المناقصات في صناعة التشييد هي أحد أساليب اختيار المقاول من قبل المالك أو من ينوب عنه ، حيث يتم اختيار المقاول إما عن طريق الإسناد المباشر - وذلك بتكليف مقاول معين أو شركة معينة أو مجموعة شركات متضامنة بتنفيذ مشروع ذو صفات خاصة وسيتم التعرض لهذا النوع من التعاقدات في حينه - أو عن طريق المناقصة وكما سبق فإن المناقصة هي باختصار محاولة الحصول علي أفضل العروض المقدمة من المقاولين في صورة عطاءات.

بالنسبة لمعظم مشروعات التشييد التابعة للحكومة أو القطاع العام فإن غالب المشروعات تحتم علي المسئولين عن المشروع أن يعلنوا عن المشروع في الأماكن العامة المخصصة لذلك مثل الجرائد والمجلات، والدوريات، أو الأماكن العامة المهتمة بصناعة التشييد مثل: النقابات المهنية.

كما يجب أن يحتوي الإعلان علي وصف عام للمشروع من ناحية الموقع ، طبيعة المشروع، حجم المشروع، الجهة المسئولة عن المشروع ، الزمن المتاح للتنفيذ ، والزمن المتاح لتقديم العطاءات، ومكان شراء مستندات التعاقد ، وقيمة التأمين ، ومتطلبات الضمان ، وحق المالك أو من ينوب عنه في رفض أي من العطاءات المقدمة .

أما في حالة المشروعات الخاصة وهي ما يطلق عليها مشروعات القطاع الخاص فقد يلجأ صاحب المشروع إلي استخدام أسلوب الإعلان العام، أو يقوم باختيار بعض المقاولين وعمل مناقصة بينهم ، أو يستخدم أسلوب الإسناد المباشر ، ولكل من هذه الأنواع مميزات وعيوب .

الاشتراك في المناقصة:

عادة يقوم المقاولون أو شركات المقاولات بمتابعة الجرائد والمجلات والأماكن العامة التي تقوم بالإعلان عن مناقصات التشييد ، ويحدد المسئولون وأصحاب القرار في شركات المقاولات الاشتراك في مناقصة مشروع معين من عدمه ، وذلك بعد دراسة العوامل التالية:

- ظروف المقاول أو الشركة من ناحية احتياج المشروع إلى موارد ومدي توافرها ، مقارنة بإمكانيات المقاول ، ومدي ارتباطه في مشروعات أخري تحت التنفيذ.

- ظروف المنافسة مع الشركات الأخرى ومدي احتمالية الفوز بالمناقصة.

- موقع المشروع ومدي ملاءمته لظروف المقاول (الشركة).

- القدرات المادية للمقاول ومدي ملاءمته لتمويل المشروع.

- القدرات المادية للمالك ومدي احتمالية الوفاء بالتزاماته المادية في حينه.

- طبيعة وحجم المشروع وملاءمة ذلك لقدرات وخبرات الشركة.

- حجم الأعمال المرتبط بها المقاول في نفس وقت المشروع وضبط الموارد مع الاحتياجات.

- بالإضافة لما سبق فإن كثيرين من أصحاب المشروعات يضعون شروطا يرغب من المقاولين أو شركات المقاولات في المشاركة في المناقصة ، مثل: سابقة الأعمال , القدرة المادية للمقاول ,حجم الأعمال الحالية، ما لديه من خبرات ومعدات.

وبناء علي ما سبق فإن كثيرا من الهيئات الحكومية يكون لديها قائمة بأسماء المقاولين أو شركات المقاولات المسموح لهم بدخول المناقصات لدي هذه الهيئة ، وبعض الهيئات تحدد أسماء مقاولين أو شركات مقاولات الأعمال تخصصية مثل أعمال الرصف أعمال الكباري، أعمال الأساسات العميقة، أعمال الدهانات وهكذا.

زمن تقديم العطاءات :

عادة يتم تحديد الزمن المتاح لتقديم العطاء في الإعلان ، وقد يتراوح هذا الزمن بين أسبوعين إلى ستة أسابيع ، وقد يزيد هذا الزمن في بعض المشروعات الكبيرة والتي تحتوي علي عدد كبير من البنود وكثير من المواصفات الخاصة ، ومما يجدر الإشارة إليه في هذا الجانب أن قلة الزمن المتاح للمقاول لدراسة المشروع وتقديم العطاء يؤدى في كثير من الأحيان إلي لجوء المقاولين إلي عمـــــل كثير من الافتراضات التي تفتقر إلى الدقة وتغطية ذلك برفع الأسعار ، لذلك يلاحظ أنه من الأفضل لأصحاب المشاريع إتاحة وقت كاف للمقاول لدراسة المشروع بدقة عالية ، ودراسة البدائل ، وذلك بالتأكيد سوف يؤدى إلى دقة الحسابات ، وبالتالي تقليل التكلفة العامة للمشروع.

زيارة الموقع :

تعتبر زيارة الموقع من قبل القائمين علي تقدير التكلفة في شركات المقاولات من الأمور الأساسية التي تساعد كثيرا في دقة تقدير التكلفة وبصورة مرضية حيث إن زيارة الموقع تحدد وتوضح كثيرا من الأمور الغامضة مثل:

1- موقع ومكان المشروع.

2- الأحوال الجوية والطقس العام خلال السنة.

3- مدى توافر الخدمات في الموقع مثل الكهرباء، الماء الغاز التليفون الصرف، وهكذا.

4- أسلوب الوصول إلى الموقع.

5- الاطلاع علي قوانين واشتراطات الجهات المحلية المسئولة عن نظم التشييد في المنطقة.

6- الاطلاع علي حالة المباني والمنشآت المجاورة وكيفية تأمينها أثناء التشييد.

7- تحديد الأسلوب الأمثل لتخزين وتشوين المواد اللازمة للموقع والمعدات وأسلوب تأمينها.

8- دراسة طبوغرافية الأرض.

9-  دراسة حالة التربة في المنطقة كأن تكون تربة صخرية أو طينية ومنسوب المياه الجوفية .

10- مدى وجود عوائق في منطقة العمل قد تؤثر علي سير العمل مثل: أسلاك التليفونات والكهرباء، ومواسير الصرف وغيرها.

11- مدي توافر وسائل مواصلات ونقل في المنطقة.

12- دراسة إمكانية الإعاشة بالنسبة للعاملين في أعمال التشييد.

13- مدى توافر المواد الخام في منطقة المشروع وأسعار هذه المواد وأسلوب نقلها.

14- مدى توافر معدات التشييد والتكلفة في حالة الاستئجار .

15- مدى توافر مقاولي الباطن في منطقة المشروع للقيام ببعض الأعمال الخاصة.

16-  حجم العوائق والمنشآت الواجب إزالتها من الموقع والأسلوب الأمثل للتخلص منها، وعلي من يقوم بزيارة الموقع كتابة تقرير يوضح فيه النقاط السابق ذكرها، ويفضل استخدام الصور الفوتوغرافية وشرائط الفيديو لزيادة إيضاح بعض أو كل النقاط السابق ذكرها ، وفي حالة اكتشاف بعض الأمور الخافية والتي لم ترد في وصف المشروع، مثل: صعوبة الوصول إلى الموقع ، فيجب في هذه الحالة إبلاغ المسئولين والمصمم حتى يكونا على دراية بكيفية حل هذه المشاكل ، وأخذ ذلك في الاعتبار عند دراسة المشروع وتقدير التكلفة ودراسة العطاءات المقدمة.