أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-11
1106
التاريخ: 2024-01-09
721
التاريخ: 21-6-2016
6065
التاريخ: 20-6-2016
7197
|
تأسيس وخدمة بساتين الزيتون
Establishing Olive Groves and Cultural Practices
تعتبر شجرة الزيتون في القطر الشجرة الرائدة، والتي تستحوذ على اهتمام المزارعين وغير المزارعين، وكذلك على اهتمام الدولة لها بمؤسساتها المتخصصة، كيف لا وهي الشجرة الاولى في القطر فمساحتها تتجاوز 200000 هكتارا، وعددها يفوق 35 مليونا من الاشجار، المتفاوتة الاعمار وتكاد لا تخلو قرية في القطر الا وبها أشجار زيتون، حتى انها بدت في الفترة الاخيرة كأشجار زينة في بعض شوارع المدن وحدائقها. وفوق كل ذلك فقد باركها الله في قرآنه الكريم بالسور والآيات الكريمة، وأتت على ذكرها الكتب السماوية الأخرى، وكتب المؤرخين وحضارات العالم والتي تشير الى استيطان هذه الشجرة أصلا في مشرقنا العربي في سورية وفلسطين وطور سيناء ولا زالت تغطي جبالنا الساحلية مع أشجار الغابات الاخرى وفي آثارنا العربية في تدمر.
تحضير الموقع:
يراعى فلاحة الأرض ذات التربة الثقيلة، فلاحة عميقة في شهر آب لتدفن الاعشاب النجيلية القوية في التربة وتقضي عليها، لأنها ستعرض سوقها الزاحفة ( الريزومات ) للجفاف، وهذه تعتبر الخطوة الاولى لنجاح زراعة الزيتون في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وتتبع هذه العملية اذا كانت مزرعة الزيتون معدة لان تكون مروية وتتم هذه العملية قبل الفلاحة وتجري عملية التسوية بآلات زراعية مختلفة ترسم خريطة الري ان كانت الاشجار مروية، ويجب أن لا يغيب عن البال أن الارض التي تتم تسويتها يجب أن لا يقل سمك طبقتها الزراعية عن حد معين، أي أن تكون ذات عمق كاف. أما في الاراضي والسفوح المنحدرة فلابد وأن تكون الزراعة وفق خطوط التسوية ( الكونتور ).
خريطة مزرعة زيتون على خطوط الكونتور في أرض غير مستوية
السماد الاساس وتحسين التربة:
من المعروف أن طبقات التربة السطحية تثبت كلا من الفوسفور والبوتاسيوم، ولذلك فمن الصعب تأمين هذين العنصرين بصورة صالحة في متناول الجذور المغذية عند تمام انتهاء عملية غرس الاشجار. الا أنه عندما يتم اعداد الأرض وتكسير طبقات التربة، فمن السهل وضع هذه العناصر الغذائية في منطقة نشاط المجموع الجذري، وهذه الاسمدة الاساسية في غاية الأهمية لسببين:
1- تصحيح الاختلال أو عدم الاتزان الكيميائي للتربة.
2- لتأمين مصدر هذين العنصرين لغرسة الزيتون في مناطق انتشار جذورها.
أما الكمية المقدرة من هذين السمادين للهكتار فهي حوالي 2 – 3 طن صخر الفوسفات وحوالي 300 - 500 كغ كلوريد البوتاسيوم.
أما ان كانت زراعة الاشجار على أساس مواقع الجور ( وهذا هو الشائع ) فتنقص الكمية لتصبح 2,5 - 3 كغ من السوبر فوسفات وحوالي 500 - 800 غرام من سلفات البوتاسيوم، لكل شجرة.
الفلاحة:
دعنا نقول، أنه بصرف النظر عن التكاليف العالية، فان الفلاحة العميقة لكل المزرعة هو الذي ننصح به كأخصائيين حول العالم في مجال الزيتون باستثناء المواقع ذات الاراضي الرملية أو الخفيفة لأنها لا تقف عائقا امام انتشار الجذور، ولأنها أيضا جيدة التهوية.
تزداد الفلاحة عمقا كلما ازداد الطين في التربة، اما في الاراضي غير المفلوحة، وحيث التربة ثقيلة فان نمو وتطور المجموع الجذري للزيتون سيكون بطينا ومحدودا، بينما يكون النمو سريعا اذا كانت الارض مفلوحة، ويمكننا القول أن الفلاحة الكلية لكل الطبقة السطحية، تسرع من نمو الشجرة وان الاثمار سيكون خلال بضعة سنوات.
أما في المزارع المروية، وكذلك في المزارع ذات التربة الثقيلة، فلا داعي للتردد في قلب كامل للتربة إذا كان عمق التربة يسمح بذلك، والا فان التربة السطحية الجيدة يمكن قلبها فقط.
ويمكن تلخيص هذا الموضوع أن تفكيك التربة هو أهم شيء، ويعتمد ذلك على البنية الفيزيائية للتربة، ومعدل نمو الزيتون، وكثافة النباتات في وحدة المساحة.
أما في الاراضي الرملية، فان تكسر التربة في مكان غرس الشجرة يعتبر كافيا، وعادة تكون أبعاد الجورة 1 × 1 × 1م، وعلى كل فمن الافضل في كل الحالات أن يعاد بناء تربة الجور الى الجوانب ليتمشى ذلك مع طبيعة انتشار الجذور في الزيتون، ولذلك ففي بعض الأقطار تعمل جور الزيتون بعمق 50 - 60 سم ولكن ضمن مربع ضلعه 1.5 - 2 م.
وإذا صدف ووجدت طبقة صماء كلسية في منطقة الجدور، فلابد من تكسيرها أو تفجيرها، ويمكن عمل ذلك في الصيف السابق للزراعة. تتم الفلاحة عادة قبل بضعة شهور من الزراعة ( بدء المصيف ) حيث تكون التربة رطبة الى حد ما، أما ان كانت الارض جافة فيمكن اجراء ذلك في وقت متأخر الى حد ما.
موعد الزراعة:
يغرس الزيتون في الفترة ما بين شهري تشرين الثاني وشباط خلال فترة الراحة التي تكون فيها الشجرة، ويفضل الغرس مبكرا في المناطق القليلة الامطار والخفيفة التربة، أما الغرس في الخريف ( تشرين الثاني ) فيجب أخذ بعض الاحتياطات لتفادي جفاف الغراس التي نقلت الى المزرعة. اذ أنها كانت مخزنة من جهة ولان درجة الحرارة لا زالت مرتفعة نسبيا في مثل هذه الفترة من جهة ثانية.
فالزراعة المبكرة لغراس الزيتون تسمح بتشكل الجذور الجديدة خلال الشتاء والربيع قبل الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة صيفا، وهذا يعطي الغراس الفرصة للتغلب على فترة الجفاف، كما يمكن غرس الزيتون في شهر شباط إذا كان الماء متوفرا على مدار السنة.
مخطط المزرعة / كثافة الاشجار:
تعتمد خطة غرس أشجار الزيتون على أساس أن الشجرة من ساق واحد. أما كثافة هذه الاشجار في وحدة المساحة فيمكن اعتمادها من خلال نقطتين وهما: الناحية الفنية والناحية المادية.
فمن وجهة النظر الفنية، فإن كثافة أشجار الزيتون تتأثر بمدى القدرة على تأمين الغذاء الكافي والجيد لكل شجرة من الأرض المزروعة فيها، وتأمين الإضاءة، ولذلك يجب أن يتأمن للمجموع الجذري الحجم الكافي من التربة والذي من خلاله ينال غذاءه من محلول التربة. وكلما كانت التربة أفقر أو ضحلة أكثر، كلما قلت كشافة الاشجار، وأكثر من ذلك فالاعتبار الأول في هذا المجال هو مدى توفر الماء، ومخزون الأرض من المياه الجوفية وليس الغذاء.
فاذا توفر الماء بكميات كافية، فانه يمكن تكثيف عدد الاشجار إلى 100 شجرة للهيكتار ( 10 أشجار للدونم ) أي أن مسافات الزراعة 10 × 10 م، حتى لا تتداخل الاغصان مع بعضها البعض من الاشجار المتجاورة.
وفي الاراضي الجيدة جدا في تربتها، أو في حالة الاصناف القوية النمو، فان نمو الاغصان يكون أكبر، وان كثافة الاشجار يجب أن تقل وينزل العدد الى 85 شجرة للهيكتار.
وفي حالة شح مصادر المياه الجوفية ( قلة معدل الامطار السنوية ، عدم ري الاشجار ) ، يجب أن يتوفر لكل شجرة حجما أكبر من الأرض بحيث يصبح عدد الاشجار 17 شجرة في الهيكتار وهذا ما هو موجود في منطقة قريبة من صفاقس / تونس حيث تزرع الاشجار على أبعاد 24× 24 م، وتتعمق الجذور 5 - 6 م، وكل شجرة في هذه الحالة تنال من حجم الأرض ما يمكن تقديره بـ 3000 م3 (24 × 24 × 5) م.
ومعظم مزارع الزيتون في الاقطار والمناطق الماطرة بغزارة، فان كثافة الاشجار يصل إلى ما يزيد عن 100 شجرة / هيكتار ولكن ذلك يؤدي الى قلة المحصول.
أما من وجهة النظر الاقتصادية أو المادية:
ان ممارسة زراعة أشجار الزيتون كثيفة بجوار بعضها البعض يأتي بصورة عامة من الفكرة القائلة بأن هذه الاشجار ستصل لمرحلة الاثمار بصورة مبكرة. وأن البعض ينصح بزراعة ضعف أو أربعة أضعاف العدد المخصص لوحدة المساحة، وتبقى هكذا الى أن تثمر وتعمل محصولها، وعندما يشعر أمثال هؤلاء بأن الاشجار قد أصبحت كثيفة يعمدون إلى ازالة الزائد منها بالتفريد. وهذه الفكرة سليمة من الوجهة النظرية. الا أنه من النادر ازالة هذه الاشجار الفائضة في الوقت الملائم، وأن عملية الازالة عادة ما تؤجل من سنة لأخرى، في حين أن أشجار الزيتون تعاني من التأثير المرضي من خلال بقائها متزاحمة لفترة طويلة أكثر من اللازم. كما أن زراعة ضعف عدد الاشجار المقرر يؤدي إلى مضاعفة تكاليف الزراعة والتقليم والتسميد العضوي والري والمكافحة وغيرها، وكل هذه الأمور غير اقتصادية، وأنها ليست في كل الاوقات ممكنة التنفيذ.
ان زراعة الاشجار كثيفة جدا تؤدي الى تقليل كثافة أو شدة الضوء وبالتالي ضعف عملية التمثيل الضوئي من الاوراق، وقلة المحصول النهائي بالنتيجة، وتكثر مهاجمة الحشرات للأشجار، وتقل مقاومة الاشجار لها والتقليم لا بد وأن يكون شديدا كي تتمكن أشعة الشمس من اختراق المزرعة وكبر كميات الاسمدة المطلوبة وكذلك الري. وهذه هي حالة مزارع الزيتون القديمة في حوض البحر الابيض المتوسط.
نظام زراعة غراس الزيتون:
ان طريقة غرس أشجار الزيتون ضمن نظام معين مرغوب، هو أقل في تأثيره على انتاجية أشجار الزيتون في المستقبل، من تأثير تكثيف الغراس في وحدة المساحة، وللمزارع حرية اختياره للنظام المربع أو المستطيل أو أي نظام آخر يرغبه، أو الزراعة على خطوط الكونتور ( التسوية ) في المناطق ذات الانحدار كمحاولة لوقف: انجراف التربة علما أن خطوط الكونتور ليست بالضرورة خطوطا متوازية ، الا أنها أكثر تقاربا من الانظمة العادية ، فأن كانت المسافة 10م بين الاشجار في الوضع الطبيعي. تصبح هذه المسافة 8 م في الزراعة الكونتورية أو أقل.
وبعد تحديد أماكن الاشجار بالأوتاد على الابعاد المطلوبة، تحفر مواقع الغراس على عمق 50 - 60 سم - وبطول 1٫5 – 2 م. ويضاف السماد البلدي إلى التربة السطحية وتوضع في أسفل الجورة.
زراعة غراس الزيتون في الجور:
تنتشر في القطر العربي السوري حاليا توزيع الغراس على المزارعين في أكياس من البولي ايثيلين مليئة بخلطة زراعية خصبة. فيها نبات زيتون متكاثر خضريا عمره حوالي السنة، وذو مجموع جذري جيد، كما لازال بعض المزارعين في القطر يتداولون فيما بينهم غراس الزيتون اما بدون جذور ( كالقرم )، أو قطعا جذرية ذات كتلة كبيرة، جذورها عارية أو انها متكاثرة بطريقة الترقيد الارضي أو غيرها، مما يعرض المجموع الجذري أحيانا للجفاف والظروف المناخية غير الملائمة، اذ أن مثل هذه الغراس عليها أوراقها وهذه تعمل على سحب الماء من الغصن وتعمل على زيادة تعرضه للذبول والجفاف ولهذا فان نجاح زراعة غراس الزيتون سيتوقف على الطريقة التي اشترى فيها المزارع غراسه والتعامل معها.
أ- غراس الزيتون في اكياس:
توزع الغراس بأكياس على المواقع المعدة لها ، ثم يوضع في قاع الجورة وحتى ثلثها تقريبا خلطة من التراب السطحي والسماد البلدي القديم ، وأحيانا يوضع كمية بسيطة من مخلوط سوبر فوسفات وسلفات البوتاسيوم ثم يشق الكيس طوليا وتؤخذ منه « الصلية » بكاملها وتوضع فوق الخلطة ، ويملأ ما حولها بالتراب حتى ما يقرب من مستوى سطح التربة، على أن يكون ارتفاع الساق عن الأرض مساو تقريبا الى المستوى الذي كان عليه في الكيس ، ثم يرص التراب من حول الغرسة من الجهات الاربع بالأرجل لطرد الهواء المحصور بين حبيبات التربة حتى لا يؤدي بقاؤه الى تجفيف الجذور. ثم تروى الاشجار مباشرة لطرد الهواء المتبقي ولتأمين الرطوبة الكافية حول الجذور وتناولها للعناصر الغذائية من التربة الملاصقة لها.
ب- غراس الزيتون بدون تربة:
بما أن زراعة الزيتون تنتشر في كافة مناطق القطر، ويتميز المناخ بصيف حار جاف حسب بعض المناطق، وحتى نضمن نجاح زراعة مثل هذه الطريقة لابد من أخذ الاحتياطات التالية خاصة في الغراس عارية الجذور او في حال هبوب الرياح الجافة أو في كليهما:
1- ازالة الاوراق قبل قلع هذه الغراس.
2- غمس الغراس بمحلول من الطين أو من مخلوط من ( 1/3 من روث البقر و2/3 من التراب )، بحيث يعلق على الجذور طبقة رقيقة من هذا المزيج.
3- عدم تعرض مثل هذه الغراس للهواء سوآءا كانت في المشتل أثناء قلعها أو نقلها أو كانت في المزرعة استعدادا لزراعتها بل يجب لفها بقطعة من القماش والخيش، أو ان أعمل حفرة أو خندقا ثم أكوم التراب الرطب حولها إن كانت فترة الزراعة ستطول لأسبوع أو أكثر.
4- عدم تعرض مثل هذه الغراس وهي محملة على ظهر السيارات للرياح التي ستعمل على تجفيف أنسجة النبات.
5- تروى مثل هذه الغراس بعد وضعها في الجور مباشرة وذلك لطرد الجيوب الهوائية من المناطق المحيطة بالجذور وتحتاج مثل هذه الغراس الى 30 - 50 ليترا من الماء أو حسب حجم الجورة.
6- اعمل على حماية جذع الغرسة من ضربة الشمس وذلك بالدهان الابيض من الكلس الحي والجنزار ( كبريتات النحاس ).
اعداد الغراس وعمرها:
يجب أن نتذكر دوما بأن الغراس المفضلة من الزيتون هي الاصغر عمرا، علما بأن الغراس الناضجة أو البالغة يمكنها أن تنقل ولها فرصة كبيرة من النجاح، اما في حالة رداءة اعداد التربة، أو في حالة كثرة الاعشاب، فان غراس الزيتون الاكبر عمرا هي الافضل لمثل هذه الأراضي وليس الغراس الصغيرة، ولكن مثل هذه الحالة لا تعمل على تطوير وتحسين زراعة الزيتون ويشار هنا ان الغراس بعمر سنة أو سنتين هي قل تكلفة من الغراس الأكثر عمرا، وانه مع قليل من العناية يمكن لهذه الغراس الصغيرة أن توازي مثيلتها الأكبر عمراً.
كما يجب الاشارة أيضا الى ضرورة رفض غراس الزيتون المصابة بالتعقد البكتيري وذلك من ملاحظة التدرنات على الساق.
أما طريقة بيع الغراس فهي حول العالم اما عارية الجذور أو بأكياس مع ترابها ، أو بترابها ولكن بدون أكياس ، وكلها على حد سواء في فرصتها للنجاح ، ولكن المفضل هي تلك الجاهزة في اكياس اذا كانت نفقات النقل غير مكلفة ، وإنها أكثر سلامة ونجاحا تحت الظروف المناخية المتباينة، أما ان كانت الغراس كبيرة وجذورها كثيرة فلا بد من تقليم الجذور وغمسها كما سبق بمحلول الطين.
تقنية غرس الزيتون:
يمكن تنظيم العمل أثناء القيام بغرس الزيتون، فكل شخص او مجموعة اشخاص تتولى أداء عملية معينة. ومثال ذلك: فالبعض يقوم بنقل وتوزيع الغراس قبل قليل من الذين سيزرعونها، وذلك لتفادي ذبولها بسبب تعرضها للشمس، والبعض يقوم بأعداد الجور للزراعة الفعلية، وآخرون يزرعون الغراس فقط، والمجموعة الاخيرة تقوم بإرواء الغراس، وأحيانا بطليها بدهان أبيض ( من الكلس ). واذا كانت الغراس قصيرة فلا داعي لوضع السنادات أو الدعامات بجانبها الا اذا كان الساق طويلا.
عمق الزراعة:
ان المبدأ الذي سبق ذكره هو العمل على زراعة الغراس على نفس العمق الذي كانت عليه في المشتل. ولكن يعمد بعض المزارعين أو القائمين على زراعة الزيتون الى غرس الزيتون على عمق كبير اعتقادا منهم ان ذلك يمنع جفاف جذور الزيتون، ولكن هذه الحالة ان كانت موجودة في أشجار الفاكهة الأخرى فهي ليست موجودة في الزيتون، اذ أن غراس الزيتون سرعان ما تعطي جذورها الحديثة على العمق الصحيح، أما الزراعة العميقة لغراس الزيتون فيجب تجنبها في حالة المعدل السنوي للأمطار، وفوق كل ذلك في الاراضي الثقيلة والمتربة الرديئة التهوية التي لا تسمح بتعمق الجذور جيدا، وتكون جذورها رفيعة خيطية.
التسميد:
يعمد البعض الى اضافة الاسمدة البلدية ( العضوية ) وبكميات كبيرة الى غراس الزيتون على أساس أن ذلك سيساعدها على النمو السريع. ولكن على الاخوة المزارعين أو المهندسين أو الطلاب تجنب اي ملامسة بين الجذور وهذه الاسمدة، فعند تحللها تتضرر الجذور الحديثة كثيرا من نواتج التحلل.
ومن الافضل خلط هذه الاسمدة مع التراب قبل الزراعة، في وقت اعداد الجورة ووضع التراب في قاعدتها، كما ذكر ذلك قبل قليل، وأن يعمل المزارع على ملء ما يحيط بالغرسة بتربة ناعمة مأخوذة من التراب السطحي ويقال نفس الشيء عن الاسمدة الكيميائية، بعدم زيادة تركيزها حول الشعيرات الجذرية.
عدد الغراس في الجور:
لا يفضل زراعة أكثر من غرسة في الجورة الواحدة، فهي أكثر تكلفة وتزاحما، ولن تكون غراسها متماثلة في القوة كما وأنها لن تثمر هذه الغراس ( أكثر من واحدة ) عندما تصل لسن الاثمار أكثر من اثمار الغرسة الواحدة في الجورة الواحدة.
رعاية الغراس صيفا:
تتطلب بعض غراس الزيتون الحديثة أثناء قلمها أو تشذيب جذورها الى نوع من الرعاية خاصة في أشهر الصيف لحمايتها من الظروف غير الملائمة. وتعتبر عملية سقاية الغراس على فترات طويلة خاصة في الاراضي ذات التربة الطينية من أهم عمليات الخدمة البستانية لحماية الجذور الماسة من التلف، ولذلك يجب أن تكون السقاية كافية ليس فقط لترطيب التربة التي تشغلها الجذور، بل وتتعداها إلى ما يجاورها حتى تتشجع الجذور على الانتشار فيها والتعمق الى مسافة أبعد أيضا وقد قدرت احتياجات الغرسة من الماء في التربة الرملية بحوالي 30 ليترا وفي التربة الطينية بحدود 60 ليترا، وان تكرر عملية الري مرتين أو ثلاثة خلال أشهر الصيف، ويمكن اعطاء السماد الآزوتي قبل الري بمعدل لا يزيد عن ( 1 غ ) غراما واحدا لكل ليتر من الماء وبمعدل 30 - 60 غراما لكل سقاية للشجرة الواحدة.
الزراعة بين الغراس:
تبقى مساحة كبيرة من أرض مزرعة الزيتون الحديثة عارية وخالية من أي شيء بسبب البطء الواضح في نمو الأوراق خلال السنوات الاولى من عمرها. ولهذا يبدو منطقيا أن تزرع المسافة ما بين الاشجار ببعض المحاصيل الأخرى مثل المحاصيل العلفية والخضار وغيرها، والتي ستغطي مصاريف المزرعة حتى يحين موعد انتاجها، على أن لا تبقى في الأرض بل وتزال تدريجيا لاستمرار تطور نمو شجرة الزيتون بصورة طبيعية.
ويجب أن تتوقف عمليات الزراعة بين أشجار الزيتون في نهاية السنة السادسة في الاراضي الجيدة، والمروية، وبعد 10 - 15 سنة في المناطق الجافة حيث يعتبر عامل توفر الماء هو الاهم لان الماء قليل في مثل هذه المناطق. وأن تخطط المسافة بين الاشجار الى خطوط. ويزرع خط ويترك الآخر وهكذا بالتبادل في السنوات التالية.
ومع أن معظم ما يرغب الناس بزراعته هو محاصيل العلف الاخضر التي تسمح ببقاء جزء منها في التربة ليصبح كسماد ومادة عضوية، الا أن المناقشة لا زالت تدور حول زراعة محاصيل اشجار فاكهة أخرى ما بين الزيتون. وإذا كان لا بد من مثل هذه الزراعة فالأفضل هو زراعة العنب وبعض أشجار الفاكهة الأخرى المطعمة على أصول مقصرة.
كما يستعمل اللوز كشجرة بين الزيتون في المناطق الجافة، ولكن جذوره سرعان ما تصبح منافسة لجذور الزيتون ولذلك يفضل استبعاده، وتبقى طريقة الزراعة النظيفة هي الأفضل.
وبعد كل هذا العرض الموجز للزراعة ما بين أشجار الزيتون، واختلاف المزارعين فيما بينهم على جدواها. فيكاد يكون من المتفق عليه في معظم أقطار زراعة الزيتون، ان الزراعة ما بين الاشجار سوف تؤدي الى تزاحم النباتات بشكل كبير، وأكثر من ذلك، فأن زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل تتطلب الكثير من المعاملات اللازمة لها والتي لا تكون ملائمة لأشجار الزيتون نفسها فزراعة محاصيل الحبوب مثلا بين أشجار الزيتون يتطلب تحرك الآلات ال التي يعيقها وجود الاشجار من جهة، كما تضر اشجار الزيتون في موسم حصادها من جهة أخرى، وتؤدي لتشقق الارض وتقطع جذور الزيتون في مرحلة ما قبل وبعد حصاد الحبوب وحتى تنجح زراعة الحبوب يجب تربية أشجار الزيتون على ساق مرتفعة، والتي تجعل عملية جمع الثمار عملية شاقة من جهة بالإضافة إلى أن اصابة الزيتون بالحشرات وضرورة مكافحتها ستؤدي الى اتلاف محصول الحبوب من جهة أخرى . لكن لا زال بعض المزارعين يعملون حاليا في القطر على ممارسة زراعة ما ذكر من محاصيل ان كانت علفية وحبوب أو أشجار، أو خضار وبدرجات متفاوتة، لقناعتهم بضرورة زيادة دخلهم السنوي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|