها الأمثل وبالتالي يكون إفراز الغذاء الملكي بكمية كبيرة، عندئذٍ تنتقل العاملات المرضعات إلى تغذية اليرقات التي عمرها أقل من ثلاثة أيام على الغذاء الملكي.
إضافة لذلك تقوم العاملات المرضعات بالعناية بالملكة وتغذيتها وترافقها اثناء تنقلها فوق الأقراص ووضعها للبيض وتسمى حينها بالعاملات الوصيفات التي تلعب دوراً مهماً في توازن الطائفة. حيث تقوم بلعق المادة الملكية من بطن الملكة ونقلها عن طريق الفم لجميع العاملات في الطائفة الذي يمكن أن يصل عددها إلى (8000) فرداً.
3- العاملة المنتجة للشمع Wax Worker:
تصبح العاملة منتجة للشمع ما بين اليوم (12-18) من عمرها، بتوافق مع تطور الغدد الشمعية التي تكون ضامرة خارج هذه الفترة من العمر. تفرز هذه العاملات الشمع على شكل صفائح رقيقة وتقوم بعجنها ومعالجتها بالبروبوليس Propolis وغبار الطلع Pollen من حل منحه المرونة والمقاومة يكون الشمع عند إنتاجه بلون أبيض تقريباً ولكن استخداماته المتكررة لتخزين العسل وغبار الطلع وبشكل خاص الحضنة يصبح لونه قاتماً بسرعة ثم يصبح بلون أسود بعد عدة سنوات.
بناء الأقراص الشمعية Wax - Working Activities:
من أجل القيام بذلك تملا العاملات المنتجة للشمع معدتها بالغذاء وترتبط مع بعضها على شكل سلسلة تتعلق بأرجل بعضها باتجاه القرص المطلوب بناؤه. تتقابل هذه السلسلة بأخرى بحيث تشكلان معاً قوساً مقلوباً. وتتعدد هذه السلاسل وتتشابك مع بعضها (Caillas, 1984 Sartori et Rauchenfels).
يتم بناء الإطار طبيعياً من الأعلى إلى الأسفل إلا في حالة انقصافه فيكون من الأسفل إلى الأعلى ولكن بأقل سرعة من الأولى. يكون بناء الأقراص ضمن الخلايا البلدية المستديرة والمربعة باتجاه شرق غرب على الأغلب. وتصنع العاملات فتحات في القرص أثناء بنائه وذلك مرور العاملات والملكة من أجل العبور من جزء لآخر من الخلية، لكن هذا ليس دائماً في جميع الحالات والسلالات. تصنع العيون السداسية مائلة بزاوية (19-20) درجة نحو الأعلى وذلك لتخزين العسل ومنعه من السيلان، أو لإعطاء اليرقات مهداً أكثر أماناً ومتانة. تصنع الأقراص عادة بشكل عمودي، بمسافة ثابتة بينها تسمح بتنقل النحل أثناء القيام بمهامه داخل الخلية دون أية إعاقة (الشكل 2). تكون هذه المسافة طبيعياً، بين محوري قرصين متقابلين، بمقدار (35) ملم. أما في الخلايا الحديثة تكون بمقدار (36-38) ملم وتوسع في بعض الأحيان إلى (41) ملم كما في خلية دادنت Dadant. تسمى هذه المسافة "بالمسافة النحلية" والتي اكتشفها لانغستروث Langstroth عام 1851.
الشكل 2 : مراحل بناء القرص الشمعي وطريقة بناء العيون السداسية
إضافة لذلك تقوم العاملة المنتجة للشمع باستقبال الرحيق من العاملات السارحات عن طريق اللسان وتخزنه في العيون السداسية كما تقوم أيضاً بضغط غبار الطلع داخل العين السداسية بعد وضعه من قبل العاملة السارحة. وتقوم في نهاية هذه الفترة بحراسة الخلية من الحشرات الأخرى كالدبور والعاملات الغريبة ومنعها من الدخول وتسمى العاملات الحارسات.
من الأعمال الداخلية التي تقوم بها العاملات خلال هذا العمر تدفئة الحضنة والحفاظ على درجة الحرارة المطلوبة للتطور (33-36) م وهي الأهم من ضمن النحل الحاضن. كما تقوم بتهوية الخلية أثناء ارتفاع درجة الحرارة في الصيف والتي قد تصل حتى (45,5) م ، وذلك بتحريك الأجنحة بسرعة وتسمى بعاملات التهوية Ventillation. يعالج ارتفاع الحرارة الشديد في حالات الطقس الحار بخروج النحل من باب الخلية والتجمع على واجهة الخلية وتشكيل ما تسمى لحية النحل Bee beard وكذلك بجلب الماء من قبل العاملات السارحات. علماً أن عملية التهوية ضرورية من أجل تبخير الماء من الرحيق داخل العيون السداسية وتحويله إلى عسل ناضج.
ذكر Lindauer أن ضرورات احتياجات الطائفة يؤدي إلى أن تطيل العاملة مهمتها في تغذية اليرقات كما يمكن أن تجعل العاملات مرضعات ومنتجة للشمع في الوقت نفسه، وأن العاملة يمكن أن تفرز الشمع بوقت مبكر بكثير وأحيانا يستمر ما بين الأيام (1-32) من عمر العاملة (الجدول التالي).
جدول يوضح أعمال العاملة الداخلية وعلاقة ذلك بالعمر حسب Lindauer
سلوك ومهام الذكر Drone Behavior:
تتواجد الذكور في الخلايا بشكل طبيعي خلال فترة الربيع وبداية الصيف. تظهر ضمن غريزة النحل في تأمين تلقيح الملكات العذارى التي تظهر في الطبيعة. وإن وجود ذكور داخل الخلية لا يعني أنها نشأت من هذه الخلية. لأن الذكور يسمح لها بالدخول إلى كل خلية من خلايا المنحل أو غيره لأن الذكر لا يملك غدة الرائحة الموجودة عند العاملة. ويصدف أن تتواجد الذكور والملكة العذراء داخل الخلية لكن لا يعير أي منها انتباها للآخر، لأن عملية التلقيح تتم فقط في الهواء الطلق وأثناء الطيران. وطالما أن الذكر يملك أجزاء فم مختزلة فهو غير قادر على الغذاء بنفسه وعلى العاملات تغذيته، ولهذا فعندما تريد العاملات التخلص من الذكور بعد انتهاء فترة ضرورة تواجدها فهي تمتنع عن تغذيتها وتطردها خارج الخلية. تعتبر الذكور أنه لا تقوم بأية مهام داخل الخلية لكنها لا تؤثر سلبيا على الإنتاج ولها أهمية في تدفئة الحضنة خلال فترة النشاط حيث تكون منتشرة داخل الخلية وتحافظ على الحضنة بإبقائها ضمن درجة حرارة مناسبة خلال الساعات الأكثر برودة.
إن تواجد حضنة الذكور أو الذكور البالغة بنسبة كبيرة، وخاصة خلال فترة لا تتطلب وجودها، دليل على خلل في مهام الملكة سواء هرمها أو إصابتها بأذى أو موتها منذ فترة طويلة الذي يؤدي لظهور العاملات الواضعات Laying Worker التي تظهر بعد غياب الملكة ورائحتها لمدة أكثر من (10) أيام.
سلوك ومهام الملكة Queen Behavior:
تعتبر الملكة أم الطائفة ولها الدور الأساسي في توازن الطائفة، وهي الوحيدة القادرة على وضع البيض. تخرج الملكة من البيت الملكي الذي تم فيه تطورها وتقوم بفتحه من قمته، ويبقى الغطاء على الأغلب متدلياً وتسمى حينئذ ملكة عذراء Virgin Queen. أول ما تقوم به الملكة العذراء هو البحث عن احتمال وجود بيوت الملكات فتقوم بلسع الملكات التي بداخلها لقتلها. وفي حال مصادفة أكثر من ملكة غير ملقحة في الخلية يحدث صدام بينها وتلسع إحداهما الأخرى لقتلها، وبذلك تبقى ملكة وحيدة وقوية في الخلية. تتميز الملكة العذراء داخل الطائفة بأنها عصبية المزاج سريعة الحركة ويمكن أن تطير.
تتعرض الملكة العذراء بعد خروجها من البيت الملكي حتى تلقيحها لسلوك غير مسالم من قبل العاملات التي لا تقبل تغذيتها وتبدي نوعاً من الشراسة اتجاهها، حيث تقدم على عضها والتكتل عليها. يشتد هذا السلوك في اليوم السادس حيث تقوم الملكة بطيران الزفاف في هذا اليوم بشكل مفاجئ وكأنها دفعت من قبل العاملات.
تغدو الملكة ذات حجم أكبر بعد تلقيحها ويقتم لونها نسبياً عن لون العاملات مهما كانت السلالة. تبدأ الملكة بوضع البيض انطلاقاً من مركز القرص بعد أن تتفحص العين السداسية برأسها وأرجلها الأمامية ثم تستدير لوضع البيضة.
إن دور الملكة مهم وأساسي في توازن الطائفة وذلك بفضل إفراز رائحة خاصة من الغدد الفكية Mandibular glands تسمى المادة الملكية Subestance Royale والتي تملك صفات الهرمون. تخرج هذه المادة لتغطي جسم الملكة وهي عبارة عن مادة ثابتة ذات مظهر زيتي خليط من عدة حموض وأظهر التحليل الكيميائي أنها ذات جزأين:
الأول فيرمون Pheromone I) I) أو الحمض غير المشبع (9-oxodec enoic ac-2 والذي يسمى اختصاراً (2-0-9) والذي له مظهر الصفائح البيضاء.
الثاني فيرمون Pheromone II) II) المركب من استيرات شديدة الرائحة لكنها غير معروفة بشكل كامل.
يؤثر الفيرمون II وفي النواحي التالية:
1- جذب العاملات.
2- تثبيط تشكيل البيض عند العاملات.
3- تثبيط غريزة تشكيل بيوت الملكات داخل الخلية.
إن الفيرمون I لا يملك وحده صفة الجذب للعاملات وتثبيط تشكيل البيض عند العاملات أو نمو مبايضها، بل يجب أن يكون الاثنان معاً لأنهما يكونان معاً المادة الملكية. إلا أن تثبيط غريزة تكوين بيوت الملكات يكون معزياً إلى الفيرمون I وحده وهو يؤثر بجرعة قدرها 0,5 μ / للعاملة الواحدة (حسب 1961 ,Pain) أو بجرعة قدرها 0.13 μ/ للعاملة الواحدة حسب Butler.
ترسل المادة الملكية عند جميع الملكات البالغات سواء كانت ملكات عذارى أو ملقحات أو ملكات واضعات ذكور وتختفي بموت الملكة علماً أن الغدد الفكية للملكات التي خرجت من البيت الملكي حديثاً تحوي آثاراً من فيرمون I وبالمقابل لا تحتوي أية آثار للفيرمون Chauvin, 1968) II).
كما تملك الملكة نوعاً آخر من الفيرمون يفرز من أرجلها وتترك أثره على الأقراص الشمعية لتدل على تواجدها في الخلية ويسمى فيرمون أثر القدم.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
مكتبة العتبة العباسية.. خدمات رقمية متطورة وجهود لتلبية احتياجات الباحثين
|
|
|