أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016
693
التاريخ: 22-6-2017
2569
التاريخ: 23-9-2016
718
التاريخ: 23-9-2016
814
|
فصلٌ في زيارة مشاهد النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الطاهرين عليهم السلام:
اعلم أنّ النفوس القدسيّة سيّما نفوس الأئمّة (عليهم السلام) المعصومين من أدناس كل خطيئة إذا فارقوا أبدانهم واتّصلوا بعالم القدس والمجرّدات صارت غلبتهم وإحاطتهم بهذا العالم أقوى ولهم التمكّن من التصرّف في عالم الملك وتغيّر أجزائه عن مقتضى طباعها بعد مماتهم، كما كان في حال فهم {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 169، 170] وذلك يوجب هبوب نسائم ألطافهم وفيضان رشحات أنوارهم على الخلّص من قاصديهم وزوّارهم وشفاعتهم في غفران ذنوبهم وستر عيوبهم وكشف كروبهم، مع ما فيه من صلتهم وبرّهم وتجديد عهد ولايتهم وإعلاء كلمتهم وتشميت أعدائهم.
وكيف لا تكون من أعظم القربات ولو لم يكن الا من حيث كونه زيارة المؤمن لأجل إيمانه لكفى في عظيم الأجر والثواب، كما ورد به الحثّ الأكيد في أخبار العترة الأطياب، وصارت زيارة الأحبّاء (1) سنّة طبيعية متعارفة بين الشيخ والشابّ، فكيف بزيارة المعصومين عن الخطايا والأدناس والمطهّرين عن المعاصي والأرجاس مع ما لهم من الحقوق الكثيرة على الناس وتحمّلهم المشاقّ العظيمة في إرشاد الضالين وتنبيه الجاهلين مع كونهم أئمّة وقدوة للمسلمين، حججاً من الله على العالمين والمخلوق لأجلهم الأرض والسماء وأبوابه التي منها يؤتى، وأنواره التي بها يستضاء، أدلّاء العباد وأمناء الله في البلاد والأسباب المتّصلة بينهم وبين ربّ الأرباب.
هذا مع ورود الأخبار الكثيرة عنهم في هذا الباب بما هي مذكورة في كتب المزارات للأصحاب.
فإذا عرفت فضل زيارتهم وما فيها من الأسرار فأكثر من التواضع والخشوع والانكسار عند الدخول إلى مراقدهم الفائضة الأنوار وأحضر في قلبك ما لهم من رفعة الشأن وجلالة المقدار عند الملك الجبّار.
ثم عظّم جهدهم وجدّهم وسعيهم في إرشاد الناس وتطهيرهم عن الذمائم والأرجاس وإعلاء كلمة الله وتقويتها على مكائد الخنّاس.
ثم اطّلاعهم على ما في ضميرك من خير وشرّ ومجازاتهم إيّاك على وفق ما تقصده من نفع أو ضرّ فأخلص نيّتك في زيارتهم وأحضر في قلبك معاني ما تلفظه في مخاطبتهم، فإن ادعيت محبّة وولاية أو طاعة واقتداء فاحترز عن أن تكون كاذباً في دعواك مستحقّا للمقت والسخط في عقباك.
ثم أحضر ما وصل إليهم من أعدائهم من المشاقّ والمتاعب والظلم والغصب والاستيلاء على حقوقهم التي خصّصهم الله بها وقتلهم وأسرهم وفعل أنواع الأذى بالنسبة إليهم وتحمّلهم لها مع قدرتهم على دفعهم ودفعها محبّة لله وإطاعة لأمره وشوقاً في هداية الضعفاء وتكثيراً لأمّة سيّد الأنبياء ببقاء نسل أولئك الأطغياء سيّما ما جرى على سيّد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام وأولاده وأصحابه البررة الأتقياء ممّا اهتزّ به عرش ربّ العالمين وبكت عليه كافّة أهل السماوات والأرضين، وكذا سائر الأئمّة الطاهرين فتذكر مصائبهم وترقّ لهم وتبكي عليهم وتلعن على أعدائهم وظالميهم لعناً صحيحاً، وتحبّهم حبّاً عظيماً وتراعي الآداب الظاهرة المذكورة في كتب المزار وتخصّص كلاً منهم بما يليق بشأنه من الإجلال وتذكر ما جرى عليه واعتقاد ما يليق بظالميه من اللعن والنكال، وتبالغ في التضرّع والاستشفاع منهم، فإنّهم معادن الجود والكرم ومصابيح الهداية للأمم، والسلام على مَن اتّبع الهدى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في «ألف»: الأحياء.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|