المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أشعار لابن السيد البطليوسي  
  
1208   01:56 صباحاً   التاريخ: 3-1-2023
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص: 470-472
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2022 2527
التاريخ: 30/11/2022 1480
التاريخ: 2024-05-28 799
التاريخ: 2024-08-08 451

وقال ابن السيد البطليوسي في أبي الحكم عمرو بن مذحج ابن حزم، وقد غلب على لبه ، وأخذ بمجامع قلبه(1):

رأى صاحبي عمراً فكلف وصفه                 وحملني من ذاك ما ليس في الطوق

فقلت له : عمرو كعمرو فقال لي:        صدقت ، ولكن ذاك شب عن الطوق(2)

وفيه يقول ابن عبدون(3):

يا عمرو رد على الصدور قلوبها           من غير تقطيع ولا تحريق

وأدر علينا من خلالك أكؤسا                       لم تأل تسكرنا بغير رحيق

وفيه يقول أحدهما :

قل لعمرو بن مذحج                             جاء ما كنت أرتجي

شارب من زبرجد                              ولمى من بنفسج

وكتب إليه ابن عبدون :

سلام كما هيت من المزن نفحة             تنفس عند الفجر في وجهها الزهر

٤٧٠

ومنها :

أبا حسن أبلغ سلام فمي يدي                      أبي حسن وارفق فكلتاهما بحر 

ولا تنس يمناك التي هي والندى                  رضيعا لبان لا اللجين ولا التبر

فأجابه من أبيات :

تحير ذهني في مجاري صفاته                 فلم أدر شعر ما به فهت أم سحر

أرى الدهر أعطاك التقدم في العلى                 وإن كان قد وافي أخيراً بك الدهر

لئن حازت الدنيا بك الفضل آخراً                ففي أخريات الليل ينبلج الفجر

ولعمرو في أبي العلاء ابن زهر(4):

قدمت علينا والزمان جديد                          وما زلت تبدي في الندى وتعيد

وحق(5) العلا لولا مراتبك العلا                لما اخضر في أفق المكارم عود

فلوحوا بني زهر فإن وجوهكم                 نجوم بأفلاك العلاء سعود

وقوله لأبي الوليد ابن عمه(6):

إني لأعجب أن يدنو بنا وطن              ولا يقضى من اللقيا لنا وطر

لا غرو إن بعدت دار مصاقبة              بنا وجد بنا للحضرة السفر

لمحجر العين لا يلقاه ناظرها                        وقد توسع في الدنيا به النظر               

وقال ابن عمه أبو بكر محمد بن مذحج يخاطب ابن عمه أبا الوليد(7):

٤٧١

ولما رأى حمص استخفت بقدره          على أنها كانت به ليلة القدر

تحمل عنها والبلاد عريضة                  كما سئل من غمد الدجى صارم الفجر

وقال أبو الوليد المذكور(8):

أتجزع من دمعي وأنت أسلته               ومن نار أحشائي وأنت لهيبها

وتزعم أن النفس غيرك علقت            وأنت ولا من عليك حبيبها

إذا طلعت شمس علي بسلوة              أثار الهوى بين الضلوع غروبها

وله أيضا(9):

لما استمالك معشر لم أرضهم                والقول فيك، كما علمت، كثير

داريت دونك مهجتي فتماسكت                   من بعد ما كادت إليك تطير

فاذهب فغير جوانحي لك منزل                   واسمع فغير وفائك المشكور

وقال :

يقول وقد لمته في هوى               فلان وعرضت ، شيئا قليلا

أتحسدني؟ قلت : لا والذي                 أحلك في الحب مرعى وبيلا

وكيف وقد حل ذاك الجناب               وقد سلك الناس ذاك السبيلا

وله مما يكتب على قوس(10):

إنا إذا رفعت سماء عجاجة         والحرب تقعد بالردى وتقوم

وتمرد الأبطال في جنباتها            والموت من فوق النفوس يحوم

٤٧٢

مرقت لهم منا الحتوف كأنما                           نحن الأهلة والسهام نجوم(11)

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- مر البيتان في المجلد الأول: 636 وهنا خطأ لصاحب البيتين كما مر هو أبو الحسن البطليوسي ( ابن القبطورنة ) ، ذكر ذلك ابن يسام في الأخيرة وابن سعيد في  المغرب 1 : ۲۳۸ .

2- ب م: ولكن ذا أشب.

3- الذخيرة (۲:۲۳۲).

4- الذخيرة ( ٣ : ٢٣٤ ) ؛ وفي م : ولعمرو في ابن زهر.

5- الذخيرة : وعيش.

6- الذخيرة ( ٢ : ٢٣٥).

7- الأخيرة ( ٢ : ٢٤٣).

8- الذخيرة: ۲۳۷.

9- المغرب 1:٢٤٠ .

10- الذخيرة ( ٢ : ٢٤٤ ) ؛ م : ومما يكتب على قوس قوله .

11- الذخيرة : رجوم

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.