
الاخبار


اخبار الساحة الاسلامية

أخبار العتبة العلوية المقدسة

أخبار العتبة الحسينية المقدسة

أخبار العتبة الكاظمية المقدسة

أخبار العتبة العسكرية المقدسة

أخبار العتبة العباسية المقدسة

أخبار العلوم و التكنولوجيا

الاخبار الصحية

الاخبار الاقتصادية
من التعلم إلى التأثير.. المرأة شريك في بناء الهوية والقيم
المصدر:
alkafeel.net
12:34 صباحاً
2025-12-14
109
بناء المجتمعات الواعية والمتوازنة والرقي بمنظومة الأسرة، بوصفها النواة الأولى في تشكيل المجتمع، يتطلب العمل على دعم المرأة لأنها تمثّل شريكًا حقيقيًّا في صناعة الوعي وترسيخ القيم الأخلاقية والمعرفية. المرأة المتمكنة علميًّا وفكريًّا تكون أكثر قدرة على أداء دورها التربوي والاجتماعي ونقل منظومة القيم إلى الأجيال القادمة بوعي ومسؤولية، ومواجهة التحديات الفكرية والسلوكية، عبر بناء وعي يستند إلى المعرفة والحوار والانفتاح المسؤول. ولا يقتصر مفهوم التمكين على التعليم فحسب، بل يشمل تنمية الشخصية، وتعزيز الثقة بالذات، وإتاحة الفرص للمشاركة في مختلف الميادين، وتبرز أهمية هذا التمكين في الحقول الدينية والثقافية، لما لها من أثر مباشر في ترسيخ الهوية والحفاظ على الموروث القيمي. ومن هنا تتعاظم الحاجة إلى مؤسسات تتبنى مشاريع تعزز حضور المرأة وتمنحها الأدوات اللازمة للإسهام في النهضة الفكرية، لتأخذ العتبة العباسية المقدسة على عاتقها العمل على تمكين المرأة باهتمام بالغ، عبر مؤسساتها وشعبها النسوية لتوفير فضاءات علمية وثقافية ومهنية متكاملة. وقدمت نماذج عملية لتمكين المرأة في ميادين التعليم الديني، والإعلام، والعمل الاجتماعي، لتغدو مشاريعها شاهدًا حيًّا على رؤية واعية تؤمن بدور المرأة وقدرتها على صناعة الأثر في المجتمع. في هذا التقرير نستعرض لكم مشاريع العتبة العباسية المقدسة المختلفة في مجال تمكين المرأة: حضور المرأة في ميدان علوم القرآن في إطار مشروع هادف إلى توسيع حضور المرأة في ميدان علوم القرآن الكريم، يمضي معهد القرآن الكريم النسوي التابع لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة في برامج تعليمية وضعتها إدارته بدقة لضمان إعداد جيل نسوي قادر على الإسهام في نشر ثقافة الإقراء والبحث العلمي في مجالات القرآن وعلومه. يرتكز المشروع على رؤية واضحة هي: تعليم كتاب الله وعلومه، وبناء علاقة واعية بين الدارسات والقرآن الكريم اعتقادًا وقولاً وعملاً وأخذًا بأخلاقه وآدابه، ويسعى إلى تمكين المرأة من أدوات الدعوة إلى الله وفق القرآن الكريم وسنّة النبي وآل بيته (عليهم السلام). وعن أوقات دوام المعهد، تقول مسؤولة المعهد السيدة منار الجبوري: إنّ "المعهد يفتح أبوابه لاستقبال الطالبات في الدورات القرآنية الدائمية، وبجدولي دوام صباحي ومسائي، في مقره بمحافظة النجف الأشرف". وتضيف أنّ فئات متنوعة تشمل الموظفات وطالبات المدارس والجامعات وربّات البيوت تشارك في برامجه، ويوزع دوامها على أيام معينة من الأسبوع، بما يناسب ظروف كل فئة". بهذه الخطوات يعمل المعهد على بناء قاعدة نسوية واعية ومؤهلة لتعليم القرآن الكريم والتدبر في معانيه وعلومه، في مشروع يربط التعليم بالمسؤولية، ويقدم أنموذجًا عمليًّا لتمكين المرأة في الحقل الديني والمعرفي.
تعليم القرآن وبناء شخصية المرأة ومن المعهد إلى شعبة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) للدراسات القرآنية، التي تجتهد لتعزيز الثقافة القرآنية داخل الوسط النسوي، عبر برامج تعليمية متخصصة تهدف إلى بناء جيل نسوي واعٍ يمتلك القدرة على فهم القرآن الكريم ونشر قيمه في المجتمع. وتُعنى الشعبة بتقديم دورات قرآنية شاملة تشمل التجويد، والحفظ، والتلاوة، وفهم المفردات، إضافة إلى برامج تعليمية موجهة للنساء باختلاف أعمارهن ومستوياتهن، وتعمل على تنظيم فعاليات ومسابقات قرآنية تسهم في ترسيخ روح التنافس الإيجابي، وتدعم حضور القيم القرآنية في الحياة اليومية للمرأة، بما يعزز وعيها ودورها في محيطها الاجتماعي. على هامش حفل اختتام دورة (ينابيع الرحمة)، أحد النشاطات التي تقيمها شعبة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) للدراسات القرآنية، قالت مسؤولة الشعبة السيدة فاطمة الموسوي: إنّ "الشعبة حرصت على تقديم دروس متنوعة شملت العقائد، والفقه، والسيرة، وحفظ القرآن، والأعمال الفنية، إلى جانب تنظيم فعاليات خارجية مثل: زيارة العتبة العباسية المقدسة، ومتحف الكفيل للنفائس والمخطوطات، ومجمع العفاف النسوي، فضلًا عن أنشطة داخلية مثل (يوم البهجة)، والمجالس العزائية، والمحاضرات الثقافية المتخصصة". وترتكز رؤية الشعبة على توفير بيئة تعليمية آمنة ومحترفة تُتيح للمرأة التعمق في دراسة القرآن وتفسيره، فضلًا عن إعداد برامج تستجيب لاحتياجاتها الفكرية والروحية، وتمنحها أدوات تساعدها على ربط النص القرآني بواقعها اليومي.
خطوة نحو محو الأمية والرعاية الثقافية تولي العتبة العباسية المقدسة اهتمامًا كبيرًا لجانب التعليم النسوي، عبر مؤسسات ومراكز ومعاهد خاصة تُعنى بتطوير قدرات الفتيات والسيدات، في علوم الحفظ والتجويد والتفسير، وأنشطة بحثية وتربوية وثقافية متنوعة، بل شملت حتى المسابقات الميدانية والجولات التعريفية. في مجال محو الأمية ينفذ قسم التربية والتعليم في العتبة المقدسة اختبارات لمتعلمات مركز بدر التثقيفي أحد مراكز شعبة التوجيه الديني النسوي في العتبة المقدسة، للنساء حصرًا في محافظة كربلاء، لإشراكهن في برامج تمكنهن من القراءة والحد من ظاهرة الأمية، ضمن برنامج (نتعلم لنحيا) للتعليم المجتمعي. شعبة التوجيه الديني النسوي تنظم أيضًا محاضرات دينية منتظمة، ودروسًا تثقيفية تعالج قضايا السلوك والقيم، إلى جانب ندوات إرشادية تلامس احتياجات الفتيات والنساء على اختلاف أعمارهن، ضمن رؤية واضحة تضع بناء الشخصية النسوية الواعية في مقدمة أولوياتها، بما يعزز حضور المرأة ودورها داخل المجتمع. كما تقيم الشعبة دورات متخصصة ومسابقات موجهة للنساء، تهدف إلى رفع مستوى الثقافة الدينية، وتحفيز المشاركة الفكرية، وتشجيع الفتيات على الانخراط في الأنشطة المعرفية التي تنمّي قدراتهن وتبني شخصيتهن على أسس راسخة، وفي هذا الجانب ذكرت مسؤولة الشعبة، السيدة عذراء الشامي، أنّ "الشعبة تعد مسابقات ميدانية في مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) للزائرات؛ لبيان أهمية التعرف إلى سيرتهم المباركة". وأضافت أنّ "المسابقات تتضمن فقرات، منها: أسئلة وأجوبة مع الزائرات عن دور أهل البيت (عليهم السلام) في نشر الدين والقيم الإسلامية والاقتداء بهم، إلى جانب فعاليات أخرى تهدف إلى تعزيز المعرفة الدينية والثقافية لدى الزائرات". عبر هذا البناء المعرفي والمهني، تسعى العتبة العباسية المقدسة إلى ترسيخ دورها، بوصفها مؤسسة ثقافية رائدة تمنح المرأة فضاءً علميًّا محترفًا، وتفتح أمامها مسارات البحث الدقيق والتعلم المستمر لصناعة مشهد معرفي نسوي فاعل داخل الوسط الإسلامي والعراقي.
إعداد ودعم نفسي تشكل البرامج التدريبية والورش الثقافية في مركز الثقافة الأسرية التابع لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة، مساحة معرفية مهمة لبناء شخصية المرأة وتهيئتها لحضور اجتماعي واعٍ، ومحطة أساسية في دعم استقرار الأسرة العراقية، عبر ما يقدمه من خدمات إرشادية متخصصة تستهدف تعزيز الوعي النفسي والاجتماعي والثقافي، مع تركيز واضح على دعم المرأة بوصفها الركيزة الأولى في بنية الأسرة ودورها المؤثر في توجيه الأبناء وضبط إيقاع الحياة الأسرية. يقدم المركز خدمات المشورة النفسية والاجتماعية والثقافية والأسرية للمرأة، إيمانًا بأنّ رفع وعيها وتحسين مهاراتها الحياتية ينعكس مباشرة على استقرار البيت وقدرته على مواجهة التحديات اليومية، ومن هذا المنطلق يعمل المركز على بناء بيئة داعمة تمنح النساء مساحة آمنة للتعبير، ونافذة للمعرفة، وأدوات تساعدهن على اتخاذ قرارات سليمة داخل الأسرة. ومن بين البرامج التي ينظمها المركز بصورة مستمرة برنامج (واحة الثقافة)، بهدف تعزيز الوعي النفسي والثقافي لدى المرأة وفق ما ذكرت مسؤولة المركز، السيدة سارة الحفار. وتضيف أنّ "خطاب أهل البيت (عليهم السلام) في التواصل يُعد منهجًا يصنع الأثر قبل أن يرفع الصوت، ولذلك نحرص على نقل هذا النهج إلى النساء عبر برامج ميدانية تلامس احتياجاتهن وتدعم استقرار الأسرة وتماسكها". وتتضمن أنشطة المركز إقامة دورات تدريبية متنوعة تُعنى بتنمية المواهب لدى النساء واكتشاف قدراتهن الكامنة، إلى جانب برامج تطوير الذات التي تعزز الثقة وتفتح آفاقًا جديدة أمام المشاركات. كما يوفر المركز خدمة الاستشارة الإلكترونية لتسهيل وصول النساء إليه، وتمكينهن من طرح مشكلاتهن الأسرية والتربوية والاجتماعية بسرية ومهنية، بما يساعد على معالجة القضايا قبل تفاقمها والوصول إلى حلول واقعية تسهم في تحقيق الاستقرار النفسي داخل الأسرة.
المرأة وإحياء الموروث الديني تعزيز حضور المرأة في المجال الديني، عن طريق إعداد خريجات متمكنات في فن الخطابة الحسينية ونقل رسالة أهل البيت (عليهم السلام) بأسلوب مؤثر، هدف تسعى إليه شعبة الخطابة الحسينية النسوية التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة. تركز الشعبة على تطوير القدرات الخطابية للنساء والفتيات، عبر تقديم دورات تدريبية متخصصة في الخطابة، وفهم تاريخ أهل البيت (عليهم السلام)، وأصول الدين، إلى جانب ورش عمل ومسابقات تحفز المشاركات على التنافس الشريف، وتعزز ثقافتهن الدينية والشرعية. وتنظم الشعبة برامج ثقافية متنوعة تشمل المحاضرات والندوات والحلقات الدراسية؛ بهدف نشر الوعي الديني بين النساء، وتعزيز دورهن في المجتمع الإسلامي. ولا يقتصر نشاط الشعبة على الجانب التعليمي فقط، بل تمتد جهودها إلى المبادرات المجتمعية، مثل: زيارات المرضى، وتوزيع المساعدات، والمشاركة في تنظيف المزارات الشريفة، ما يعكس ارتباط المرأة بخدمة المجتمع وإحياء الموروث الحسيني ونقله للأجيال القادمة.
المكتبة النسوية.. خدمات للباحثات والطالبات من أبرز المؤسسات العلمية التي أسهمت في دعم النساء، مكتبة أم البنين (عليها السلام) النسوية التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، عبر ما تقدمه من أنشطة ثقافية متخصصة، وخدمات معرفية موجهة للباحثات وطالبات العلم، ومنذ افتتاحها في شهر شعبان عام 1427هـ الموافق لعام 2006م، رسّخت المكتبة حضورها، بوصفها أول مكتبة نسوية في العراق تعمل وفق نظام مارك 21، مما منحها نقلة نوعية في الفهرسة والتنظيم وإدارة مصادر المعرفة. المكتبة تستقبل أعدادًا كبيرة من الطالبات، بما يعكس ثقة الطالبات وذويهن بالخدمات التي تقدمها لهن، فضلًا عن توفير البيئة الدراسية الملائمة، خصوصًا في أيام المراجعة قبيل الاختبارات النهائية لطلبة الصفوف المنتهية وغير المنتهية، وفقًا لمسؤولة المكتبة، السيدة أسمهان إبراهيم. تضيف، أنّ مكتبة أم البنين (عليها السلام) تستقبل الطالبات من المراحل الإعدادية والمتوسطة، والجامعات، وطالبات الدراسات العليا من مختلف محافظات العراق، في إطار اهتمام العتبة العباسية المقدسة بتوفير بيئة معرفية داعمة للمرأة العراقية. وعن خدماتها الأخرى، توضح أنّ "المكتبة توفر الماء والعصائر والحلوى وكل ما تحتاجه الطالبات من خدمات ومستلزمات تهيئ لهن أجواء دراسية مناسبة في موسم الامتحانات". بهذا البناء المعرفي والمهني، استطاعت المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة أن ترسخ دورها، بوصفها مؤسسة ثقافية رائدة، تمنح المرأة فضاءً علميًّا محترفًا، وتفتح أمامها مسارات البحث الدقيق والتعلم المستمر، للإسهام في صناعة مشهد معرفي نسوي فاعل داخل الوسط الإسلامي والعراقي.
إذاعة الكفيل.. صوت المرأة وفي ميدان الإعلام، شكلت إذاعة الكفيل النسوية التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية صوتًا لنقل قضايا المرأة وكل ما يتعلق بها، عبر ملاكات نسوية تقدم برامج تناقش شؤون الأسرة والتربية، وتبث الوعي الديني والاجتماعي، وتفسح المجال للمذيعات والمحررات والمنتجات لصناعة محتوى يخاطب المرأة مباشرة. تحولت الإذاعة إلى منصة تُعبّر فيها المرأة عن رؤيتها لقضايا المجتمع، وتطرح عن طريقها موضوعات تسعى إلى تطوير الوعي وتقوية العلاقة بين المرأة ودورها في الحياة اليومية. تنطلق الإذاعة من هدف رئيس يتمثل في تعزيز الوعي والتركيز على قضايا المرأة والطفل، بوصفهما جزءًا أساسيًّا من نسيج المجتمع، ومسؤولية كبرى تتطلب خطابًا هادفًا بعيدًا عن التنميط والسطحية، وعبر برامج بنائية، تسعى الإذاعة إلى دعم المرأة فكريًّا وتقديم محتوى يساعد الأسرة على فهم التحديات اليومية ووضع حلول عملية مستندة إلى الشريعة ومبادئ الأخلاق الإسلامية. وعن دورتها البرامجية السابعة والثمانين، الخاصة بأشهر جمادى الآخرة ورجب وشعبان المقبلة، قالت مسؤولة شعبة الإذاعة، السيدة نور العلي: إنّ الدورة الجديدة تتضمن 33 برنامجًا، بينها 22 مباشرًا، و11 تسجيليًّا، تُعنى بالمجالات الدينية والثقافية والتربوية والاجتماعية والصحية، وبما ينسجم مع خصوصية هذه الأشهر وما تحمله من مناسبات دينية، مشيرة إلى مشاركة ضيفات ومقدمات جديدات، لإضفاء مزيد من التنوع على مضمون الدورة. وأضافت أنّ الخطة البرامجية أُعدّت بعناية لتقديم محتوى يعزز الوعي الديني والفكري لدى المرأة والأسرة المسلمة، ويلبّي احتياجات المستمعات من مختلف الفئات، عبر برامج تُبث على مدار اليوم بأسلوب هادف، يتناول قضايا المجتمع ويعالجها.
شبكة مدارس دينية مخصصة للنساء لدى شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية في العتبة العباسية المقدسة 15 مدرسة دينية منتشرة في كربلاء وبقية المحافظات العراقية، تعمل على نشر تعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، وتوفير تعليم ديني متكامل للطالبات يشمل المواد الفقهية والعقائدية والأخلاقية والسيرة وأحكام التلاوة. تمتد فترة الدراسة إلى خمس سنوات بواقع أربعة أيام أسبوعيًّا، مع تقديم منهاج خاص لكل مرحلة دراسية يشمل دروسًا في الفقه والعقائد والأخلاق والسيرة والمنطق والنحو، إضافة إلى محاضرات متنوعة، وتضم سنين الدراسة مواد إثرائية في الثقافة العامة، ما يعكس حرص العتبة المقدسة على إعداد جيل نسوي متوازن معرفيًّا وروحيًّا. ويشرف على تنفيذ البرامج التعليمية ملاك نسوي متخصص، يتمتع بخبرة وكفاءة عاليتين في توصيل المادة العلمية باستعمال أساليب حديثة ومتطورة، بما يضمن تحقيق أفضل النتائج التعليمية للطالبات.
إنتاج مهني يحفظ الهوية ويعزز حضور المرأة وفي سياق المشاريع التي تُدار بملاكات نسوية داخل العتبة المقدسة، يبرز معمل الخياطة النسوي التابع لمركز العفاف للتسوق، بوصفه أحد أهم الفضاءات الإنتاجية التي تعكس قدرة المرأة على الجمع بين الحرفة والالتزام. وعن الإنتاج تقول المشرفة على المعمل السيدة أسماء العبادي: إنّ المعمل ينتج الحجاب الشرعي والعباءة الزينبية العراقية، فضلًا عن المستلزمات المنزلية الخاصة بالمطبخ التي تهم العائلة العراقية"، مشيرةً إلى أنّ العمل لا يقوم على الإنتاج فقط، بل على الجودة والالتزام. ملاكات المعمل تنفذ التصاميم بدقة متناهية، مع الالتزام بالضوابط الشرعية المعتمدة في إنتاج الألبسة، لتلبية احتياجات المرأة المؤمنة"، وفق ما جاء عن السيدة أسماء العبادي. يعكس ما تقدم، توجه العتبة العباسية المقدسة إلى العمل على تمكين المرأة بشقين، الأول يتمثل بالرعاية الدينية والثقافية والفكرية، والثاني يتمثل بمساع إدخالها في سوق العمل.
زيارة الأربعين.. رسالة ووعي وخدمة للزائرات في أيام زيارة الأربعين يبرز دور محوري للنساء في تقديم مختلف الخدمات الثقافية والفكرية والإرشادية للزائرات الوافدات من بقاع الأرض شتى للمشاركة في هذا الحدث المليوني الإنساني، ما يعكس قدرة الملاكات النسوية على إدارة المسؤوليات الكبيرة بثقة عالية. في الحديث عن دور الشعب النسوية التابعة لمكتب المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة في زيارة الأربعين الأخيرة، تقول مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية، السيدة بشرى الكناني: إنّ "الشعب النسوية تقدم خدماتها المتنوعة للزائرات المتوجهات صوب مدينة كربلاء المقدسة لإحياء زيارة الأربعين في مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) التابع للعتبة المقدسة والواقع في محور (النجف - كربلاء)". وتضيف أنّ "ملاكات مركز الثقافة الأسرية تقدم عبر محطتها مجموعة من الفعاليات الثقافية والإرشادات الأسرية والتربوية والاجتماعية للزائرات، أمّا شعبة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) للدراسات القرآنية فقد نظمت العديد من المحافل القرآنية والمسابقات التفاعلية وبرامج متنوعة للزائرات وللأعمار كافة". وتابعت الكناني أنّ "شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية تقدم خدماتها عبر رابطة بنات الكفيل التطوعية، كذلك إذاعة الكفيل ومكتبة أم البنين (عليها السلام) النسوية كانت لهما محطة لطرح مجموعة من نشاطاتهم ونتاجاتهم من المجلات والكتب وتوزيعها على الزائرات". وفي مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) على طريق (كربلاء – النجف)، أوضحت أنّ "العمل الرئيس لمبلغات الشعب النسوية كان في المجمع، إذ تولت المبلغات تعليم الزائرات الوضوء الصحيح والقراءة الصحيحة لقصار السور القرآنية، وكذلك الإجابة عن الاستفتاءات الشرعية التي تطرحها الزائرات، وإقامة المحاضرات الدينية والتوجيهية". تسعى مشاريع العتبة العباسية المقدسة إلى منح المرأة فرصة للتعلم والعمل والإبداع داخل بيئة تحترم خصوصيتها وتؤمن بقدراتها، تتشكل خريطة واضحة لدور نسوي فاعل يتوسع عامًا بعد آخر، ويكشف عن تحول تدريجي يعزز مكانة المرأة ويمنحها حضورًا مؤثرًا في فضاء ديني واجتماعي يحتاج إلى طاقاتها وخبراتها.
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)