أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2020
2380
التاريخ: 2023-12-26
1180
التاريخ: 10-9-2016
18788
التاريخ: 1-6-2020
2134
|
كثيرا ما يسأل البعض: هل الهيمنة علينا حرب على الإسلام أم حرب مصالح؟ أو بصيغة أخرى: هل العدو يحاربنا حربا دينية أم يحاربنا لأطماعه الشخصية؟ وفي الحقيقة هذا السؤال في حد ذاته خطأ، لأنه يفترض وجود تعارض بين أمرين ليسا متعارضين، ودعونا نشرح ذلك من جهتين،
فأما من جهتنا كمسلمين : فكل حروبنا دينية، مهما كانت أسبابها، حتى ولو قاتل المسلم لأجل ماله وعرضه، فالدين هو الذي أمره بذلك، فهو يقاتل طاعة لربه وإقامة لدينه، وكذلك نحن لم نتحرك في هذه المعركة إلا طاعة لربنا وإقامة لديننا، إننا نخوض المعركة عبادة الله ونعلم أن الله سيسألنا يوم القيامة عما قدمناه فيها، سيسألنا عما بذلناه في تلك الظروف المزرية التي تسلط فيها العدو علينا في كل جوانب الحياة، تسلط علينا سياسيا واقتصاديا وعسكريا وفكريا، فالنظام العالمي اليوم هو عدو صائل معتد لا يجوز لمن في قلبه ذرة إيمان أن يتجاهل اعتداءه علينا ويعطي ظهره للمعركة، وهنا أستحضر ما قاله ابن تيمية بكلمات حاسمة حين قال : العدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه) نعم .. لا شيء اليوم أوجب بعد الإيمان بالله من التصدي لهذا النظام العالمي في كل الميادين التي تسلط علينا فيها بما فيها الفكرية والأخلاقية، وهو لا شك عدو يفسد الدين والدنيا، ودفعه ومواجهته عبادة كالصلاة والصيام سيسألنا الله عنها.
وأما من جهة العدو : فلا تعارض أيضا بين كونهم يحاربوننا لأجل المصالح وبين وصفنا للحرب بأنها حرب على الإسلام، فإنك إذا نظرت لأصحاب المصالح - غير المتدينين - في النظام العالمي ( وفي رأيي هم الأغلبية ) ستجد أنهم قد اعتبروا الإسلام مهددا لمصالحهم، وأعلنوا ذلك جهارا نهارا، مرارا وتكرارا، هذا موجود ومسطر في تقاريرهم السياسية وكتبهم، وبسبب هذا التهديد على مصالحهم ظل ( الإسلام ) وقيمه الرئيسية محل عدائهم، فهم يريدون شعوبا هادئة مستكينة لا تحمل أي دافع للمواجهة ولا أي نية للجهاد ضدهم ولا أي حافز لرفض الأوضاع الراهنة، وهذا طبعا ما يرفضه الإسلام ولا يقبله! وقد بينا كيف يهتم عدونا بالهيمنة الفكرية والإسلام هو أكثر شيء يتم استهدافه في تلك الحرب الفكرية علينا، بل لا يكادون يستهدفون غيره، هم بالفعل ينظرون إلى قيم الإسلام باعتبارها بيئة خصبة لنمو المقاومة ضدهم، ورفض هيمنتهم وسيطرتهم، ولا نلوم عليهم في الوصول إلى هذه الحقيقة لأنها فعلا حقيقة! ودعك من كونهم يحاولون إظهار احترامهم للإسلام، وأنهم فقط يحاربون ويواجهون الإرهاب فهذا جزء من الحرب الفكرية و"الدبلوماسية الشعبية" التي شرحناها، بينما هم في الحقيقة لا يفرقون بين الإسلام والإرهاب، وهم في تناولهم لهذه المسألة داخل تقاريرهم يتحدثون عن نصوص الإسلام نفسها وما تنتجه هذه النصوص من أفكار داخل عقول المسلمين، فالحديث إذن عن نصوص وأفكار أصلية لا عن مجرد ممارسات على الأرض كما يدعون! بل حتى قادة الحرب الذين يخضونها لمصالح دنيوية ستجدهم يستخدمون الدين وقت الحاجه له كي يشحنوا الرأي العام الغربي ويخدعوا المتعصبين لدينهم من تلك الشعوب، ولذلك من حين لآخر تجدهم يستحضرون النفس الصليبي في التصريحات، كما أعلنها بوش إبان غزو العراق عام 2003 بأنها حرب صليبية!
وعلى صعيد آخر الذين يحاربوننا اليوم عن دين محض، كبعض اليهود ومن يدور في فلكهم، فهم في الحقيقة أيضا طلاب دنيا وأصحاب مصالح، فقد ذكر الله في كتابه أن سبب كفر الكفار هو حبهم للدنيا، فقال: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ). فالأصل في أعدائنا عموماً أنهم أحقر من أن يتحركوا لغير الدنيا، بل هم في معظمهم عباد مصالح و عاشقو شهوات بما فيهم المتدينون، ولقد رأيت البعض يرفض تماما القول بأن العدو يحاربنا اليوم لأجل مصالحه ظنا منه أن هذا يتعارض مع قوله تعالى : (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) وقوله : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم) وفي الحقيقة لا تعارض، فهم يريدون لنا أن نحيد عن الحق ونتبع ملتهم حتى تتحقق مصالحهم الدنيوية بذلك، يريدون لنا أن نرتد عن ديننا لأن الإسلام غصة في حلوق مطامعهم الغاشمة، والردة في الحقيقة ليست منحصرة في أن تعلن تغيير دينك، بل قد يظلون يسلبون منك الدين شيئا فشيئا ويحرفون معانيه بداخلك حتى تجد نفسك في النهاية جزءا من منظومتهم الفكرية والسياسية، وترسا داخل ماكينة مصالحهم، والاسم فقط : مسلم ! وتصور أن العدو اليوم ثلاثة أصناف ستجد فيها جميعا عدم تعارض بين كونها حربا على الإسلام أو كونها حربا للمصالح:
1- قسم يحركه دوافع دينية، ويلحق بهذا القسم أصحاب الدوافع الحضارية والثقافية كالذين ينظرون إلى الإسلام باعتباره خصما حضاريا وليس خصما دينيا فقط، ويقارنون دوما بين حضارة الإسلام والغرب ويعتبرون أنهما في صراع أبدي، كصامويل هنتنجتون صاحب أطروحة (صراع الحضارات).
2- قسم يحركه دوافع دنيوية محضة، وقبلته ودينه المصالح، وهو يعتبر الإسلام عدوا ليس من منطلق ديني، بل من منطلق أنه عائق أمام مصالحه كما كانوا ينظرون للشيوعية من قبل ولكن بصورة أشد ومختلفة طبعا، وقد يستخدم هؤلاء الدين أحيانا للمتاجرة به بين شعوبهم.
3 قسم يجمع بين الدوافع الدينية والدوافع الدنيوية، فهو يجمع بين طلب المصالح وبين معاداة الإسلام والمسلمين.
وهكذا تختلط المصالح عند عدونا بالدين والدين بالمصالح، بصورة يصعب فصلهما، لنجد أننا أمام حقيقة حتمية وهي أن الإسلام في قلب الحرب اليوم، ولو أنكر هذه الحقيقة المنكرون ........
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|