أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-11
187
التاريخ: 2023-03-22
1104
التاريخ: 2023-07-19
904
التاريخ: 2023-07-19
1245
|
واجه البريطانيون أول ثورة مسلحة بعد احتلالهم العراق عرفت باسم ثورة النجف عام 1918، اذ كان البريطانيون بعد احتلالهم، بغداد قد تركوا النجف وشأنها نظرا لمركزها الديني من ناحية، وطيعة اهالها الميالين الى الاستقلال وكراهيتهم لكل اجنبي من ناحية اخرى. ولهذه الاسباب وغيرها ترك البريطانيون النجف، ولم يسيروا اليها جيشا، ولم يتدخلوا في شؤونها. وقد مارس النجفيون نوعا من الحكم الاهلي، فبرزت بينهم زعامات محلية، وقد اتسع نفوذ هؤلاء الزعماء فأغاظ بعض علماء الدين، كما اغاظ الوطنيين من اهل المدينة، لسوء تصرف بعض هؤلاء الزعماء وتغليب مصالحهم الشخصية على مصالح عامة الشعب. ونتيجة لذلك اضطرت السلطات البريطانية الى اختيار حميد خان بن اسدخان وهو من الاسر الهندية المرموقة التي نفاها البريطانيون من بلادهم الهند فاختاروا السكن والاقامة في العراق ولاسيما في الكاظمية وكربلاء، اختاروه ليكون معاونا للحاكم السياسي الانكليزي في النجف الاشرف. ولما رفض حميد خان هذا المنصب سعى البريطانيون الى الزعيم الروحي السيد كاظم اليزدي الطبطبائي لحمله على تكليف حميد خان لقبول هذه الوظيفة، فقبلها مضطرا وذلك في حزيران عام 1917. ولم يظهر النجفيون ارتياحهم من وجود حميد خان بالرغم من صلات عائلته الحسنة لأنهم شعروا بسيطرة غريبة عليهم، وكان الاجدر اختيار أحد وجهاء النجف ممن يرتضيه الاهالي. ومما زاد من توتر الوضع وصول جماعة من العشائر من بادية الشام من الموالين للبريطانيين في اواخر تشرين الثاني عام 1917، وكانوا يحملون رسالة توصية بعث بها الضابط الانكليزي الكولونيل لجمان المسؤول عن حدود البادية، الى حميد خان لمساعدة هذه العشائر في الامتيار وشراء حاجياتهم المعاشية، وبعد مدة وصلت قافلة لاحد الشيوخ من رؤساء العشائر جاءت الى النجف للغاية نفسها. وكانت المواد المعاشية والمخزون من الطعام شحيحا جدا فادى وصول هاتين القافلتين للاكتيال الى ارتفاع اسعار المواد ارتفاعا فاحشا. وقد نجم عن ذلك قيام تظاهرات في النجف اشتركت فيها بعض النسوة، ثم حدث صدام بين اهل النجف وهذه العشائر مما دفع حميد خان الى الاستقالة. فما كان من الحاكم الملكي العام السير برسي كوكس الا ان يقترح على القائد العام للقوات العسكرية البريطانية ضرورة الاشراف المباشر على منطقة الفرات الاوسط. وعلى هذا الاساس تم تعيين الكابتن بلفور حاكما سياسيا للواء الشامية والنجف، وتم تعيين حميد خان معاونا له في النجف تساعده قوة من الشرطة المحلية. ويبدو ان بلفور الذي يجهل العادات العراقية بطبيعة الحال لم ينجح في اعادة التهدئة للمدينة، بل على العكس ادت اجراءاته ضد بعض وجهائها الى تزايد اضطراب الاوضاع لاسيما بعد قيامه بألقاء القبض على بعضهم. وسرعان ما تحول الغضب الشعبي ضد البريطانيين الى عمل وطني اسرف عن تأسيس جمعية النهضة الاسلامية، التي كان في مقدمة اهدافها الكفاح ضد السلطة المحتلة وتخليص البلاد من طغيان البريطانيين، وتأمين الاستقلال والحرية للشعب العراقي. وكان من أبرز اعضائها العلامة السيد محمد علي بحر العلوم والعلامة الشيخ محمد جواد الجزائري، وعدد من المناضلين النجفيين من امثال الحاج نجم البقال. قد ابتدأ عمل الثوار بقتل الكابتن مارشال الحاكم السياسي لمدينة النجف. وحين بلغ الكابتن بلفور خبر مقتل الكابتن مارشال اشرع متجها الى النجف، ومعه قوة كافية من الجنود وزعها داخل البلدة وخارجها تحسبا للطوارئ، وقد حاول الثوار قتل الكابتن بلفور نفسه غير انهم لم ينجحوا في ذلك. لقد اتسعت الحركة الوطنية في اعقاب محاولة اغتيال بلفور، واخذ ابناء النجف يتجولون الطرقات وألقوا القبض على عدد من افراد الشرطة واستحوذوا على اسلحتهم، ثم احتجزوا معظمهم وأطلقوا سراح بعضهم الآخر. ثم قاموا بالهجوم على السراي القديم وقلعوا ابوابه وأشعلوا فيه النيران، فكان كل ذلك ايذانا بإعلان الحرب بين البريطانيين واهالي النجف. بادر البريطانيون الى محاصرة النجف من اجل انهاء الثورة، في وقد تمكن ثوار النجف من دحر كتيبة بريطانية في 21 اذار 1918 كانت متجهة نحو المدينة. وقد قابل بلفور في اعقاب ذلك وجهاء المدينة وقد عدة شروط لإنهاء الامر وهي:
1. تسليم الرجال الذين قتلوا مارشال ومن اشترك معهم في هذه الواقعة.
2. دفع غرامة قدرها ألف بندقية.
3. دفع غرامة مالية مقدارها 50 ألف روبية يجمعها رؤساء المحلات التي اندلعت فيها الثورة.
4. تسليم مائة شخص من المحلات الثائرة الى الحكومة البريطانية لإبعادهم عن النجف بصفة أسرى حرب.
وقد ابلغ بلفور عند تقديمه لهذه الشروط وجهاء المدينة ان النجف ستبقى تحت الحصار الشديد فيمنع عنها الطعام والماء الى ان تستجيب للشروط وتنفذها. غير ان النجفيين رفضوا الشروط البريطانية وقرروا الاستمرار في الثورة، واتخذوا الاجراءات اللازمة للحرب، فحفروا الخنادق، ووضعوا حراسة على سور المدينة. اما البريطانيون فقد حشدوا قوات كبيرة في الكوفة بقيادة الجنرال ساندرز، كما ان قوات كبيرة اخرى قد تمركزت على بعد كيلو مترين من سور النجف ونصبوا المدافع هناك، وشرعت تلك القوات في حفر الخنادق واقامة المتاريس ونصب الاسلاك الشائكة حول المدينة، وبذلك تم تطويق المدينة بالكامل. وقد استمر حصار المدينة لمدة تزيد عن اربعين يوما اضطر خلالها السكان الى شرب مياه الابار المالحة، وارتفعت اسعار المواد الغذائية بشكل كبير، واضطر الناس الى ذبح الحمير للاستفادة من لحومها. رغم ذلك لم تثن تلك الاجراءات النجفيين عن عزيمتهم واستمرت الثورة، لذا قرر البريطانيون شن هجوم واسع على المدينة في 7 نيسان 1916 ويعد قصف المدينة بشكل مكثف تمكنت القوات البريطانية من احتلال اجزاء من سور المدينة، وسر عان ما تمكن البريطانيون من اخماد ما تبقى من الثورة بقسوة بالغة، واخذت السلطات تلقي القبض على الثوار. وفي 4 ايار تم فك الحصار على المدينة بعد انهاء الثورة تماما، أعقب ذلك محاكمة الثوار في الكوفة الذي تم بموجبها اعدام أحد عشر منهم ونفت 123 آخرين الى الهند.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|