المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



اختزان مشاعر الهم في ايام الغيبة  
  
4103   04:07 مساءً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص641-644
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الكبرى / تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى /

على الموالي والمنتظر لظهور الحجة بن الحسن (عليه السلام) أن يكون مهموما مغموما لأجل الامام (عليه السلام) في زمن الغيبة وذلك لأمور منها:

غيابه (عليه السلام) عنّا بحيث لا نتمكّن من الوصول إليه وإنارة ابصارنا بالنظر إلى جماله فقد روي في عيون الأخبار عن الامام الرضا (عليه السلام) في ضمن حديث يتعلّق بالحجة (عليه السلام) انّه قال: ثم قال بأبي وامّي سميّ جدّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران (عليه السلام) عليه جيوب النور تتوقّد بشعاع ضياء القدس كم من حرّى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين .

ونقرأ في دعاء الندبة: عزيز عليّ أن أرى الخلق ولا ترى ولا أسمع لك حسيسا ولا نجوى عزيز عليّ أن تحيط بك دوني البلوى ولا ينالك منّي ضجيج ولا شكوى بنفسي أنت من مغيّب لم يخل منّا بنفسي‏ أنت من نازح ما نزح عنّا بنفسي أنت أمنيّة شائق يتمنّى من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنّا بنفسي أنت من عقيد عزّ لا يسامى ... عزيز عليّ أن أبكيك ويخذلك الورى ؛ إلى آخر الدعاء الذي هو نموذج لمناجات من ارتشف من كأس محبّته .

ومنها: عدم تمكّنه (عليه السلام) من اجراء الأحكام والحقوق والحدود ورؤيته انّ حقّه في يد غيره فقد روي عن الامام الباقر (عليه السلام) انّه قال لعبد اللّه بن ظبيان: قال: قال يا عبد اللّه ما من عيد للمسلمين اضحى ولا فطر الّا وهو يتجدد فيه لآل محمد حزن قلت: فلم؟ قال: لأنّهم يرون حقّهم في يد غيرهم‏ .

ومنها: ظهور جمع من لصوص الدين وقطاع طريق المذهب من كمينهم وبثّهم الشكوك والشبهات في افكار العوام بل والخواص من الناس حتى خرج الناس من الدين افواجا وعجز العلماء الحقيقيون عن اظهار علومهم وتحقق ما وعد الصادقان (عليهما السّلام) بوقوعه .

روى الشيخ النعماني عن عميرة بنت نفيل انّها قالت: سمعت الحسين بن عليّ (عليه السلام) يقول: لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض ويتفل بعضكم في وجوه بعض ويشهد بعضكم على بعض بالكفر ويلعن بعضكم بعضا فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير فقال الحسين (عليه السلام) : الخير كلّه في ذلك الزمان يقوم قائمنا ويدفع ذلك كلّه .

وروى الشيخ النعماني أيضا عن الامام الصادق (عليه السلام) حديثا بهذا المضمون وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انّه قال لمالك بن ضمرة: يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا وشبّك أصابعه وأدخل بعضها في بعض فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير قال: الخير كلّه عند ذلك يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدّم سبعين رجلا يكذبون على اللّه وعلى رسوله (صلى الله عليه واله) فيقتلهم ثم يجمعهم اللّه على أمر واحد .

وروي أيضا عن الامام الباقر (عليه السلام) انّه قال: لتمحصنّ يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين وانّ صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا ويمسي وقد خرج منها ويمسي على شريعة من أمرنا ويصبح وقد خرج منها .

وروي عن الامام الصادق (عليه السلام) أيضا انّه قال: واللّه لتكسّرنّ تكسّر الزجاج وانّ الزجاج ليعاد فيعود كما كان‏ واللّه لتكسّرنّ تكسّر الفخّار فانّ الفخّار ليتكسّر فلا يعود كما كان و واللّه لتغربلنّ و واللّه لتميزنّ و واللّه لتمحصنّ حتى لا يبقى منكم الّا الأقلّ وصعّر  كفّه .

وهناك أخبار كثيرة بهذا المضمون فقد روى الشيخ الصدوق (عليه الرحمة) في كمال الدين عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انّه قال: كأنّي بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى فلا تجدونه يا معشر الشيعة .

وروي عن الصادق (عليه السلام) انّه قال لعبد الرحمن بن سيابة: كيف أنتم إذا بقيتم بلا امام هدى ولا علم يتبرأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميّزون وتمحّصون وتغربلون ؛ وروي أيضا عن سدير الصيرفي انّه قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) فرأيناه جالسا على التراب وعليه مسح‏ خيبري مطوّق بلا جيب مقصّر الكمّين وهو يبكي بكاء الواله الثكلى ذات الكبد الحرى قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغيير في عارضيه وأبلى الدموع محجريه‏  وهو يقول: سيدي غيبتك نفت رقادي وضيّقت عليّ مهادي وابتزّت منّي راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد فما أحسّ بدمعة ترقى من عيني وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا الّا مثّل بعيني عن غوابر أعظمها وأفظعها وبواقي أشدّها وانكرها ونوائب مخلوطة بغضبك ونوازل معجونة بسخطك .

قال سدير: فاستطارت عقولنا ولها وتصدّعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل‏  وظننا انّه سمت‏  لمكروهة قارعة أوحلّت به من الدهر بائقة فقلنا: لا أبكى اللّه يا ابن خير الورى عينيك من أيّة حادثة تستنزف دمعتك وتستمطر عبرتك؟ وأيّة حالة حتمت عليك هذا المأتم؟ قال: فزفر  الصادق (عليه السلام) زفرة انتفخ منها جوفه واشتدّ عنها خوفه وقال: ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خصّ اللّه به محمدا (صلى الله عليه واله) والائمة من بعده وتأملت منه مولد قائمنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان وتولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال اللّه تقدّس ذكره: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: 13], يعني الولاية فأخذتني الرقّة واستولت عليّ الأحزان ... الخ‏ .

ويكفي هنا هذا الخبر الشريف فبما أنّ تفرّق الشيعة وابتلاؤهم في أيام الغيبة و انقداح الشكوك في قلوبهم كان سببا لبكاء الامام الصادق (عليه السلام) ونحيبه وسهره قبل وقوع الغيبة بسنين فحريّ بالمؤمن المبتلى بهذه الداهية والغارق في هذا البحر الموّاج الهائل أن يديم البكاء والنوح والنحيب والحزن والهمّ والغم والتضرّع إلى اللّه تعالى .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.