المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مضادات البتا- لاكتام ß-lactams
25-3-2017
الموقع الجغرافي Geographical Location
2024-10-19
أنواع التلوث- أنواع التلوث بالنظر إلى مصدره - التلوث الصناعي Industrial Pollution
17/12/2022
Caterpillar Graph
20-5-2022
High- and low-spin states
17-8-2016


واجبات المؤمنين وتكاليفهم تجاه صاحب العصر والزمان (عليه السلام)  
  
1409   02:46 صباحاً   التاريخ: 2023-08-28
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 617-624
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى /

خلق اللّه سبحانه وتعالى عباده غنيا عن طاعتهم آمنا من معصيتهم ، وجعل الإنسان أشرف المخلوقات وأعظمها .

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ[1].

ثم أمره بالطاعة والعبادة إن هو أراد الآخرة وسعى لها سعيها ، ولم يتركه في الحيرة والضلالة عندما بين له طريق الخير وطريق الشر ، وأن الأول يكون تحصيله بالإيمان والثاني يكون نتيجة المعاصي والذنوب والآثام .

إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [2].

وحتى لا يتيه الإنسان ويبتعد عن طريق الصراط المستقيم أرسل اللّه سبحانه وتعالى الأنبياء والمرسلين ليكونوا الهداة الميامين والمبشرين والمنذرين .

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [3].

واختار اللّه تعالى من بين رسله وأنبيائه أكملهم وأعظمهم شأنا وجعله خاتم الرسل والأنبياء . وأمرنا بطاعته واتباع نهجه وسلوك طريقه للوصول إلى كمال العبودية وتمامها .

فكان الواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يؤدوا حق الطاعة لنبيهم الأكرم محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .

وبعد أن ارتحل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى أوصانا بأمر من اللّه بخلفائه وأوصيائه الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام ، وأمرنا باتباعهم وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة اللّه عز وجل ، وجعلهم الشهود على الأمة ، ومشاعل النور وهداة الدرب والأدلاء على الصراط المستقيم .

ومن هنا كانت الأمة في كل مرحلة تاريخية تعيش فيها مع واحد من الأئمة المعصومين مكلفة بالقيام بواجباتها تجاهه .

ونحن الذين نعيش في عصر الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السّلام ومن خلال إعتقادنا ويقيننا بأنه غائب عن الأنظار وأنه يعيش معنا في كل أفراحنا وآلامنا وهمومنا ويسدد خطواتنا ، ويقوم بتحمل أعباء مسؤولية الإمامة عبر طرق خاصة به . نعتبر أن هناك جملة من التكاليف والواجبات التي ينبغي علينا القيام بها لحقه علينا من جهة ، ولتعجيل فرجه من جهة ثانية .

وهذه الواجبات ما هي إلا لوازم طبيعية لبيان مبلغ إحترامنا وتوقيرنا لإمامنا الغائب المستور ، وأن ذلك سيكون سببا للخيرات العاجلة والآجلة ، ولدفع الشرور الأرضية والسماوية .

وتتنوع التكاليف ليكون منها ما هو قلبي ، ومنها ما هو جوارحي ، ولساني ، ومالي و . . .

وسنحاول في هذا الفصل بيان ما أمكننا من هذه التكاليف مع مراعاة الاختصار فيها .

التكليف الأول : انتظار فرج آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في كل زمان .

وأن نعيش ونحن نترقب ظهوره المبارك وقيام دولته العادلة ، وامتلاء الأرض به قسطا وعدلا ، لينتصر الدين الإسلامي على جميع الأديان كما وعد اللّه سبحانه وتعالى بذلك في كتابه الكريم .

روى أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال : في حديث طويل :

« . . . من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر ، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه . فجددوا وانتظروا ، هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة »[4].

وروي عن الإمام الرضا عليه السّلام أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال :

« أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من اللّه عز وجل »[5].

وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال :

« المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل اللّه »[6].

وروى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج أنه خرج توقيع عن صاحب الأمر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بيد محمد بن عثمان ، وكان في آخره :

« وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرجكم »[7].

وروى الشيخ البرقي في المحاسن عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال لرجل من أصحابه :

« من مات منكم على هذا الأمر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط القائم »[8].

وروي أيضا عنه عليه السّلام أنه قال :

« المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يذب عنه »[9].

الثاني : أن يكون المؤمن في أيام الغيبة مهموما للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وذلك لغيابه واستتاره عنه ، وعدم الوصول إلى شخصه الكريم ، والنظر إلى نوره العظيم .

وهذا الشيء ما هو إلا نتيجة لمحبته ومولاته له ولأهل البيت عليهم السّلام الذين حبهم درجة من درجات الإيمان الأولى ، وذلك لما قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

« لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، وأهلي أحب إليه من أهله ، وعترتي أحب إليه من عترته ، وذاتي أحب إليه من ذاته »[10].

وروي في ( الخصال ) وفي من لا يحضره الفقيه ، عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« خمسة لا ينامون - إلى أن عد منها - والمحب حبيبا يتوقع فراقه »[11] .

فكيف إذا كان هذا الحبيب أحب الخلق إلى اللّه ، فهل لمؤمن أن يعرف لذة النوم وهو يعيش لوعة الفراق ، وألم البعد عن حبيبه الإمام المعصوم . وهل يسكت لسانه دون ذكره .

وقد أشير إلى هذا المقام في فقرات شريفة من دعاء الندبة المعروفة الذي يقرأ في الأعياد ويوم الجمعة وليلته منها :

« عزيز عليّ أن أرى الخلق ولا ترى ، ولا أسمع لك حسيسا ولا نجوى . . .

بنفسي أنت مغيب لم يخل منا .

بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا . . .

عزيز علي أن أبكيك ويخذلك الورى .

عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى . . .

هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء . . .

هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى . . .

هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى . . .

متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر . . . » إلى آخر الدعاء[12].

وهذا الدعاء نموذج لشكوى ألم القلب الذي شرب كأسا من عين محبته .

فينبغي أن يشتكي بأمثال هذه الكلمات ، ويكرر المؤمن هذا الدعاء .

الثالث : الدعاء الدائم لحفظ وجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف المبارك من شر شياطين الإنس والجن ، والدعاء بطلب التعجيل لنصرته وظفره وغلبته على الكفار والملحدين والمنافقين .

قال السيد الجليل علي بن طاووس في كتاب فلاح السائل بعد أن ذكر الترغيب في الدعاء للإخوان :

« إذا كان هذا كله فضل الدعاء لإخوانك فكيف فضل الدعاء لسلطانك الذي كان سبب إمكانك وأنت تعتقد أن لولاه ما خلق اللّه نفسك ولا أحدا من المكلفين في زمانه وزمانك ، وأن اللطف بوجوده صلوات اللّه عليه سبب لكل ما أنت وغيرك فيه وسبب لكل خير تبلغون إليه . فإياك ثم إياك أن تقدم نفسك أو أحدا من الخلائق في الولاء ، والدعاء له بأبلغ الإمكان ، وأحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن . . . ولأنك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعز عليك كان أقرب على أن يفتح جل جلاله أبواب الإجابة بين يديك . . . »[13].

وسنعرض لك لاحقا نماذج من الأدعية المأثورة المختصة به عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، والتي بعضها مطلق ، وبعضها مخصوص بزمان معين :

الرابع : التصدق بما تيسر في كل وقت لحفظ الوجود المبارك لإمام العصر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . فالصدقة يعطيها الإنسان لأي كان ابتغاء لفائدة أو غاية أو عن نفسه ، أو عن محبوب عزيز له مكانة عنده .

والنتيجة لا شك أنه تعود بالفائدة أيضا على نفس المتصدق ومن الأدعية الواردة في هذا المضمون ، الدعاء للتصدق حين السفر وهو :

« اللّهم إن هذه لك ومنك وهي صدقة عن مولانا محمد عجل اللّه فرجه وصلى عليه بين أسفاره وحركاته وسكناته في ساعات ليله ونهاره وصدقة عما يعنيه أمره وما لا يعنيه وما يضمنه وما يخلفه » .

الخامس : إظهار التعظيم لسماع اسمه المبارك عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وبالأخص إذا كان باسمه المبارك ( القائم ) عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وذلك لما استقرت عليه سيرة الإمامية ( أعز اللّه شأنهم ومقامهم ) .

وقد نقل بعض العلماء أنه سأل عن هذا الموضوع العالم الجليل السيد عبد اللّه سبط المحدث الجزائري ، وقد أجاب رضوان اللّه عليه في بعض مؤلفاته أنه رأى خبرا مضمونه أنه ذكر يوما اسمه المبارك عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في مجلس الإمام الصادق عليه السّلام ، فقام عليه السّلام تعظيما واحتراما له .

السادس : الاستمداد والاستغاثة به عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف حين الشدائد والأهوال والبلايا والأمراض وعند الوقوع في الشبهات والفتن . . .

وقد قرر نفسه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ذلك في التوقيع الذي بعثه إلى الشيخ المفيد :

« نحن وإن كنا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين ، حسب الذي أراناه اللّه تعالى لنا من الصلاح ، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين ، فإنا نحيط علما بأنبائكم ، ولا يعزب عنا شيء من أخباركم ، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم »[14].

السابع : إعداد السلاح للجهاد بين يديه .

ورد في البحار عن كتاب الغيبة للنعماني أن الإمام الصادق عليه السّلام قال :

« ليعدّن أحدكم لخروج القائم ولو سهما فإن اللّه تعالى إذا علم ذلك من نيته رجوت لأن ينسئ في عمره حتى يدركه »[15] .

الثامن : الثبات على الدين القويم ، وعدم اتباع الدعوات الباطلة . باعتبار أن الظهور المبارك يسبقه خروج السفياني والصيحة في السماء التي يطلقها إبليس في آخر النهار وينادي فيها « إن الحق مع عثمان وشيعته » .

التاسع : إهداء ثواب الأعمال الصالحة كقراءة القرآن وغيرها إليه عليه السّلام ، وزيارته .

وهذان العملان غير مختصين بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بل وردا بشأن جميع الأئمة المعصومين عليهم السّلام .

العاشر : الدعاء دائما لتعجيل ظهوره وطلب الفتح والنصر له عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من اللّه تعالى .

فقد ورد في التوقيع الشريف المروي في الاحتجاج عنه عليه السّلام .

« وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم »[16].

وعن الإمام الحسن العسكري عليه السّلام أنه قال :

« والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته اللّه عز وجل على القول بإمامته ووفقه بتعجيل فرجه »[17].

الحادي عشر : إظهار المحبة والولاء له عليه السّلام .

فقد ورد عن رسول اللّه في حديث المعراج إن اللّه تعالى قال له :

« يا محمد ، أتحب أن تراهم ؟ فقال : تقدم أمامك ، فتقدمت أمامي فإذا علي ابن أبي طالب ، والحسن والحسين وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد والحسن بن علي ، والحجة القائم كأنه الكوكب الدري في وسطهم . فقلت : يا رب من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء أئمة الحق ، وهذا القائم ، محلل حلالي ومحرم حرامي ، وينتقم من أعدائي ، يا محمد أحببه فإني أحبه ، وأحب من يحبه » .

ولعل الأمر بمحبته - مع أن محبة جميع الأئمة واجبة - أن في محبته خصوصية معينة كانت وراء أمر اللّه تعالى هذا ، وأن في وجوده المبارك صفات وشؤون تقتضي هذا التخصيص .

الثاني عشر : الدعاء لأنصاره وأعوانه وأصحابه .

الثالث عشر : لعن أعدائه .

الرابع عشر : تجديد العهد والبيعة له عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في كل يوم أو في كل وقت ممكن .

الخامس عشر : قراءة دعاء الندبة المتعلق به عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في يوم الجمعة ، وعيد الغدير وعيد الفطر ، وعيد الأضحى ، بتوجه وخشوع .

 

[1] سورة التين ، الآية : 4 .

[2] سورة الإنسان ، الآية : 3 .

[3] سورة الأحزاب ، الآية : 45 .

[4] البحار ، ج 52 ، ص 140 ، باب 22 ، ح 50 ، والغيبة ، النعماني ، ص 200 ، باب 11 ، ح 16 .

[5] المصدر نفسه ، ج 52 ، ص 22 ، باب 22 ، ح 1 .

[6] إكمال الدين ، الصدوق ، ج 2 ، ص 644 ، باب 55 ، ح 3 .

[7] الاحتجاج ، الطبرسي ، ج 2 ، ص 284 .

[8] المحاسن ، البرقي ، ص 173 ، كتاب الصفوة ، باب 38 ، ح 147 .

[9] إكمال الدين ، ج 2 ، ص 645 ، ح 5 .

[10] الأمالي ، الصدوق ، ص 274 ، 275 ، المجلس 54 ، ح 9 .

[11] الخصال ، الصدوق ، ص 296 ، باب الخمسة ، ح 64 ومن لا يحضره الفقيه ، الصدوق ، ج 1 ، ص 503 ، باب 78 ، ح 1446 .

[12] راجع مفاتيح الجنان ، الشيخ عباس القمي ، ص 536 و 537 .

[13] فلاح السائل ، السيد ابن طاووس ، ص 44 - 45 .

[14] الاحتجاج ، الطبرسي ، ج 2 ، ص 322 - 323 .

[15] البحار ، ج 52 ، ص 366 ، ح 146 .

[16] الاحتجاج ، ج 2 ، ص 284 .

[17] كمال الدين ، الصدوق ، ج 2 ، ص 384 ، ح 1 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.