المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اتجاهات كتّاب ومحرري المجلات العربية
26-7-2016
الصفة المشبهة
23-02-2015
سباق القمر
2023-06-03
الدور الحضاري لكندة
14-11-2016
الأصول العملية المحرزة
9-9-2016
Testing prototypicality
2023-12-26


المواقف السلبية لأولياء الامور لدى سرقة الأبناء  
  
1443   09:57 صباحاً   التاريخ: 7/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص323ــ331
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-6-2022 2191
التاريخ: 2023-12-13 1147
التاريخ: 11-9-2016 2484
التاريخ: 19-6-2016 2040

ان أولياء الامور يشعرون بقلق عميق لوجود مثل هذه الخصلة عند اطفالهم ويتمنون زوالها، ويتخذون منها – بالنتيجة - مواقف متشددة ومغلوطة، نشير فيما يلي الى بعض منها:

١ -العقوبة القاسية: لا أحد يستنكر معاقبة الطفل في مثل هذا الموقف، الا ان الضرورة تستلزم اولاً طي عدة مراحل قبل العقوبة؛ من قبيل الملاحظة والمراقبة والارشاد وهو ما سيأتي بحثه لاحقا واذا لم تجد نفعاً نضطر لانتهاج اسلوب العقوبة.

ان العقوبة اذا كانت شديدة لا تعطي الثمار المرجوة بل وقد تفرز نتائج عكسية في بعض الحالات، كأن تزرع فيه الرغبة في الانتقام وتدفعه نحو العصيان والتمرد والاصرار على ممارسة السرقة. فالعقوبة القاسية تؤدي بالتربية الى طريق مسدود، وتجعل الشخص اكثر فسادا مما مضى. ان القلق الذي ينتاب الوالدين على مستقبل الطفل يجب ان لا يؤدي بهما الى اتباع اساليب ارتجالية مغلوطة.

٢ -النيل من كرامته: يقوم بعض اولياء الامور بالنيل من كرامة ابنائهم وفضحهم امام الآخرين بمجرد ان يصدر عنهم مثل هذا الفعل. واذا شعر الطفل انه قد افتضح امره لا يميل الى الاقلاع عن هذه العادة بل ويمعن في ممارستها اكثر. وهذا ما يوجب الامتناع مطلقاً عن وصمه بكلمات من قبيل: لص، وسارق وما شابهها لانه يشعر منها بالعار، الآ اذا بلغ مرحلة يستحق معها التعزير او الحد وهذا له في الاسلام ضوابط وشروط.

٣ -الاكثار من النصائح: لا شك ان للارشاد والنصيحة تأثير في التربية والاصلاح، الا ان هذا يستدعي وجود مقدمات لابد منها ومن جملة ذلك وجوب اطلاعه على قبح عمله، ثم بعد ذلك يأتي أوان النصح والارشاد.

٤ -اثارة الضجة حوله: يبدو من غير المناسب اثارة الضجة حول الطفل الذي يسرق شيئاً ولا سيما اذا كانت تلك اول سرقة يقدم عليها، لأن الطفل اكثر استجابة للاساليب المرنة واللينة في الاصلاح، اما اذا استخدمت معه الطرق القاسية والاساليب الخشنة فانه يتوجس منها خيفة على شخصيته وكرامته.

على طريق معالجة ظاهرة السرقة

ان السرقة عند الاطفال ظاهرة تستوجب المعالجة، فمن غير المقبول ان يقدم الطفل على السرقة ويتحول لديه هذا الفعل الى عادة مستهجنة ومتجذرة في شخصيته، بل لابد من العمل على اصلاحه ووضعه على جادة الصواب. ومعالجة مثل هذه الخصلة تستوجب مراعاة الجوانب التالية:

١ -دراسة العلل والاسباب: وهي الخطوة الاولى في الاصلاح، اذ لابد من تقصي الدوافع والاسباب التي تحدو بالمرء الى ارتكاب السرقة، وهذا ما يوجب على اولي الامر والمربين القاء نظرة على الفترة الماضية من حياة الطفل وملاحظة ما عرض خلالها من حرمان وقلق واضطراب وعلاقات ومواقف عاطفية، وماهي الظروف التي مر بها، والقدوات التي تأثر بها في حياته، وما هي المخلفات التي تركتها مثل تلك القدوات في ذهنه. والغرض المنشود من وراء كل هذا هو السعي لمعالجة هذا العيب الاخلاقي من نفس الطريق الذي نشأ منه .

٢- سد النواقص المادية: النقطة الأخرى المهمة في هذا المجال هي وجوب توفير الحد الأدنى من الحاجات المادية للطفل، سواء كانت هي السبب في نشوء عادة السرقة أم لا، وذلك لاحتمال ان يكون دافع السرقة امراً آخر. فاذا ما عولج يبقى عامل الحرمان سبباً في اثارة هذا الفعل من جديد.

ان فرض الرقابة المشددة على تناول المواد الغذائية وما يترتب على هذا الفرض من شعور بالحرمان، وابعاد الاشياء التي يحبها الطفل عن متناول يده تعتبر كلها بمثابة تحريض له على ارتكاب هذا الفعل فمن الافضل اذن اشباع حاجات الطفل من جميع الجوانب.

٣ -اشباعه بالعطف والحنان: هنالك تأكيد واضح على ضرورة مؤانسة الطفل وان يغمره أبواه بالعطف والحنان. ولابد ايضاً من وضع حد لا يتجاوزه لكيلا تكون له جرأة عليهما، وان يحترم رأيهما.

ان القرب من الطفل يسهل على أولي أمره استشعار حاجاته، وفهم افكاره، والاطلاع على ما يقع فيه من منزلقات كما ان وجود الاحترام يساعد على ان يكون اكثر انصياعاً لكلامكم. علموه عدم الاتيان بعمل يقلل من مكانته لديكم.

٤ -الاصلاح النفسي: في الحالات التي يكون النقص الاخلاقي وسوء السلوك منبثقاً من عوامل نفسية، فلابد من الاسراع لاصلاحها، والتعرف على العقد التي يعاني منها، ومن هم الاشخاص الذين يرغب بالانتقام منهم؟ وما هو سبب اضطراباته؟ وما هي الهواجس التي تدفعه لارتكاب هذا العمل.

ذكرنا ان التظاهر، والتمرد، والاحتجاج على الاوضاع السائدة يدفع المرء في بعض الحالات الى مثل هذا المنزلق. اما اذا اتيح لنا الكشف عن الاسباب الكامنة وراءها لأضحى من اليسير توفير مستلزمات الاصلاح والهداية، ونتمكن من ردعه عن ارتكاب السرقة من خلال ابداء المزيد من المحبة له، وتقديم الادلة المنطقية التي يفهمها للتدليل على قبح هذا الفعل .

٥ -توفير الاجواء الايجابية: يعتبر توفير الاجواء الايجابية والسليمة حقاً من الحقوق التربوية لكل طفل. فليس من الصحيح ان يتربى الطفل في أجواء تطفح بالجريمة والاستهانة بالقانون، والاعتداء على حقوق الآخرين، ولا من المناسب ان يترعرع في اسرة تمارس الجريمة.

لابد اذن من تطهير ذهن الطفل من النماذج السيئة، والمثل القبيحة، ووسائل الاعلام لابد وان تخضع لتقييم جديد ورقابة صارمة بحيث لا تنعكس عنها بشكل مباشر او غير مباشر نماذج تربوية قبيحة، وعلى المربين واولي الأمر ان يكونوا انفسهم قدوات صالحة ليقتدي بها الطفل نحو الاصلاح والصلاح.

٦ -التوعية: وغالباً ما تهدف الى تعريف الطفل بخطئه بلغة بسيطة ومنطق مفهوم، وذلك عن طريق التنبيه الى ان مثل هذا العمل لا يرتضيه افراد اسرته ولا سائر الناس، وان الله يغضب منه، وقد وضع له عقوبة قاسية. ويمكن في هذا السياق ان شرح له كيف ان حياة الناس تغدو صعبة اذا تفش فيها ظاهرة السرقة وصار كل واحد يسرق مال الآخر، وكم سيلحق بنا من الضرر نحن شخصيا اذا ما تعرضنا للسرقة وذهبت اموالنا. ويجب ان يفهم الطفل من خلال ايحاءاتكم المتكررة له ان السرقة ليست طريقا صحيحا في الحياة. واذا اتسع هذا الفعل وصار يقترفه الناس فلن يكون من اليسير عليهم مواصلة الحياة شكل طبيعي. وعلى العموم من المفيد بيان مضار السرقة للطفل بين فترة واخرى.

٧ -التعويد على عزة النفس: صحيح اننا قد لا نستطيع توفير جميع احتياجات الاطفال في جميع الاحوال، الا اننا قادرين على ان نشرح لهم بعض الصعوبات والمشاكل التي تواجهنا، ومن المؤكد ان الطفل يفهم معنى الكلام ويتماشى معنا فى مثل هذه الحالة.

بالامكان تعليم الاطفال على عزة النفس، وتربيتهم على الطباع الحميدة، ورفع مستواهم الفكري، وخلق شخصية قوية فيهم. فاذا عجز احدنا عن توفير المأكل الجيد لهم في جميع الاحوال، يمكنه على اقل الاحتمالات ان يعودهم على عزة النفس ومناعة الطبع.

الفنون اللازمة في هذا المجال

يمكن توظيف الكثير من الفنون والاساليب لاجل اصلاح السلوك المنحرف لدى الطفل، وهي على العموم نفس الاساليب المتبعة في جميع المجالات التربوية لاصلاح الافراد، وما يمكن اضافته اليها ها هنا يتمثل في ما يلي: -

١ -ضبطه حال التلبس بالسرقة: عند التيقن من سرقة الطفل وتقديم الارشادات والنصائح الكافية له في هذا المجال، وعدم التزامه بها، ومعاودة ارتكابها يمكن حينها مراقبته لضبطه متلبساً بالسرقة ومكاشفته بحقيقة عمله، على ان لا يكون الهدف فضحه او التشهير به بقدر ما يكون الغرض ان يفهم بانه قد ضبط وهو يمارس بحيث تكون النتيجة من وراء هذا بناءة. ويمكن الاشارة الى انه قد شوهد وهو يسرق وان لن يفضح امره اذا امتنع عن تكرار ذلك.

٢ -اظهار الأسف: بامكان احد الابوين ان يعلن للطفل عن شدة اسفه لقيامه باخذ النقود مثلاً من الحقيبة او من أي موضع آخر بلا ان يخبر احدهما بحاجته. ويجب ان يقترن مثل هذا العمل بالروية والتأني بلا غضب او انفعال. ومثل هذا الموقف له تاثير شديد على من يتطاول على السرقة للمرة الاولى. ان حدود الاحترام القائمة بين الطفل ووالديه، والتعبير له عن اسفهما لمثل هذا التصرف يعيده الى طريق الرشاد ويجدي في تقويم سلوكه.

٣ -اعادة المسروق: على اولياء الامور والمربين الالتفات الى ما يأتي به الطفل الى البيت، ومن اين جاء بهذا القلم او الدفتر؟ وبأية نقود اشتراهما وهل ادعاؤه ان صديقي اعطانيه، صحيح ام لا؟

يمكن في بعض الحالات ان يقال للطفل تعال نذهب الى بيت صديقك لنلاحظ لماذا اعطاك هذا الدفتر مثلاً. والغرض من هذا ارغامه على اعادة ما اخذ الى صاحبه وليفهم ايضا انه تحت الرقابة الدائمة، ومعرض للاستجواب. قد يحصل احيانا ان يؤكد الطفل على ان هذا الدفتر له لكن اولياءه يعلمون انه لصديقه، في مثل هذه الحالة يبادر ذووه الى تسليم الدفتر لصديقه امام ناظريه.

٤ -فرض الغرامة: حينما يعلم اولياء امر الطفل انه قد سرق من جيوبهم نقوداً واشترى بها مثلاً بعض المرطبات اولعبة، من غير اذنهم، فاذا تكرر منه هذا العمل يمكن التصرف بالصورة التالية:

١ -تحديد الشيء الذي اشتراه.

٢ -ارغامه على اعادة ذلك الشيء وارجاع نقوده لموضعها الأول.

٣ -يستقطع المبلغ المسروق من يوميته.

٤ -وفي نفس الوقت يحذّر بأنه سيدفع ثمن عمله هذا غالياً. وفي كل الاحوال يبدو بيان قبح هذا الفعل وخطأ هذا التصرف عاملاً فاعلاً في الردع. والطريق الامثل في كل الاحوال هو التعامل مع هذه العادات بروية وبعيداً عن الغضب.

٥ -الوعظ والنصيحة: ان النصائح كثيرة الفائدة وهذا هو موضعها المناسب، اما اذا تكرر نفس الفعل بالرغم من توفير احتياجاته ومستلزماته وتهيئة الاجواء الايجابية في تربيته والتعبير عن السخط على تصرفه ولم يبد اي استعداد للكف عن هذه العادة. لابد حينذاك من اتباع طريق النصح المشفوع بالتخويف.

على الجميع ان يوضحوا للطفل ضرورة الاستقامة في حياته وان لا يسرق، ويلتزم الطريق الصحيح وان هذا من صلب واجبه في الحياة، اما اذا شاء التخلي عن هذا الواجب فما عليه الا ان يتحمل عواقبه المريرة، اذ سيفتضح امره امام الناس وينال العقوبة الالهية.

٦ -العقوبة والمجازاة: نحن نعلم ان الطفل غير البالغ لا حَدَّ عليه، ولكن يمكن ان يعزر وعندما تفشل جميع الاجراءات المبذولة من قبل اولياء الامور والمربين، ولا تفلح النصائح والارشادات والتحذيرات، وحينما تصبح الرقابة مجرد اضاعة للوقت، يتوجب حينها اتباع اسلوب العقوبة والمجازاة.

وكما نعلم ان للاسلام قوانينه في هذا المجال، وهناك قواعد خاصة بالطفل المميز حينما يقدم على السرقة، والعقوبات المقررة يمكن الاطلاع عليها فى مضانها الفقهية.

بداية الاصلاح

يجب الوقوف منذ البداية بوجه السرقات الصغيرة، وتفهيم الطفل بقبح عمله ومقابلته بوجه عبوس لغرض ارغامه على الكف عن هذا العمل.

لقد ظهر من خلال الدراسات ان التساهل ازاء مثل هذا الامر يخلق الكثير من المتاعب، والطفل اذا لم يتم اصلاحه في هذا السن يغدو من الصعب إصلاحه في ما بعد. واذا تطاول في الصغر على مال الغير لابد من توعيته الى عدم جواز اخذ ما ليس له ووجوب اعادته الى مالكه، بل ويجب ايضاً الامساك بيده واخذه الى موضع السرقة واعادة المسروق الى مكانه او الى صاحبه.

والحقيقة ان التأخير في الاصلاح يخلف نتائج غير سارة تتعمق جذورها تدريجياً حتى تتحول الى خصلة متاصلة فيه وهو ما اشرنا اليه بالمثل المعروف بان سارق البيضة اليوم يسرق في الغد جملاً. فليس من السهولة على الشخص الذي طبع على عادة قبيحة، واستساغ طعم الانحراف، ان يكف عن ذلك عاجلاً.

ملاحظات

وفي نهاية المطاف اود لفت نظر الوالدين الكريمين الى عدة نقاط في هذا المجال تتلخص في ما يلي:

١ -اذا حصل يقين بقيام الطفل بالسرقة، فلا داعي للاكتفاء بالاستفسار هل سرقت المبلغ الفلاني أم لا؟ لانه سيقوم ايضاً بارتكاب سرقه آخرى وينكرها، بل يجب في مثل هذا الموقف اتخاذ اجراء حازم وقاطع.

٢ -السعي الى عدم فضحه والنيل من كرامته والاستهانة به امام الاخرين، لأن هذا التصرف ينطوي على مضاعفات اكبر.

٣ -اذا وجد انه يستحق العقوبة، فلا بد من تطبيقها ولكن بعد العديد من التنبيهات والارشادات وينبغي ايضاً ان لا تكون قاسية وتؤدي به الى التفكير بالانتقام. بل الافضل اولا السعي جهد الامكان لإصلاحه بالاساليب الايجابية والنصيحة والارشاد وما شابه ذلك، الا اذا كان في مرحلة المراهقة او البلوغ، فحينها يكون له حكم آخر.

٤ -الاحتفاط برباطة الجأش، وعدم خلط الحسابات مع بعضها. فاذا كسر الطفل إناء واراد والده توبيخه لا ينبغي له خلط الحسابات ومواجهته بالقول ايها اللص لماذا كسرت الاناء!؟ بل يجب فصل الحسابات والمواضيع عن بعضها.

٥ -في الحالات التي تستيقن فيها السرقة ينبغي مواجهته بصراحة منذ اللحظة الأولى وارغامه على اعادة المسروق الى موضعه، ولا ضرورة هنا لطرح اية مقدمة للموضوع.

٦ -السعي نحو عدم قطع العلاقة معه في كل الظروف والاحوال، ولا يقال له على سبيل المثال: انا اقطع علاقتي معك لأنك سارق. بل المطلوب هنا ارشاده الى اصلاح ذاته مع الاحتفاظ بالعلاقة بين الطرفين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.