المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

أساس الميراث
22-5-2017
المصدر الميمي
18-02-2015
طرق إعداد طوائف النحل لإنتاج حبوب اللقاح
1-12-2015
تنوع التفسير الاجتهادي
15-10-2014
تحضير كلايسين اثيل استر Synthesis of glycine ethyl ester
2024-03-03
معنى {فَأَتَى اللّٰهُ بُنْيٰانَهُمْ}
16-11-2015


الخصائص اللفظية للشعر الجاهلي  
  
33940   05:06 مساءاً   التاريخ:
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص79-80
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015 9456
التاريخ: 23-03-2015 5253
التاريخ: 23-03-2015 4647
التاريخ: 8947

الخصائص اللفظية للشعر الجاهلي:
(أ) غرابة الألفاظ وجزالتها: إذا قرأنا نحن اليوم بعض الشعر الجاهلي وقعنا في أكثره على «كلمات غريبة»، أي كلمات غير مألوفة في مخاطباتنا وكتاباتنا في عصرنا هذا. ويجب أن نشير إلى ان هذه الكلمات كانت يومذاك «فصيحة» أي مأنوسة مألوفة، ذلك لأنّ ممارسة الجاهلي للحياة بين الخيام وعلى الإبل جعلت كل كلمة تتعلق بالخيام والإبل مألوفة عنده. ولكن لما انقطع ما بيننا وبين هذا النوع من الحياة انقطعت الصلة بيننا وبين الكلمات الدالّة عليها وعلى أوجهها وأدواتها وآلاتها-على ما ترى في وصف طرفة للناقة في معلقته مثلا. على ان الكلمة الغريبة قد تكون جميلة في اللفظ نحو رئال (نعام) وقد تكون وحشية أو حوشية مستكرهة في اللفظ، نحو بعاق (مطر). والكلمة الجزلة هي الكلمة الفخمة التي تقع موقعها من الاستعمال.
(ب) متانة التركيب وبلاغة الأداء: والتركيب في الشعر الجاهلي متين، أي صحيح يجري على قواعد اللغة العربية، لا ضعف فيه من تقديم لفظ في غير محله أو تأخير لفظة إلى غير مكانها الذي تقتضيه أساليب العرب، أو زيادة حشو لا فائدة فيه أو حذف لغير سبب نحوي.
وكذلك كانت تراكيبه بليغة، أي تؤدّي المعاني المقصودة منها في الأحوال المناسبة إما حقيقة وإما مجازا بتشابيه واستعارات وكنايات تفصح عن المعاني وتكسو الافكار قوة وبروزا، من غير تأثر بعجمة أو لحن عامي. وقد نجد في الشعر الجاهلي بضعة ألفاظ من الجناس والطباق ولكنها كلها غير مقصودة وإنما وقعت هنالك اتفاقا، ولعل شاعرها لم يفطن اليها.
(ج‍) العناية والتنقيح: وبما ان الجاهلي كان يجري في شعره على سجيته وطبعه فانه لم يتكلف عادة في ما كان ينظمه بل كان يلقيه إلى الناس كما يخطر له ويدور في خياله. ولكن كان هنالك نفر يأخذون شعرهم بالعناية والتنقيح، وقد سماهم رواة الأدب «عبيد الشعر» لأنهم يتكلفون اصلاحه (بعد نظمه) ويشغلون به حواسّهم وخواطرهم. وقد عدوا من هؤلاء النابغة وزهيرا والحطيئة وطفيلا الغنوي. واشتهر من بينهم زهير بقصائده «الحوليات»، أي التي كان يقضي حولا (عاما) كاملا في نظم كل واحدة منها وتنقيحها وعرضها على النَقَدة (العمدة 1:108،112).
وأراد الجاحظ تعليل ذلك فقال (1): «ومن شعراء العرب من كان يدع القصيدة تمكث عنده حولا كريتا (كاملا) وزمنا طويلا، يردّد فيها نظره ويجيل فيها عقله ويقلّب فيها رأيه، اتّهاما لعقله وتتبّعا على عقله فيجعل عقله زماما على رأيه، ورأيه عيارا على شعره إشفاقا على أدبه وإحرازا (صيانة) لما خوّله اللّه تعالى من نعمته. وكانوا يسمون تلك القصائد الحوليّات والمقلّدات والمنقّحات ليصير قائلها فحلا خنذيذا وشاعرا مفلقا.
__________________
1) البيان والتبيين 2:9.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.