أدت النتائج الواعدة والمشجعة لتطبيقات تكنولوجيا النانو في المجالات الحياتية التي تمس القضايا المتعلقة بالبيئة، الغذاء، الدواء، والطب والرعاية الصحية إلى أن يضعها البرنامج الإنمائي للألفية الثالثة التابع لهيئة الأمم المتحدة United Nations Millennium Development Goals MDGs في تقريره للعام 2005 كتقنية أولى ومعول أساسي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة الخاصة بالتنمية والتعمير والتخفيف من حدة المشاكل الناجمة عن الفقر والمرض، ولم يقتصر «المد النانوي» على الدول المتقدمة تكنولوجيا فقط، بل امتد ليصل إلى العالم كله، من غني وفقير وبدأت تلك التكنولوجيا الواعدة تنال كثيرا من الاهتمام من قبل عديد من دول العالم النامي، مثل الصين، كوريا الجنوبية، الهند، إسرائيل، البرازيل، الأرجنتين إيران، تركيا، تايوان، جنوب أفريقيا، سنغافورة، المكسيك، إندونيسيا، ماليزيا، وعدد آخر تجاوز الثلاثين دولة. ومن الجدير بالإشارة أن الصناعات القائمة على الثورات التكنولوجية التي سبقت ثورة النانو مثل صناعة الحديد والصلب الصناعات المرتبطة بقطاع السكك الحديد الغزل والنسيج صناعة السيارات صناعة الأجهزة والمعدات الكهربية والإلكترونية، تحتاج دائما إلى بنية تحتية صلبة هائلة، وتوافر رؤوس أموال ضخمة تعجز دولنا النامية عن توفيرها. هذا بالإضافة إلى أن تلك الصناعات قد احتكرت بالفعل من قبل الدول الصناعية الكبرى أو من بعض الدول النامية التي في طريقها للتحول إلى مصاف الدول العظمى، مما يُصعب من مهمة الدول الناشئة في المنافسة وإيجاد سوق عالمي لتسويق منتجاتها.

وقد وجدت دولنا النامية في هذه التكنولوجيا السبيل من أجل حل كثير من مشاكلها المتعلقة بمجالات الصحة البيئة المياه والطاقة تلك المشاكل التي عجزت عن إيجاد حلول لها المواد والطرق التقليدية. ومن المؤكد أن تؤدي تطبيقات النانو إلى المساهمة الفعالة في القضاء على ظاهرة البطالة بين الخرى جين الجدد، وتوفير فرص عمل في المشروعات البحثية والإنتاجية القائمة على تطبيقاتها المتقدمة.

هذا، وتتفوق تكنولوجيا النانو في كونها التكنولوجيا الوحيدة ذات الوظائف والاستخدامات المتعددة، حيث يمكن توظيف منتج واحد من منتجاتها النانوية في أكثر من مجال تطبيقي. وبطبيعة الحال يؤدي هذا إلى تخفيض تكلفة الإنتاج. لذا، فمن المرجح أن تضاعف تكنولوجيا النانو من القدرة الإنتاجية في البلدان النامية، وذلك من خلال تقديمها سبلا جديدة لعمليات تصنيعية مبتكرة ورخيصة مما يضمن الحصول على منتجات تكنولوجية عالية القيمة منخفضة السعر، تُستخدم في تطبيقات متنوعة، لا يتخلف عنها إلا قدر هامشي من الملوثات البيئية التي يمكن السيطرة عليها ومعالجتها.