المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

الجهاد والإخلاص
5-10-2014
النانو في المجال الحربي: تقنيات الطاقة النانوية
2023-08-01
انطباع الإمام الحجّة عن أبي الفضل
8-8-2017
العصر الاشوري القديم
12-1-2017
خيار التأخير
23-9-2016
ما هي الشفة العليا في الحشرات Labrum؟
11-1-2021


التخطيط لأجل الصيف  
  
1283   09:27 صباحاً   التاريخ: 2023-04-04
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص433 ــ 442
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016 3136
التاريخ: 7/9/2022 1228
التاريخ: 1-12-2016 2856
التاريخ: 2023-07-01 1009

الصيف فرصة مناسبة لأجل التخطيط وكسب الجهود البنّاءة والمناسبة، أن كان الآباء والمعلمون يريدون أن تكون لهم أعمال واجراءات بنّاءة لأجل التلاميذ فأننا نستطيع أن نؤدي أعمالاً مهمة في هذه الفرصة القليلة بدون أن نؤلم التلاميذ ونؤذيهم.

أنتم ايضاً تستطيعون ان تخططوا وتضعوا برامجاً مفيدة لبناء الطفل ورشده، بالتشاور مع أزواجكم والأفراد المطّلعين وفي بعض الأحيان بالتشاور مع المدرسة والمعلّم وأطفالكم. كلما كانت مشاركة الطفل معكم أكثر، فاحتمال النجاح والموفقية سيكون أكثر.

يجب أن نذكر نكتة مهمة هنا ونتوجّه إليها وهي، أن تخطيطاتنا وبرامجنا يجب أن تكون بصورة تتداعى فيها ذكريات العمل والجهود الشديدة والمنظمة في أيّام الدراسة. يجب أن تنتبهوا إلى راحة أبنائكم واستراحتهم، ولا تنسوا أن الصيف هو العطلة بالنسبة إلى أبنائكم.

المخطط العام

ماذا نستطيع أن نعمل لأجل الطفل في فصل الصيف؟ الجواب هو أنكم تستطيعون أن تؤدوا أعمالاً كثيرة وواسعة. وهذا يتعلق بمدى أمكاناتكم وتخصيص الوقت لتحقيق رغباتكم ورغبات أطفالكم. هناك أعمال عظيمة وواسعة يمكن أن نؤديها في فصل الصيف من جملتها:

أـ المجال التعليمي

نستطيع أن نضع برامجاً تعليمية متنوعة للأطفال. خصوصاً أن استطاع الوالدان أو المربون أن يجدوا عدّة أطفال في المنطقة أو في المدينة، يأتون باختيارهم ويجمعوهم في المدرسة البيت، الحسينيات، والمساجد. أهم الأعمال التي نستطيع أن نقدمها في هذا المجال هي كما يلي:

1ـ التعاليم الدراسية الترميمية: المقصود هو تشكيل مجموعات وصفوف لأجل التلاميذ المكملين في عدة دروس، أو لهم تخلف دراسي. ولم يكسبوا الدرجات الكافية في درس او عدة دروس، توجد هذه الصفوف في مراكز التربية والتعليم في البلاد وحتى ان لم توجد، فأن بعض الآباء يستطيعون أن يهمّوا أنفسهم ويدفعوا مقداراً من المال لأجل تشكيل مثل هذه الصفوف.

يمكن أن يكون مكان هذه الصفوف، احدى غرف المدرسة أو البيت أو الحسينية أو المسجد ومعلم هؤلاء الأطفال يستطيع أن يكون معلم هذه الصفوف في المدرسة، وعلى أي حال فليس هناك صعوبة في انجاز هذا العمل.

2ـ التعاليم الأساسية: المقصود هو تعليم دروس نستطيع أن نستفيد منها في السنوات الآتية. مثل تعليم الانجليزية، الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، والعلوم الأخرى. كذلك نستطيع أن نضع له برامجاً لأجل المرور بدروسه الماضية، التي هي أيضاً من التعاليم الأساسية. كذلك من الأدوار المهمة التي يستطيع الآباء والمربّون أن يقوموا بها هي، جبران الضعف والتمارين العلمية والرياضية، ومن الطبيعي أننا مهما صرفنا من مال فانه لا يضيع وستتضح آثارها في حياة التلاميذ بالتدريج.

3ـ التعاليم الدينية: ابنكم أما ناجح أو راسب، وهو يحتاج الى الدين والتعاليم الدينية. أنتم بالمساعدة مع بقية الأولياء وبالاستعانة من شيخ المحلّة والمسؤولين التربويين، تستطيعون أن تشكلّوا صفوفاً ارشادية، اعتقادية، أخلاقية، لجميع التلاميذ.

علّموهم أصول الدين وعقائده، تكلموا لهم عن التّوحيد والنبوة والمعاد. علموهم الأوامر والتكاليف التي يبتلى بها الأطفال والناشئين والبالغين، ومهما بذلتم في هذا الطريق فهي خطوة خطوتموها في سبيل رشد ونمو أبنائكم.

4ـ تعليم القران: علموا القرآن لأبنائكم، أرشدوهم إلى حفظ آيات القرآن، ترجمة القرآن ترجمة لفظية، أو علّموهم الترجمة الظاهرية للقرآن. حرضوا الأطفال على حفظ السور القصار أو السور التي تشبه الشعر أو السجع و...

تستطيعون أن تعلموا أبنائكم في المراحل المستقبلية. ترجمة القرآن وتفسيره، علموهم كيفية استنباط الحكم من الآيات، أو علموهم الجوانب والمجالات العلمية، وفصاحة القرآن وبلاغته، اعجاز القران، وبقية الأشياء والأنواع التي يجب أن يعلمها كل مسلم لأطفاله وتلاميذه.

5ـ التعاليم الأخرى: بقية البرامج والتعاليم الأخرى يجب أن تتناسب مع العمر والسطح العلمي. تستطيع أن تكون، تعليم التاريخ، الخط. الرسم. الخياطة والحياكة، تعليم اللغة العربية والأنجليزية أو اللغات الأخرى والعلوم والفنون الأخرى.

أنتم حتى تستطيعون أن تشكلوا لهم صفوفاً لتعليم التصوير الفوتوغرافي، يتناسب مع عقلهم، علموهم دروس فلسفة الاقتصاد، والقانون، السياسة، علّموهم التصحيف والمشاغل الأخرى.

ب- التربية والبناء

تستطيعون أنتم أن تخططوا للأعمال التربوية والبنّاءة تستطيعون أن تقدموا على أعمال يستطيع الأطفال في ظلها أن يهيّئوا مقدمات الرشد والتربية لأنفسهم. مجال هذه التربية واسعة ويشمل التربية الجسمية، النفسية، الذهنية، العاطفية، الأخلاقية، العقلية ونحن سنذكر نماذجاً في هذا البحث.

1ـ التربية العملية: إذا كنتم تعرفون مكاناً مطمئناً، أو تعرفون مسؤولاً في معمل أو شركة. تستطيعون أن تودعوا أبنائكم عندهم حتى يعلموهم عملاً ويؤنسون أعضائهم بالعمل والأدوات، جوّزوا لهم أن يستعملوا المنشار ويقطعوا خشبة، يصنعوا أطار صورة، طيارة من ورق. وكذلك أن كنتم تعرفون خياطة مؤمنة وعفيفة. ضعوا بناتكم عندها حتى تعلّمهن فنون الخياطة، الحياكة والتطريز. خذوا ابنكم في بعض الأحيان إلى محل عملكم وعرّفوه على عملكم.

2ـ التمرين على تحمّل المسؤولية: الصيف فرصة مناسبة لتمرين الأطفال على تقبل المسؤولية في محيط البيت والمجتمع. أنتم تستطيعون أن تعينوا لأبنكم عملاً في البيت يتناسب مع عمره، مثلاً أطلبوا منه أن يشتري الخبز، يؤدّي العمل الفلاني في الدكان أو المزرعة، يتعهد بإدارة الحديقة، المزرعة، الحيوانات الأهلية والطيور.

تستطيعون أن تكلفوا بناتكم على أداء الوظيفة الفلانية في البيت تؤدي أعمال البيت تحت اشراف الأم مثلا تطهي الطعام، تكوي الألبسة، تغسل الصحون، تحضّر الشاي، و... وتتعلم على الأعمال وفنون أدارة البيت بالتدريج.

3ـ أداء الوظائف الاجتماعية: ابنكم يستطيع أن يتعهد على ادارة وظائف في المجتمع، يتعاون مع الآخرين في اقامة المراسم المناسبة في الأفراح والمآتم يتعاون مع بقية الأطفال ويتساير معهم لإدارة الحديقة أو ساحة المدينة والقرية. ينظّف المحلة. يسقي الأشجار الصغار، يشارك في المساعدات الاجتماعية. يدخل في المجموعات الدفاع المدني وغيرها من الفعاليات الاجتماعية.

ج- التسلية والفرح

الصيف فرصة مناسبة لأجل استراحة أطفالكم وسرورهم، والأنتفاع من تجارب رؤية الأصدقاء، صلة الرحم، والاعمال الأخرى، وسبباً لزيادة تجاربهم واسترخاء أعصابهم وراحتهم، بعض تلك الاجراءات في هذا المجال هي كما يلي:

1ـ النشاطات الدينية: أنتم تستطيعون ان تجعلوا ابنكم ضمن مجموعة دينية، مثل التجمعات القرآنية، التجمعات الدينية والأخلاقية، والتجمّعات الأخرى التي توجد في كل مدينة ومنطقة ولها دور بنّاء في نشر التعاليم الدينية.

ليعلموه التعاليم الدينية، ليعلموه أسلوب التبليغ، ليعلموه فنون الوعظ والخطابة والارشاد، وليعلموه فنون المناظرات والمباحثات الدينية بمستوى قدرته وطاقته. أو يرتّبوا له برامجاً يعرف فيها الشخصيات الاسلامية والمعصومين (عليهم السلام)، وعلماء الدين أو تدريس تاريخ الاسلام.

2ـ النشاطات العلمية: أنتم تستطيعون أن تسجلوا ابنكم في المكتبة العامة، وتهيئوا له المجال للاستفادة من الكتب المنوعة والمجلات الثقافية المختلفة، ويتعلموا تحت اشراف أشخاص مطّلعين وعطوفين كيف يستطيعوا تلخيص كتاب مثلاً. أو كيف يستخرجون الموضوعات المهمة من بطون الكتب. أو كيف يعرضون فكرة معينة بطريقة اخرى.

نستطيع أن نشجّع الطفل في بعض الموارد على انجاز الاختبارات بالمستوى الذي تعلمه من الكتب الدراسية ويصنع الألعاب والوسائل العلمية المذكورة فيها وبصل إلى درجة يمكنه فيها ممارسة هذه العملية الجيدة.

3ـ السفر والزيارة: أنتم تستطيعون أن تهيئوا مقدمات السفر لأنفسكم ولأطفالكم بالاستفادة من العطلة الصيفية. مثلاً تزوروا مرقد الإمام الثامن(1)، شاه جراغ(2) في شيراز. فاطمة المعصومة(3) في قم. وحضرة عبد العظيم(4).

كذلك تستطيعون أن تأخذوا أبنائكم لمشاهدة الآثار التاريخية والجميلة، تذهبوا إلى الأماكن التي لها هواء لطيف وطلق حتى يتنزّهوا ويشعروا بالنشاط، خذوهم إلى رؤية المياه المعدنية والاستفادة منها لأجل سلامة أجسامهم، هذه كلها مفيدة لأجل أبنائكم.

4- صلة الرحم: الصيف فرصة مناسبة لصلة الرحم، أن لم تسنح لكم فرصة لأجل زيارة الاقرباء. فالآن سنحت هذه الفرصة، من الممكن أن يكون عم الطفل، خاله، عمته. خالته، أو أجداد الطفل في مدن اخرى أو مناطق أخرى. اذهبوا إلى هناك لزيارته مع أفراد عائلتكم، فصلة الرحم مسألة مهمة، وكذلك تستطيعون أن ترسلوا أبنائكم إلى هنالك مع أفراد يمكن الاعتماد عليهم، هيّئوا وسائل السفر لهم ودعوهم يتذوّقوا متعة السفر ومشقّته ومشاكله.

5ـ الاجتماع مع الأصدقاء: هيّئوا المقدمات لاجتماع أبنائكم تحت اشرافكم أو اشراف بقية أولياء الأمور مع اصدقائهم. ليجلسوا معاً لمدة ساعة أو ساعتين، يتكلموا ويلعبوا معاً، ويدرسوا ويتباحثوا قليلاً أيضاً.

هذا النظام يجب أن يرتب بصورة يومية عند أحد الأطفال. هيئوا لهم قليلاً من الطعام ان كان في استطاعتكم، وكذلك أن كان ممكناً، ليجلس معهم رجلاً كبيراً ويشارك في اجتماعهم ويطرح لهم بحثاً اخلاقياً أو دينياً. يروي لهم قصة. ويتكلم لهم عن تجربة كسبها ويثري مجلسهم بهذه الموضوعات.

د- الرعاية

وأخيراً. فصل الصيف فرصة مناسبة لأجل تجديد النظر في برامجنا الحياتية وبرامج أطفالنا، وملاحظة وتقييم علاقاتنا معهم، والانتباه إلى وظائفنا هل أديناها بصورة صحيحة بالنسبة إلى هؤلاء أم لا؟

في هذا المجال أيضاً تستطيعون أن تؤدّوا أعمالاً أهمها ما يلي:

1ـ الوفاء بالحقوق الواجبة: نعرف أن أبنائنا لهم حقوق علينا ونحن مدينون لهم، فصل الصيف وقت مناسب للوفاء بهذه الحقوق، هؤلاء يطلبون منا التعليم والتربية وفنوناً اخرى كالفروسية والسباحة والرمي وفنون الحرب و... يجب أن نرى أننا هل وفينا بهذه الحقوق بصورة حسنة وجيدة أم لا؟ ان لم نؤد هذه الحقوق، فهذه فرصة مناسبة لإدائها.

2ـ الرعاية العاطفية: من المسائل المهمة في التربية، مسألة التعادل أو الافراط في المحبّة، أطفالنا يحتاجون إلى المحبّة، يجب أن يشبعوا من هذه الناحية، قلة المحبّة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل كثيرة منها التملّق والدلال والخداع.

وفي فصل الصيف ومن أجل أن تقيّموا وضعكم وعلاقتكم مع أطفالكم، وتعرفون ما هي ظروفكم. وهل تحتاجون إلى اصلاح هذه الأوضاع أم لا؟

3- الرعاية النفسية: نحتاج في فصل الصيف إلى تقييم الحالة النفسية لأطفالنا. كذلك يجب أن ندقق في وضعه الذهني واستعداداته، ننتبه إلى وضعه النفسي هل هو متوازن أم لا؟

يجب الحذر والتوجه إلى الخلل الداخلي في أي مرحلة كانت وبأي صورة يجب اصلاحها وعلاجها، فما أكثر الاختلالات الجزئية التي ننظر إليها بعين التصغير ولكنها تسبب في اصابة الأطفال بالأمراض النفسية ومصاعب كثيرة اخرى.

4- الرعاية الأخلاقية: من الممكن أن يكون ابنكم مصاب بمشكلات اخلاقية. وقد يكون مصاباً بعادة الضحك بدون دليل، عدم النظم، بذاءة اللسان، الطمع، التجاوز والتعدّي، البحث عن عيوب الآخرين، التلوّث الاخلاقي و....

قد لا تسنح لكم فرصة لاصلاح وعلاج هذه الامور، وجدت تلك الفرصة الآن وسنحت لكن أن لم تعملوا شيئاً اليوم، فان غداً قد يكون متأخراً خصوصاً أنكم مسؤولون عن أعماله السيّئة والحسنة.

5ـ الرعاية الدينية: هل أنتم تعرفون شيئاً من المعلومات الدينية لأبنائكم وعن اعتقاداتهم؟ هل هو قادر على الدفاع عن اصول عقائده بمستوى دركه وفهمه أملا؟ ان لم يستطع فأنتم المسؤولون. والصيف فرصة مناسبة وجيدة لهذه التعاليم.

وكذلك من الضروري أن ندقق في الأمور الأخرى لحياته وسلوكه، اصدقائه ومعاشريه، ومراوداته، يجب أن تطمئنوا على عدم وجود المشاكل والمصاعب من جميع الجهات.

تنبيه

لا بأس أن نذكر في الخاتمة أن فصل الصيف مع جميع الفوائد الموجودة فيه. هو وقت الخطر لأبنائكم. وخصوصاً الذين هم صغار وقليلوا التجربة، الآباء والمربّون يجب أن ينتبهوا حتى لا يصاب الأطفال بصدمات جسمية، اخلاقية، نفسيه و....

وكذلك يجب أن ننتبه ان أيّام وساعات الصيف أوقات ثمينة وقيّمة. فيجب أن نستفيد من لحظاته. يجب أن تتوجه آمالكم وجهودكم إلى الاستفادة من هذه الساعات والأيام بصورة قيّمة.

تنبيه آخر

عمل التعليم يوجد تجارب كثيرة، خصوصاً لو كان الشخص يحقّق ويبحث ويختبر في وقت التعليم وبالأخص إلى الشخص الذي له مطالعات في المجالات التربوية والنفسية وان كانت محدودة، هذا الذي تشاهدونه بين أيديكم في هذه المقالة والمقالات الأخرى، يحتوي على تجارب العمر أيضاً ولم يكن مراجعة نظرية للكتب فقط. الصيف والمدرسة، المحلّة والشارع، البيت والمجتمع، مختبر مناسب لأجل التعلّم، ونتمنى من الله أن تكون جميع الأعمال، الخطوات، المرئيات، السمعيات، درساً لنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وهو الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، والذي يقع مرقده في مدينة مشهد الإيرانية، والمعروف ان هذه الامثلة هي للمقيمين في إيران، أما في بقية انحاء العالم فهناك مناطق مفيدة اخرى جديرة بالزيارة، المترجم.

2ـ وهو مرقد أحمد ابن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، المترجم.

3ـ وهي فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم (عليها السلام)، المترجم.

4ـ وهو الشام عبد العظيم الحسني (عليه السلام)، والمدفون في مدينة شهر ري احدى ضواحي طهران، المترجم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.