المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

التطيب بالسواك‏
21-9-2016
α - Lactalbumin
25-3-2017
الغاز الطبيعي
4-7-2021
Protein Splicing Is Autocatalytic
22-5-2021
النزاعات الداخلية في المدن العراقية في العهد الثماني.
2023-07-15
صف لنا العاقل؟
3-2-2021


أول خطبة خطبها علي (عليه السلام) حين استخلف  
  
3611   03:03 مساءاً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص194-195
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

روى الطبري بسنده عن علي بن الحسين : حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله عز وجل انزل كتابا هاديا بين فيه الخير والشر فخذوا بالخير ودعوا الشر الفرائض أدوها إلى الله سبحانه يؤدكم إلى الجنة ان الله حرم حرما غير مجهولة وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها وشد بالاخلاص والتوحيد حقوق المسلمين فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده الا بالحق لا يحل دم امرئ مسلم الا بما يجب فان النار امامكم وان من خلفكم الساعة تحدوكم فخففوا تلحقوا اتقوا الله عباد الله في بلاده وعباده انكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم ثم أطيعوا الله فلا تعصوه وإذا رأيتم الخير فخذوا به وإذا رأيتم الشر فدعوه اذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الأرض . قال الطبري فلما فرع من خطبته قال المصريون وفي رواية قالت السبائية اي أصحاب عبد الله بن سبا أقول إن صحت الرواية فالقائل واحد منهم ولا يمكن أن يكون جميعهم فكان الراوي ظن أنه يعبر عن رأيهم :

خذها إليك واحذرن أبا حسن * انا نمر الأمر امرار الرسن

صولة أقوام كاشداد السفن * بمشرفيات كغدران اللبن

ونطعن الملك بلدن كالشطن * حتى يمرن على غير عنن

 

فقال علي :

اني عجزت عجزة لا اعتذر * سوف أكيس بعدها واستمر

ارفع من ذيلي ما كنت اجر * واجمع الأمر الشتيت المنتشر

ان لم يشاغبني العجول المنتصر * أو تتركوني والسلاح يبتدر

ومن مجموع ما تقدم يعلم حراجة موقف علي (عليه السلام) وتشعب الأمور عليه وانه ساسها بحكمة وسياسة رشيدة لا يمكن لاحد يريد ان يجمع بين رضا الله وسياسة الخلافة والإمرة ان يأتي بأحسن منها وأوفق بالمصلحة بل ولا بمثلها فالشورى كانت قد غرست في نفس طلحة والزبير وغيرهما انهما أهل للخلافة وطمحت بذلك نفوسهما إلى مساماة علي ومبجراته فيها والاحداث التي وقعت في زمن عثمان كانت اثرت في النفوس والأخلاق أثرها وحساد علي ومنافسوه وأصحاب الثارات والدماء التي أهرقها في سبيل توطيد الاسلام لم يزالوا باقين وعدوه الألد معاوية متمكن من الشام قد حكمها واستوطنها أعواما عديدة وعرف أخلاق أهلها وعلم من أين تؤكل الكتف ، وقتل عثمان كان قد فتح بابا واسعا لمن يريد الفتن والوصول إلى آمال ما كان يحلم بها وكانت بسببه الآراء قد تشعبت والقلوب قد تنافرت وصار الناس احزابا وفرقا وتمهدت السبيل لكل ذي غاية وغرض وقد أشار إلى بعض ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله في كلامه المتقدم : انا مستقبلون أمرا له وجوه وله ألوان الخ .

ومع ذلك فقد ساس الأمة سياسة بهرت العقول واستعمل المداراة والشدة و اللين كلا في محله حيث لا يخل بشئ من طريقته ومنهجه .

قال ابن أبي الحديد : روى ابن الكلبي بسند يرفعه إلى أبي صالح عن ابن عباس ان عليا خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة فقال إن كل قطيعة اقطعها عثمان وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال فان الحق القديم لا يبطله شئ ولو وجدته قد تزوج به النساء وفرق في البلدان لرددته إلى حاله فان في العدل سعة ومن ضاق عنه الحق فالجور أضيق  قال ابن أبي الحديد : وقد كان عثمان اقطع كثيرا من بني أمية وغيرهم من أوليائه وأصحابه قطائع من أرض الخراج وأسقط عنهم خراجها وقد كان عمر اقطع قطائع لكن لأرباب الغناء في الحرب وعثمان اقطعها صلة لرحمه من غير غناء في الحرب (اه) وفي مروج الذهب وانتزع علي املاكا كانت لعثمان اقطعها جماعة من المسلمين وقسم ما في بيت المال على الناس ولم يفضل أحدا على أحد (اه) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.