المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تحضير مساطر المركبات المقاومة للحريق
2024-04-29
تحضير قالب المواصفة ASTM E 285-80
2024-04-29
تحضير البوليمرات شبكية التداخل (IPN1,IPN2,IPN3)
2024-04-29
تحضير ثلاثي مثيلول الفينول (TMP)
2024-04-29
تحضير المشتقات المثيلولية
2024-04-29
تحضير قواعد شف
2024-04-29

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


متى موعد الظهور  
  
850   07:21 مساءً   التاريخ: 2023-08-19
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 413-427
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /

إنها اللحظات التي ينتظرها المؤمنون بلهف وشوق ، وينتظرها أهل السماوات والأرض ، ويترقبها المظلومون للانتقام من ظالميهم ، ويتطلع إليها من كان في قلبه شوق وحنين للقاء ! ولكن أي لقاء هو ؟

هو اللقاء بوعد اللّه وبشارة النبي المصطفى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأمته التي طالما لقيت من آلام وعذابات وتحملت المصائب والويلات من المفسدين والعابثين بأهل الأرض ، ومن سلاطين وحكام أظهروا الإسلام والإيمان واستبطنوا الكفر والنفاق .

نعم . . . إنه وعد اللّه الذي لن يخلف وعده .

إنه اللقاء بوارث الأنبياء ومحقق أحلامهم ، والمنتقم من أعدائهم ، هو شبيه يوسف بن يعقوب في غيبته واختفائه ، وموسى في دوام خوفه ، وطول غيبته ، وخفاء ولادته ، وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان ، وعيسى في اختلاف من اختلف فيه ، حتى قالت طائفة منهم ما ولد ، وجده المصطفى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في خروجه بالسيف وقتله أعداء اللّه ، والجبارين والطواغيت .

إنه السيف المسلول لإظهار الحق ، يخرج ومعه سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ودرعه ، وسيفه ، وعهده ، ورايته . . .

فمتى يكون عام اللّه ، وشهره ، ويومه ؟

وفي أي مكان يظهر ، وكيف يخرج منتصرا لدين اللّه عز وجل ؟

تشير الروايات الصادرة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأهل بيت العصمة عليهم السّلام إلى أن القائم المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يظهر وينكشف للناس بعد الإحتجاب والاستتار وطول الغيبة ، شاهرا سيفه ، ومعلنا ثورته ، ورافعا لوائه .

أما السنة التي يظهر فيها :

فقد ذكر الطبرسي في أعلام الورى ، والشيخ المفيد في الإرشاد ، والشيخ الطوسي في الغيبة عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين : سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع »[1].

وأما الشهر : فهو المحرم ، وأما اليوم : فهو السبت المصادف للعاشر من المحرم .

روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« ينادي باسم القائم في يوم ست وعشرين من شهر رمضان ، ويقوم في يوم عاشوراء ، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي عليه السّلام ، لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرّم قائما بين الركن والمقام ، جبرئيل عليه السّلام على ( يده اليمنى ) ينادي : البيعة لله ، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طيا حتى يبايعوه ، فيملأ اللّه به الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا »[2].

وروى الشيخ الصدوق في إكمال الدين ، عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« يخرج القائم يوم السبت يوم عاشوراء ، اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السّلام »[3].

وفي رواية عن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام أنه قال :

« إن القائم صلوات اللّه عليه ، ينادي اسمه ليلة ثلاث وعشرين ، ويقوم يوم عاشوراء ، يوم قتل فيه الحسين بن علي عليه السّلام »[4].

وعن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال :

« لزقت السفينة يوم عاشوراء على الجودي ، فأمر نوح عليه السّلام من معه من الجن والإنس أن يصوموا ذلك اليوم ، وقال أبو جعفر عليه السّلام :

أتدرون ما هذا اليوم ؟ هذا اليوم الذي تاب اللّه عز وجل فيه على آدم وحواء عليهم السّلام ، وهذا اليوم الذي فلق اللّه فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون ومن معه ، وهذا اليوم الذي غلب فيه موسى عليه السّلام فرعون ، وهذا اليوم الذي ولد فيه إبراهيم عليه السّلام ، وهذا اليوم الذي تاب اللّه فيه على قوم يونس عليه السّلام ، وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم عليه السّلام ، وهذا اليوم الذي يقوم فيه القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف »[5].

ويمكن للباحث تسجيل عدة ملاحظات على توقيت موعد الظهور أشرنا إليها في الفصل السابق منها :

أولا : إن في الأمور التي ورد التأكيد عليها في كثير من الأخبار النهي عن توقيت الظهور ، ويستفاد من بعض الأخبار أن من وقّت له عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وقتا فقد شارك اللّه تعالى في علمه وادعى أنه ظهر على سره وما للّه من سر .

وفي بعض الروايات :

« وأما ظهور الفرج فإنه إلى اللّه تعالى وكذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجى المسلمون وإلينا يصيرون » .

وأخبار توقيت عام الظهور ويومه . كلها تتعارض مع ذلك .

فكيف الجمع بينهما ؟

إن الروايات التي أشارت إلى وقت الظهور لم تعيّنه تفصيلا ، فهي لم تحدد ولم تذكر العام والشهر واليوم ، وإنما ذكرته إجمالا .

وما نهي عنه وكذبته الأخبار هو التوقيت التفصيلي . فمثلا حدّدت الروايات الظهور بيوم السبت يوم عاشوراء . ولكن أي سبت وأي عاشوراء ؟ فهذا ما لم يذكر .

وبهذا لا تكون هذه الروايات متعارضة مع أخبار النهي عن التوقيت .

ثانيا : أشارت بعض الروايات إلى أن يوم الظهور هو يوم السبت وبعضها الآخر إلى أنه يوم الجمعة . وهذا تعارض واضح ؟

ويمكن الجمع بينهما بأن ابتداء خروجه يوم الجمعة وظهوره بين الركن والمقام ومبايعته يوم السبت كما يومي إليه قول الإمام الباقر عليه السّلام : كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن والمقام بين يديه جبرئيل . . .

مكان الظهور :

يتحرك الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من المدينة باتجاه مكة ، ويصلي عند المقام أربع ركعات ويسند ظهره إلى الحجر الأسود .

وهذا ما تشير إليه روايات أهل البيت عليهم السّلام من أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يخرج من مكة ، ومنها يعلن عن الظهور المبارك .

روى صاحب البحار عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السّلام أنه قال :

« إنه يأتي المسجد الحرام فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات ويسند ظهره إلى الحجر الأسود : ثم يحمد اللّه ويثني عليه ويذكر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ويصلي عليه ، ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس . . . »[6].

وروى السيوطي في الحاوي عن نعيم بن حماد عن قتادة ، قال :

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

« يخرج المهدي من المدينة إلى مكة ، فيستخرجه الناس من بينهم ، فيبايعونه بين الركن والمقام ، وهو كاره »[7].

وروى أيضا عن أم سلمة ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :

« يبايع لرجل بين الركن والمقام عدّة أهل بدر ، فيأتيه عصائب أهل العراق وأبدال أهل الشام ، فيغزوه جيش من أهل الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم »[8].

وأخرج أبو داود عن أم سلمة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :

« يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة ، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره .

فيبايعونه بين الركن والمقام ، ويبعث إليه بعث من أهل الشام ، فيخسف بهم البيداء بين مكة والمدينة . فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام »[9].

وروى الشيخ المفيد في الإرشاد عن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام أنه قال :

« لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائما بين الركن والمقام . . . »[10].

وعن توجه الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من المدينة إلى مكة روى في عقد الدرر عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السّلام في حديث طويل ذكر فيه بعض علامات ظهور المهدي والخسف بجيش السفياني ، إلى أن قال :

« ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة ويفر المهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة ، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران »[11].

وقال في إسعاف الراغبين : وصح أنه عليه السّلام قال :

« يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره ، فيبايعونه بين الركن والمقام ، ويبعث عليهم بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة »[12].

وفي ينابيع المودة عن فرائد السمطين ، عن الإمام الرضا عليه السّلام ، في حديث ذكر فيه المهدي وغيبته وأنه الرابع من ولده ، إلى أن قال :

« وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض ألا إن حجة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتبعوه ، فإن الحق فيه ومعه »[13].

وأما بشأن بعض الروايات التي ذكرت خروجه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من قرية باليمن اسمها ( كرعة ) ، والتي منها ما رواه عبد اللّه بن عمرو قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

« يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة »[14].

وكرعة هي قرية في اليمن .

قال في معجم البلدان ( ج 7 - ص 238 ) :

كرعة : روي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها كرعة . وفي النجم الثاقب ( ح 62 ) عن ضياء العالمين للعالم الجليل الشريف الشيخ أبي الحسن العاملي عن جماعة عن محمد بن أحمد أن شيخا تاجرا حكى لنا وصوله إلى هذه القرية وتشرفه بزيارة الحجة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وقال :

« لا منافاة بين هذا الخبر والأحاديث الواردة في أنه يظهر بمكة لأنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يخرج من المحل الذي هو فيه فيأتي مكة ويظهر أمره فيها » .

وبهذا يرتفع التعارض بين الأخبار ، مع الإشارة على أنه يمكن المناقشة في الروايات التي ذكرت خروجه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من قرية كرعة . من حيث عدم استفاضتها ، كأخبار خروجه من مكة .

البيعة للإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وخطبته الأولى :

يحتاج الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عند ظهوره المبارك ، وإطلالته الأولى على الأمة إلى من يؤازره ويسانده ويدعم حركته التغييرية ، وفي طليعة من يقف ليتحمل عب ء هذه المسؤولية أنصاره وجيشه الذين ينبغي أن يمتازوا بالعديد من المواصفات التي تليق بأفراد يكونون نواة حركة التغيير هذه .

ونظرا لدقة وأهمية هذه القضية فإن الروايات تحدثت عن دعم ومؤازرة من اللّه تعالى للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف تساوق وتعادل مؤازرته سبحانه وتعالى لأنبيائه ورسله .

فكما كانت الملائكة شريكة في خوض المعركة إلى جانب جيش الإسلام في فجر الدعوة الإسلامية بقيادة النبي الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في معركته ضد مشركي قريش في بدر .

كذلك هي المؤازرة والمساندة للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

ففي البيعة له عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يشترك أهل السماء والأرض ، فبيعة أمين وحي اللّه جبرئيل عليه السّلام للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف تسبق بيعة الناس له .

روى الشيخ المفيد في الإرشاد عن المفضل بن عمر الجعفي قال : سمعت أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام يقول :

« إذا أذن اللّه عزّ اسمه للقائم في الخروج صعد المنبر ، فدعا الناس إلى نفسه ، وناشدهم باللّه ، ودعاهم إلى حقه ، وأن يسير فيهم بسيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ويعمل فيهم بعمله .

فيبعث اللّه جل جلاله جبرئيل عليه السّلام حتى يأتيه ، فينزل على الحطيم .

يقول له : إلى أي شيء تدعو ؟ ! فيخبره القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

فيقول جبرئيل : أنا أول من يبايعك ، ابسط يدك ، فيمسح على يده ، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيبايعوه . . . ويقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس ، ثم يسير منها إلى المدينة »[15].

ثم يطلب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من أصحابه وأنصاره البيعة ، وهي المعاهدة ، على الطاعة والانقياد ، والالتزام بأوامره ، ويكون ذلك على شروط ، وبالرغم من معرفة الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ووثوقه بهم ، ولكن على القائد أن يذكر دائما ، وأن يكون في موقع الناصح الأمين .

وعن كيفية طلب البيعة من الأصحاب ومكانها :

فإن الروايات تشير - وكما تقدم - إلى أنها تكون في أقدس بقعة على الأرض ، وفي أشرف مكان وأجله وهو ما بين الركن والمقام ، في بيت اللّه الحرام . حيث يأتي الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ويصلي عند المقام أربع ركعات ويسند ظهره إلى الحجر الأسود ، فيحمد اللّه ويثني عليه ويذكر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ويصلي عليه فيبايعه من يبايعه[16].

وعن شروط البيعة ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام في حديث طويل يقول فيه :

« إنه يأخذ البيعة من أصحابه على أن لا يسرقوا ، ولا يزنوا ، ولا يسبوا مسلما ، ولا يقتلوا محرما ، ولا يهتكوا حريما محرّما ، ولا يهجموا منزلا ، ولا يضربوا أحدا إلا بالحق ، ولا يكنزوا ذهبا ولا فضة ولا برا ولا شعيرا ، ولا يأكلوا مال اليتيم ، ولا يشهدوا بما لا يعلمون ، ولا يخرجوا مسجدا ، ولا يشربوا مسكرا ، ولا يلبسوا الخرز ولا الحرير ، ولا يتمنطقوا بالذهب ، ولا يقطعوا طريقا ، ولا يخيفوا سبيلا ، ولا يفسقوا بغلام ، ولا يحبسوا طعاما من بر أو شعير ، ويرضون بالقليل ، ويشمون الطيب ، ويكرهون النجاسة ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ويلبسون الخشن من الثياب ، ويتوسّدون التراب على الخدود ، ويجاهدون في اللّه حق جهاده ، ويشترط على نفسه لهم أن يمشي حيث يمشون ويلبس كما يلبسون ، ويركب كما يركبون ، ويكون من حيث يريدون ، ويرضى بالقليل ، ويملأ الأرض بعون اللّه عدلا كما ملئت جورا ، يعبد اللّه حق عبادته ، ولا يتخذ حاجبا ولا بوابا »[17].

ثم يقوم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يلقي خطبته الأولى وهذا نصّها :

روي أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به ، ثم يبتدى بخطبته الأولى التي رويت عن الإمام الباقر عليه السّلام من أنه يفتتحها بحمد اللّه تعالى والثناء عليه ، والصلاة على محمد وآله الطاهرين ثم ينادي ويقول :

« أيها الناس ! إنّا نستنصر اللّه ومن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيّكم محمد ، ونحن أولى الناس باللّه وبمحمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فمن حاجّني في آدم فأنا أولى الناس بآدم .

ومن حاجّني في نوح فأنا أولى الناس بنوح .

ومن حاجّني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم .

ومن حاجّني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد .

ومن حاجّني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين .

أليس اللّه يقول في محكم كتابه : إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ( 33 ) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 34 )[18].

فأنا بقية من آدم ، وذخيرة من نوح ، ومصطفى من إبراهيم ، وصفوة من محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .

ألا : فمن حاجّني في كتاب اللّه فأنا أولى الناس بكتاب اللّه .

ألا : ومن حاجّني في سنّة رسول اللّه فأنا أولى بسنّة رسول اللّه .

فأنشد اللّه من سمع كلامي اليوم ، لما بلّغ الشاهد منكم الغائب . ، وأسألكم بحق اللّه وحق رسوله وبحقّي . فإن لي عندكم حق القربى من رسول اللّه . إلا أعنتمونا ، ومنعتمونا ممن يظلمنا ، فقد أخفنا وظلمنا ، وطردنا من ديارنا وأبنائنا ، وبغي علينا ، ودفعنا عن حقنا ، وافترى أهل الباطل علينا .

فاللّه اللّه فينا ، لا تخذلونا ، وانصرونا ينصركم اللّه تعالى »[19].

وعن محل البيعة للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف روى في عقد الدرر ، عن أبي عبد اللّه نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن عبد اللّه بن مسعود ، في خبر طويل يذكر فيه خروج المهدي من المدينة إلى مكة وطلب مبايعته وآبائه عليهم السّلام إلى أن قال :

« فيجلس بين الركن والمقام فيمد يده فيبايع له ويلقي اللّه محبته في صدور الناس »[20].

وفيه أيضا عن ابن حماد عن أبي هريرة قال :

« يبايع للمهدي بين الركن والمقام ، لا يوقظ نائما ولا يهرق دما »[21].

البيان الأول للإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :

عن الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء ، ومعه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وقميصه وسيفه ، وعلامات ، ونور ، وبيان ، فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول :

أذكّركم اللّه أيها الناس ، ومقامكم بين يدي ربكم ، فقد اتخذ الحجة ، وبعث الأنبياء ، وأنزل الكتاب ، وأمركم أن لا تشركوا به شيئا ، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله ، وأن تحيوا ما أحيا القرآن ، وتميتوا ما أمات ، وتكونوا أعوانا على الهدى ، ووزرا على التقوى ، فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها ، وآذنت بالوداع ، فإني أدعوكم إلى اللّه وإلى رسوله ، والعمل بكتابه ، وإماتة الباطل ، وإحياء سنّته ، فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدّة أهل بدر ، على غير ميعاد . . . »[22].

البيان الثاني للإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :

روى المجلسي في البحار عن المفضل بن عمر أنه سأل الإمام الصادق عليه السّلام عدة أسئلة عن القائم المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وفيه أنه عليه السّلام يقول في جوابه للمفضل :

« . . . ويقف بين الركن والمقام ، فيصرح صرخة فيقول : يا معاشر نقبائي وأهل خاصتي ومن ذخرهم اللّه لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض ! إئتوني طائعين ! فترد صيحته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عليهم وهم على محاريبهم ، وعلى فرشهم ، في شرق الأرض وغربها فيسمعونها في صيحة واحدة في إذن كل رجل ، فيجيئون نحوها ، ولا يمضي لهم إلا كلمحة بصر ، حتى يكون كلهم بين يديه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بين الركن والمقام . . . إلى أن يقول عليه السّلام :

وسيدنا القائم مسند ظهره إلى الكعبة ، ويقول : يا معشر الخلائق ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث فها أنا ذا آدم وشيث .

ألا ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولده سام فها أنا ذا نوح وسام .

ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل .

ألا ومن أراد أن ينظر إلى عيسى وشمعون فها أنا ذا عيسى وشمعون .

ألا ومن أراد أن ينظر إلى محمد وأمير المؤمنين ( صلوات اللّه عليهم ) فها أنا ذا محمد وأمير المؤمنين .

ألا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين فها أنا ذا الحسن والحسين .

ألا ومن أراد أن ينظر إلى الأئمة من ولد الحسين فها أنا ذا الأئمة عليهم السّلام .

أجيبوا على مسألتي ، فإني أنبئكم بما نبئتم به وما لم تنبئوا به .

ومن كان يقرأ الكتب والصحف فليسمع مني ، ثم يبتدئ بالصحف التي أنزلها اللّه على آدم وشيث عليهما السّلام . . .

ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون : هذا واللّه القرآن حقا الذي أنزله اللّه على محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وما اسقط منه وحرّف وبدّل . . . »[23].

لواء الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ورايته :

والكلام يقع في اسم حامل اللواء ، وما هو الشعار المكتوب فيه ، والراية التي تكون معه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

أما حامل اللواء فهو القائد العظيم الذي يأتي برايات المشرق أو الرايات الخراسانية السوداء مع القائد الخراساني حيث يلتحق هذا الجيش بالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ويقوم الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بتنصيب شعيب بن صالح ( الذي يكون قائدا لجيش الخراساني ) قائدا عاما لجيوشه ، ويعطيه اللواء ، وهو الذي عبرت عنه الروايات بالفتى التميمي .

روى صاحب البرهان في علامات مهدي آخر الزمان عن الطبراني أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أخذ بيد علي فقال :

« يخرج من صلب هذا فتى يملأ الأرض قسطا وعدلا فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فإنه يقبل من المشرق وهو صاحب راية المهدي »[24].

وروى أيضا عن ابن حماد عن عمار بن ياسر قال :

« إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد خرج عليه المهدي على لوائه شعيب بن صالح »[25].

أما العبارات المكتوبة على الراية ، فقد روى في ينابيع المودة عن نوف أنه قال :

« راية المهدي فيها مكتوب : البيعة لله »[26].

وروى ابن حماد في الفتن مسندا إلى نوف البكالي قال :

« في راية المهدي مكتوب : البيعة لله »[27].

وما هذه العبارات إلا إشارة على الهدف الأساس من نهضة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والتي هي بيعة الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأصحابه للّه عز وجل لإعزاز دينه ، ورفع كلمته ، وتحقيق حكم اللّه على الأرض .

وروى الشيخ الصدوق في الإكمال :

« أنه يكون في راية المهدي : الرفعة للّه عز وجل »[28].

وروى المجلسي في البحار بإسناده إلى كتاب الفضل بن شاذان قال :

« روي أنه يكون في راية المهدي : إسمعوا وأطيعوا »[29].

وهذه الراية التي يرفعها الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هي نفس الراية التي كان يحملها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والمصنوعة من عامود العرش الإلهي ، ومن خصائصها أنها لا تحمل إلى طائفة إلا خذلت .

عن الإمام الباقر عليه السّلام قال :

« كأني أنظر إلى القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف قد ظهر على نجف الكوفة ، فإذا ظهر على النجف نشر راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، عامودها من عمد عرش اللّه تبارك وتعالى وسائرها من نصر اللّه جل جلاله ، لا يهوي بها إلى أحد إلا أهلكه اللّه عز وجل ، فقال الراوي : تكون معه أو يؤتى بها ؟

فقال عليه السّلام : بل يؤتى بها ، يأتيه بها جبرئيل عليه السّلام »[30].

وفي حديث أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال :

« فينشر راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عامودها من عامود العرش وسائرها من نصر اللّه ، لا يهوي بها إلى شيء أبدا إلا هتكه اللّه ، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد ، ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ، ولا يبقى مؤمن إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره ، وذلك حين يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم »[31].

وفي حديث عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال :

« وهي راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نزل بها جبرئيل يوم بدر ، ثم قال : يا أبا محمد ما هي واللّه قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير . قلت : فمن أي شيء هي ؟ قال : من ورق الجنة ، نشرها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوم بدر ثم لفها ودفعها إلى علي عليه السّلام فلم تزل عند علي عليه السّلام حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين ففتح اللّه عليه ، ثم لفها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم ، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها ، ويسير الرعب قدامها شهرا ووراءها شهرا ، وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا »[32].

وهذا اللّعن الوارد في الرواية لراية الإمام عليه السّلام يمكن تفسيره بما ورد عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام يقول :

« إذ ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب ، أتدري لم ذاك ؟ قلت : لا ، قال : للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه »[33].

وفي حديث آخر :

« مما يلقون من بني هاشم . . . »[34].

 

[1] راجع الإرشاد ، ص 378 ، وأعلام الورى ، ص 430 ، والغيبة ، ص 274 ، ومنتخب الأثر ، ص 465 .

[2] الإرشاد ، المفيد ، ص 378 - 379 ، وراجع منتخب الأثر ، ص 465 ، والبحار ، ج 52 ، ص 290 ، وعقد الدرر ، ص 65 ، باب 4 ، فصل 1 .

[3] إكمال الدين ، ج 2 ، ص 653 .

[4] الغيبة ، الطوسي ، ص 274 .

[5] البحار ، ج 98 ، ص 34 ، باب 8 ، ح 3 ، ووسائل الشيعة ، ج 7 ، ص 338 ، باب 20 ، ح 5 .

[6] البحار ، ج 13 ، ص 180 .

[7] الحادي ، السيوطي ، ج 2 ، ص 152 ، نقلا عن تاريخ ما بعد الظهور ، ص 308 .

[8] المصدر نفسه .

[9] سنن أبي داود ، ج 2 ، ص 423 .

[10] الإرشاد ، ص 379 .

[11] عقد الدرر ، باب الثاني .

[12] إسعاف الراغبين ، ص 150 .

[13] ينابيع المودة ، ص 448 .

[14] عقد الدرر ، الفصل 2 ، باب 4 ، ص 69 ، ومنتخب الأثر ، ص 471 .

[15] الإرشاد ، ص 382 - 383 .

[16] راجع البحار ، ج 13 ، ص 180 .

[17] منتخب الأثر ، ص 473 ، ح 4 .

[18] سورة آل عمران ، الآيتان : 33 - 34 .

[19] الغيبة ، النعماني ، باب 14 ، حديث 67 .

[20] عقد الدرر ، الباب الخامس والباب السابع .

[21] المصدر نفسه .

[22] منتخب الأثر ، ص 490 ، فصل 9 ، باب 3 ، ح 1 عن ملاحم ابن طاووس .

[23] البحار ، ج 53 ، ص 7 - 9 - 10 .

[24] منتخب الأثر ، ص 324 ، ح 5 و 6 .

[25] المصدر نفسه .

[26] المصدر نفسه ، ح 1 .

[27] المصدر السابق ، ح 1 .

[28] منتخب الأثر ، ص 324 ، ح 2 .

[29] المصدر نفسه ، ص 324 ، ح 3 .

[30] البحار ، ح 3 ، ص 336 .

[31] المصدر نفسه ، ج 52 ، ص 326 .

[32] الغيبة ، النعماني ، باب 19 ، ح 2 .

[33] المصدر نفسه ، باب 17 ، ح 4 و 5 .

[34] المصدر نفسه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






جناح جمعية العميد يشكل محطة لجذب الباحثين في معرض تونس الدولي للكتاب
طلبة المجمع العلمي يستأنفون دروسهم القرآنية في كربلاء
لأعضاء مدوّنة الكفيل السيد الصافي يؤكّد على تفعيل القصة والرواية المجسّدة للمبادئ الإسلامية والموجدة لحلول المشاكل المجتمعية
قسم الشؤون الفكرية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المؤسّسات الأكاديمية في نيجيريا