المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ربنا وآتنا ما وعدتنا على‏ رسلك}
2024-04-28
ان الذي يؤمن بالله يغفر له ويكفر عنه
2024-04-28
معنى الخزي
2024-04-28
شروط المعجزة
2024-04-28
أنواع المعجزة
2024-04-28
شطب العلامة التجارية لعدم الاستعمال
2024-04-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإمام علي (عليه السلام) يشبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  
  
859   02:27 صباحاً   التاريخ: 2023-11-21
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص302-314
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى محمّد صدر العالم باسناده عن محمّد بن أسامة بن زيد عن أبيه ، قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي : أشبه خلقي خلقك ، وأشبه خلقك خلقي ، فأنت منّي ومن شجرتي "[1].

وقال : أخرج الخطيب عن علي قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : اشبهت خلقي وخلقي ، وأنت من شجرتي التي أنا منها "[2].

وروى محب الدين باسناده عن أنس بن مالك ، قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ما من نبي إلا وله نظير في أمته وعلي نظيري "[3].

قال العاصمي : " وقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين نبينا محمّد المصطفى صلوات الله عليه عدد الحصى والثرى ، وعدد ما في الآخرة والأولى ، باثنين وعشرين شيئاً .

أولها : بالخلق والطينة ، والثاني : بالأخوّة والقرابة ، والثالث : بالعمر والمدة ، والرابع : بالاستسقاء في الجدوبة ، والخامس : باسم الرق والعبودية ، والسادس : بالعفو والمغفرة ، والسابع : بالأذن الواعية ، والثامن : بالحفظ والعصمة ، والتاسع : بالأمر والطاعة ، والعاشر : بالأذى والمحنة ، والحادي عشر : بالحب والمودة ، والثّاني عشر : بالشنآن والبغضة ، والثالث عشر : بالخلاف والمفارقة ، والرابع عشر : بالشتم والمسبّة ، والخامس عشر : بالسؤدد والرفعة ، والسادس عشر : بالأولى والحقيقة ، والسابع عشر : بالمولى والولاية ، والثامن عشر : باللواء والراية ، والتاسع عشر : بالأول والسابقة ، والعشرون : بالصاحب والصحبة ، الحادي والعشرون : بالتشبيه بالشجرة ، الثّاني والعشرون : بالتسمية في حال الولادة .

1 - أما الخلق والطينة : فقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام .

2 - وأما الإخوة والقرابة : قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في حديث المعراج ، ناداني مناد من وراء الحجاب نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي فاستوص به خيراً . . . وعن ابن عبّاس قال لما قدم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مكة قال لعلي بن أبي طالب : يا علي أنت مولى الله ومولى رسوله ، يا علي ، أنت مني وأنا منك ، وأنت أخي وصاحبي . . .

عن عبد الله بن عمرو العاص قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في مرضه الذي توفي فيه : ادعوا لي أخي ، فأرسلوا إلى أبي بكر . فدخل عليه فسلم ، فأجابه فقال : أرسل إليّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فلم يرد اليه الكلام فرجع أبو بكر فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ارسلوا إلى أخي ، فأرسلوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاءه فسلم عليه فأجابه فقال : أرسل إلي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فلم يرد اليه الكلام فقال : أرسلوا إلى أخي ، فأرسلوا إلى عثمان فدخل عليه فسلم عليه فأجابه ، فقال : أرسل إليّ نبي الله ؟ فلم يرد اليه الكلام ، فقال : أرسلوا إلى أخي ، فقالت أم سلمة : هل تعلمون له أخاً إلا أبا السبطين فأرسلوا اليه فدخل عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسلم عليه فقال : أرسل إليّ نبي الله ؟ قال : نعم قال : فوليا وجوههما إلى الحائط وردّا عليهما ثوباً فأسرَّ إليه والناس محجوبون وراء الباب فخرج علي فقال له رجل من الناس : أسر إليك نبي الله ؟ قال : نعم ، أسر إليّ الف باب لكل ألفا باب . . .

3 - وأما العمر والمدة : فان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج من الدنيا وهو ابن ثلاث وستين سنة كما ذكره أصحاب المغازي والتواريخ ، معروف ذلك في كتبهم .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه . . . عن عامر بن سعد قال : قتل أمير المؤمنين علي عليه السّلام وهو ابن ثلاث وستين سنة .

4 - وأما الاستسقاء في الجدوبة : فان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يستسقي إذا أصاب الناس جدب فيسقيهم الله ببركته . . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه في استسقائه ، روي لنا عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده قال : اجتمع إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قوم فشكوا إليه قلة المطر فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ادع لنا بدعوات في الاستسقاء فدعا علي بن أبي طالب الحسن والحسين رضي الله عنهم فقال للحسن ادع بدعاء في الاستسقاء . . . ثم قال للحسين : ادع بدعاء في الاستسقاء . . . قال : فما فرغا من دعائهما ، حتى صب الله تعالى عليهم السماء صباً . . .

5 - وأما اسم الرق والعبودية : فان الله تعالى سمى رسوله عليه السّلام عبد الله قوله : ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ )[4] الآية وقوله تعالى : ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْب مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا )[5] من نظائرهما من الآيات ، وقد روي إنّ النبي عليه السّلام لم يفرح بشئ مما سماه الله تعالى به من أسمائه كفرحه إذ سمّاه عبد الله . . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه . . . عن عباد بن عبد الله عن علي رضي الله عنه ، قال : أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب . . .

6 - وأما العفو والمغفرة : فان الله سبحانه أطلق لرسوله عليه السّلام بالمغفرة وبشره بها قوله تعالى : ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ )[6]. . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، أطلق له الرسول عليه السّلام بالمغفرة وبشره بها . . . عن علي بن موسى الرضا قال : حدّثني موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب كرم الله وجوههم قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي : " يا علي ، إنّ الله جل ثناؤه قد غفر لك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ومحبي شيعتك ومحبي محبي شيعتك ، فأبشر فإنك الأنزع البطين ، منزوع من الشرك بطين من العلم . . .

7 - وأما الأذن الواعية : فان الله سبحانه حكى عن المنافقين إنهم سموا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( أذنا ) ثم أثبت ذلك له وجعله إذن خير فقال : ( وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْر لَّكُمْ )[7].

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، سماه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أُذناً واعية . . . عن مكحول إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قرأ : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ )[8] فالتفت إلى علي وقال : يا علي ، سألت الله إنّ يجعلها أذنك ، وكذلك روي عن ابن عبّاس : الأذن الواعية علي عليه السّلام . . .

8 - وأما الحفظ والعصمة : فان الله سبحانه عصم نبيه عليه السّلام عن كلّ ذنب . . . وكذلك صانه عليه السّلام عن إنّ يضره أحد من الأعداء ، كما قال عزّوجلّ : ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )[9].

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه صانه الله تعالى من صغره إلى كبره عن كل ذنب . . . وكذلك صانه الله تعالى في صغره عن عبادة الأوثان .

9 - وأما الأمر والطاعة : فان الله سبحانه جعل طاعة رسوله عليه السّلام طاعة نفسه عزّوجلّ فقال : ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ )[10].

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه جعل الرسول عليه السّلام طاعته طاعة نفسه . . . عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي رضي الله عنه : من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ومن عصى علياً فقد عصاني .

10 - وأما الأذى والمحنة : فان الله سبحانه قرن أذى رسوله عليه السلام بأذى نفسه عزّوجلّ . فقال جلّ جلاله : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً )[11].

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه جعل الرسول عليه السّلام أذاه أذى نفسه عليه السّلام وجعل لمن أذاه اللعنة . . . عن سعد قال : سمعت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من آذى علياً فقد آذاني . . . وعن علي عليه السّلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من آذاني في عترتي فعليه لعنة الله . . .

11 - 12 - وأمّا الحب والبغض : فان الله تعالى علق محبته عزّوجلّ بمحبة رسوله عليه السّلام ومتابعته فقال عزّوجلّ : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ )[12].

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه جعل الرسول عليه السّلام حبه حب نفسه وبغضه بغض نفسه . . . عن ابن عبّاس إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نظر إلى علي فقال : من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني وبغيضك بغيض الله والويل لمن أبغضك بعدي . . . عن نعمان بن بشير عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : من قرأ قل هو الله أحد مرةً فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثاً فكأنما قرأ القرآن كله ، ألا ومن أحب علياً بقلبه أعطاه الله ثلث ثواب هذه الأمة ، ومن أحبه بقلبه وبدنه أعطاه الله ثلثي ثواب هذه الأمة ، ومن أحبه بقلبه وبدنه ولسانه أعطاه الله ثواب هذه الأمة كلها . . . وعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي : انّه لا يبغضك أحد إلا أدخله الله النار فقد أوجب الله حبي وحب أهل بيتي وعترتي على كل مسلم فمن لم يقبل ذلك فقد هلك . . .

13 - وأما الخلاف والمفارقة : فان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جعل مفارقة المرتضى رضوان الله عليه مفارقة نفسه . . . عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي : يا علي من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فارقني .

14 - وأما الشتم والمسبة : فان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم جعل مسبة المرتضى مسبة نفسه عليه السّلام . . . عن أم سلمة . . . قالت : فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عزّوجلّ . . وعن أنس عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : من سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عزّوجلّ ، ومن آذى علياً فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزّوجلّ . . .

15 - وأما السؤدد والرفعة : فان الله سبحانه سمى رسوله عليه السّلام سيداً ، بقوله ( يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ )[13] يريد يا سيد الأنبياء والمرسلين في أحد الأقاويل فيه ، وسمى الرسول عليه السّلام نفسه سيداً . . . عن أنس إنّ الناس ذكروا يوم القيامة عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال عليه السّلام : والذي نفسي بيده وإني لسيد الناس يومئذ . . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه سمّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سيداً . . . عن ابن عباس : إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم نظر إلى علي فقال : أنت سيد في الدنيا والآخرة ، من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني .

16 - وأما الأُولى والحقيقة : فان الله تعالى جعل رسوله عليه السّلام أولى الناس وأولى بالمؤمنين فقال : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ )[14] وقال تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ )[15]. . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه جعله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أولى الناس . . . عن وهب بن حمزة قال : صحبت علياً إلى مكة فرأيت منه بعض ما اكره فقلت لئن رجعت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأشكونك قال : فلما رجعت لقيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلت إني رأيت من علي كذا ورأيت منه كذا فقال : لا تقل هذا لعلي وهو أولى الناس بكم بعدي .

17 - وأما المولى والولاية : فان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . . عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : نشد علي الناس إنّ من سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من كنت مولاه فان علياً مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام اثنا عشر بدرياً ، فقالوا نشهد إنا سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قال : قلنا بلى ، قال : اللهم من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . . . حدّثنا أبو نعيم قال : قلت لفطر ، كم بين قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي من كنت مولاه فعلي مولاه إلى وفاته صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : مائة يوم - فطر لعله ابن خليفة - . . .

18 - وأما اللواء والراية : فان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذكر إنّ ولد آدم عليه السّلام كلهم يكونون تحت رايته ولوائه . . عن حذيفة قال : قال أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يا رسول الله ، إبراهيم خليل الرحمن وعيسى كلمة الله وروحه وموسى كلم الله تكليماً فماذا أعطيت أنت ؟ قال : ولد آدم يوم القيامة كلهم تحت رايتي وأنا أول من يفتح له باب الجنة .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، ذكر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّ لواء الحمد يكون بيده . . .

19 - وأما الأول والسبقة : فان الله سبحانه أمر رسوله عليه السّلام بان يقول : ( وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )[16] قوله : ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) إلى ( وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )[17] عن أنس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وأنا أول من ينشق عنه الأرض ولا فخر ، وأنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه جعله المصطفى صلوات الله عليه ، أول من ينفض رأسه من التراب يوم القيامة . . . عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أولكم وروداً على الحوض أولكم اسلاماً علي بن أبي طالب . . . .

20 - وأما المصاحب والصحبة : فان الله تعالى سمى رسوله عليه السّلام صاحباً بقوله : ( وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُون )[18].

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، سماه الرسول عليه السّلام صاحباً . . . عن ابن عبّاس قال : لما قدم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مكة قال لعلي بن أبي طالب : يا علي أنت مولى الله ومولى رسوله ، يا علي أنت مني وأنا منك وأنت أخي وصاحبي .

21 - وأما التشبيه بالشجرة : فان الله سبحانه شبه رسوله عليه السّلام بالشجرة ، قوله تعالى : ( يُوقَدُ مِن شَجَرَة مُّبَارَكَة زَيْتُونِة )[19] في أحد القولين .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، شبهه الرسول عليه السّلام بالشجرة . . . عن أنس بن مالك عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال : أنا شجرة الهدى ، وعليّ أغصانها ، وفاطمة فرعها ، والحسن والحسين ثمرتها ، فمن أبغضهم فلا يستظل بظل لوائي يوم القيامة .

22 - وأما تشبيه التسمية في حال الولادة : . . . عن محمّد بن إسحاق قال : ويزعمون فيما يحدث الناس والله أعلم إنّ آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة أم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كانت تحدث إنها أنبئت حين حملت برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقيل لها : إنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع إلى الأرض فقولي أعيذه بالواحد من شرّ كلّ حاسد ثم سميه محمّداً . . .

فكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، لما ولدته أمه واختلف في اسمه ، قال قائلهم : يا رب يا ذا الغسق الدجى ، وقد ذكرناه في آخر فصل مشابهته بيحيى عليه السّلام .

وهذا نص ما أشار إليه مما ذكره في مشابهته بيحيى عليه السّلام ، قيل : لما ولد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، أرادت أمه إنّ تسميه بأسد ، وأراد أبوه اسماً آخر فلم يقع اتفاقهم على واحد ، فطاف أبو طالب بالبيت ، يدعو الله عزّوجل ليلته كلها إنّ يلهم الصواب فيه وقال :

يا رب يا ذا الغسق الدجى * والقمر المنبلج المضي

بيّن لنا من حتمك المقضّي * ماذا ترى من أمر ذا الصبي

فوقع على صدره لوح مكتوب فيه :

خصصتما بالولد الزكي * الطيب المهذب المرضي

إنّ اسمه من شامخ عُلويّ * عليّ اشتق من العليّ

فرجع إلى أهله وسمي علياً ، ووقع الاتفاق منهم عليه "[20].

قال البياضي : " محمّد خاتم النبيين وسيدهم ، وعلي خاتم الأوصياء وسيدهم ، ركب النبي البراق وركب علي كتف النبي ، علامة الرسالة في كتف النبي ، علامة الشجاعة في ساعدي علي عليه السّلام "[21].

أقول : بلغ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام أعلى درجات الكمال الانساني ، فاجتمعت فيه خصال الأنبياء والرسل كلهم ، وصار مرآة لتجلِّي تلك الفضائل التي اختص بها كل من هؤلاء الأنبياء ، ولذلك شبهه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بهم[22] ، واعتبره الوجه المعبر عنهم .

وليس هذا مضمون الأحاديث المستفيضة التي تلونا عليك شطراً منها فحسب ، بل راح الشعراء يعطرون قصائدهم بهذه المنقبة الجليلة ، ورغم إنهم استخدموا قريحتهم الأدبية في بيانها بأحسن وجه ، اعترفوا بالعجز عن ايفاء الموضوع حقه ، والقصور عن بلوغ الغاية :

فهذا ابن أبي الحديد المعتزلي يقول في إحدى قصائده السبع العلويات :

يا برق إن جئت الغريّ فقل له * أتراك تعلم من بأرضك مودع

فيك ابن عمران الكليم وبعده * عيسى يقفّيه وأحمد يتبع

بل فيك جبريل وميكال وإسرافيل * والملأ المقدّس أجمع

بل فيك نور الله جل جلاله * لذوي البصائر يستشف ويلمع

فيك الإمام المرتضى فيك الوصي * المجتبى فيك البطين الأنزع

الضارب الهام المقنع في الوغى * بالخوف للبهم الكماة يقنِّع

والسمهرية تستقيم وتنحني * فكأنها بين الأضالع أضلع

والمترع الحوض المدعدع حيث لا * واد يفيض ولا قليب يترع

ومبدّد الابطال حيث تألبوا * ومفرق الأحزاب حيث تجمعوا

والحبر يصدع بالمواعظ خاشعاً * حتى تكاد لها القلوب تصدّع

حتى إذا استعر الوغى متلظّياً * شرب الدماء بغلّة لا تنقع

متجلبباً ثوباً من الدم قانياً * يعلوه من نقع الملاحم برقع

زهد المسيح وفتكة الدهر الذي * أودى به كسرى وفوز تبّع

هذا ضمير العالم الموجود عن * عدم وسرّ وجوده المستودع

هذي الأمانة لا يقوم بحملها * خلقاء هابطة وأطلس أرفع

تأبى الجبالُ الشمّ عن تقليدها * وتضجّ تيهاء وتشفق برقع

هذا هو النور الذي عذباته * كانت بجبهة آدم تتطلّع

وشهاب موسى حيث أظلم ليله * رفعت له لألاؤه تتشعشع

يا من له ردّت ذكاء ولم يفز * بنظيرها من قبل إلاّ يوشع

يا هازم الأحزاب لا يثنيه عن * خوض الحمام مدجّجّ ومدرّع

يا قالع الباب الذّي عن هزّهه * عجزت اكفّ أربعون وأربع

لولا حدوثك قلت إنك جاعل * الأرواح في الأشباح والمتنزع

لولا مماتك قلت إنك باسط * الأرزاق تقدر في العطا وتوسّع

ما العالم العلويّ إلاّ تربة * فيها لجثّتك الشريفة مضجع

ما الدهر إلا عبدك القنّ الذي * بنفوذ أمرك في البريّة مولع

أنا في مديحك ألكن لا اهتدي * وأنا الخطيب الهبزريّ المصقع

أأقول فيك سميدع كلاّ ولا * حاشا لمثلك إنّ يقال سميدع

بل أنت في يوم القيامة حاكم * في العالمين وشافع ومشفّع

ولقد جهلت وكنت أحذق عالم * أغرار عزمك أم حسامك أقطع

وفقدت معرفتي فلست بعارف * هل فضل علمك أم جنابك أوسع

لي فيك معتقد سأكشف سرّه * فليصغ أرباب النّهى وليسمعوا

هي نفثة المصدور يطفي بردها * حرّ الصبابة فاعذلوني أو دعوا

والله لولا حيدر ما كانت * الدنيا ولا جمع البرية مجمع

من أجله خلق الزمان وضوّئت * شهب كنسن وجنّ ليل أدرع

علم الغيوب اليه غير مدافع * والصّبح أبيض مسفر لا يدفع

واليه في يوم المعاد حسابنا * وهو الملاذ لنا غداً والمفزع

هذا اعتقادي قد كشفت غطاءه * سيضرّ معتقداً له أو ينفع[23]

 


[1] معارج العلى في مناقب المرتضى ص 92 ، مخطوط .

[2] معارج العلى في مناقب المرتضى ص 93 ، ورواه الوصابي في أسنى المطالب ، الباب الثّامن فصل فضائل متفرقة ص 45 / رقم 4 .

[3] الرّياض النضرة ج 3 ص 153 .

[4] سورة الجنّ : 19 .

[5] سورة البقرة : 23 .

[6] سورة الفتح : 2 .

[7] سورة التّوبة : 61 .

[8] سورة الحاقّة : 12 .

[9] سورة المائدة : 67 .

[10] سورة النساء : 80 .

[11] سورة الأحزاب : 57 .

[12] سورة آل عمران : 31 .

[13] سورة يس : 1 - 2 .

[14] سورة آل عمران : 68 .

[15] سورة الأحزاب : 6 .

[16] سورة الأنعام : 162 .

[17] سورة الأنعام : 163 .

[18] سورة التكوير : 22 .

[19] سورة النور : 35 .

[20] زين الفتى ص 528 .

[21] الصّراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج 1 ص 103 .

[22] جمع أحاديث الأشباه وأقوال الحفاظ العلاّمة الشّيخ عبد الحسين الأميني في كتابه الغدير ج 3 ص 355 والسيّد محمّد حسن القزويني الحائري في : الإمامة الكبرى والخلافة العظمى ج 2 ص 157 مخطوط .

[23] القصائد السّبع العلّويات ص42-44.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






لأعضاء مدوّنة الكفيل السيد الصافي يؤكّد على تفعيل القصة والرواية المجسّدة للمبادئ الإسلامية والموجدة لحلول المشاكل المجتمعية
قسم الشؤون الفكرية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المؤسّسات الأكاديمية في نيجيريا
ضمن برنامج عُرفاء المنصّة قسم التطوير يقيم ورشة في (فنّ الٕالقاء) لمنتسبي العتبة العباسية
وفد نيجيري يُشيد بمشروع المجمع العلمي لحفظ القرآن الكريم