أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
2327
التاريخ: 19/11/2022
1242
التاريخ: 2023-09-22
942
التاريخ: 2024-06-05
577
|
الظروف السياسية والعسكرية للمدينة أثناء نزول السورة
مع تشكل الحكومة الإسلامية في المدينة، وبداية عهد اقتدار المسلمين، كان الخطر يتهاد حكومة الإسلام الفتية، بل وأصل موجوديتها، من أربعة محاور:
1. من مشركي قريش وعمو م عباد الأوثان في شبه الجزيرة العربية.
2. من اليهود الذين كان لهم الدور المحوري في تجارة واقتصاد المدينة.
3. من المنافقين الذين كان عددهم وإيجادهم للعراقيل في ازدياد تدريجي، وبشكل متزامن مع نمو القارة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية للمسلمين.
4. تجدد العداء التاريخي بين الأوس والخزرج بعد أن أخمدت الأخوة الإسلامية نيران البغضاء بينهم.
لكن أهم الأخطار التي كانت تهدد النظام الإسلامي هو خطر اليهود، الذين بذلوا قصارى جهدهم من أجل إثارة النفاق بين صفوف المسلمين، وإفشال الحكومة الإسلامية، ومن هذا المنطلق فقد فاق الحديث في سورة البقرة عن اليهود الحديث عن جميع الفرق المخالفة الأخرى. أما أهم إجراءاتهم على صعيد عدائهم للمسلمين فكانت كالتالي:
1. إلقاء الشبهات من أجل زعزعة الأسس العقائدية للأمة الإسلامية
وإضعاف عزيمتها. وقد جاءت سورتا البقرة والنساء لتبينا مجاداتهم في هذا الخصوص والرد عليها (1).
2. محاولة إعادة إذكاء نار الفتنة الداخلية، وإثارة الأحقاد القبلية الدفينة بين الأنصار (الأوس والخزرج).
3. إقامة علاقات سرية مع المشركين والمنافقين.
4. مؤازرة المشركين في الحروب التي نشبت بين المسلمين وقريش المشركة.
وبالرغم من أن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) : كان قد وفع معاهدات دفاعية مع يهود الأوس والخزرج، وكذا مع الطوائف اليهودية الثلاث المعروفة (وهم بنو قريظة، وبنو النضير، وبنو قينقاع) للحيلولة دون وضعهم للعراقيل، إلاً أن عداءهم المستمر، ونقضهم المتكرر للمواثيق والعهود آل إلى نشوب حروب دامية مع المسلمين كانت نتيجتها إبعاد اليهود من المدينة.
من النكات التي تسترعي الاهتمام أيضاً فيما يخص الظروف السياسية والعسكرية للمدينة التي تواكبت مع فترة نزول السورة ما يلي:
1. كانت القدرة العسكرية والقتالية للمسلمين في ازدياد مطرد، وقد سجل التاريخ سلسلة من المناورات العسكرية قام بها النبي في السنة الثانية للهجرة(2) من خلال إرسال سرايا «دوريات رصد ومراقبة» إلى نقاط مختلفة (3)؛ كالسرية التي بعثها بإمرة حمزة بن عبد المطلب في ثلاثين من المهاجرين(4)" حتى بلغ بهم طريق قوافل قريش التجارية على ضفاف البحر الأحمر، وإن قسماً من آيات سورة البقرة فيه إشارة إلى موضوع تلك السرايا (5).
كان غرض الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) من تلك المناورات -التي كان يشارك هو شخصياً في بعض منها كالسفر إلى «بواط» و«ذات العشيرة» - هو زيادة الجهوزية الدفاعية والهجومية للمسلمين من جهة، وإشعار المخالفين المعاندين، لاسيما مشركي مكة، بالقوة العسكرية والقدرة المتنامية للامة الإسلامية من جهة اخرى.
2. في الحقبة الزمنية الخاصة بنزول سورة البقرة لم تنشب أي معركة رسمية بين المسلمين والمعارضين. حتى معركة بدر كانت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، أي بعد انقضاء نزول السورة، وكانت الغاية من بعض الآيات الجهادية للسورة هي التمهيد لتلك الوقعة.
3. بالاستلهام من المعارف والتعاليم الإسلامية، أضحى المسلمون على درجة من الشغف بالجهاد والشهادة في سبيل الله، بحيث دفع بعض الفتية غير البالغين إلى الانضمام إلى صفوف الجيش الإسلامي ببدر، لكن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لم يسمح لهم بالحضور في ساحة النزال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. راجع السيرة النبوية لابن هشام، ج 2، ص513؛ و«تاريخ بيامبر اسلام"، د. ايتي (فارسي)، ص188.
2. يرى بعض المؤرخين أن إرسال السرايا ابتدأ منذ السنة الأولى للهجرة، في حين يرى البعض الآخر أن ذلك كان قد بدأ منذ شهر صفر من العام الثاني للهجرة. راجع «تاريخ ييامبر اسلام، د. آيتي (فارسي)، ص218.
3. السيرة النبوية لابن هثام،ج2، حن595 – 605؛؛ والمغازي، ج01ص9 - 19؛ والكامل في التاريخ، ج2، عى113؛ وبحار الأنوار، ج19، ص186.
4. السيرة النبوية لابن هشام، ج 2، ص 595.
5. مجمع البيان، ج 1 - 2،ص 551.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|