المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



نشأة جيليت  
  
2854   01:08 مساءاً   التاريخ: 1-12-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الاطلاق
الجزء والصفحة : ص143-145
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016 1822
التاريخ: 18-6-2022 2202
التاريخ: 2023-12-18 1163
التاريخ: 8-1-2022 2333

من منا لم يسمع بشفرة الحلاقة جيليت التي غيرت طريقة الحلاقة، وسهلت عملية حلاقة الذقن ونزع الشعر بشكل سريع وغير مؤلم؟ مؤسس هذه الشركة هو (كينغ كامب جيليت) الذي بدأ تنفيذ فكرته متأخرا، نبعت من رغبة ذات جذور لتقديم ابتكار مميز ونافع. فما هي حكاية نجاح هذا المبتكر الذي كان شعاره الرئيسي (ان معظم الافكار العظيمة وافضلها هي افكار بسيطة وغير معقدة). كان كينغ كامب جيليت يبحث طيلة حياته عن اساليب وطرق جديدة لتحسين الاشياء وتطويرها وجمعها افضل. كان رجلا صبورا جدا. وكان لديه اعتقاد راسخ انه سيبتكر يوما ما فكرة عظيمة يحتاج اليها اغلب البشر وتجعل منه رجلا غنيا ومشهوراً.

تمت تسميته (كينغ) عن طريق صديق للعائلة. وقد ولد عام 1855، ونشأ في شيكاغو حيث كان والده يعمل وكيلا في شركة تحفظ الامتيازات وبراءات الاختراع. وشجعه والده مع اخويه ليعملوا بأيديهم، كي يتعرفوا عن قرب الى طبيعة الاشياء وتركيبتها حتى يتسنى لهم اكتشاف طريق تطويرها.

عندما اصبح عمر كينغ جيليت 21 عاما كان قد اصبح بائعا جيداً ومتمرساً، لكنه لم يكن مجرد بائع، ولكنه محب للابتكار كان يقوم بتلحيم المواد المعدنية ويطورها، حصل على براءات اختراع كثيرة لابتكارات بسيطة جدا في توصيل الاسلاك الكهربائية، ولكنها لم تؤمن اموالا تذكر.

يقول جيليت : (لقد جلبت هذه الاختراعات البسيطة اموالا لغيري، واستفاد منها غيري، ونادرا ما كنت استفيد منها. وكان السبب الرئيسي لتسويق هذه الافكار، وبالكاد كان وقتي يكفيني لأسافر من مدينة الى مدينة لبيع الخردة).

في عام 1891 كان قد بلغ عمر كينغ جيليت 26 سنة، وكان قد تزوج ورزق بطفل. وقد تقدم بطلب لوظيفة بائع Baltimore Seal Company، وتم قبوله كمندوب مبيعات، ومنطقة عمله نيويورك وانكلترا.

ساعدت هذه الوظيفة كثيرا جيليت، حيث ان رئيس الشركة واسمه وليام بنتر مبتكر ممتاز، وكان هو الذي اخترع وطور سدادات الزجاجات المكونة من الفلين المغطى بالقصدير. والتي كانت تغلق اية زجاجة بسهولة واحكام، واستفاد منها مصنعو المرطبات بخاصة. وقد نجح هذا الاختراع كثيرا، حتى ان الشركة اسمها من (بالتيمور سيل كومباني) الى (كراون كورك وسيل كومباني) واصبح اختراع بنتر بعد فترة بسيطة الغطاء او السدادة المعتمدة لجميع مصنعي الزجاجات في هذه الصناعة وجعلت منه رجلا ثرياً. وفي سنة واحدة جلب هذا الاختراع اكثر من 250 الف دولار كعائدات على حقوق الامتياز.

ولأن المثل يقول (الطيور على اشكالها تقع)، وحيث ان لدى هذين المبدعين رغبة جامحة ودائمة للابتكار والاختراع، توطدت العلاقة ما بين كينغ وجيليت ووليام بنتر، واصبحا صديقين حميمين، وكانت اغلب محادثاتهما وحواراتهم تتركز على كيفية تطوير اشياء مفيدة واشياء جديدة.

وفي احدى المرات، وخلال حوار قدّم وليام بنتر نصيحة الى كينغ جيليت لا تقدر بثمن وغيرت

حياته، عندما قال له : (كينغ انت دائم التفكير والابتكار، ولكن لماذا لا تفكر باختراع شيء شبيه لسدة الفلين. عندما يستعملها المرء مرة واحدة لا يستطيع استعمال المنتج نفسه مرة ثانية، لأنها ترمى بعد استعمالها لمرة واحدة، وفي كل مرة يعود اليك الزبائن ثانية طالبين المزيد، وتكون قد رفعت من نسبة ارباحك وبنيت اساسا صلباً لمستقبل مشرق).

اجابه كينغ مستفسراً : (لكن ما هو عدد الاشياء التي تتشابه مع الفلين، والدبابيس والابر؟ رد عليه بنتر : (لا ادري، ولا اعتقد بانك ستخترع شيئا كسدة الفلين، لكنك لن تخسر شيئا اذا فكرت في هذا الاتجاه كثيرا). ويعترف بان كلام بنتر اصبح هاجسه الأساسي، وكان يقضي الساعات الطويلة يبحث عن الافكار ثم يرفضها بعد دقائق من التفكير بها.

كان يكبت كل يوم لائحة باشياء يمكن تطويرها ورميها بعد اول استعمال، لكن الفكرة التي كان يبحث عنها لم تأت بسهولة وعندما اتت كانت كوميض البرق.

ـ لحظة التحول :

في صباح ذات يوم من عام 1895 عندما كان جيليت البائع المتجول والبالغ من العمر 40 عاماً يهم بالحلاقة، وكانت امراً مضنياً ومرهقاً لملايين الرجال، بخاصة انها تتم عن طريق موسي طوله 3 انشات (بوصات) وتشكل خطرا على جلد الوجه والذقن، يقول جيليت عن هذه اللحظات: كان عقلي كالقناص يحاول تحويل كل ما يراه على فرصة لتحقيق ما قاله لي بنتر وبينما كنت احلق، كنت احس بان موسي الحلاقة بليدة وبطيئة، وكنت في حاجة الى اقف والموسي في يدي وانظر بهدوء كما ينظر العصفور الى بيته، كانت شفرة جيليت الامنة والسهلة الاستعمال قد ولدت. رأيت كل شيء في هذه اللحظة، وسمعت مئات الاسئلة في ذهني تسأل وتجاوب عن نفسها بسرعة كالحلم.

يضيف جيليت قائلا : جاءتني الفكرة عندما لاحظت ان احدا لم يفكر في تغيير جذري على شفرات الحلاقة، فكل الاختراعات كانت تصب في خانة تحسين الموسي وليس تغييرها كليا. لمعت في راسي فكرة انه يجب ابتكار شفرة حلاقة رخيصة الثمن وسهلة الاستعمال وتوفر على الناس الذهاب الى الحداد والحلاق، وهذا ما يوفر وقتهم بشكل كبير ويسمح لهم بتبديل الشفرات بشكل منتظم وسهل).

وهكذا فان الحاجة الى شفرات سهلة الاستعمال جعلته يفكر في وضع شفرة رقيقة جدا، وغير مكلفة في اداة صغيرة لها (مسكة) بشكل سهل. وعلى الرغم من ان هذه الفكرة كانت رائعة، الا ان الامر استغرق 6 سنوات قبل ان يفتتح جيليت شركة من دون مكاتب، ومن دون موظفين بدوام كامل، بمبلغ زهيد جدا من المال. وكان لديه شريكان يعملان في وظائف اخرى.

اول تصميم لشفرة جيليت كان خيبة امل مرعبة. ومن اهم الاسباب كان الاعتقاد السائد بأن الشفرة الامثل يجب ان تكون غالية الثمن. ويجب ان تشحن عند الحداد والحلاق، ويجب عليها ان تدوم الى الابد عن طريق العناية الدائمة. وليس بهذه السهولة يتم تغيير نظرة الناس الى هذا الامر، وكانت تساؤلات الناس مبينة على سؤال مهم : (كيف ببائع متجول عمره 46 سنة، واسمه كينغ كامب جيليت يدعي ان شفرات الحلاقة يجب ان تكون من الحديد الشفاف والزهيد الثمن، وترمى بعد استعمالها لمرتين او ثلاث).

كان رد فعل الحلاقين والحدادين سلبيا كثيرا. وبالنسبة اليهم كان الطف رد فعل لفكرة جيليت انها مثيرة للضحك. وبعد سنوات اعترف جيليت بان تجاهله لكل هؤلاء كان السبب في اثبات نجاح فكرته التي تصدى لها الجميع ويضيف : (لو كنت انسانا متعلما ومدرباً، وعلى علم بكل الامور التقنية، لما كنت بدأت بهذه الفكرة ابداً).

ـ انطلاقة جيليت وانتشارها :

قبل ان تبيع شركة جيليت شفرة. كانت الشركة غارقة بديون بآلاف الدولارات، وعلى ذلك يقول جيليت : (كنا في الزاوية الضيقة مع اصحاب الديون، وكانوا يقفون بالطابور جاهزين لأي شيء للمطالبة بديونهم. وجاءني شعور بانني اعطيت موضوع الشفرة اكثر مما يستحق، ولكنني لا اشعر باليأس).

التجأ كينغ جيليت الى رجل اعمال اسمه جون جويس، كان قد ذهب اليه في السابق ليدعم فكرة من افكار جيليت الفاشلة، وعلى الرغم من ان جويس كان يريد مبلغ 20000 دولار من جيليت بسبب الفشل، دخل عليه بكل ثقة طالبا منه مساعدته وانقاذ فكرته، واعطاه شفرة من شفراته، فلم يخف اعجابه بها وقدم له الدعم المطلوب.

بدأت الشركة عملياته ببيع شفراتها للحلاقة عام 1903 وكان عمر جيليت حينها 48 سنة. كانت السنة الاولى فاشلة فشلا ذريعاً، اذ باعت في السنة الاولى 51 آلة و 168 شفرة. ولكن في الوقت نفسه، وعلى الرغم من هذه الكمية المحدودة، كان جيليت متفائلا بان هذا يعتبر خطوة مهمة للمستقبل.

وعلى الرغم من كونه رئيسا لشركة جيليت، لم يترك وظيفته في (كروان كورك) في السنة، واعطته الشركة علاوة، وارسلته الى انكلترا، مع انه لم يكن يريد ان يذهب. حققت مبيعات جيليت مع نهاية عام 1904 نسبة هائلة. فارتفعت المبيعات الى 9000 اداة حلاقة و12.4 مليون شفرة. واستمرت الشركة في التقدم بخطى ثابتة، ولعبت استنادا الى خطط تسويقية مدروسة، وتوسعت وافتتحت فرعا لها في لندن عام 1905.

باعت جيليت 3.5 ملايين اداة حلاقة مع شفراتها خلال الحرب العالمية الاولى للحكومة الامريكية وحدها. كما تم توزيع الاف الشفرات مجانا. وكانت هذه الاستراتيجية ممتازة. حيث تدافع الناس لشراء شفرات جيليت بعد استعمالها. بدأت افكار جيليت تؤتى ثمارها، واصبحت شفرات الحلاقة من اشهر السلع التي تباع، وبدأت الشركة باستراتيجية رعاية البرامج الرياضية وكان ذلك عام 1930. واستمرت الدعاية بنشر هذا المنتج زهيد الثمن كثير الفعالية. توفي كينغ جيليت عام 1932، ولكن حلمه لم ينته.

وتابعت شركة جيليت التوسيع والانتشار، بعدما مهد لها الطريق بأفكاره الابتكارية والمتميزة وتعتبر شركة جيليت الان من اكبر الشركات في العالم. ولا تبيع الشفرات فقط، انما الكثير من السلع المشهورة ومنها على سبيل المثال لا الحصر : شفرات  Trac II , Sensor، بطاريات Dura – cell، فرشاة الاسنان Oral B، شامبو White Rain، أقلام Parker، الأدوات الكهربائية Braun. وغيرها الكثير.

تبيع جيليت منتجاتها في اكثر من 30 دولة، وتبلغ 60 في المائة من ارباحها من السوق الخارجية. كما ان نسبتها من سوق الولايات المتحدة 67 في المائة.

كل ما ذكرناه من بنات افكار بائع متجول كان دائم البحث عن شيء متميز يرفعه الى مصاف المشاهير. لكن، ماذا لو يئس كينغ جيليت عندما سخر منه الجميع؟ أو ماذا لو لم يسع على تمويل فكرته وعدم توفير أي جهد حتى يبتكر شيئا مفيدا يستعمله ملايين البشر كل صباح، واسمه محفور على كل اداة حلاقة حتى يومنا هذا، على الرغم من مضي حوالي قرن على وفاته؟




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.