أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-14
1167
التاريخ: 2023-06-21
1272
التاريخ: 2023-12-16
1168
التاريخ: 2023-06-11
1237
|
يقول تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} [البقرة: 70]
إنّ تكرار كلمة: «لنا» في جملة: «ادع لنا ربك يبين لنا» - مع وفائها بالغرض بذكرها مرة واحدة - هو مؤشر على سماجة بني إسرائيل وتكبرهم وأنانيتهم؛ كما أن استخدام عبارة: «ادع لنا ربك» بدلاً عن «ادع الله» أو «ادع ربنا» ففي الوقت الذي يشير إلى انعدام الحياء لديهم ووقاحتهم هو تعامل ينم عن شعورهم بأن الله تعالى مدين لهم وهو غير منسجم مع روح التوحيد؛ فالإنسان الموحد لا يقول لغيره بتاتاً: «ادع لي ربك ليحل عقدتي» وذلك لأنه يعد الله (عز وجل) رب العالمين وإلها لجميع البشر وهو منهم.
كما أن الكلام الآخر الذي يخاطب بنو إسرائيل به موسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] وكذلك الخطاب الذي يوجهه أصحاب النار لخازن جهنم: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] هو من هذا القبيل أيضاً.
وإذا كان ادعاء بني إسرائيل بخصوص التشابه صحيحاً واقعاً ولو أنهم لم يتعرفوا على البقرة المأمورين بذبحها، لكانوا معذورين في تكرار السؤال من ناحية وغير موزورين في قولهم: {قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} [البقرة: 71] من ناحية ثانية ولأمكن تفسير جملة: {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} [البقرة: 70] بأنه اهتداء إلى متعلق التكليف الإلهي، أي البقرة المعينة من ناحية ثالثة، وإن ذهاب الطبري إلى دحض الاحتمال القائل بارتداد بني إسرائيل نتيجة تفوههم بهذه الجملة أساسه أن هناك ما يصحح هذا التعبير وهو أن مفاده الإتيان بالتفصيل بعد الإجمال وليس الحق في مقابل الباطل [1]. بالطبع هناك وجوه أخرى طرحت في معنى الاهتداء مضافاً لما ذكر وهي: الاهتداء إلى تشخيص القاتل، والاهتداء إلى فهم الحكمة من هذا الأمر، وأخيراً الاهتداء إلى الصراط المستقيم وامتثال الأمر الإلهي حيث قال كليم الله (عليه السلام) : {فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ} [البقرة: 68].
تنويه: البحث بخصوص الإرادة والمشيئة وتساويهما أو اختلافهما هو خارج عن نطاق بحثنا الحالي، وما يهمنا الإلفات إليه في هذا المقطع هو أن بعض المفسرين وفي معرض رده للقول بحدوث إرادة الله سبحانه وتعالى المستفاد من ظاهر عبارة: «إن شاء الله» على أساس اتحاد معنى الإرادة والمشيئة يقول: إن التعليق باعتبار التعلق، فاللازم حدوث التعلق ولا يلزمه حدوث نفس الصفة [2].
ويعني إنه من الممكن أن توجد المشيئة مسبقاً ثم يحدث تعلقها بالمتعلق. وهذا الكلام يجافي الصواب؛ إذ بغض النظر عما إذا كانت الإرادة والمشيئة شيئاً واحداً أم شيئين، فإن المشيئة هي من الصفات الحقيقية ذات الإضافة؛ أي إنها لا تحدث من غير متعلق وهي لا تشبه القدرة التي تكون موجودة أيضاً قبل وجود المقدور؛ حالها حال الحياة التي هي صفة حقيقية محضة. ومع أن القدرة تتطلب المتعلق إلا أنها لا تستلزم وجود متعلق خاص؛ خلافاً للعلم والإرادة والمشيئة وأمثالها، ففي مثل هذه الموارد ومن أجل تلافي محذور حدوث صفة الله عز وجل لابد من التمييز بين الإرادة الذاتية والإرادة الفعلية ولا ينبغي الخوف من حدوث الإرادة والمشيئة الفعلية؛ كما أنه ليس في حدوث العلم الفعلي من محذور أيضاً؛ وذلك لأن الإرادة الفعلية التي تقبل الحدوث هي من الشؤون النازلة للإرادة الذاتية المنزهة عن وسمة الحدوث؛ كما أن العلم الفعلي القابل للحدوث هو من الشؤون النازلة للعلم الذاتي المبرأ من وصمة الحدوث.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|