صُممت أنواع جديدة من حجرات الاحتراق بغية تحسين كفاءة احتراق الفحم الحجري ومردود النقل الحراري، ومن ثم تقليل استهلاك الوقود وحجرة الحرق بقعر مسیل (fluidized bed combustion) هي واحدة من تلك التقنيات (الشكل 3.5)
في حجرة الحرق بقعر مُسيَّل، يُدفع هواء حار خلال فرشة فحم مسحوق. فيولد مرور الهواء، والحمل الحراري الناجم عن غازات حارة تأتي من احتراق جسيمات فحم ناعمة، معلقاً شبيهاً بالسائل ويحصل في هذه التركيبة احتراق كامل ومتجانس مع انبعاثات قليلة من أول أكسيد الكربون. وتكون درجة حرارة الاحتراق أخفض إلى حد ما من تلك التي تكون في فرشة ساكنة ، وهذا ما يقلّص مقدار أكسيد النتروجين الناتج. ويمكن تعديل ملائم للطريقة بالحقن المتزامن لمسحوق الجير في الفرشة بحيث يحصل تفاعل بين ثاني أكسيد الكبريت والجير (أكسيد الكالسيوم) لتكوين كبريتات كالسيوم صلبة:
           

(43.5)                                                      CaCO_{3 (s)} → CaO_(s) + CO_{2 (g)}                     

(44.5)                                                     CaO_(s) + SO_2(g) + O_2(g) → CaSO_4(s)
 

عند درجة حرارة الفرشة العالية تنفصل جسيمات الفحم غير المحترقة عن غاز الوقود بقوة الطرد المركزية في المدوم وتُعاد إلى فرشة الاحتراق ثانية. ويتوضع الرماد الثقيل، ومعه كبريتات الكالسيوم ، من خلال شبكة تحت الفرشة المسيلة، وتلتقط الجسيمات التي هي أدق، والمحمولة إلى الأعلى ضمن غازات المدخنة، في مرسب كهرساكن أو مرشح قماشي. تستطيع المرسبات الشائعة إزالة أكثر من 99% ( نسبة كتلية) من الجسيمات المحمولة ضمن الهواء والمنطلقة في أثناء احتراق الفحم، إلا أن مردودها يمكن أن يكون أقل كثيراً (30%) حين حسابه على أساس عدد الجسيمات. وعلى وجه الخصوص، تُعتبر هذه التجهيزات ذات كفاءة متدنية جداً من حيث عدم احتجازها للجسيمات ذات الأقطار التي تقل عن 5 مكرونات تقريباً، وهذه هي المواد الشديدة الخطورة على صحة الإنسان. سوف نقول المزيد عن الجسيمات الجوية وعن الحدّ منها الفصل التالي.

تعتبر هذه السيرورة عالية الكفاءة من حيث إزالتها لثاني أكسيد الكبريت، فهي تزيل نحو 90% منه. وهي تقلّص انبعاث أكاسيد النتروجين بنحو 50% بسبب ظروف الاحتراق المضبوطة، التي تعزز أيضاً تحويل أول أكسيد الكربون إلى ثاني أكسيد الكربون.