المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5863 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


زيارة لأمير المؤمنين (عليه السلام) من كتاب الأنوار.  
  
906   07:59 صباحاً   التاريخ: 2023-09-03
المؤلف : الشيخ محمد بن جعفر المشهديّ.
الكتاب أو المصدر : المزار الكبير.
الجزء والصفحة : ص 225 ـ 239.
القسم : الاخلاق و الادعية / صلوات و زيارات /

بالإسناد عن يوسف الكناسي وعن معاوية بن عمار جميعا عن أبي عبد الله عليه ‌السلام قال: إذا أردت الزيارة لأمير المؤمنين عليه ‌السلام فاغتسل حيث تيسّر لك، وقل حين تعزم: اللهم اجعل سعيي مشكورا، وذنبي مغفورا، وعملي مقبولا، واغسلني من الخطايا والذنوب، وطهر قلبي من كل آفة، وزك عملي، وتقبل سعيي، واجعل ما عندك خيرا لي، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين والحمد لله رب العالمين.

ثم امشِ وعليك السكينة والوقار حتى تأتي باب الحرم، فقم على الباب وقل: اللهم إنّي أريدك فأردني، وأقبلت بوجهي إليك فلا تعرض بوجهك عنّي، وإنّي قصدت إليك فتقبّل منّي، وإن كنت ماقتا فارضَ عنّي، وإن كنت ساخطا عليّ فاعفُ عنّي، وارحم مسيري إليك برحمتك أبتغي بذلك رضاك، فلا تقطع رجائي ولا تخيّبني يا أرحم الراحمين. اللهم أنت السلام، ومنك السلام، واليك يعود السلام، وأنت معدن السلام، حيينا ربنا منك بالسلام، الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدّره تقديرا. السلام عليك يا أبا الحسن، اشهد أنّك قد بلّغت عن رسول الله ما أمرك به، ووفيت بعهد الله، وتمّت بك كلمات الله، وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين. لعن الله من قتلك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي عنه، أنا بأبي أنت وأمي وليّ لمن والاك، وعدو لمن عاداك، أبرأ إلى الله ممّن برئت منه وبرئ منكم. ثم تقول: السلام عليك يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته، اشهد أنّك تسمع صوتي، اتيتك متعاهدا لديني وبيعتي ائذن لي في بيتك، اشهد انّ روحك المقدّسة أغيبت بالقدس والسكينة، جعلت لها بيتا تنطق على لسانك. ثم ادخل وقل: السلام على ملائكة الله المقرّبين، السلام على ملائكة الله المردفين، السلام على حملة العرش الكروبيّين، السلام على ملائكة الله المنتجبين، السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم بإذن الله مقيمون. الحمد لله الذي أكرمني بمعرفته ومعرفة رسوله ومن فرض طاعته، رحمة منه وتطوّلا منه على بذلك، الحمد لله الذي سيّرني في بلاده وحملني على دوابّه، وطوى لي البعيد، ودفع عنّي المكاره، حتى أدخلني حرم ولي الله وأرانيه في عافية، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، جاء بالحق من عنده، واشهد أنّ عليا عبد الله وأخو رسوله. اللهم عبدك وزائرك، متقرّب إليك بزيارة أخي رسولك، وعلى كلّ مزور حق على من أتاه وزاره، وأنت أكرم مزور وخير مأتى. فأسألك يا رحمان يا رحيم، يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أن تصلّي على محمد وآل محمد، وان تجعل تحفتك إياي من زيارتي في موقفي هذا فكاك رقبتي من النار، واجعلني ممّن يسارع في الخيرات رغبا ورهبا واجعلني من الخاشعين. اللهم إنّك بشّرتني على لسان نبيك فقلت: {وبشّر الذين امنوا انّ لهم قدم صدق عند ربهم} (1)، اللهم فانّي بك مؤمن وبجميع آياتك موقن، فلا توقفني بعد معرفتهم موقفا تفضحني على رؤوس الخلائق، بل أوقفني معهم، وتوفني على تصديقي فإنّهم عبيدك، خصصتهم بكرامتك، وأمرتني باتباعهم. ثم تدنو من القبر وتقول: السلام من الله على رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيّين وإمام المتّقين، السلام على أمين الله على رسالاته، وعزائم رسله ومعدن الوحي والتنزيل، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، والشاهد على الخلق، والسراج المنير، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على محمد وأهل بيته المظلومين، أفضل وأكمل، وأرفع وأنفع وأشرف ما صليت على أحد من أنبيائك وأصفيائك. اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك وخير خلقك بعد نبيك (2) ووصي رسولك، الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل خطابك من خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم وصل على الأئمة من ولده، القوامين بأمرك من بعد نبيك المطهرين، الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك وأعلاما لعبادك. ثم تقول: السلام على الأئمة المستودعين، السلام على خالصة الله من خلقه أجمعين، السلام على المؤمنين الذين قاموا بأمر الله وخالفوا لخوفه العالمين، السلام على ملائكة الله المقربين. ثم تقول: السلام عليك يا أمين الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا إمام الهدى، السلام عليك يا علم التقى، السلام عليك أيها البر التقي، السلام عليك أيها السراج المنير. السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا أبا الحسن والحسين، السلام عليك يا وصي الرسول، السلام عليك يا عمود الدين ووارث علم الأولين والآخرين، وصاحب الميسم والصراط المستقيم، السلام عليك يا ولي الله. أنت أول مظلوم، وأول من غصب حقه، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين، واشهد أنك لقيت الله وأنت شهيد، عذب الله قاتلك بأنواع العذاب، جئتك يا ولي الله عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، معاديا لأعدائك ومن ظلمك، ألقى على ذلك ربي إن شاء الله، إن لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي فيها عند ربك، فان لك عند الله مقاما محمودا، وإن لك عنده جاها وشفاعة، وقد قال الله تعالى: {ولا يشفعون الا لمن ارتضى} (3).

السلام عليك يا نور الله في سمائه وأرضه، واذنه السامعة، وذكره الخالص، ونوره الساطع، اشهد أن لك من الله المزيد، وأن وجهك إلى قبل رب العالمين، وأن لك من الله رزقا جديدا تغدو عليك الملائكة في كل صباح، رب اغفر لي وتجاوز عن سيئاتي، وارحم طول مكثي في القيامة به، فإنك علام الغيوب وأنت خير الوارثين ثم تقول: السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث هود نبي الله (4)، السلام عليك يا وارث داود خليفة الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين (5) بك. اشهد أنّك أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، واتبعت الرسول، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وبلغت عن رسول الله، ووفيت بعهد الله، وتمت بك كلمات الله، وجاهدت في سبيل الله حق جهاده، ونصحت لله ولرسوله، وجدت بنفسك صابرا محتسبا، ومجاهدا عن دين الله، موقيا لرسول الله صلى الله عليه وآله، طالبا ما عند الله، راغبا فيما وعد الله، ومضيت للذي كنت عليه شاهدا ومشهودا، فجزاك الله عن رسوله وعن الاسلام وأهله أفضل الجزاء. وكنت أول القوم إسلاما، وأخلصهم ايمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم عناء، وأحوطهم على رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله، وأفضلهم مناقب، وأكثرهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، قويت حين ضعف أصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله. وكنت خليفته حقا، برغم المنافقين وغيظ الكافرين، وكيد (6) الحاسدين وضغن (7) الفاسقين، فقمت بالأمر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا، ومضيت بنور الله إذ وقفوا، فمن اتبعك فقد هدي، كنت أقلهم كلاما، وأصوبهم منطقا، وأكثرهم رأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالله. وكنت للدين يعسوبا، أولا حين تفرق الناس، واخرا حين فشلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا، وشمرت إذ جنبوا (8)، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ جزعوا. كنت على الكافرين عذابا صبا وغلظة وغيظا، وللمؤمنين عينا وحصنا وعلما، لم تفلل حجتك، ولم يرتب قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك، وكنت كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواص. وكنت كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه وآله: قويا في أمر الله، وضيعا في نفسك، عظيما عند الله، كبيرا في الأرض، جليلا في السماء (9)، لم يكن لأحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز، ولا لأحد عندك هوادة (10) الضعيف الذليل عندك قوي عزيز، حتى تأخذ له بحقه والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء. شأنك الحق والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم، وأمرك حكم وحزم، ورأيك علم وعزم، اعتدل بك الدين، وسهل بك العسير، وأطفئت بك النيران، وقوي بك الإسلام والمؤمنون، وسبقت سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا، فعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الأنام، فانا لله وإنا إليه راجعون. ولعن الله من قتلك، ولعن الله من شايع على قتلك، ولعن الله من خالفك، ولعن الله من ظلمك حقك، ولعن الله من عصاك، ولعن الله من غصبك حقك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله منهم برئ، لعن الله أمة خالفتك، وأمة جحدت ولايتك، وأمة حادت عنك، وأمة قتلتك، الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود. اللهم العن قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك، بجميع لعناتك وأصلهم حر نارك، اللهم العن الجوابيت والطواغيت، وكل ند يدعى من دون الله، وكل ملحد مفتر، اللهم العنهم وأشياعهم وأتباعهم وأولياءهم وأعوانهم ومحبيهم لعنا كثيرا. اللهم العن قتلة أمير المؤمنين، اللهم العن قتلة الحسن والحسين اللهم عذبهم عذابا لا تعذبه أحدا من العالمين، وضاعف عليهم عذابك بما شاقوا ولاة أمرك، وعذبهم عذابا لم تحله بأحد من خلقك.

اللهم أدخل على قتلة رسولك وأولاد رسولك وعلى قتلة أمير المؤمنين وقتلة أنصاره وقتلة الحسن والحسين وأنصارهما، ومن نصب لآل محمد وشيعتهم حربا من الناس أجمعين، عذابا مضاعفا في أسفل درك من الجحيم، لا يخفّف عنهم من عذابها وهم فيه مبلسون ملعونون، ناكسوا رؤوسهم عند ربهم، قد عاينوا الندامة والخزي الطويل، بقتلهم عترة أنبيائك ورسلك واتباعهم من عبادك الصالحين. اللهمّ العنهم في مستسر السر وظاهر العلانية في سمائك وارضك، اللهمّ اجعل لي لسان صدق في أوليائك، وحبّب إليّ مشاهدهم، حتى تلحقني بهم وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين. ثم انكب على القبر وأنت تقول: يا سيدي تعرّضت لرحمتك بلزومي لقبر أخي رسولك صلوات الله عليه عائذا، لتجيرني من نقمك وسخطك، ومن زلازل يوم تكثر فيه العثرات، يوم تقلب فيه القلوب والأبصار، يوم تبيض فيه وجوه وتسود فيه وجوه، يوم الازفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين، يوم الحسرة والندامة. يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه، يوم مقداره خمسون ألف سنة يوم يشيب فيه الوليد، وتذهل كل مرضعة عمّا أرضعت، يوم تشخص فيه الأبصار، وتشغل كل نفس بما قدمت، وتجادل كل نفس عن نفسها، ويطلب كل ذي جرم الخلاص. ثم ارفع رأسك وقل: اللهم ان ترحمني اليوم، وفي يوم مقداره خمسون ألف سنة، فلا خوف ولا حزن، وان تعاقب، فمولى له القدرة على عبده وجزاه بسوء فعله، ان لم ارحم نفسي فكن أنت رحيمها، الحجج كلها لك ولا حجة لي ولا عذر. ها أنا ذا عبدك المقر بذنبي، فيا خير من رجوت عنده المغفرة بالإقرار والاعتراف، هذه نفسي بما جنت معترفة، وبذنبي مقرة، وبظلم نفسي معترفة، وذنوبي أكثر مما أحصيها، وإنما يخضع العبد العاصي لسيده، ويخشع لمولاه بالذل. فيا من أقر له بالذنوب، ما أنت صانع بمقر لك بذنبه، متقرّب إليك برسولك وعترة نبيك، لائذ بقبر أخي رسولك صلوات الله عليهما، يا من يملك حوائج السائلين، ويعرف ضمير الصامتين، كما وفّقتني لزيارتي ووفادتي ومسألتي ورحمتني بذلك، فأعطني مناي في آخرتي ودنياي، ووفقني لكل مقام محمود تحب أن تدعى فيه بأسمائك وتسأل فيه من عطائك. اللهم إني لذت بقبر أخي رسولك ابتغاء مرضاتك، فانظر اليوم إلى تقلبي في هذا القبر وبه فكني من النار، ولا تحجب عنك صوتي، ولا تقلبني بغير قضاء حوائجي، وارحم تضرعي وتملقي وعبرتي، واقلبني اليوم مفلحا منجحا، وأعطني أفضل ما أعطيت من زاره ابتغاء مرضاتك. ثم اجلس عند رأسه وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، والمسلمين لك بقلوبهم، والناطقين بفضلك، والشاهدين على أنك صادق صديق عليك يا مولاي صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك. اشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، اشهد لك يا ولي الله وولي رسوله بالبلاغ والأداء، واشهد أنك حبيب الله، واشهد أنك باب الله، واشهد أنك وجه الله الذي منه يؤتى، وأنك سبيل الله، وأنك عبد الله. اتيتك وافدا لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله، اتيتك متقربا إلى الله بزيارتك، راغبا إليك في الشفاعة، أبتغي بزيارتك خلاص نفسي، متعوذا بك من نار استحقها مثلي، بما جنيت على نفسي، هاربا من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري، فزعا إليك رجاء رحمة ربي. اتيتك أستشفع بك يا مولاي إلى الله ليقضي بك حاجتي، فاشفع لي يا مولاي، اتيتك مكروبا مغموما، قد أوقرت ظهري ذنوبا، فاشفع لي عند ربك، اتيتك زائرا عارفا بحقك، مقرا بفضلك، مستبصرا بضلالة من خالفك. اتيتك انقطاعا إليك والى ولدك الخلف من بعدك على الحق، فقلبي لكم مسلم، وأمري لكم متبع، ونصرتي لكم معدة، حتى يحيي الله بكم دينه ويردكم، فمعكم معكم لا مع غيركم، إنّي من المؤمنين برجعتكم، لا منكر لله قدرة، ولا مكذب منه مشية. اتيتك بأبي أنت وأمي ومالي ونفسي زائرا ومتقربا إلى الله بزيارتك، متوسلا إليك بك، إذ رغب عنكم مخالفوكم، واتخذوا آيات الله هزوا، واستكبروا عنها. وتقول: وأنا عبد الله ومولاك في طاعتك، الوافد إليك، التمس بذلك كمال المنزلة عند الله، وأنت يا مولاي ممن حثني الله على بره، ودلني على فضله، وهداني لحبه، ورغبني في الوفادة إليه، وألهمني طلب الحوائج عنده. أنتم أهل بيت لا يشقى من تولاكم، ولا يخيب من ناداكم، ولا يخسر من يهواكم، ولا يسعد من عاداكم، لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم، أنتم أهل بيت الرحمة، ودعائم الدين، وأركان الأرض، والشجرة الطيبة، اتيتكم زائرا، وبكم متعوذا، لما سبق لكم من الله من الكرامة. اللهم لا تخيّب توجّهي إليك برسولك وآل رسولك، واستنقذنا بحبهم يا من لا يخيب سائله، اللهم أنك مننت على بزيارة مولاي وولايته ومعرفته، فاجعلني ممن ينصره وينتصر به، ومن على بنصري لدينك في الدنيا والآخرة، اللهم توفني على دينه. اللهم أوجب لي من الرحمة والرضوان والمغفرة والرزق الواسع الحلال ما أنت أهله، اللهم افعل بي ما أنت أهله، اللهم إني أحيا على ما حيا عليه مولاي علي بن أبي طالب عليه‌السلام، وأموت على ما مات عليه، اللهم اختم لي بالسعادة والمغفرة والخير. ثم تصلي ما بدا لك وتدعو وتقول: اللهمّ لا بدّ من أمرك، ولا بدّ من قدرك، ولا بدّ من قضائك، ولا حول ولا قوة إلا بك، اللهمّ فكلّما قضيت علينا من قضاء، وقدّرت علينا من قدر، فأعطنا معه صبرا يقهره ويدمغه (11)، واجعله لنا صاعدا في رضوانك، ينمي في حسناتنا وتفضيلنا، وسؤددنا وشرفنا، ومجدنا ونعمائنا وكرامتنا في الدنيا والآخرة، ولا تنقص من حسناتنا. اللهم وما أعطيتنا من عطاء، أو فضلتنا به من فضيلة، أو أكرمتنا به من كرامة، فأعطنا معه شكرا يقهره ويدمغه، واجعله لنا صاعدا في رضوانك وفي حسناتنا وسؤددنا وشرفنا، ونعمائك وكرامتك في الدنيا والآخرة. اللهم ولا تجعله لنا أشرا (12) ولا بطرا، ولا فتنة ولا مقتا، ولا عذابا ولا خزيا في الدنيا والآخرة، اللهم إني أعوذ بك من عثرة اللسان، وسوء المقام، وخفة الميزان. اللهم صل على محمد وآل محمد ولقنا حسناتنا في الممات، ولا ترنا أعمالنا علينا حسرات، ولا تخزنا عند قضائك، ولا تفضحنا بسيئاتنا يوم نلقاك، وصل على محمد وآل محمد واجعل قلوبنا تذكرك ولا تنساك، وتخشاك كأنها تراك حتى تلقاك، وبدل سيئاتنا حسنات، واجعل حسناتنا درجات، واجعل درجاتنا غرفات، واجعل غرفاتنا عاليات، اللهم وأوسع لفقرنا من سعة ما قضيت على نفسك. اللهم صل على محمد وال محمد ومن علينا بالهدى ما أبقيتنا، والكرامة إذا توفيتنا، والحفظ فيما بقي من عمرنا، والبركة فيما رزقتنا، والعون على ما حملتنا، والثبات على ما طوقتنا، ولا تؤاخذنا بظلمنا، ولا تقايسنا بجهلنا، ولا تستدرجنا بخطيئتنا، واجعل أحسن ما نقول ثابتا في قلوبنا، واجعلنا عظماء عندك وفي أنفسنا أذلة، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما نافعا. أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن عين لا تدمع، وصلاة لا تقبل، أجرنا من سوء الفتن يا ولي الدنيا والآخرة (13).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يونس: 2.

(2) أخي نبيك (خ ل).

(3) الأنبياء: 28.

(4) موسى كليم الله (خ ل).

(5) المحدقين: المطيفين.

(6) كره (خ ل).

(7) صغر (خ ل).

(8) خنعوا (خ ل).

(9) عند المؤمنين (خ ل).

(10) الهوادة: السكون والرخصة والمحاباة.

(11) دمغه: شجّه حتى بلغت الشجّة الدماغ.

(12) الأشر: شدة البطر، والبطر: النشاط.

(13) عنه البحار 100: 334 ـ 341.

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.