موقف رجال الدين والعشائر العراقية من الاحتلال البريطاني للعراق. |
1763
06:27 مساءً
التاريخ: 2023-07-25
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-19
904
التاريخ: 2023-06-21
1271
التاريخ: 2023-07-27
1377
التاريخ: 2023-03-22
1103
|
بدأت مقاومة العشائر العراقية للقوات البريطانيين منذ بدأ حملتها على العراق، فعندما انزلت بريطانيا قواتها في الفاو في 6 تشرين الثاني 1914 وانتشرت اخبار الاحتلال البريطاني لمدينة الفاو في مدن العراق وبخاصة الجنوبية، بذلت الدولة العثمانية جهودا استثنائية لكسب علماء الدين وحثهم على اعلان الجهاد والتصدي لقوات الاحتلال البريطاني، إذ ارسلوا برقية في 9 تشرين الثاني 1914 من البصرة إلى علماء الدين في النجف الاشرف ومختلف المدن العراقية جاء فيها ثغر البصرة، الكفار يحيطون به الجميع تحت السلاح نخشى على باقي بلاد الاسلام، ساعدونا بأمر العشائر بالدفاع). ولم تكتف السلطات العثمانية بذلك بل ارسلت أيضاً وفدا رفيع المستوى من بغداد إلى النجف مؤلفا من بعض الشخصيات البارزة بشأن امر الجهاد، وكان من بينهم القائد العسكري محمد فاضل الداغستاني الذي تولى قيادة الجيش العشائري في العراق واستقبل الوفد بحفاوة وعقد اجتماع في جامع الهندي حضره الكثير من العلماء والوجهاء ورؤساء العشائر: منهم عبد الواحد ال سكر شيخ الفتلة، والسيد علوان الياسري سادة المشخاب)، وذكر الشيخ مبدر الفرعون كلمة قال فيها: "ان الاتراك اخواننا في الدين، وواجب علينا مساعدتهم في طرد الاعداء الكفار من بلادنا وبناء على ذلك أرسلت برقيات من علماء الدين إلى رؤساء العشائر تطالبهم بإعداد عشائرهم للدفاع عن العراق، وكانت احدى برقيات الجهاد قد ارسلت من السيد كاظم اليزدي احد علماء الدين معنونة إلى الشيخ خيون العبيد (شيخ عشائر عبودة) جاء فيها: "يقيناً بلغك كما بلغنا هجوم الكفار على بلاد المسلمين، واحاطتهم بالبصرة، يريدون ان يطفؤوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون... وحيث ان الامر كذلك فلا يجوز ان تشغل نفسك بغير مدافعة الكافرين، فان الواجب عليك وعلى كل من بلغته فتوانا من وجوب الدفاع على المتمكنين من المسلمين عند مهاجمة الكفار عن بلاد الاسلام ان تشد رحلك إلى حفظ ذلك الثغر ولا يسوغ التقاعد عن نصرة الاسلام والمسلمين". فضلا عن ذلك أصدر الشيخ مهدي الخالصي فتوى الجهاد ضد المحتلين، كما اصدرت فتاوى اخرى للجهاد من الشيخ محمد سعيد المدرس امام الجامع الاعظم، والسيد احمد نجل السيد مهدي الحيدري، ولم يكتف علماء الدين بإصدار الفتوى، بل وجه السيد محمود الكيلاني بلاغا الى كل الذين يقفون بجانب البريطانيين من العراقيين يدعوهم فيه الى اغتنام فرصة الامن والامان التي منحها السلطان العثماني ويعلنوا ندمهم والتزام الطاعة. وكان لهذه الفتاوى والبلاغات أثرها في الاهالي، ففي 19 تشرين الثاني 1914 تجمع عدد من شباب الكاظمية فساروا الى بغداد في مظاهرة مشيا على الاقدام تتقدمهم الطبول، وعند وصولهم انظموا الى المحتشدين في قلعة باب المعظم، وصعد بعض الخطباء لأثارة الحماس منهم، عبد الرحمن الكيلاني، ومعروف الرصافي، ومحمد الخالصي وغيرهم، ثم أطلقت المدافع وارتفعت الهتافات بحياة السلطان وسقوط الانكليز. من جانب اخر استجابت معظم العشائر العراقية لحركة الجهاد ووقفت إلى جانب القوات العثمانية في حربها مع البريطانيين، ووصلت إلى النجف جموع من المجاهدين يمثلون عشائر مختلفة يرأسها بعض سادة وزعماء الفرات الاوسط منهم: السيد محسن أبو طبيخ من سادة الشامية، والسيد هادي المكوطر من سادة الشنافية، فضلا عن عدد كبير من المقاتلين الأكراد بقيادة الشيخ كاكا احمد، من بينهم الف خيال بقيادة الشيخ محمود، وعبد الله صافي بيك اليعقوبي نائب كركوك، ونامق الهماوند ، والسيد محمد علي ميردار، والسيد احمد خلنقاه. وكان معظم هؤلاء من عشائر الجاف والهماوند بالإضافة إلى العشائر الكردية الأخرى التي لبت دعوى الجهاد وهي عشيرة الطالبانية بقيادة لطيف وعشائر الكاكائية والشوان، والبادوا بقيادة الشيخ قادر وعشيرة الداوودية بقيادة نامق اغا، وعشيرة البرزنجة بقيادة شيخها ميره، سور، وبالرغم من سرعة وصول المجاهدين إلى ميدان المعركة لكن سرعة انسحاب القوات العثمانية امام القوات البريطانية حالت دون اشراكهم في صد القوات البريطانية المتقدمة باتجاه مدينة البصرة . وقبل احتلال مدينة البصرة في 22 تشرين الثاني 1914 وبينما كانت القوات البريطانية تتقدم عبر شط العرب، عقد اجتماع بين القادة العثمانيين وعدد من شيوخ العشائر العراقية كان من بينهم: الشيخ عجمي السعدون، والشيخ سالم الخيون شيخ بني اسد، والشيخ خيون العبيد شيخ العبودة، والشيخ بدر الرميض شيخ البو صالح، وقد فوجئ الجميع بقرار القيادة العثمانية بالانسحاب من مدينة البصرة، على ان تكون المعركة القادمة في الشعيبة، فاعترض الشيخ سالم الخيون شيخ بني اسد قائلا: نحن نريد ان تكون المعركة في شط العرب واقترح اغراق مركبتين في شط العرق لسد الطريق امام القوات البريطانية ثم تتقدم العشائر العراقية وعلى القوات العثمانية مرافقة هذه العشائر ومساندتها اثناء قتالها واذا ظهرت أي بادرة للخيانة من جانب العشائر، فعلى القوات العثمانية توجيه نيران مدفعيتها إلى تلك العشائر ، ولكن القائد العثماني سليمان عسكري كان لديه اوامر مسبقة بالانسحاب لذلك لم يقتنع بما قاله الشيخ سالم الخيون: انتم تريدون تسليم العراق إلى بريطانيا". وبعد ان احتلت القوات البريطانية مدينة البصرة في 22 تشرين الثاني ،1914، تحركت افواج المتطوعين من ابناء عشائر الدليم والاكراد والفرات الاوسط بالإضافة إلى عشائر المنتفك، ووصلوا إلى شمال مدينة الشعيبة في 22 كانون الثاني 1915 اتفقت العشائر مع القيادة العثمانية على مقاتلة البريطانيين من ثلاثة محاور الاول: يتجه إلى الشعيبة عن طريق السماوة ويتألف من عشائر : ال فتلة اهل المشخاب، وال ابراهيم وال شبل والخزاعل وعشائر المنتفك، والمحور الثاني: يتجه عن طريق الجزيرة، إلى النعمانية، ويتألف من عشائر زبيد وال مسعود ، وال فتلة الغربيين من اهل الهندية، وعشيرة بني حسن، والجبور، وعشائر لواء بغداد، والدليم وديالى وقسم من العشائر الكردية، بينما شمل المحور الثالث: عشائر ال فتلة الفراتية ،البدير ، وجليحة، والبو هدله واهل الشامية والبراجع، وتتجه صوب العمارة إلى الكارون من الاحواز. بدأ هجوم المجاهدين على المواقع البريطانية في 12 نيسان 1915، واستمرت المناوشات بين الطرفين لمدة ثلاثة ايام ثم شن البريطانيون هجوما كاسحا بقيادة اللواء ميللز على القوات العثمانية، فتصدى لهم المجاهدون الذين اشتبكوا مع العدو بالسلاح الابيض، لكن القائد العثماني علي بيك اوراق، أخفق في الدفاع عن مواقعه، فقرر الانسحاب من ساحة المعركة. اسفرت معركة الشعيبة 12-15 نيسان 1915 عن انتصار القوات البريطانية، وهزيمة القوات العثمانية والعشائر المتحالفة معها، فكان سببا في خيبة امال معظم العشائر العراقية، فضلا عن انعدام الثقة بين الطرفين المتحالفين، والذي كان عاملا مهما ساهم في اضعاف دور المقاومة، وبالرغم من ذلك فان العشائر العربية، وكذلك الكردية والتي كانت بقيادة الشيخ محمود قدمت تضحيات كبيرة بلغت حوالي ثلاثة الاف شهيد. في جبهة الحويزة استطاعت عشائر العمارة المتحالفة مع القوة العثمانية التي كانت بأمرة القائد توفيق بك الخالدي، كعشيرة بني لام برئاسة غضبان البنية، وبني طرف برئاسة عوني بن مهاوي وعاصي بن شرهان وعشيرة ربيعة برئاسة عناية ابن ماجد ان تلحق بالقوات البريطانية خسائر فادحة في المعركة العنيفة التي حدثت في 2 اذار 1915 في موضع يقال له الغدير ، وكان الجنرال روبنسون قائد القوات البريطانية قد امر قواته بإطلاق مدافعها ومباغتة القوات العثمانية، الا ان دور العشائر في تلك المعركة افسد عليه خططه، حيث اخذت جموع العشائر تنهال عليه من الجانبين وتمكنت من مفاجأة قواته . اسفرت المعركة عن تكبد الطرفين خسائر كبيرة، إذ اختل النظام، وساد الارباك صفوف القوات البريطانية التي لم تتمكن من الانسحاب من المعركة الا بصعوبة بالغة، والذي ساعد البريطانيين على الانسحاب الخطأ الذي اقترفه العثمانيون أنفسهم اثناء المعركة، إذ اخذوا يقذفون قنابلهم حتى على العشائر المتحالفة معهم، الامر الذي مكن البريطانيين من اخلاء قطعاتهم من المعركة. أما العشائر فقد حصلت على غنائم كثيرة كان من جملتها مدفعين أحدهما صحراوي والاخر جبلي الا انهم خسروا 100 شهيد و300 جريح، بينما كانت خسائر البريطانيين في هذه المعركة 65 قتيلا و 127 جريحا، كما اعلن الشيخ غضبان البنية رئيس عشيرة بني لام بعد الانتهاء من المعركة عن جائزة مالية يدفعها لكل من يأتي له براس رجل بريطاني. ومهما تكن الحال، فان العشائر العراقية في تلك المعركة ابدت مقدرة فائقة اذهلت البريطانيين وقد اعترفت بها بعض المصادر البريطانية بان لهم مقدرة فائقة على السرعة في التنقل والحركة، ففرسانهم يسبقون فرساننا دائما، أما المشاة فان رشاقة اقدامهم تمكنهم من مطاولة خيولنا. في جبهة الشعيبة، واصلت القوات البريطانية تقدمها بعد انتصارها في معركة الشعيبة يحدوها الأمل في احتلال مدينة الناصرية، التي تمكنت من احتلالها في تموز 1915، بعد ان تكبدت 25 قتيلا، و84 جريحا. وفي 27 تموز من العام نفسه ابرق نائب الملك في الهند إلى وزير الدولة البريطاني المختص بشؤون الهند قائلا: "أما وقد تم احتلال الناصرية، فان احتلال كوت الامارة، اصبح بنظرنا امرا لازما لابد منه. وهو بذلك يعبر بصراحة عن نيات بريطانيا باحتلال العراق بأكمله، وعلى هذا الاساس حاول البريطانيون احتلال نهر الغراف وعشائره لكي يتسنى لهم تقديم الدعم العسكري لقواتهم المتجهة على محور نهر دجلة لاحتلال مدينة الكوت، وبعد محاصرة القوات العثمانية، القوات البريطانية في مدينة الكوت 1915م ، تحركت قوة بريطانية في اوائل كانون الثاني 1916 من الناصرية متجهة نحو الغراف، ويقال انها ارسلت إلى رؤساء المنطقة تهديدا فيه "اننا قادمون فمن لم يكن معنا منكم فليعلن ذلك" فكان جواب رؤساء عشائر الغراف "اننا لا نقف مع الانكليز ما دامت الراية الاسلامية ثابتة مع العثمانيين". وصلت القوة البريطانية إلى موضع باهيزة بين الناصرية والشطرة، وقد صادفت خلال تقدمها عشيرة خفاجة مجتمعة لتشييع جنازة أحد ابنائها، وقد ارتفعت اعلامها وكان رجالها يطلقون الرصاص في الهواء، كما هي عادة العشائر في العراق في مثل هذه المناسبات وحينما طلب القائد البريطاني من الخفاجيين القاء سلاحهم رفضوا ذلك مما ادى إلى نشوب معركة بين الطرفين اسفرت عن هزيمة البريطانيين، وقد عزز هذا الانتصار من عزيمة عشائر الغراف ووحدت كلمتهم في مقاومة البريطانيين. لقد اشتد غضب القادة البريطانيين في اعقاب هزيمتهم في موقعة باهيزة، ولذلك اخذوا يعدون العدة لكسر شوكة عشائر الغراف، فضلا عن محاولتهم فك الحصار الذي فرضته القوات العثمانية على القوات البريطانية في الكوت، تحركت القوات البريطانية وكانت تتألف من ستة الاف عسكري، وعشرة مدافع عن مختلف الانواع والمديات اضافة إلى الاسلحة الاخرى، وبالمقابل كانت عشائر الغراف على اتم الاستعداد لمجابهة قوات الاحتلال البريطاني، إذا اشتركت في هذا الحشد عشائر العبودة وخفاجة، وال زيرج، وبني زيد، والبو سعد والشويلات. كان الشيخ خيون العبيد رئيس عشيرة العبودة من أبرز الزعماء العشائريين، إذ قاد 1700 مقاتلا متصديا لقوات الاحتلال البريطاني، ووضع خطة ذكية في مهاجمة القوات البريطانية، حينها امر العشائر برفع اعلامها على بيوت احدى القرى، بينما امر المقاتلين بالاختفاء، وراء ضفاف احد الانهر مباشرة، الأمر الذي اوهم البريطانيين بوجود المقاتلين في القرية، وعندما اخذت المدفعية تقصف القرية انقض ابناء العشائر في 8 شباط 1916 على هذه القوات في الموضع الذي يقال له البطنجة ونشبت بين الطرفين معركة استمرت طيلة النهار، استعمل فيها السلاح الابيض وقد تمكن ابناء العشائر من تسلق الزوارق الحربية المرافقة للقوات، واشتبكوا مع جنودها بالأيدي والسلاح الابيض، وقد اسفرت المعركة عن تقهقر العدو وانسحابه إلى قواعده في مدينة الناصرية. ولابد من الاشارة هنا إلى ان عشائر الغراف واصلت ملاحقتها للقوات البريطانية المنكسرة في هذه المعركة واخذت تحتمي بسور مدينة الناصرية، بعد ان تمكن قائد القوة البريطانية هاملتون من الافلات من الاسر بأعجوبة. كانت انباء معركة البطنجة، قد حفزت بقية العشائر في سوق الشيوخ على مقاومة القوات البريطانية، اضافة إلى قيام الشيخ خيون العبيد بأرسال مجموعة من الرسائل كانت تحتوي على جدائل نسائية، وقام بتأشير هذه الرسائل باللون الاسود لأثارة همم وحمية العشائر المحيطة بمدينة سوق الشيوخ، وقد سمى البريطانيون هذه الرسائل بالرسائل السوداء، وتشير مراسلات القادة البريطانيين إلى الذعر والخوف الذي اثارته هذه الرسائل بين الجنود والضباط البريطانيين. وشنت كذلك عشيرة العليات في هور الحمار هجمات عديدة على الدوريات البريطانية وتمكنت من الاستيلاء على معظم معداتها، كما قامت عشيرة العمايرة بتعطيل خط الاتصال البرقي الذي انشأه البريطانيون بين العكيكة والجبايش. ومن الجدير بالذكر ان القوات البريطانية لم تتمكن من احتلال مدن الغراف الا بعد ان احتلت مدينة بغداد في 11 اذار ،1917، وبذلك تمكنت من ملء الفراغ الاداري في منطقة المنتفك والتي أطلقت عليه اسم الجسر المكسور نتيجة لاستقلال الشطرة وعدم خضوع عشيرة ال زيرج واستمرار عشيرة خفاجة في مقاومة الاحتلال البريطاني. وفي لواء ديالى هاجمت عشائر بني، ويس، وربيعة والعزة والجبور، القوات المرتزقة التابعة للبريطانيين والذين يدعون شبانة، المتواجدين في شهربان في 22 حزيران 1917، وتمكنت من تحقيق الانتصار عليها واضطرت الشبانة إلى الانسحاب بمد ان تركت وراءها 9 قتلى وعددا من الجرحى واستمرت العشائر في ملاحقتها حتى اثناء الانسحاب. وعلى الرغم من احتلال القوات البريطانية لبلدروز في 26 حزيران 1917، الا ان عشائر بني تميم وبني زيد استمرت في المقاومة، إذ تمكنت من تحطيم احد الجسور على طريق بعقوبة على بعد 15 ميلا من بلدروز. ومما تجدر الاشارة اليه ان عشائر ديالى قد شاركت مع القوات العثمانية في بعض المعارك التي حدثت في خانقين في صد تقدم القوات الروسية الحليفة للبريطانيين، وكانت العشائر آنذاك تحت امرة القائد التركي ضياء بك، وساهمت في التوغل إلى داخل الاراضي الايرانية، وبعد احتلال البريطانيين مدينة بغداد رفض بعض شيوخ عشائر بني ربيعة وزبيد وشمر طوقة والعزة والدليم تقديم الطاعة للبريطانيين، واستمر بعضهم على اتصال سري بالأتراك، كما قامت بعض العشائر بمهاجمة البريطانيين في مناطق خطوطهم العسكرية، إذ هاجمت عشيرة زوبع معسكرا بريطانيا في صدر الرضوانية، واستمرت هجماتهم عدة ايام كذلك قامت عشيرة الدليم بقتل امر احد الفصائل البريطانية اثناء قيامه بجولة استطلاعية . ومع مرور الوقت خضعت العشائر العراقية السياسة الامر الواقع بعدما لاحظت ان العراق أصبح تحت الاحتلال البريطاني، اضافة إلى كون بريطانيا انتهجت سياسة تقريب الشيوخ المعادين لها، ومنهم الشيخ خيون العبيد رئيس عشيرة العبودة، ومنحهم الامتيازات المادية والمعنوية. لذلك قامت الادارة البريطانية بتعيين سالم الخيون شيخ عشيرة بني اسد مديرا لناحية الجبايش بعد احتلالها مباشرة، الا ان سالم رفض الاذعان لسلطتهم الأمر الذي اثار غضب المحتلين فنفته إلى الهند بعد ان استبدلته بالشيخ مجيد الخيون، إذ وجدت القوات البريطانية بعد دخولها العراق انها بحاجة ماسة إلى مساعدة شيوخ العشائر في حربها مع الدولة العثمانية، فعملت على استمالتهم بشتى الوسائل الا ان نجاحها كان محدودا واتبع البريطانيون الشيء نفسه مع العشائر الكردية، إذ ارسلوا عددا من ضباطهم بعد احتلال بغداد مباشرة لإقامة اتصالات مع زعماء العشائر الكردية، وخاصة الشخصيات المعروفة كركوك والسليمانية كالشيخ محمود ومهما يكن من أمر فان العشائر العراقية اسهمت بدور مهم خلال الحرب العالمية الأولى فاضحت قوة اقلقت البريطانيين كثيرا ولم تنفع كل محاولات الارهاب والقوة التي مارستها القوات البريطانية ضدها من انهاء مقاومتها، لا بل ان هذه العشائر قاومت الاحتلال البريطاني حتى بعد احتلال مدينة بغداد على الرغم من انها لم تكن تمتلك السلاح والعتاد المتطور والفعال الذي كانت تمتلكه القوات البريطانية النظامية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|