القيمة العلاجية لثمار الحمضيات

يقول أحد الباحثين في مجال التغذية أن خاصية ثمار الحمضيات هي الابقاء على أثر قاعدي في الجسم بدرجة ملحوظة والناجم عن احتراق السيترات ذات المذاق الحامضي. انما ما يتبقى من أثر الجسم فهو الحفاظ على تعادل الحموضة في جسم الانسان، وحموضتها لا تزيد حموضة الجسم.

كما أن ثمار الحمضيات تعمل على تنشيط الهضم اذ أن عصير البرتقال الطازج يحوي على مرافق انزيمي له تأثير منشط لعمل الانزيمات، كما أن حمض السيتريك قد زاد من نشاط أنزيم الببسين حتى ٥٠٪، وتلبي ثمار الحمضيات احتياجات الجسم اليومية من الكالسيوم والحديد والنحاس، كما أن امتصاص حمض السيتريك له تأثير فعال على الاحتفاظ والابقاء على الكالسيوم، ولهذا توصف ثمار الحمضيات بضرورة ادخالها ضمن الغذاء اللازم لمعالجة مرض كساح الأطفال.

لقد تأكد ان الاطفال الحديثي السن والمراهقين لا تحوي أجسامهم الكمية الكافية من الحامض المعدي اللازمة لعملية الهضم من جهة ولحماية المعدة من جهة أخرى بسبب ان انتاج حمض كلور الماء لا يصل الى كميته القصوى في الجسم قبل سن العشرين، كما أن القابلية على انتاج هذا الحامض تقل بعد سن الاربعين، ولهذا فان تناول ثمار الحمضيات قبل سن العشرين وبعد الاربعين ذو أهمية كبرى لصحة الانسان.

أما بالنسبة للأطفال فقد تبين أن عصير البرتقال أصبح جزءا من الوجبة الاساسية لهم اعتبارا من الشهر الأول لأن العصير غني بمحتواه من فيتامين C الذي لا يؤمنه الحليب بالمقدار المطلوب.

فقد تبين على دراسة لأحدى وعشرين طفلا يعانون من مرض الاسقربوط (تورم اللثة ونزف الدم منها) ان السبب الاكثر شيوعا في هذه الحالة عند الاطفال حاليا، هو ليس الجهل والاهمال في ضرورة اضافة فيتامين C ولكن الاحتمال بأن الامهات يوقفن هذه الاضافة لسوء الفهم وتقدير دور الفيتامين.

كما يلعب فيتامين C دورا مهما في حالات فقر الدم الانيميا وقد اقترح علماء التغذية ان دور هذا الفيتامين يتم من خلال تسهيل امتصاص عنصر الجديد. فقد لاحظ الاطباء في عياداتهم ان استعمال عصير البرتقال في حالات فقر الدم قد تبعه ازدياد عدد الكريات الحمراء في الدم. كما يتبين من الدراسات والمشاهدات ان الهيموغلوبين وكريات الدم الحمراء قد ازدادت في مجموعة من مرضى السل الذين تناولوا 500 سم3 من عصير البرتقال في اليوم ولمدة تسعة أشهر.

أما في حالة المصابين بداء السكري، فقد وجد أن فيتامين C يؤثر على دور الانسولين كما أن اضافة فيتامين C على صورة عصير برتقال وخلطه مع الحليب يساعد بدرجة كبيرة على علاج القرحة.

لقد بينت الدراسات في بريطانيا والتي شملت أكثر من ٥٠٠٠ سيدة حامل أو مرضعة بأن نقص الكالسيوم كان موجودا في غذاء ۷۰% وان عدم كفاية الحديد كان لدى ٩٨% وان نقص فيتامين كان لدى ٥٠% وان عدم توفر فيتامين كان لدى أكثر من ٥٠% وخلصت الدراسة الى أن حالات تسمم الدم لدى الحوامل كانت أعلى في المجموعة التي لم تتناول الفيتامينات تلك المجموعة التي عمدت الى تناولها. وان تناول الفيتامينات قد عمل على حماية أكثر من ٣٠٪ من السيدات من الاصابة بمرض تسمم الدم.

وأثبتت التجارب أن تناول فيتامين C ضروري لتطوير الاسنان، ولهذا فان ثمار الحمضيات الغنية في مثل هذا الفيتامين وغيره تصبح ضرورية لوجبة الغذاء وصحة الاسنان، وان التعود على انهاء تناول وجبة الطعام بثمرة طازجة من الحمضيات هو من أساسيات الحفاظ على الصحة، كما أن حموضة ثمرة الحمضيات تنشط الغدد اللعابية وتزيد من السائل اللعابي الذي يغسل جزيئات الطعام والبكتريا وينظف الاسنان واللثة.