أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2016
2054
التاريخ: 14-4-2016
1654
التاريخ: 12-7-2016
1626
التاريخ: 18-5-2016
1868
|
وبعد أن ألقينا نظرة سريعة على حاجة الجسم من الغذاء، فلا بدّ أن نعلم أنّ كل زيادة في تناول الغذاء تؤدي بالنتيجة إلى السمنة التي تساعد على الاصابة بأمراض كثيرة، ولذلك نهى القرآن الكريم عن الكثرة في تناول المأكولات والمشروبات بقولـه تعالى:
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا } [الأعراف: 31] فمقدمة الآية أمر بتناول الطعام والشراب لأنّه ضروري لاستمرارية الحياة، إلاّ أنّه عقب هذا الأمر ينهى عن الاسراف في تناول الطعام والشراب، ففي الآية أمر ونهي وكل من هذا الأمر والنهي ضروري لاستمرارية الحياة بشكل صحي سليم بعيداً عن نقص التغذية وبعيداً عن السمنة المفرطة وأمراضها.
فانظر إلى هذا الايجاز البليغ وانظر إلى هذه الفوائد العظيمة المترتبة على هذا الإيجاز، واذا علمنا ما يترتب على الاسراف من تناول الطعام والشراب، اتضح لنا لِمَ شبّهت الآية الكريمة أكل الكفار بأكل الأنعام، وما يترتب على ذلك من الأضرار، وأيضاً صورة تشبيهية تنفّر المؤمن من التشبه بالكفار والحيوانات، وتنفره من الاكثار من تناول الأطعمة والاشربة.
وجاءت السنة المطهرة في أحاديث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) وأهل بيته (عليهم السلام) مفسّرة وشارحة لمضامين الآية الكريمة ومبيّنة الفوائد البدنية والنفسية التي يجتنيها الإنسان من الاعتدال في تناول الطعام والشراب.
قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم ): «ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّاً من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، وإن كان لا بدّ فاعلاً، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» (تنفسه).
وقال(صلى الله عليه واله وسلم ): «لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإنّ القلب كالزرع يموت إذا كثر عليه الماء» وقال(صلى الله عليه واله وسلم ) :«أفضلكم منزلة عند الله أطولكم جوعاً وتفكراً، وأبغضكم إلى الله تعالى كل نؤوم أكول شروب».
وقال(صلى الله عليه واله وسلم ) : «إنّ أبغض الناس إلى الله المتخوم الملآن».
وقال الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) : «إنّ البطن ليطغى من أكلة وأقرب ما يكون العبد من الله إذا خفّ بطنه، وأبغض ما يكون العبد إلى الله إذا امتلأ بطنه».
وقال: «ليس لابن آدم بدٌّ من أكلة يقيم بها صلبه، فإذا أكل أحدكم طعاماً، ليجعل ثلث بطنه للطعام، وثلث بطنه للشراب، وثلثه للنفس، ولا تسمنوا تسمن الخنازير للذبح».
وقال: «ما من شيء أضرّ لقلب المؤمن من كثرة الأكل».
وبالنظر لهذه الأحاديث الشريفة التي تبيّن أن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء، توضح أنّ أخذ حاجة الجسم من الطعام، والامتناع عن الزيادة، توجب صحة البدن ودفع الأمراض، والكسل والنوم، والاعتدال في الأكل والشرب يوجب صفاء القلب ورقته، وتذكُّر جوع الفقراء، والانكسار المانع من الطغيان وكسر الشهوات، والابتهاج بذكر الله تعالى.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|