نمو وتطور ثمار الحمضيات

تشير الدراسات على نمو ثمار الحمضيات في مصر، بأن الثمار تمر بعد التلقيح والعقد في طور انقسام الخلايا الذي يستمر لعدة أسابيع تكون نتيجته تحديد العدد النهائي لعدد الخلايا في الثمرة. ثم تمر بعد ذلك في طور تمدد هذه الخلايا واتساعها وكبر حجمها نتيجة لزيادة محتوياتها المائية والكيميائية.

شكل يبين أجزاء ثمرة الحمضيات

وتكون الثمار جلدية سميكة عند بدء تكونها إذا ما قورنت باللب، ثم ترق هذه القشرة تدريجيا مع نمو الثمار، وتستمر في نموها دون توقف، إذا لم تتعرض لظروف بيئية غير ملائمة لمدة طويلة ويبدو شكل الثمار كرويا أو شبه كروي، بعد العقد بصرف النظر عن شكل الثمرة النهائي، ويستمر هذا الشكل لمدة تختلف حسب الانواع والاصناف. أما بالنسبة للأصناف ذات الشكل البيضاوي كاليافاوي والليمون الاضاليا فلا يبقى هذا الشكل الكروي بعد العقد سوى فترة قليلة ويبدأ بعد ذلك ظهور اختلاف الشكل حتى على الثمار في أعمارها الصغيرة.

اما بخصوص تطور التلوين وتدرجه خلال فترة نمو الثمار، فان الثمار تستمر خضراء داكنة لفترة طويلة قد تستمر لعدة شهور قبل أن تبدأ بالتلون.

خط بياني يبين تطور ثمار الحمضيات

فقد تستمر ثمار اليوسفي والبرتقال البلدي خضراء لمدة حوالي ۲۰۰ يوما من بدء العقد، وأكثر من ذلك في الاصناف المتأخرة من البرتقال والجريفون والبوملي. اما اللون النهائي فيتخذ درجات مختلفة من اللون الاصفر الليموني أو البرتقالي المحمر تبعا لنوع الثمار وأصنافها أما تلوين اللب الداخلي فيسير بتطور مماثل مع تغيرات لون القشرة ويصل الى درجة التلوين النهائي قبيل النضج. وفي أغلبية الاحوال يكون لون الثمار الداخلي مماثلا للون القشرة أو قريبا منها مع وجود بعض الاستثناءات كما هي الحال في البرتقال أبو دمه ( الدموي ) .

أما التغيرات الكيميائية المصاحبة للتغيرات السابقة، فتتلخص في زيادة نسبة المواد الصلبة الذائبة في العصير، وهي تعبر الى حد ما عن نسبة السكريات بجميع أنواعها. وكلما تقدم عمر الثمرة حتى تصل أقصاها في مرحلتي اكتمال النمو والنضج، فان مكونات الطعم الأخرى تزداد مثل الزيوت الطيارة والاملاح المعدنية التي يحتويها العصير. اما السكريات الموجودة في الثمار فهي السكروز (وهو السائد) ويليه الجلوكوز ثم الفركتوز وتتصف أغلبية أصناف ثمار الحمضيات بارتفاع نسبة الحموضة في جميع أطوارها حتى في أطوار النضج النهائية، ولو أن نسبة الحموضة الى السكريات تبدأ عالية ثم تقل تدريجيا بتقدم العمر ويكون الانخفاض بطيئاً في أول الموسم ويزداد بسرعة في نهايته عندما تصل الثمار إلى درجة عالية من النضج. أما في حالة الليمون الاضاليا والبلدي فتظل كمية الحموضة ثابتة وتزداد الثمار عصيرية بتقدمها في التطور حتى تصل الى نسبة عالية من العصير تتراوح ما بين ٥٠ - ۷۰ % حسب الانواع والاصناف المختلفة عند اكتمال النمو وتزداد عن ذلك قليلا عند النضج.

شكل يبين التركيب الكيميائي لفيتامين C أو حمض الاسكوربيك

تحتوي ثمار الحمضيات على أنواع مميزة من الجلوكوسيدات مثل النارنجين Naringin والهيسبدين Hesperidin بعضها مر والبعض الآخر عديم الطعم. توجد في غلاف الحز وفي الجزء الابيض من القشرة المعروف باسم الالبيدو. أما الفيتامينات وخاصة فيتامين C وبعض من المكونات الهامة للثمار فالعادة أنها تبدأ عالية وتستمر في الزيادة قليلا حتى تصل الثمار الي طور اكتمال النمو ثم تنخفض قليلا بعد ذلك، ولو أن فيتامين C قد يستمر في الزيادة حتى مرحلة نضج الثمار.

تأثير موعد القطف ودرجه النضج على التركيب الكيماوي لثمار الليمون البلدي