أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-29
225
التاريخ: 2024-09-25
200
التاريخ: 11-1-2017
1996
التاريخ: 2024-02-19
804
|
كان «أمنمسو» من الموظفين القلائل الذين عمروا طويلًا في خدمة الحكومة في عهد أربعة ملوك على التوالي؛ فقد بدأ حياته الحكومية في عهد «تحتمس الثالث»، وأُقِيل على ما يظهر في عهد «أمنحتب الثالث»، وكان يحمل الألقاب التالية (راجع: Urk. IV. p. 1024-5): الأمير الوراثي، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، والذي يتبع خطوات الملك في صحراء الجنوب وفي الشمال (يقصد في النوبة وآسيا) ، ومدير البيت في المدينة الجنوبية، ومدير البيت، وحامل العلم. وقبر «أمنمحات» يقع في «جبانة شيخ عبد القرنة« (Gardiner & Weigall, “Catalogue”, No. 89)، وتدل كل الظواهر على أنه كان في الأصل غاية في دقة الصنع، ويحتوي على عدة مناظر هامة، غير أن الزمن والأحقاد لعبتا دورهما في تخريبه؛ إذ نشاهد أن كل صورة لصاحبه أو أقاربه قد مُحِيت عن قصد، ثم أُشعِلت فيه النيران أخيرًا، والظاهر أن تخريب هذه المقبرة قد حدث بعد الانتهاء منها مباشَرةً؛ لأننا نعلم أن «أمنمسو» كان لا يزال في الخدمة في عهد «أمنحتب الثالث»، وتدل كل الأمور على أن القبر كان قد خرب قبل عهد «أخناتون» تمامًا؛ وذلك لأن عمَّاله الذين وكَّل إليهم محْوَ اسم «آمون» لم يدخلوا هذا القبر قطُّ؛ لأن اسم «آمون» قد وُجِد محفوظًا فيه، والظاهر أن «أمنمسو» كان ينظر بعظمة وفخار إلى عهد «تحتمس الثالث» الذي بدأ خدمته في عهده، كما كان ينظر إليه كل مَن عاشَرَه حتى في البلاد الأجنبية، حقًّا كان يحتل «أمنحتب الثالث» مكان الشرف في قبره؛ لأنه كان الملك الحاكم وقت نحته، ولكن «أمنمسو» قد ظهر في منظرٍ فيه وهو يتعبَّد «لتحتمس الثالث»، كما أنه قد أعطى عنايةً فائقةً إلى تمثيل صورة هذا الفرعون فيه، في حين أن المناظر الأخرى كانت عادية في تمثيلها؛ هذا إلى أنه يُشاهَد في منظر صور فيه «أمنمسو» يقدِّم قربانًا محروقة للإله «آمون رع» وللإله «حوراختي»، وكتب صلوات لهما وللإلهة «حتحور»؛ ليهبوا جميعًا النصرَ العظيم لروح «منخبر رع» (تحتمس الثالث) (راجع: Davies, J. E. A. Vol. XXVI. p. 132) ويلحظ هنا أن هذه الصلاة قد غُطيت بلون، فهل معنى ذلك أن «أمنحتب الثالث» حقد على صاحب المقبرة لتأليهه «تحتمس الثالث» ولعنايته بتكريمه، في حين أنه كان يعدُّ نفسه إلهًا؛ ولذلك أمر بطمس معالم هذا القبر وصاحبه (؟). ومما يلحظ في مناظر هذا القبر مطبخ ضخم يظنُّ الإنسان أنه مطبخ ملك لا مطبخ عظيم من عظماء القوم، فقد كانت تُجهَّز فيه الأصماغ العطرية والبخور والزيوت العطرية فوق تجهيز الطعام، كما نجد أن بعض هذه المواد كانت تشكل في صور خيالية، مثل الثيران والإوز المنتوف والمسلات (Ibid. Pl. XXII)، وقد وجدت مثل هذه الصور من هذه المواد منذ عهد الدولة (راجع مصر القديمة ج3)، ويقول «ديفز» إن هذه الإشكال المصنوعة من البخور ربما كانت تحل محل القربان المحروقة الحقيقية.
تبادُل التجارة بين مصر »وبنت«: وفي هذا القبر نجد كذلك منظرًا لاستقبال جزية البلاد الأجنبية، ونلحظ فيه أن بعض الآسيويين قد أحضروا عربات (راجع: Ibid. Pl. XXIII, XXIV) )، ومن بين المناظر التي تسترعي النظر صورةٌ تمثِّل التجارة التي كانت تتبادل بين مصر وبلاد «بنت»، وليس لدينا أية إشارة إلى المكان الذي تقابَلَ فيه المصريون لتبادُل سلعهم مع أهل «بنت»، غير أنه في منظر في القبر رقم 140 في «ذراع أبو النجا» نفهم من وجود سفن ملاحة أهل «بنت» في البحر الأحمر، أنه كانت توجد ميناء على ساحل هذا البحر لهذا الغرض (راجع: Davies, M. M. A, Nov. 1935. Section II. p. 46)، ويُحتمَل أن تكون «القصير» الحالية (كما يقول ديفز) وهي الواقعة في نهاية طريق «قفط» الصحراوية، ويُشاهَد في هذا المنظر بقايا صورة «أمنمسو» بعربته وخيلها، وأمامه أهل «بنت» يحضرون سلعهم التي كانت تحتوي على صموغ عطرية، بعضها موضوع في حقائب وأكياس من الجلد، وبعضها مكوَّم أكوامًا عظيمة على صوان، أو مضغوط في هيئة مخاريط، وكذلك أحضروا معهم جلود قردة وحيوانين حيين، واحد منهما مربوط في حبل، والثاني حمل على ذراع رجل (راجع: J. E. A. XXVI. Pl. XXV )، وهنا نرى الكتاب المصريين منهمكين يدوِّنون سلع المبادلة، ولم يظهر لنا من الصور نوع السلع التي كان يتسلمها أهل «بنت» مقابل بضائعهم، وقد انتهت العملية برجوع المصريين إلى بلادهم، وكذلك عاد «أمنمسو» في عربته بعد انتهاء المأمورية، وقد كان أتباعه يسيرون خلفه على الأقدام، وكان بعضهم يسوق حميرًا محمَّلة بالماء اللازم لرجال الحملة، وكان آخرون يحملون بعض قِطَع من الخشب يجوز أنها من الأبنوس الذي استحوذوا عليه من أهالي «بنت»، على أن عدم حمل هؤلاء القوم أية أسلحة فتَّاكة عدا عصي قصيرة، لَدليل على أن الطريق إلى الساحل كانت مؤمنة بالشرطة، أو أن هذه البقعة من الصحراء لم يكن يسكنها قبائل من الذين اعتادوا السلب والنهب.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|