تداول وتخزين الباذنجان

عند تسويق الباذنجان فإنه يعبا بعد الحصاد في أجولة كبيرة، ثم يسوق مباشرة.

ويمكن تخزين الباذنجان بحالة جيدة لمدة أسبوع في حرارة 10م، مع رطوبة نسبية تتراوح بين 85٪، و 90٪.

ويتطلب تصدير الباذنجان تعبئته في صناديق كرتونية، وتبريده أوليا بطريقة الدفع الجبري للهواء، قبل شحنه على حرارة 10م ورطوبة نسبية 85-90٪.

ولا يوصي بتبريد الباذنجان أوليا بطريقة الماء البارد hydrocooling لأن الماء قد يترك بقعا على سطح الثمرة، ولأن هذه الطريقة قد تكون قليلة الكفاءة بالنظر إلى اتساع مسطح الثمرة الخارجي بالنسبة إلى حجمها. وقد يكون التبريد في الغرف المبردة كافيا إن أمكن خفض درجة حرارة لب الثمرة إلى 13-15 م في خلال 24 ساعة من الحصاد (عن Salunkhe & Desai 1984).

ويلاحظ ظهور أضرار البرودة على ثمار الباذنجان إذا تعرضت لحرارة 7 م أو أقل من ذلك.

التغيرات المصاحبة للثمار أثناء تخزينها وشحنها

من أهم التغيرات التي تطرأ على الثمار بعد حصادها، مایلي:

1- يبدأ تدهور ثمرة الباذنجان بعد الحصاد بفقدها للمعانها وصلابتها، ثم انكماشها بسبب فقدها للرطوبة، وفقدها للونها بسبب تحلل صبغاتها.

2- تتأثر ثمار الباذنجان سلبيا بالإثيلين، الذي يؤدي إلى انفصال الكأس عن الثمار وتعفنها (عنNothmann  1986).

3- ظهور أضرار البرودة إذا تعرضت الثمار أثناء تخزينها أو شحنها لحرارة 7 م أو أقل من ذلك.

أضرار البرودة

من أهم مظاهر إصابة الثمار بأضرار البرودة، ما يلي:

1- تكون النقر السطحية.

2- التلون البني الداخلي لنسيج المشيمة، واكتساب البذور والحزم الوعائية لونا بنیا.

3- ظهور أعراض الانسفاع Scalding، وهي ظاهرة تكون مساحات أو بقع بنية على سطح الثمرة، تصبح غائرة بمرور الوقت.

4- في النهاية تكتسب الثمار لونا برونزيا.

5- تزداد حساسية الثمار للإصابة بالفطر ألترناریا Alternaria بعد إخراجها من الخزن.

وتزداد الحساسية للبرودة في الثمار التي تتكون في الجو الدافئ عما في تلك التي تتكون في الجو البارد نسبيا. فمثلا .. كانت الثمار التي حصدت خلال فصل الشتاء (ديسمبر ويناير) أكثر حساسية للإصابة بأضرار البرودة عند تخزينها على 6 أو 8م (مع 87-90 % رطوبة نسبية) عن تلك التي حصدت في الربيع (مارس وأبريل) (Fallik وآخرون 1995).

ويعتقد بأن أضرار البرودة ترتبط - في ثمار الباذنجان – بعملية ال Xi) lipid peroxidation وآخرون 1998).

وقد أجريت بعض المعاملات بهدف الحد من ظهور أضرار البرودة؛ فمثلا .. أدت التدفئة المتقطعة intermittent warming لثمار الباذنجان بالتخزين لمدة 3 أيام على حرارة 2٫5 م + 3 أيام على حرارة 12٫5م + 3 أيام على حرارة 2٫5 م + 3 أيام على حرارة 20 م .. أدت إلى تأخير ظهور أعراض أضرار البرودة بنحو أسبوع مقارنة بموعد ظهورها في ثمار الكنترول التي خزنت على حرارة 2٫5م لمدة 9 أيام ثم لمدة 3 أيام على حرارة 20 م (Mancarelli وآخرون 1989). وقد حصل Kluge وآخرون (1998) على نتائج مماثلة عندما عرضت ثمار الباذنجان التي خزنت تخزيئا باردا لمدة 21 يوما للتدفئة كل 3، أو 4 ، أو 5، أو 6 أيام، حيث لم تصب الثمار بأضرار البرودة.

وأدى تخزين الثمار التي عوملت بالمطهرات في أكياس بلاستيكية قليلة الكثافة وغير مثقبة (بمعدل 12-14 ثمرة/كيس في طبقتين) .. أدى ذلك إلى إمكان تخزينها على 8م لأكثر من ثلاثة أسابيع دون أن تصب بأضرار البرودة، بينما ظهرت على الثمار التي طهرت سطحيا ولم توضع في الأكياس أضرارا شديدة من جراء البرودة بعد ثلاثة أسابيع من تخزينها على 8 م، هذا مع العلم بأن حرارة الثمار التي وضعت في الأكياس كانت دائما أعلى بمقدار 1.0-0.5 م عن حرارة المخزن (Fallik وآخرون 1995).

وسائل إطالة فترة صلاحية الثمار للتخزين

أجريت محاولات عديدة، بهدف زيادة فترة صلاحية ثمار الباذنجان للتخزين، نذكر منها ما يلي:

1- محاولات الحد من أضرار البرودة، وقد أسلفنا بيانها.

2- المعاملات الكيميائية (المبيدات الفطرية ومنظمات النمو)، بهدف الحد من إصابة الثمار بالأعفان وتأخير وصولها إلى مرحلة الشيخوخة، فمثلا:

أ- أدى غمس ثمار الباذنجان في محلول 0.5% سانوسیل 25 25-Sanosil (الذي يحتوي على 48% فوق أكسيد الأيدروجين H2O2) إلى تقليل أعفان الثمار بعد الحصاد وأثناء التخزين مع إطالة فترة صلاحيتها للتخزين مقارنة بثمار الكنترول التي لم تعط هذه المعاملة (Fallik وآخرون 1994 أ).

ب- أدى غمس كأس ثمرة الباذنجان في محلول يحتوى على 200 جزء في المليون من نفثالين حامض الخليك NAA ، و 900 جزء في المليون من البروكلوراز prochloraz إلى تأخير شيخوخة الكأس وعفن الثمرة، وكان غمس الثمرة كلها أفضل من غمس كأسها فقط. وأمكن بهذه الطريقة تخزين الثمار لمدة 14 يوما على حرارة 12 م، ثم لمدة 3 أيام على حرارة 20م ظل خلالها كأس الثمرة محتفظا برونقه واخضراره، واحتفظت خلالها الثمرة بصلابتها، بينما لم تتعد نسبة الإصابة بالأعفان 5%. وكان المتبقي من المبيد في الثمار التي غمست بأكملها - بعد فترة التخزين – 0.34 مجم/لتر (-Temkin Gorodeiski وآخرون 1993).

3- تغليف الثمار في أغشية من البوليثيلين أو البولي فينيل كلورايد، بهدف الحد من فقدها للرطوبة، وخفض معدل تنفسها، بتكوين الأغشية لجو معدل modified atmosphere يحيط بالثمار.

نظرا لأن المستوردين الأوروبيين لايفضلون تغليف ثمار الباذنجان - كل على انفراد - بأغشية البولي فينيل كلورايد المطاطة التي تلتصق بالثمار، لأنه يتعين إزالتها قبل عرض الثمار للتسويق، فقد أمكن استبدال هذه الطريقة باخری عوملت فيها الثمار بمبيد فطري مع إندول حامض الخليك NAA ثم وضعت كل 10-15 ثمرة معا في أكياس من البوليثيلين غير المثقب داخل الكراتين، ووضع معها داخل الكيس - الذي يكون مبطئا للكرتونة - 10 طبقات من المناديل الورقية لمنع تكثف الرطوبة. وقد منعت هذه الطريقة لتخزين الباذنجان فقد الوزن وحافظت على نوعية الثمار خلال فترة تخزينها التي دامت المدة 14 يوما على 12 م، ثم لمدة 3 أيام إضافية على 20م (Fallik وآخرون 1994 ب).

كذلك كان تخزين الثمار وهي مغلفة في أغشية ال PVC الثقبة أو غير المثقبة على حرارة 12 م أفضل من عدم التغليف في حرارة 4، أو 8، أو 24 م، وأفضل من التغليف في حرارة 4، أو 8م. خزنت الثمار بهذه الطريقة لمدة 16 يوما دون أن تظهر عليها أي أعراض للتدهور أو أضرار البرودة، وكان الفقد في الوزن خلال فترة التخزين 1.8٪ فقط (٪1.79 في الأغشية الثقبة، و 1.81٪ في الأغشية غير المثقبة) (Henz & Silva 1995).

وعلى الرغم من أن ثمار الباذنجان التي عبثت في أغشية من البوليثيلين ذات الكثافة المنخفضة LDPE داخل صناديق كرتونية على حرارة 20 م احتفظت بنضارتها لمدة 7-14 يوما حسب الصنف، إلا أن كؤوس الثمار أصيبت بنسبة أعلى من الأعفان التي سببتها فطريات .Cladosporium spp، و .Alternaria sp مقارنة بما حدث في الثمار التي لم تعبأ في أغشية البوليثيلين (Diaz.Perez 1998).

4- التخزين في الجو المتحكم في مكوناته Controlled Atmosphere Storage:

أدت زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون إلى 5 أو 8 أو 12٪ إلى تلون الثمار خارجيا باللون البني، ولكن لم تفقد الثمار صلابتها. وقد كانت الثمار الكروية والبيضية الشكل أكثر تحملا لزيادة تركيز الغاز عن الثمار الطويلة (Mencarelli وآخرون 1989).

وقد قام Kaynas وآخرون (1995) بتخزين ثمار الفلفل على حرارة 12م لمدة 42 يوما في الهواء العادي، أو في هواء معدل في عبوات modified atmosphere packages (اختصارا : MAP) باستعمال أغشية مثقبة أو غير مثقبة من البوليثيلين ذات الكثافة المنخفضة LDPE والبولی فینایل كلوراید PVC، أو في الهواء التحكم في مكوناته controlled atmospheres (اختصارا: CA) يحتوي على 3٪ O2 + 3% CO2، أو 5٪ O2+ %5 CO2، أو 5 O2 + 10٪ CO2، وقیمت حالة الثمار بعد أسبوعين، وأربعة، وستة أسابيع، بعد انتهاء فترة التخزين البارد مباشرة، وبعد ثلاثة أيام إضافية على 20م، وكانت النتائج كما يلي:

1- ازدادت معدلات زيادة نسبة المواد الصلبة الذائبة، ومعدلات نقص الحموضة، ونسبة النشا، ونسبة حامض الأسكوربيك في الثمار التي خزنت في الهواء العادي عما في تلك التي خزنت في ال MAP أو في ال CA.

2- كان الفقد في الوزن أعلى جوهريا في حالة التخزين في الهواء عما في جميع معاملات التخزين الأخرى.

3- كان الفقد في الوزن أعلى جوهريا عندما كان التخزين في MAP عما كان عليه الحال في ال CA بعد أسبوعين من بداية التخزين، ولكن هذا الفرق اختفى بعد 4، و 6 أسابيع.

4- أضر التخزين في 10٪ CO2 لمدة أكثر من أسبوعين بشدة بثمار الباذنجان حيث تغير لون الثمار الخارجي وظهر اصفرار على الكاس، ولكن تلك الأعراض كانت أقل وضوحا عندما كانت نسبة ال CO2 %5.

5- كانت أفضل نوعية للثمار عندما كان التخزين في ال MAP باستعمال ال PVC، أو في ال CA في وجود 3٪ O2+ 3% CO2، حيث احتفظت الثمار بجودتها لمدة 6 أسابيع.