المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والشباب  
  
731   08:20 صباحاً   التاريخ: 2023-07-25
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص106ــ122
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-23 440
التاريخ: 2023-02-28 807
التاريخ: 2023-04-06 888
التاريخ: 29-3-2022 1815

كانت بلاد الحجاز قبل الإسلام مركزاً للفساد والعادات والتقاليد المذمومة ، وكان أهل هذه البلاد منحرفين عقائدياً وأخلاقياً ، بحيث انهم كانوا يجمعون من الصفات شرها كوأد البنات والقتل والسرقة والنهب وعبادة الأصنام، ولم تكن ممارساتهم هذه تشعرهم بعذاب الضمير .

وعندما جاهر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأمر من الله سبحانه وتعالى بالدين الإسلامي واضعاً الحجر الأساس لأول ثورة تغييرية تهدف إلى سعادة البشرية ، لجأ الشباب بشوق ورغبة إلى هذا الدين الحنيف ليقفوا جنباً إلى جنب مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أجل القضاء على المعتقدات الباطلة والسنن الفاسدة ، واستطاعوا فعلاً بفضل سعيهم ومثابرتهم تطهير أرض الحجاز من الفساد والمفسدين خلال مدة قصيرة ، كما تمكنوا من الأخذ بيد ذاك المجتمع المتخلف نحو مدارج الرقي والكمال .

ونستنتج من خلال ما ذكر أن الرغبة في الحداثة والتجدد تشكل عاملاً من عوامل الخلاف بين جيل الشباب وجيل الكهول ، فهذه الرغبة الطبيعية تدفع بالشاب للعمل على إحراز شخصيته والبحث عما يناسبه من الصفات الأخلاقية ، وفي الوقت نفسه تدفعه للتمرد على بعض الآداب والعادات والتقاليد التي يعتمدها كبار السن.

الشاب والرغبة المفرطة في التحرر:

من العوامل الأخرى التي تحفز الشاب على التمرد على الآداب والعادات والتقاليد الإجتماعية، الرغبة المفرطة في الاستقلال والتحرر. وردة فعل هذه الرغبة المفرطة عادة ما تكون معارضة جانب من سلوك كبار السن ، واختيار صفات جديدة تكون أساساً للأخلاق والشخصية ، وهنا لا بد من إعطاء بعض التوضيحات في هذا المجال .

أثر التقليد وعدمه:

ثمة رغبتان مفيدتان يختزنهما الإنسان في أعماقه ، ويستطيع أن يستفيد منهما لضمان أسس سعادته شرط أن تكون هذه الاستفادة في محلها وبالمقدار الصحيح . الرغبة الأولى هي تقليد الآخرين في أعمالهم وسلوكهم، والثانية هي الرغبة في الامتناع عن تقليد الآخرين.

ومن الآثار المفيدة للتقليد هو أن كل جيل يستطيع ان يتعلم الكثير من الأجيال السابقة ويستفيد من تجاربها ، أو أن أي أمرئ بإمكانه أن يقتدي بسلوك الآخرين وتصرفاتهم ليعيش برغد وسلام شرط أن يحكم عقله في اختيار الأشخاص الذين يود الاقتداء بهم ، وانتخاب خير السلوك والتصرفات التي يروم تقليدهم بها.

أما أثر الامتناع عن التقليد فهو بقاء أبواب الرقي والتسامي مفتحة أمام الإنسان الذي ينبغي عليه أن لا يحجم نفسه ضمن إطار تقليد الآخرين المحدود ، إذ من الممكن جداً أن يرتكب بتقليده الأعمى الأخطاء ذاتها التي ارتكبها الآخرون ، ومن هنا يجب على الإنسان أن يعتمد على عقله ويستجمع أفكاره في تقييم تصرفات الغير واتباع أحسنها.

ميزان العقل :

قال تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17، 18].

في هذه الآية الكريمة ، تم تحديد التقليد وعدم التقليد وفق ميزان العقل ، وقد بشر الله سبحانه وتعالى أولئك الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه بالنصر والسعادة، على عكس أولئك الذين يقلدون الآخرين تقليداً أعمى دون تفكر وتعقل ، فنصيبهم ليس سوى التعاسة والخسران .

قال أبو عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) : إياك أن تنصب رجلا دون الحجة

فتصدقه في كل ما قال(1).

التقليد الأعمى:

ليس هناك بين الآدميين من هو معصوم عن الخطأ حتى وإن كان عالماً أو مفكراً أو حكيماً ، والعاقل هو ذاك الشخص الذي يحكم عقله حتى في تقليد منهم في منزلة علمية متقدمة، ويتجنب التقليد الأعمى ليأمن من العواقب .

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): إن كلام الحكماء إذا كان صواباً كان دواء وإذا كان خطأ كان داء(2).

«إنكم تعلمون جيداً أننا نرغب في تكرار أي عمل يؤدى أمامنا ، وسبب ذلك يعود إلى وجود عامل العدوى وعامل الإيحاء، أضف إلى ذلك وجود عامل ثالث في أعماق كل منا، وهو الرغبة في قول (لا). وتتفوق هذه الغريزة أو الرغبة حيناً وتلك أحياناً حسب مزاج الشخص وخلقه وسنه ، والرغبتان مفيدتان للإنسان ، فالأولى تتحفنا بكل ما هو غريب علينا، والثانية تمنحنا قوة المقاومة وتوحي لنا بضرورة القيام بتصرفات غير تلك التي يقوم بها الآخرون» .

«وإذا ما أعطى الإنسان أياً من هاتين الغريزتين حجماً أكبر من حجمها ، فإن الأولى ستجعل منه إنساناً مقلداً ضعيف الإرادة والثانية تجعل منه إنساناً موهوماً لا نفع منه, وبشكل عام فإن لهاتين الغريزتين تأثيرهما على سلوك الفرد وتصرفاته»(3).

التقليد الأخرق:

من المشاكل التي اعترضت دعوة الأنبياء والرسل هو تعصب البعض في تقليدهم الأخرق لأسلافهم. فالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جاءوا يدعون الناس إلى التعقل والتدبر وذلك بهدف إنقاذهم من الشرك والضلالة وعبادة الأصنام وسوء الخلق والأخلاق، وضمان سعادتهم ، إلا ان المشركين الجهلة المتعصبين كانوا يعتمدون في تمسكهم بمعتقداتهم الباطلة وعدم تصحيح سلوكهم السيء المشين على سلوك آبائهم، وكانوا يجعلون من تقليدهم للآخرين في معتقداتهم ومسالكهم الباطلة سنداً على صحة أفكارهم وأعمالهم الباطلة. وواضح تماماً مدى تأثير مثل هذا التقليد الأعمى والأخرق في خفوت العقل وضياع الفكر.

قال تعالى: {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [الشعراء: 72 - 74].

وقال عز من قائل: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا} [الأعراف: 28].

(إذا تغلب رد فعل التقليد فإن الفرد سيستوعب كل الآداب والسنن الإجتماعية، كما أنه في الوقت نفسه سيتقبل كل العادات والأطوار المضحكة والكلمات والمصطلحات المتداولة في المجتمع، فقط ليكون مثل الآخرين، وهكذا يكون مثل هذا انفرد قد حاول عن طريق البلاهة والحماقة تطبيق نفسه مع المحيط»(4).

الإستبداد بالرأي:

كما هو الحال بالنسبة للتقليد الأعمى الذي يسلب الإنسان كل تفكير وتدبير، ويحرفه عن جادة الرقي والتكامل، كذلك الأمر بالنسبة إلى الامتناع عن تقليد ما هو صحيح وعقلاني نتيجة الغرور والاستبداد بالرأي ، فهو يؤدي بالإنسان إلى التخلف والحرمان وأحياناً إلى الهلاك. 

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : لا تستبد برأيك فمن استبد برأيه هلك(5).

التوازن العقلاني:

إن السبيل الوحيد الذي يكفل النجاح والموفقية والسعادة في هذا المجال ، هو التوازن العقلاني بين الرغبة في التقليد وفي عدمه. فالعاقل كما أشار إليه القرآن الكريم هو ذلك الإنسان الذي يتجنب التقليد الأعمى والأخرق ولا ينصاع إلى كل ما يقوله أو يفعله الآخرون ولا يكون أسير غروره واستبداده اللذين يدفعانه إلى اجتناب التقليد البناء والمفيد دون دراية أو دراسة.

«كل هذه العوامل تجعل من العسير مطالعة مراحل ما بعد الحروب كتاريخ . ولكن في الوقت نفسه الذي نبحث فيه في المعتقدات والأفكار ونرفض الكثير منها فقط بسبب ما يقال عنها بأنها بالية ورجعية علينا أن ننتبه إلى أننا لسنا قادرين على التلاعب بالأفكار والمعتقدات تحت هذه الحجة، بل لابد لنا أن نسعى لكي نفهم ما يتوجب علينا القيام به وأي الطرق علينا أن نسلك»(6) .

من المؤسف أن التوازن بين الرغبة في التقليد وعدمه ينعدم خلال فترة البلوغ والشباب ، وتبرز لدى الشباب حالة من التمرد على سنن وآداب الكبار تصل بهم إلى حد الإفراط . فالشاب يحبذ ضمن برنامج حياته وسعيه لإحراز شخصيته تجنب تقليد الآخرين قدر استطاعته واعتماد أساليب جديدة في الحياة ، أو تقليد من سبق له أن تمرد على الآداب والسنن السائدة واعتمد المبادرة الشخصية.

وهذه الرغبة في عدم التقليد أو التقليد في الجهة المعاكسة سببت وما زالت تسبب خلافات بين جيل الشباب وجيل الكهول، وقد أدت في بعض الحالات إلى حصول جرائم كبيرة.

التقليد في الجهة المعاكسة: 

«في الوقت الذي تطغى فيه غريزة التقليد على كيان الإنسان في المرحلة الثالثة من مراحل الطفولة، تبدأ غريزة الإمتناع عن التقليد تتفاعل في كيان الإنسان مع بداية مرحلة البلوغ لتضفي على طبعه حالة من المعارضة. فتنحط قوة المحاكاة وقبول الإيحاءات بينما تقوى قدرة مراقبة السلوك ومواجهة المشاكل والصعاب ، وتتجلى هذه الحالة في الفتيان خاصة لرغبتهم في النزاع والهجوم، ومع هذا فإن رد فعل التقليد لم يزل قائماً وقد اختلط مع رد فعل عدم التقليد أو تجنبه. والرغبة في اكتشاف مسالك جديدة وهذا ما يمكن ملاحظته بكثرة في جيل اليوم وهي في الحقيقة ناتجة عن التقليد في الجهة المعاكسة»(7).

في العام 1966 أقدم شاب في شيكاغو على قتل تسع ممرضات ، ولم يمض وقت طويل حتى قام شاب آخر في جامعة تكساس بارتكاب جريمة قتل بحق 16 شخصاً. وهاتان الجريمتان البشعتان دفعتا بشاب في الثامنة عشرة من العمر يدعى «روبرت سميث» إلى تقليد الشابين المذكورين، حيث قام في العام ذاته بارتكاب جريمة راح ضحيتها ستة أشخاص .

«إقتحم شاب أمريكي في الثامنة عشرة من العمر يدعى «روبرت سميث» اليوم معهداً للتجميل وفتح النار على طلاب المعهد مما أسفر عن مقتل وجرح ست فتيات. وكان (سميث) قد دخل إلى احد صفوف المعهد وطلب من الفتيات الإستلقاء أرضاً

بشكل دائري ، وما أن فعلن حتى صوب مسدسه نحو أدمغتهن وفتح النار. ونتيجة لهذا الحادث توفيت فتاتان على الفور بينما توفيت ثلاث أخريات أثناء نقلهن إلى المستشفى ، وما زالت الفتاة السادسة في غيبوبة تامة حيث لا يرى الأطباء أملاً في نجاتها.

وبعد أن ارتكب جريمته خرج سميث من الصف وهو يضحك بشدة. وكانت امرأة قد اتصلت بالشرطة التي حضرت على الفور وطوقت المكان وتمكنت من إلقاء القبض على القاتل وتسليمه للعدالة . ولدى استجوابه اعترف «سميث» بأن تصاعد عمليات القتل الجماعي في أمريكا بالآونة الأخيرة هو الذي دفعه إلى ارتكاب جريمته»(8).

ونستنتج من هذه الحادثة أن الرغبة في الحصول على الحرية المطلقة والميل بإفراط نحو عدم التقليد الذي يؤول بالشباب إلى مزيد من التمرد على الآداب والتقاليد الإجتماعية، يشكلان أساس الخلافات بين جيل الشباب والكبار في السن على مسألة اختيار الصفات الأخلاقية وتوكيد الشخصية.

الشاب والأوهام:

من الميول والرغبات الأخرى التي تبرز بشدة خلال مرحلة الشباب وتؤدي إلى تمرد البالغين حديثاً على الأساليب العقلانية والتصرفات الواعية للكبار، هو حب الأوهام والتصورات الواهية. ففي هذه المرحلة تنفذ الأفكار الجذابة التي يستحيل حدوثها إلى اعماق الشباب لتسرح بهم في عالم الخيال والأوهام وتحجب عنهم واقع الحياة وحقائق الأمور.

«ربما لم تكن أوهام الإنسان وتصوراته الواهية شديدة بهذا الشكل في جميع مراحل حياته مثلما هي عليه في هذه المرحلة وخاصة في المرحلة الممتدة من سن الـ17 إلى سن الـ 20 التي لها ميزة خاصة في حياة الإنسان».

«والوهم هو عبارة عن صورة متأرجحة للتفكير في مرحلة البلوغ. ويبدأ نتيجة انفعال خفيف وبسيط لتتشكل بدايات التصورات الذهنية ، وبعد أن تتداعى الأفكار والذكريات تنبثق من هذه التصورات تصورات أخرى جديدة تجعل الشاب يسرح في عالم نصف خيالي لكنه مرتبط تماماً بأحاسيسه الفعلية)(9).

التخيلات المفيدة:

إن الرغبة في التحليق في عالم التخيلات موجودة بالفطرة في أعماق كل شاب، وهذه الرغبة إن استخدمت بشكل سليم وبالمقدار الصحيح ، فإنها ستعود بنتائج إيجابية . فالتخيلات المفيدة ضمن حدود المصلحة من شأنها أن تفعل من قوة الإبداع لدى الشاب وتنمي ذهنه وتمنحه أفكاراً جديدة ورائعة .

(يقول «كريسي موريسن»: إن قوة التصور والتخيل لدى الأطفال تشكل مصدر فرحهم وبهجتهم. وعند اللعب يطلق الأطفال هذه التصورات والتخيلات بحرية، والدليل على ذلك مدى ثقة واطمئنان الطفل لمن يلاعبهم. والطفل الذي يحمل بندقية خشبية ويحاول تقليد الجنود في مشيهم يتصور نفسه جندياً واقعياً. وقد يتحول تصور عميق نتيجة التربية والتجربة أو تأثيرات المحيط إلى عمل فني رائع أو لوحة فنية جميلة أو اختراع ميكانيكي عظيم.

فالأفكار والمعتقدات هي وليدة قوة التصور والتخيل هذه، وكذلك الأمر بالنسبة للنبوغ والذكاء. وتتجلى قدرة العقل البشري على تقديم اختراعات في مجال الإليكترونيات والميكانيكيات واستيعاب مسائل الرياضيات المعقدة بفضل قوة التصور والتخيل»(10) .

التخيلات والتطور الفكري:

«يقول «موريس دبس» :لا بد من التمييز وبدقة تامة بين النشاط الفكري الطبيعي للشاب اليافع وبين الحالات غير الطبيعية لهم والموجودة أيضاً عند المصابين بأمراض عصبية . ولهذه التخيلات أثرها الكبير في تطوير الشاب فكرياً وثقافياً.

ولو اعتقدنا نحن مثلما يعتقد «ب . غو يوم» بأن للتخيل والتصور أثراً أكبر من فاعلية الذكاء على حياة الإنسان، عندها علينا أن نذعن إلى أن مرحلة البلوغ هي من المراحل الأساسية لتنمية جسم الإنسان».

الشاب والحس المرهف :

«إن الإنسان ليثق أكثر بهذه المسألة عندما يرى أن حركة التصورات والتخيلات الإبداعية لا سيما حركة التطور الفني في هذه المرحلة هي أكثر ما يلفت النظر. فالشاب البالغ حديثاً الذي يشعر برغبة جامحة تشده نحو الصور الشاعرية ، يتكون لديه حس مرهف أكثر من الآخرين تجاه كل ما هو جميل. فالتخيل والتصور يدفعان بالشاب إلى اكتشاف كنه وجوده وإدراك الآخرين»(11).

إن تخيلات مرحلة الشباب إذا ما تجاوزت حدودها وتحولت إلى أوهام وأحلام تجرف الشاب إلى بحر الأماني المستحيلة وتحجب عنه واقع الحياة ، فإنها ستكون سببا في بؤسه وشقائه ، لأن في مثل هذه الحالة يخفت نور العقل ويجد الإنسان الذي اضاع كنز وجوده نفسه عاجزاً عن الجد والنشاط ومضطراً لقضاء بقية عمره في تعاسة وحرمان.

التخيلات الباطلة:

«إن تخيلاتنا وتصوراتنا هي في محلها وهي أمر ضروري شرط ان تكون مقدمة للعمل ، وإلا فان التخيلات التي لا تكون مقدمة لعمل باطلة أساساً ، لأنها تضيع على الإنسان عمره وتحول بينه وبين تطوره ورقيه».

«إن الفرق بين الكتاب والمخترعين الذين ينسجون ما في أفكارهم بخيالهم وبين الناس الخياليين هو أن الكتاب والمخترعين يمسكون بزمام تخيلاتهم ويطلقونها أينما وكيفما شاؤوا ، بينما الناس العاديون من الخيالين يطلقون تخيلاتهم بشكل عشوائي كالفرس الهائج . إن الذي يبحث عن الأمل ويسعى إليه في عالم الحقيقة يدنو يوماً بعد يوم من هدفه ومراده ، أما ذاك الذي يبحث عن الأمل في عالم الخيال والأوهام، فإنه يبتعد شيئاً فشيئاً عن الهدف ، وهذا ما يجعله يغرق في اليأس»(12).

الاسلام والآمال :

اعتبر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) التخيلات المفيدة والآمال التي يعيشها الإنسان في محلها والتي تسهم في سعي الإنسان ومثابرته ، امراً مقبولاً وممدوحاً.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الأمل رحمة لأمتي ولولا الأمل ما رضعت والدة ولدها ولا غرس غارس شجراً(13). 

كثرة الأماني وطول الأمل:

أما التخيلات الضارة والآمال الطويلة التي يستحيل تحقيقها فقد نبذتها الروايات والأحاديث، واعتبرها الأئمة الأطهار (عليهم السلام) دليلاً على الحمق والجهل.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :من الحمق الاتكال على الأمل(14).

وعنه (عليه السلام) : كثرة الأماني من فساد العقل(15).

وعنه (عليه السلام) أيضاً: من أطال الأمل أساء العمل(16).

إن حب التخيلات المستحيلة والآمال الطويلة لدى جيل الشباب لا سيما الإناث منهم يفوق حدود المصلحة وما تقتضيه الضرورة، وفي بعض الحالات تستولي التصورات الوهمية على روح الشباب فتجرهم إلى عالم الأحلام والأوهام مما يجعلهم لا يقوون على إدراك حقائق الأمور. ففي المدرسة لا يستوعبون شيئاً من المحاضرات التي يلقيها المعلم نتيجة تشتت افكارهم ، وفي المنزل يقومون بأعمال غير متزنة ويسخرون من الحياة العادية غارقين في عالم تخيلاتهم الحلوة والمستحيلة. وهذه الحالة النفسية تعتبر من أسباب تمرد جيل الشباب على الأساليب المتزنة والعقلانية للكبار.

الشخصية الموهومة:

(إن حدة التخيل والتصور لدى البالغ حديثاً تجعله يتمتع بشخصية كالتي يرغب فيها ويتمناها، فتصبح في نظره جميلة ومحببة إلى نفسه.

وتتشكل هوّة سحيقة بين الوجود الحقيقي والتصور الأسطوري أو الخرافي الذي يبعث على التخيلات . وتزداد هذه الهوة عمقاً شيئاً فشيئاً حتى يصبح التقرب بينهما ادنى إلى المستحيل)(17).

(ويحظى التصور والتخيل العاطفي بمكانة كبيرة لدى الفتيات لا سيما المثقفات منهن، إذ يكفيهن لقاء عابر وبعض الدردشة لينسجن في أذهانهن قصة عاطفية مكتملة السبك)(18).

الشاب وأسباب التمرد:

إذن فالوثوب السريع للأحاسيس والهياج العاطفي والرغبة في التجدد والحداثة والميل إلى عدم التقليد أو التقليد في الجهة المعاكسة وكذلك التخيلات المستحيلة والآمال الطويلة، كل ذلك يعتبر من الرغبات الطبيعية التي تبرز خلال مرحلة الشباب وتظهر لدى الشباب على الإطلاق مع فارق الشدة والضعف.

ومما لا شك فيه أن لكل من هذه الرغبات والميول دوره المؤثر في بناء الصفات الأخلاقية وإرساء قواعد الشخصية للشاب، إلا أن هذه الرغبات والميول تدفع بالشاب في بعض الحالات إلى مخالفة آداب الأسلاف وعاداتهم وتقاليدهم ، وقد تصل به أحياناً إلى حد الطغيان .

التمرن السطحي :

يسلك البعض من الشباب طرقاً عادية جداً لإحراز الشخصية واختيار سبيل التكيف مع المحيط ، فهم يسلكون مباشرة المنهاج الأسروي والاجتماعي تحقيقا لهذا الهدف، وسرعان ما يكيفون أنفسهم مع ظروف الحياة ويتآلفون مع المجتمع وإذا ما صادف ان تمردوا في بعض الحالات على الآداب والسنن الإجتماعية لانفعالات عاطفية او دوافع تقتضيها مرحلة الشباب، فإن تمردهم سيكون سطحياً وعابراً ، إذ إنهم سيعودون عاجلاً عن تمردهم إلى حيثما كنوا .

عصيان غير مستقر:

«ينجح البعض في إحراز الشخصية بهدوء ودونما ضجة. والشاب غالباً ما تستهويه التغييرات والرقي المستقر. والفكر عادة ما يتكيف شيئاً فشيئاً مع المصالح الجديدة ، فيحتكرها لنفسه ويحاول تدريجياً تطبيقها مع الحقيقة.

وهذا العمل يتم عند البعض بصورة دراماتيكية يصحبها نوع من استعراض الذات وعصيان غير مستقر. فالرغبة بكل ما هو جديد وأمنية تحديد الشخصية تؤدي إلى بروز وضع غير عادي في طريقة الكلام وارتداء الملابس. إن اكتشاف الوجود الذاتي يولد نوعاً من حب الذات والتفاخر المفرط. وهذه الأزمة المفتعلة التي تظهر في السلوك اليومي وكذلك في الأفكار والمشاعر، تهدأ في نهاية مرحلة البلوغ ، والسبب يعود إلى أن تكامل هذه الفئة من الشباب يتم وفق نسق خاص وضربات مفاجئة تؤدي إلى وقوع أحداث صغيرة»(19) .

الشاب وحالة الانقلاب:

يتخذ البعض من الشباب حالة الانقلاب لتوكيد الذات وإثبات الشخصية ، فهم لا يستسلمون للآداب والسنن العادية ويرغبون في أن يكون لهم وضع استثنائي في مجتمعهم . وهؤلاء لا يفكرون في اكتساب صفات الآخرين وأخلاقهم بشكل طبيعي، أو في تطبيق أنفسهم مع الوضع القائم في المجتمع ، بل يرغبون هي مخالفة الأساليب المتبعة قدر استطاعتهم بهدف إحراز شخصية مميزة.

ولمخالفة هذا الصنف من الشباب للآداب والتقاليد والعادات الإجتماعية جذور عميقة، ولم تكن العواطف التي تبرز خلال مرحلة الشباب والرغبة في التجدد ومخالفة التقليد والتخيلات الواهية هي وحدها سبب هذه المخالفة ، بل هناك أسباب أخرى كوجود دوافع خير وشر في اعماق الشباب ، وهذه الدوافع متى ما اجتمعت. تؤدي إلى تمرد الشباب على الأساليب الإجتماعية .

المخالفة من جراء المرض أو النبوغ: 

وثمة فئة أخرى من الشباب تفتقر إلى النظرة الواقعية للأمور نتيجة مرض نفساني أو سوء تربية ، هذه الفئة تراها تلجأ إلى أساليب متطرفة وانقلابية وأحياناً إلى الطغيان والعصيان بهدف إحراز الشخصية ، والبعض من الشباب يبتعدون في أساليبهم عن الحقيقة بشكل يجعلهم عاجزين طوال حياتهم عن التكيف مع محيطهم الإجتماعي.

وهناك فئة ثالثة من الشباب الإنقلابي تتمرد بسبب ذكائها ونبوغها على الأساليب الإجتماعية الخاطئة ، وترفض الآداب والسنن الإجتماعية المذمومة بنظرة منطقية وواقعية ، وهذه الفئة العظيمة ليس فقط لا تقلد الأعمال والأساليب الخاطئة للآخرين ولا تلوث نفسها بخطاياهم ، بل وتسعى إلى تغيير النمط السائد في المجتمع وإيجاد محيط جديد يتوافق وأفكارها .

ولمزيد من التوضيح نتحدث بشكل موجز عن هاتين الفئتين.

الغرور الفطري:

«إضافة إلى أمراض إبراز الشخصية وهي أمراض سطحية ، هناك أمراض فكرية أساسية ، ومن جملة هذه الأمراض ، مرض «البارانويا»(20) ، ومن علامات هذا المرض تكرار المريض لـ(الأنا) مما يجعل الحياة الإجتماعية مستحيلة» .

«إن الطفل المصاب بالبارانويا يمتلك منذ ولادته أخلاقاً خاصة تجعله في وضع يصعب إصلاحه ، ومن جملة ما يعاني منه المصاب بهذا المرض ، الغرور الفطري الذي يسيطر على كل رغباته وميوله بسبب أنانيته»(21).

المنطق الخاطئ:

«إن النمو المتزايد لحس الأنانية وعبادة الذات واللامبالاة التي تولد نتيجة حساسية مفرطة قد تؤدي إلى نضوج فكرة إلحاق الأذى بالآخرين في ذهن المريض، كل ذلك له علاقة مباشرة بمنطقه الخاطئ ، ويكمن خطر هذه الحالة أو المرض في أن الطفل المصاب بالبارانويا يستند دائماً إلى هذا المنطق الخاطئ ولا يحيد عنه. وتكون رؤيته للأشياء والموجودات خاطئة تماماً كما لو أنه ينظر إليها من خلال مرآة مكسورة».

«يتميز الطفل المصاب بالبارانويا على الدوام بسلوك وشكل يميزانه عن غيره ، إذ إنه يكون منقبض الوجه باهتاً وغالباً ما يكون متوتر المزاج ، له شفتان دقيقتان ونظرة ثابتة وباهتة ، وعندما يصاب بالبهتان يصعب إخراجه من هذه الحالة. له شخصية غير قابلة للتأثير أو التأثر ، وهذه الحالة من الانكماش الروحي التي تبدو واضحة تماماً على قسمات وجهه تميزه دائماً عن الآخرين ، كما ان وضعه الصحي يكون كعضلات وجهه خاملا).

شخصية غير قابلة للتغيير :

«ينكمش الطفل تماماً ويصبح لا مبالياً تجاه الاشياء والموجودات، ويصدر عنه سلوك وكأنه في حالة هجوم. وكل هذه الحالات تؤلف شخصية قد تكون قابلة للانهيار ولكنها غير قابلة للتغيير او التغير.

إنه سريع الحركة وينادي منذ طفولته بالاستقلال ويسعى لشق طريق حياته بمفرده . وأحياناً يعلن مثل هؤلاء الأطفال الحرب ضد المجتمعات التي لم تسع لإرضاء وإشباع حس الأنانية لديهم ، وبما انهم يصبحون أشخاصاً غاضبين وخطرين فإنهم يلحقون بمن حولهم اضراراً جسيمة».

«كان فتى في الخامسة عشرة من عمره جميل ولا مبالٍ يقضي معظم أوقاته في اللهو بالمتفجرات ، فأقدم يوماً على تفجير كمية منها مما تسبب في نشوب حريق كبير. هل تعرفون الدوافع التي تكمن وراء فعلته ؟ ، أجل ، إنه كان ينوي تفجير العالم ، كل العالم - حسب زعمه - وهذا الهدف الكبير من وجهة نظره دليل واضح على أخلاقه»(22) .

الهستيريا :

«والمرض الثاني هو الهستيريا، وتفشي هذا المرض هو اقل بكثير مما كان أطباء الأمراض الدماغية في أواخر القرن الماضي يتوقعونه ، ومع ذلك فإن الهستيريا تلاحظ بكثرة بين الفتيات اللواتي يبدين رغبة في استعراض أنفسهن . فهن يرغبن في لفت الأنظار من خلال تصرفاتهن أو أداء أدوار كوميدية أو تقليد شخصية معينة كي يستطعن أن يحققن جزءاً من امانيهن وتخيلاتهن» .

الفصام:

«إن من أكثر الأمراض التي تتناول الشخصية نفوراً واشمئزازاً، الجنون المبكر بالصورة التي يظهر فيها عند البالغين حديثاً والشبان. ويصاب المريض بالأرق الشديد ولا سيما في بدء المرض، ويتأثر الانتباه الغريزي قليلاً نتيجة فقدان الإنتقائية الناشئ عن اضطراب العلاقة السوية بين الشكل والأرضية، أما الإنتباه الإرادي المتواصل فيعاني كثيراً بسبب انشغال المريض بعالمه الداخلي واضطراب فكره ووجدانه ، فيسيطر على المريض الخمول أو التبلد أو نقص النشاط الحركي وهو الطابع الشائع في أغلب حالات الفصام أو ما يسمى اليوم بـ«الشيزوفرينيا»»(23).

______________________________

(1) بحار الأنوار1، ص 90 .

(2) نهج البلاغة، الكلمة 275 .

(3) ماذا اعرف؟، البلوغ، ص76 .

(4) ماذا أعرف؟، البلوغ، ص 84 .

(5) غرر الحكم، ص 811.

(6) نظرة على تاريخ العالم 3، ص 1462.

(7) ماذا أعرف ؟ ، البلوغ، ص 77 .

(8) صحيفة إطلاعات الإيرانية، العدد 12131 .

(9) ماذا اعرف ؟ البلوغ، ص50.

(10) سر خلقة الإنسان، ص140.

(11) ماذا أعرف؟ البلوغ ، ص49.

(12) البهجة، ص110.

(13) سفينة البحار، «أمل» ،ص 30 .

 (14 و 15) غرر الحكم، ص 726 و561.

(16) نهج البلاغة، الكلمة 35 .

(17 و 18) ماذا اعرف؟. البلوغ  ص 86 و69.

(19) ماذا أعرف ؟ ، البلوغ ، ص 89.

(20) هو مرض الذاتية وهو مرض مطبوع بالأنانية وسرعة الانفعال والشك. (م).

(21) ماذا اعرف ؟ ، البلوغ ، ص 91.

(22) ماذا أعرف ؟ ، تربية الأطفال ، ص 33 .

(23) ماذا أعرف ؟ ، البلوغ ص 91 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






الصين تقدم 1400 دولار لمستبدلي سياراتهم القديمة بأخرى حديثة
الأمانة العامة للعتبة العبّاسية تشارك في مُلتقى أمناء العتبات المقدّسة داخل العراق
قسم الشؤون الفكرية ينظّم برنامجًا ثقافيًّا لوفد شبابي من بابل
مجلس أعيان كربلاء يشيد بجهود العتبة العباسية المقدسة في مشروع الحزام الأخضر