المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5863 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
من آداب عصر الغيبة: القيام عند ذكر القائم
2024-07-03
من آداب عصر الغيبة: طلب التشرف بلقائه
2024-07-03
ما الفرق بين الأفعال الأخلاقيّة وغيرها؟
2024-07-03
ما الأخلاق؟
2024-07-03
من آداب عصر الغيبة: الزيارة
2024-07-03
صور الرقابة الإدارية
2024-07-03

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


زيارة الإمام الحسين سيّد الشهداء (عليه السلام).  
  
1064   10:15 صباحاً   التاريخ: 2023-09-12
المؤلف : الشيخ محمد بن جعفر المشهديّ.
الكتاب أو المصدر : المزار الكبير.
الجزء والصفحة : ص 370 ـ 387.
القسم : الاخلاق و الادعية / صلوات و زيارات /

إذا وردت إن شاء الله أرض كربلاء فانزل منها بشاطئ العلقميّ، ثم اخلع ثياب سفرك، واغتسل منه غسل الزيارة مندوبا، وصف هذه النية لهذا الغسل بقلبك: اغتسل غسل زيارة الحسين عليه ‌السلام مندوبا قربة إلى الله، وتكون النية مقارنة للفعل، وقل وأنت تغتسل: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، اللهم صل على محمد وال محمد وطهر قلبي، وزك عملي، ونور بصري، واجعل غسلي هذا طهورا وحرزا، وشفاء من كل داء وسقم وآفة وعاهة، ومن شر ما احذر، إنّك على كل شئ قدير. اللهمّ صل على محمد وال محمد واغسلني من الذنوب كلّها والآثام والخطايا، وطهّر جسمي وقلبي من كلّ آفة يمحق بها ديني، واجعل عملي خالصا لوجهك يا ارحم الراحمين. اللهمّ صلّ على محمد وال محمد واجعله لي شاهدا يوم حاجتي وفقري وفاقتي، إنّك على كل شئ قدير. ثمّ اقرأ (انا أنزلناه في ليلة القدر).

فإذا فرغت من الغسل فالبس ما طهر من ثيابك، ثم توجّه إلى المشهد على ساكنه السلام، وعليك السكينة والوقار، وأنت متحف خاضع ذليل، تكبّر الله تعالى وتحمده وتسبّحه وتستغفره، وتكثر من الصلاة على نبيّه محمد وآله الطاهرين عليهم ‌السلام.

باب ورود المشهد:

فإذا انتهيت إلى بابه فقف عليه وكبر أربعا ثم قل: اللهم انّ هذا مقام أكرمتني به وشرفتني، اللهم فأعطني فيه رغبتي، على حقيقة ايماني بك وبرسولك عليه ‌السلام.

ثم ادخل رجلك اليمنى قبل اليسرى وقل: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين. ثم امش حتى تدخل الصحن، فإذا دخلته فكبر أربعا وتوجه إلى القبلة، وارفع يديك وقل: اللهم إني إليك توجهت، واليك خرجت، واليك وفدت، ولخيرك تعرضت، وبزيارة حبيب حبيبك إليك تقربت، اللهم فلا تمنعني خير ما عندك لشر ما عندي. اللهم اغفر لي ذنوبي، وكفر عني سيئاتي، وحط عني خطيئاتي واقبل حسناتي. ثم اقرأ الحمد والمعوذتين و (قل هو الله أحد)، و (انا أنزلناه)، وآية الكرسي، وآخر الحشر: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ *هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 21 - 24] وتصلّي ركعتين تحية المشهد، وصفة النية لها ان تضمر بقلبك أصلي تحية المشهد مندوبا قربة إلى الله. فإذا فرغت وسبّحت فقل: الحمد لله الواحد في الأمور كلها، خالق الخلق، لم يعزب عنه شئ من أمورهم، عالم كل شئ بغير تعليم، وصلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه، وسلامه وسلام جميع خلقه على محمد المصطفى وأهل بيته. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي أنعم علي وعرفني فضل محمد وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته. اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وشدت إليه الرحال، وأنت يا سيدي أكرم مأتى وأكرم مزور، وقد جعلت لكل آت تحفة، فاجعل تحفتي بزيارة قبر وليك وابن بنت نبيك وحجتك على خلقك فكاك رقبتي من النار. اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل عملي، واشكر سعيي، وارحم مسيري من أهلي، بغير من اللهم مني عليك، بل لك المن علي، إذ جعلت لي السبيل إلى زيارة وليك، وعرفتني فضله، وحفظتني حتى بلغتني. اللهم وقد أتيتك وأملتك، فلا تخيب أملي، ولا تقطع رجائي، واجعل مسيري هذا كفارة لما قبله من ذنوبي، ورضوانا تضاعف به حسناتي، وسببا لنجاح طلباتي، وطريقا لقضاء حوائجي، يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل سعيي مشكورا، وذنبي مغفورا، وعملي مقبولا، ودعائي مستجابا، إنك على كل شئ قدير، اللهم إني أردتك فأردني، وأقبلت بوجهي إليك فلا تعرض عني، وقصدتك فتقبل مني، وإن كنت لي ماقتا فارض عني، وارحم تضرعي إليك ولا تخيبني.

باب القول عند معاينة الجدث:

ثم امش حتى تعاين الجدث، فإذا عاينته فكبّر أربعا واستقبل وجهه بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك وقل: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، يا ذا الجلال والاكرام، السلام على رسول الله، أمين الله على وحيه وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، وعليه‌ السلام ورحمة الله وبركاته. السلام على أمير المؤمنين، عبد الله وأخي رسوله، الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين. السلام على أئمة الهدى الراشدين، السلام على الطاهرة الصديقة فاطمة سيدة نساء العالمين. السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين، السلام على ملائكة الله المسومين، السلام

على ملائكة الله الزوّارين، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا المشهد بإذن الله مقيمون.

باب القول عند الوقوف على الجدث:

ثم امشِ حتى تقف عليه، فإذا وقفت فاستقبله بوجهك على الحد المرسوم لك عند المعاينة وقل: السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله.

السلام عليك يا وارث وصي رسول الله، السلام عليك يا وارث الحسن الرضي، السلام عليك أيها الشهيد الصدّيق، السلام عليك أيها الوصي البر التقي، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك.

اشهد أنّك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه، وعبدته مخلصا حتى أتاك اليقين. لعن الله أمة ظلمتك، وأمة قاتلتك، وأمة قتلتك، وأمة أعانت عليك، وأمة خذلتك، وأمة دعتك فلم تجبك، وأمة بلغها ذلك فرضيت به، وألحقهم الله بدرك الجحيم. اللهمّ العن الذين كذبوا رسلك، وهدموا كعبتك، واستحلوا حرمك، وألحدوا في البيت الحرام، وحرفوا كتابك، وسفكوا دماء أهل بيت نبيك، وأظهروا الفساد في أرضك، واستذلوا عبادك المؤمنين. اللهم فضاعف عليهم العذاب الأليم، واجعل لي لسان صدق في أولياءك المصطفين، وحبّب إليّ مشاهدهم، وألحقني بهم، واجعلني معهم في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين. ثم تضع يدك اليسرى على القبر، وأشر بيدك اليمنى وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله إن لم تكن أدركت نصرتك بيدي، فها أنا ذا وافد إليك بنصري، قد أجابك سمعي وبصري، وبدني ورأيي وهواي على التسليم لك، وللخلف الباقي من بعدك، والأدلاء على الله من ولدك، فنصرتي لكم معدة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين. ثم ارفع يديك إلى السماء وقل: اللهم إنّي اشهد أنّ هذا القبر قبر حبيبك وصفوتك من خلقك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة لك على خلقك، فأعذر في الدعوة، وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة، والعمى والشك والارتياب، إلى باب الهدى والرشاد. وأنت يا سيدي بالمنظر الأعلى، ترى ولا ترى، وقد توازر عليه في طاعتك من خلقك من غرته الدنيا، وباع آخرته بالثمن الأوكس، وأسخطك وأسخط رسولك عليه‌ السلام، وأطاع من عبادك أهل الشقاق والنفاق، وحملة الأوزار، المستوجبين النار، اللهم العنهم لعنا وبيلا، وعذبهم عذابا أليما. ثم حط يدك اليسرى وأشر باليمنى منهما إلى القبر وقل: السلام عليك يا وارث الأنبياء، السلام عليك يا وصي الأوصياء، السلام عليك وعلى آلك وذريتك الذين حباهم الله بالحجج البالغة، والنور والصراط المستقيم. بأبي أنت وأمي ما أجل مصيبتك وأعظمها عند الله، وما أجل مصيبتك وأعظمها عند رسول الله، وما أجل مصيبتك وأعظمها عند أنبياء الله (1)، وما أجل مصيبتك وأعظمها عند شيعتك خاصة. بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله، اشهد أنك كنت نورا في الظلمات، واشهد أنك حجة الله وأمينه (2)، وخازن علمه ووصي نبيه، واشهد أنك قد بلغت ونصحت، وصبرت على الأذى في جنبه. واشهد أنّك قد قتلت وحرمت، وغصبت وظلمت، واشهد أنك قد جحدت واهتضمت (3)، وصبرت في ذات الله، وأنك قد كذبت ودفعت عن حقك، وأُسيئ إليك فاحتملت. واشهد أنّك الامام الراشد الهادي هديت، وقمت بالحق وعملت به، واشهد أن طاعتك مفترضة، وقولك الصدق، ودعوتك الحق، وأنك دعوت إلى الحق، وإلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فلم تجب، وأمرت بطاعة الله فلم تطع، واشهد أنك من دعائم الدين وعموده، وركن الأرض وعمادها. واشهد أنك والأئمة من أهل بيتك كلمة التقوى، وباب الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا، واشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله وأشهدكم أني بكم مؤمن، ولكم تابع في ذات نفسي، وشرايع ديني، وخواتيم عملي، ومنقلبي إلى ربي. واشهد أنك قد أديت عن الله وعن رسوله صادقا، وقلت أمينا، ونصحت لله ولرسوله مجتهدا، ومضيت على يقين، لم تؤثر ضلالا على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، فجزاك الله عن رعيتك (4) خيرا، وصلى الله عليك صلاة لا يحصيها غيره، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. اللهم إنّي أصلي عليه كما صليت عليه، وصلى عليه ملائكتك وأنبياؤك ورسلك وأمير المؤمنين والأئمة أجمعون، صلاة كثيرة متتابعة مترادفة يتبع بعضها بعضا، في محضرنا هذا وإذا غبنا، وعلى كل حال، صلاة لا انقطاع لها ولا نفاد. اللهم بلغ روحه وجسده في ساعتي هذه وفي كل ساعة تحية منّي كثيرة وسلاما، آمنا بالله وحده واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. السلام عليك يا ابن رسول الله، أتيتك بأبي أنت وأمي زائرا وافدا إليك، متوجها بك إلى ربك وربي لينجح لي بك حوائجي، ويعطيني بك سؤلي، فاشفع لي عنده، وكن لي شفيعا، فقد جئتك هاربا من ذنوبي متنصلا (5) إلى ربي من سيّئ عملي، راجيا في موقفي هذا الخلاص من عقوبة ربي، طامعا أن يستنقذني ربي بك من الردى. أتيتك يا مولاي وافدا إليك، إذ رغب عن زيارتك أهل الدنيا، وإليك كانت رحلتي، ولك عبرتي وصرختي، وعليك أسفي، ولك نحيبي وزفرتي، وعليك تحيتي وسلامي، ألقيت رحلتي بفنائك، مستجيرا بك وبقبرك مما أخاف من عظيم جرمي، وأتيتك زائرا ألتمس ثبات القدم في الهجرة إليك. وقد تيقنت أنّ الله جل ثناؤه بكم ينفس الهم، وبكم يكشف الكرب، وبكم يباعدنا عن نائبات الزمان الكلب (6)، وبكم فتح الله، وبكم يختم، وبكم ينزل الغيث، وبكم ينزل الرحمة، وبكم يمسك الأرض أن تسيخ (7) بأهلها، وبكم يثبت الله جبالها على مراتبها (8)، وقد توجّهت إلى ربي بك يا سيدي في قضاء حوائجي ومغفرة ذنوبي، فلا أخيبن من بين زوارك فقد خشيت ذلك إن لم تشفع لي، ولا ينصرفن زوارك يا مولاي بالعطاء والحباء والخير والجزاء، والمغفرة والرضا، وأنصرف مجبوها بذنوبي، مردودا عليّ عملي، قد خيبت لما سلف مني. فان كانت هذه حالي فالويل لي ما أشقاني وأخيب سعيي، وفي حسن ظني بربي وبنبيي وبك يا مولاي وبالأئمة من ذريتك ساداتي ألّا أخيب، فاشفع لي إلى ربي ليعطيني أفضل ما أعطى أحدا من زوارك، والوافدين إليك، ويحبوني ويكرمني ويتحفني بأفضل ما من به عليّ أحد من زوارك والوافدين إليك. ثم ارفع يديك إلى السماء وقل: اللهم قد ترى مكاني، وتسمع كلامي، وترى مقامي وتضرعي، وملاذي بقبر وليك وحجتك وابن نبيك، وقد علمت يا سيدي حوائجي، ولا يخفى عليك حالي. وقد توجهت إليك بابن رسولك وحجتك وأمينك، وقد أتيتك متقربا به إليك وإلى رسولك، فاجعلني به عندك وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، وأعطني بزيارتي أملي، وهب لي مناي، وتفضل عليّ بشهوتي ورغبتي، واقض لي حوائجي، ولا تردني خائبا، ولا تقطع رجائي، ولا تخيب دعائي، وعرفني الإجابة في جميع ما دعوتك من أمر الدين والدنيا والآخرة. واجعلني من عبادك الذين صرفت عنهم البلايا والأمراض، والفتن والأعراض، من الذين تحييهم في عافية، وتميتهم في عافية، وتدخلهم الجنة في عافية، وتجيرهم من النار في عافية، ووفق لي بمن منك صلاح ما أؤمل في نفسي وأهلي وولدي وإخواني ومالي، وجميع ما أنعمت به علي، يا أرحم الراحمين. ثم انكب على القبر وقل: السلام عليك يا حجة الله وأمينه (9)، وخليفته في عباده، وخازن علمه، ومستودع سره، بلغت عن الله ما أمرت به، ووفيت وأوفيت، ومضيت على يقين شهيدا وشاهدا ومشهودا صلوات الله ورحمته عليك. أنا يا مولاي وليك، اللائذ بك في طاعتك، ألتمس ثبات القدم في الهجرة عندك وكمال المنزلة في الآخرة بك، أتيتك بأبي أنت وأمي ونفسي ومالي وولدي زائرا، وبحقك عارفا، متبعا للهدى الذي أنت عليه، موجبا لطاعتك، مستيقنا فضلك، مستبصرا بضلالة من خالفك، عالما به، متمسكا بولايتك وولاية آبائك وذريتك الطاهرين، ألا لعن الله أمة قتلتكم وخالفتكم، وشهدتكم فلم تجاهد معكم، وغصبتكم حقكم. اتيتك يا ابن رسول الله مكروبا، واتيتك مغموما، واتيتك مفتقرا إلى شفاعتك، ولكل زائر حق على من أتاه، وأنا زائرك ومولاك وضيفك، النازل بك، والحال بفنائك، ولي حوائج من حوائج الدنيا والآخرة. بك أتوجه إلى الله في نجحها وقضائها، فاشفع لي عند ربك وربي في قضاء حوائجي كلها، وقضاء حاجتي العظمى التي إن أعطانيها لم يضرني ما منعني، وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطاني فكاك رقبتي من النار والدرجات العلى، والمنة عليّ بجميع سؤلي ورغبتي، وشهواتي وإرادتي ومناي، وصرف جميع المكروه والمحذور عني، وعن أهلي وولدي وإخواني ومالي وجميع ما أنعم علي، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. ثم ارفع رأسك وقل: الحمد لله الذي جعلني من زوار ابن نبيه، ورزقني معرفة فضله والاقرار بحقه، والشهادة بطاعته، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، السلام عليك يا ابن رسول الله، لعن الله قاتليك، ولعن الله خاذليك، ولعن الله سالبيك، ولعن من رماك، ولعن من طعنك، ولعن المعينين عليك، ولعن السائرين إليك، ولعن من منعك شرب ماء الفرات، ولعن من دعاك وغشك وخذلك، ولعن الله ابن آكلة الأكباد، ولعن الله ابنه الذي وترك.

ولعن الله أعوانهم واتباعهم وأنصارهم ومحبيهم، ومن أسس لهم، وحشا الله قبورهم نارا، والسلام عليك بأبي أنت وأمي ورحمة الله وبركاته. ثم انحرف عن القبر وحول وجهك إلى القبلة، وارفع يديك إلى السماء وقل: اللهم من تهيأ وتعبأ، وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق، رجاء رفده وجائزته، ونوافله وفواضله وعطاياه، فإليك يا رب كانت تهيئتي وتعبئتي، وإعدادي واستعدادي وسفري، وإلى قبر وليك وفدت، وبزيارته إليك تقربت، رجاء رفدك وجوائزك ونوافلك وعطاياك وفواضلك. اللهم وقد رجوت كريم عفوك، وواسع مغفرتك، فلا تردني خائبا فإليك قصدت، وما عندك أردت، وقبر إمامي الذي أوجبت عليّ طاعته زرت، فاجعلني به عندك وجيها في الدنيا والآخرة، وأعطني به جميع سؤلي، واقض لي به جميع حوائجي، ولا تقطع رجائي، ولا تخيب دعائي، وارحم ضعفي، وقلة حيلتي، ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك.

مولاي فقد أفحمتني (10) ذنوبي، وقطعت حجتي، وابتليت بخطيئتي، وارتهنت بعملي، وأوبقت (11) نفسي، ووقفتها موقف الأذلاء المذنبين، المجترئين عليك، التاركين أمرك، المغترين بك، المستخفين بوعدك. وقد أوبقني ما كان من قبيح جرمي وسوء نظري لنفسي، فارحم تضرعي وندامتي، وأقلني عثرتي، وارحم عبرتي، واقبل معذرتي، وعد بحلمك على جهلي، وبإحسانك على إساءتي، وبعفوك على جرمي، وإليك أشكو ضعف عملي، فارحمني يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر لي، فاني مقر بذنبي، معترف بخطيئتي، وهذه يدي وناصيتي أستكين بالفقر مني يا سيدي، فاقبل توبتي، ونفس كربي، وارحم خشوعي وخضوعي وأسفي على ما كان مني، ووقوفي عند قبر وليك، وذلي بين يديك. فأنت رجائي ومعتمدي، وظهري وعدتي، فلا تردني خائبا، وتقبل عملي، واستر عورتي، وآمن روعتي، ولا تخيبني، ولا تقطع رجائي من بين خلقك يا سيدي. اللهم وقد قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل صلى الله عليه وآله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] يا رب وقولك الحق، وأنت الذي لا تخلف الميعاد، فاستجب لي يا رب، فقد سألك السائلون وسألتك، وطلب الطالبون وطلبت منك، ورغب الراغبون ورغبت إليك، وأنت أهل ألّا تخيبني ولا تقطع رجائي، فعرفني الإجابة يا سيدي، واقض لي حوائج الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين ثم انحرف إلى عند الرأس، فصل ركعتين، تقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الثانية فاتحة الكتاب وسورة الرحمن فإذا سلمت وسبحت تسبيح الزهراء عليها‌السلام، ومجد الله كثيرا واستغفر لذنبك، وصل على رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم ارفع يديك وقل: اللهم إنا أتيناه مؤمنين به، مسلمين له، معتصمين بحبله، عارفين بحقه، مقرين بفضله، مستبصرين بضلالة من خالفه، عارفين بالهدى الذي هو عليه، اللهم إني أشهدك واشهد من حضر من ملائكتك، أني بهم مؤمن، وبمن قتلهم كافر. اللهم اجعل ما أقول بلساني حقيقة في قلبي وشريعة في عملي، اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي قدم ثابت، وأثبتني فيمن استشهد معه اللهم العن الذين بدلوا نعمتك كفرا، سبحانك يا حليم عما يعمل الظالمون في الأرض، يا عظيم ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل عليهم، فتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا يا كريم. أنت شاهد غير غائب، وعالم بما أوتي إلى أهل صلواتك وأحبائك، من الأمر الذي لا تحمله سماء ولا أرض، ولو شئت لانتقمت منهم، ولكنك ذو أناة، وقد أمهلت الذين اجترأوا عليك وعلى رسولك وحبيبك، فأسكنتهم أرضك، وغذوتهم بنعمتك إلى أجل هم بالغوه، ووقت هم صائرون إليه، ليستكملوا العمل فيه، للذي قدرت، والأجل الذي أجلت، في عذاب ووثاق، وحميم وغساق، والضريع والاحراق، والأغلال والأوثاق، وغسلين وزقوم وصديد، مع طول المقام في أيام لظى، وفي سقر التي لا تبقي ولا تذر في الحميم والجحيم، والحمد لله رب العالمين. ثم استغفر لذنبك وادع بما أحببت، فإذا فرغت من الدعاء فاسجد وقل في سجودك: اللهم إني أشهدك واشهد ملائكتك وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت ربي، والاسلام ديني، ومحمد نبيي، وعلى والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والخلف الباقي، عليهم أفضل الصلوات، أئمتي، بهم أتولى، ومن عدوهم أتبرأ، اللهم إني أنشدك دم المظلوم ـ ثلاثا. اللهم إنّي أنشدك بايوائك (12) على نفسك لأوليائك، لتظفرنهم بعدوك وعدوهم، أن تصلي على محمد وعلى المستحفظين من آل محمد، اللهم إني أسألك اليسر بعد العسر ـ ثلاثا. ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل: يا كهفي حين تعييني المذاهب، وتضيق عليّ الأرض بما رحبت، ويا بارئ خلقي رحمة بي وقد كان عن خلقي غنيا، صل على محمد وعلى المستحفظين من آل محمد ـ ثلاثا. ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل: يا مذل كل جبار، ويا معز كل ذليل، صل على محمد وال محمد وفرج عني. ثم قل: يا حنان يا منان، يا كاشف الكرب العظام ـ ثلاثا ـ ثم عد إلى السجود وقل: شكرا شكرا ـ مائة مرة، واسأل حاجتك.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عند الملا الاعلى (خ ل).

(2) امين الله وحجته (خ ل).

(3) اهتضمت ـ على بناء المجهول ـ غصبت.

(4) رعيته (خ ل).

(5) تنصل إليه من الجناية إذا خرج وتبرأ.

(6) كلب الزمان: اشتد.

(7) ساخ قدمه في الطين: غاصت.

(8) مراسيها (خ ل).

(9) السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، اشهد انّك حجة الله وأمينه (خ ل).

(10) أفحمتني: أسكنتني ولم تدع لي عذرا وجوابا.

(11) أوبقه: حبسه وأهلكه.

(12) الوأي: الوعد الذي يوثقه الرجل على نفسه ويعزم على الوفاء به، وعدي بعلى بتضمين معنى الجعل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.