3- دور الحكومة في حماية الصناعات الناشئة : 

من أبرز مظاهر فشل السوق الحرة أن آلية القرارات الخاصة التي يعتمدها لن تحقق دوماً المستوى الأمثل للمخرجات الفعالة اجتماعياً ، وهذا ما ينطبق على الصناعات الناشئة التي تحتاج إلى رعاية الدولة حتى تنمو وتصبح قادرة على المنافسة الأجنبية خصوصاً .

وإذا كان المفكرون الرأسماليون لا ينكرون هذا الجانب إلا أنهم يرون أن تدخل الدولة عن طريق سياسة "الإعانات المباشرة" لتعويض تلك المؤسسات الناشئة عن مصاريف تكوين وتدريب اليد العاملة، أما التدخل عن طريق العوائق الجمركية فهو غير ملائم بالنظر لما يتسبب فيه من خسائر في الفاعلية لكل من فائض المنتجين وفائض المستهلكين (أنظر الشكل الموالي).

فعند السعر العالمي ow يكون الاستيراد S₁d₁، ولكن مع فرض رسوم جمركية يرتفع السعر إلى ot فينخفض الطلب المحلي إلى₂   odويزيد العرض المحلي إلى os₂ فينخفض بذلك الاستيراد إلى s₂d₂، ولكن يصاحب ذلك خسارة في فائض المستهلك تقدر بمساحة المثلث B بسبب إجبار المستهلكين على الشراء من مصادر عالية التكلفة.

إلا أن الواقع أثبت عدم صحة العلاقة المباشرة بين سياسة "الإعانات المباشرة" وتطور الصناعات الناشئة، فقد بينت الدراسات التي أُجريت على تجربة "بوتسوانا" والتي صمّمت وفق مبادئ الكلاسيك الجدد، أن المساعدات التي قدمت لتحفيز الصناعات الجديدة لم تؤثر على الاستخدام والمخرجات وإنما فقط زادت من أرباح أصحاب المشاريع.