أن القوة المحركة في الكون هي الموجات التي تصدر من دوران جسيمات المادة وذراتها ومجموعات ذراتها. ولكن هذه الموجات الدورانية ليست كل ما ينقل القوة من الذرات، بل هناك شذرات تنتثر من الذرات وتمضي مع تلك الموجات وبسرعتها، وإليك بيان أمرها:

إذا أطبق إلكترون على بروتونه أفنى كلٌّ منهما الآخر كما يفنى الموجب والسالب إذا تلاقيا – يفنيان في لمعة موجية تنتشر في الفضاء – يعني أنهما لا يبقيان بروتونا ذا شحنة إيجابية والكترونا ذا شحنة سلبية، بل يتفتّتان إلى شظيات تسمى فوتونات (ضوئيات) لا شحنة كهربائية فيها، وإنما لها القوة التي كانت كامنة في الذرة، فتنطلق هذه الفوتونات في الفضاء بسرعة الموجات الكهرومغناطيسية التي نحن بصددها. هذه الفوتونات هي القوة المحمولة في الموجات أو لك أن تقول هي نفسها الموجات الكهرومغناطيسية.

متى أطبق الالكترون على البروتون لأي سبب انحل إلى عشرة آلاف فوتون، ولما كان البروتون يزن 1840 مرة وزن الالكترون كان ينحل بنوبته إلى 18400000 فوتون (ضوئية). النور والحرارة اللذان نحس بهما هما من هذه الفوتونات، وكذلك سائر أمواج الراديو وما شاكلها، وهذه الفوتونات هي التي يقع قسم منها على أرضنا بشكل حرارة ونور وما وراء البنفسجي إلى آخره، هي القوة التي تخزن في عالمي الحيوان والنبات، وتعود فتظهر بإحراقهما بالأوكسجين وبوسائل. ويمكننا أن نقول: إن العنصر الحيوي في الحيوان والنبات من مفعول هذه الفوتونات، والذين يتعرضون لنور الشمس وحرارتها بغية الحصول على أمواج ما وراء البنفسجي في أبدانهم قد لا يخطئون إلا بأنهم يفرطون في هذا الأمر إلى حد الأذى وقد يكون شديدًا، وقد يكون قاتلًا إذا تجاوز الحدود.

وتلك الموجات الكهربائية المغناطيسية التي تحملها أو تصطحبها هي التي تولّد تيارات كهرومغناطيسية أخرى في الكروموسوم (الصبغي) في الخلايا الحية، وهي سر الحياة بحسب نظرية لاخوفسكي التي ظهرت حديثا، وقد نشر المقتطف لي مقالة في شهر نوفمبر سنة 1943م في هذا الموضوع.

تفقد الشمس بصدور هذه الفوتونات منها كل دقيقة 360 طنا من مادتها. وفي رأي بعض العلماء ومنهم العلامة تجايمس تجينز أن هذه الفوتونات هي جسيمات إيثرية، أي إن البحر الإيثري هو فوتونات، كأن الأجرام والأجسام تولدت من هذه الفوتونات فلما فنيت عادت إلى بحر الفوتونات (من الفوتون وإلى الفوتون تعود.)