نشط الوطنيون في كربلاء وعزموا على مقاومة الاستفتاء بكل جد ومثابرة مما أغاظ السلطة الحاكمة، وزاد في حنقها فبثت دعاية بأن هذه الأمور المعارضة للسلطة لا يعلم بها الإمام الحائري، وإنما هي من أعمال ولده محمد رضا ولما وصل الخبر إلى مسامع الشيخ الحائري، وتصدى بعض الوطنيين لتوجيه سؤال إلى الشيخ الحائري طالبين إيضاحاً حول جواز انتخاب غير المسلم ليكون أميراً على البلاد، فكان جواب الشيخ محمد تقي الفتوى التي هدت أركان سلطات الاحتلال وزعزعت حكمه والفتوى هي : (ليس لأحد أن ينتخب ويختار غير المسلم للإمارة والسلطنة على المسلمين).

التوقيع:

محمد تقي الحائري

20 ربيع الثاني سنة 1337هـ

وقد أيد هذه الفتوى علماء آخرون فاقتدوا بالشيخ الحائري وأفتوا بتحريم انتخاب غير المسلم لملوكية العراق منهم: محمد صادق الطبطبائي - عبد الحسين الطبطبائي، محمد علي الحسيني، جعفر الهر وآخرون. وقد أوعزت السلطة إلى الموالين لها لتقديم مضبطة مضادة تطالب ببقاء الحكم البريطاني واختيار حاكم بريطاني يتولى إدارة البلاد، وقد طلبوا من الشيخ عبد الحميد كمونة نجل محمد علي كمونة القيام بتقديم مضبطة موقعة تطالب بحكم البريطانيين لقاء الإفراج عن أبيه وعمه المحتجزين لدى السلطة الحاكمة، ولما قدمت المضبطة المضادة رفضتها السلطة لأنها لا تتوازن مع المضبطة التي قدمها العلماء، وكذلك رفض الحاكم في كربلاء قبول المضبطة الأولى بسبب تقديمها بعد موعدها، وبعد يومين من تقديم المضبطة المضادة قدمها الحاكم السياسي في كربلاء إلى عبد الحسين الدده وقال له لا حاجة لي فيها افعل بها ما شئت. واحتفظ الوطنيون بنسخة من المضبطة وقرروا إرسالها إلى جلالة الملك حسين بن علي في الحجاز بيد الشيخ محمد رضا الشبيبي ليطالب بموجبها بحق استقلال العراق وتنفيذ الوعود التي قطعوها ولما علم أهل الفرات الأوسط بما فعل قادة الحركة الوطنية في كربلاء تبعوهم واقتفوا أثرهم في عملهم فقدموا المضابط وحسب إرشاد الشيخ محمد تقي، وجاءت مضابط من عشائر المنتفك ومن عشائر آل حسن وكل عشائر الفرات ترفض فيها حكم المحتل وتمتثل لأمر الشيخ محمد تقي الحائري، وقد خاب أمل الحاكم السياسي لمجابهة تلك المضابط، فغضب واشتد غضبه على حركة كربلاء .

......................................

1-الثورة العراقية، أرنولد ويلسن.

2-الحقائق الناصعة فريق المزهر الفرعون.

3-كربلاء في التاريخ عبد الرزاق الوهاب آل طعمة.

4-لمحات اجتماعية، د. علي الوردي.

5-الثورة العراقية الكبرى، عبد الرزاق الحسيني.

6-تاريخ القضية العراقية د. محمد مهدي البصير.

7- خطباء المنبر الحسيني، حيدر المرجاني.