أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1609
التاريخ: 27-11-2014
1918
التاريخ: 11-10-2014
1788
التاريخ: 2023-08-04
1159
|
قال تعالى : { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجّيّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاها وَمَنْ لَمْ يَجعلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ }[ النور : 40].
تفسير الآية
( اللُجيّ ) : منسوب إلى اللُجّة ، وهي في اللغة البحر الواسع العميق ، ولكنّه استُخدم في لازم معناه وهو تردّد أمواجه ؛ فإنّ البحر كلّما كان عميقاً وواسعاً تزداد أمواجه ، وعلى ذلك فيكون المراد من قوله : { بَحْرٍ لُجّيّ } أي بحر متلاطم .
و( السحاب ) : عبارة عن الغيوم الممطرة ، بخلاف الغيم فهو أعم ، وإنّما استخدمَ كلمة السحاب ليكون سبباً لازدياد الظُلم .
هذا ما يرجع إلى تفسير مفردات الآية ، وأمّا المقصود فهو كالتالي :
إنّه سبحانه شبّه في الآية السابقة أعمال الكافرين ـ لأجل عدم الانتفاع بها ـ بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء ، ولكنّه تعالى شبّه أعمالهم في هذه الآية بالظُلمة وخلوّها من نور الحق ببحرٍ لُجيّ فوقه سحابة سوداء ممطرة ، ويعلو ماءه موج فوق موج ، فراكب هذا البحر تغمره ظلمة دامسة لا يرى أمامه شيئاً ، حتى لو أخرجَ يده فإنّه لا يراها مع قربها منه .
هذا هو المشبّه به ، وأمّا المشبّه : فالأعمال التي يقوم بها الكافر باطلة محضة ليس فيها من الحقّ شيء ، مثل هذا البحر اللجّي المحيط به عُتمة الظلام الذي ليس فيه نور .
ثمّ إنّ الآية تشير إلى ظُلمات ثلاث :
الأولى : ظُلمة البحر المحجوب من النور .
الثانية : ظُلمة الأمواج المتلاطمة .
الثالثة : السحاب الأسود الممطر .
فتراكم هذه الظلمات يحجب كلّ نور من الوصول ، وهكذا الحال في الكافر ، ففي أعماله ظلمات ثلاث يمكن بيانها بأنحاء مختلفة :
النحو الأول : ظلمة الاعتقاد ، ظلمة القول ، ظلمة العمل .
النحو الثاني : ظلمة القلب ، ظلمة البصر ، ظلمة السمع .
النحو الثالث : ظلمة الجهل ، ظلمة الجهل بالجهل ، ظلمة تصوّر الجهل عِلماً (1) .
ويمكن أن تكون هذه الظلمات المتراكمة إشارة إلى أمر آخر وهو : إصرار الكافر المتزايد على كفره وقبائح أعماله .
ولذلك يصفه سبحانه بقوله : { وَمَنْ لَمْ يَجعلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } .
إيقاظٌ
ثمّ إنّ بعض المؤلّفين في أمثال القرآن ذكروا الآية التالية واعتبروها من الأمثال ، قال سبحانه : { وَقَالُوا ما لِهذا الرَّسُول يَأْكُلُ الطَّعام وَيَمْشي فِي الأسواق لَوْلاَ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً * أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاّ رَجُلاً مَسْحُوراً * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأمثال فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً }[ الفرقان : 7 ـ 9] .
ولكنّ الآية ـ رغم ما جاء فيها من لفظ الأمثال ـ ليست من قبيل التمثيل ، وإنّما هي بصدد نقل ما وصِفَ به النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في لسان الكفّار ، حيث وصفوه بأنّه يأكل الطعام ، ويمشي في الأسواق ، فلا يصلح للرسالة .
ثمّ نقموا منه بأنّا سلّمنا أنّه رسول ، ولكنّه لماذا لا ينزل إليه مَلَك فيكون معه نذيراً ليتصل إنذاره بالغيب بتوسّط المَلَك ؟
ثمّ نقموا منه أيضاً بأنّه لماذا لم يُلقَ إليه كنز من السماء حتى يصرفه في حوائجه المادّية ، أو لماذا لا تكون له جنّة يأكل منها ، ثمّ في الختام وصفوه بأنّه مسحور .
فقال سبحانه اعتراضاً وتنديداً بوصفهم النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إيجاباً وسلباً بقوله : { انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأمثال } أي اُنظر كيف وصفوك تارة بأنّك : تأكل وتمشي في الأسواق ، وأُخرى بعدم اقترانك بمَلَك ، وثالثة بالفقر ، ورابعة بكونك مسحوراً ، بتخيّل أنّه رسول يأتيه مَلَك الوحي بالرسالة والكتاب .
وليس هاهنا مشبّه ، ولا مشبّه به ، ولا تمثيل ليبيّن موقف الرسول ، ولأجل ذلك صرّحنا في المقدّمة أنّه ليس من الأمثال القرآنية .
_______________________
1 ـ انظر تفسير الفخر الرازي : 24/8 ـ 9 .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|