المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الأنواع الرئيسية للنقل - النقل المائي
22-4-2019
معنى ربيون
2024-04-24
شهادة رسول الله (صلى الله عليه واله) ودفنه
Inner Product
22-3-2021
ما هو (التمثل)
20-10-2014
Radical Additions to Alkenes: Chain-Growth Polymers
23-5-2017


اتجاهات كتّاب ومحرري المجلات العربية  
  
2340   10:40 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : عبد التواب يوسف
الكتاب أو المصدر : تنمية ثقافة الطفل
الجزء والصفحة : ص149-151
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

هناك عناصر اربعة، هي سمات واضحة في ادبنا الابداعي العربي ومجلاتنا وكتبنا للأطفال قد يبرز عنصر منها، ويختفي عنصر منها او اخر، لكنها تبقى في النهاية ما يميز انتاجنا الادبي والفني واعمالنا، ويجعلها تختلف عن غيرها.. واعني بهذه العناصر :

(الوطنية المحلية، العربية القومية، الاسلامية الدينية،... ثم الانسانية العالمية).

وقد يتخصص كاتب في جانب واحد منها، كان يفرق كتاباته في المحلية الوطنية (المصرية في مصر والعراق) لكن تأثير بقية العناصر سوف يبقى، رضي ذلك ام ابى، بل ازعم ان كل ادب جيد للأطفال عندنا لابد من ان تكتمل له هذه العناصر، بمعنى ان احدهم قد يكتب عملا اسلاميا، غير اننا سوف نلمح فيه بعضا وجانبا من اللمحات العربية، والمحلية الوطنية، ثم الانسانية من العالمية .. بل ان غير المسلمين من الكتاب يعرجون على الاسلاميات، وينهلون منها، ويحاولون، ويصيب بعضهم التوفيق، ويخفق اخرون، ولكن هذه العناصر الاربعة تجدها في كل عمل بقدر ما ...

وعندما نجد اتجاها ما قد ظهر بشكل كبير في ادب كاتب ـ او مجموعة كتاب- فليس ذلك منه او منهم انحيازاً لذلك الجانب على بقية الجوانب، لأنه المؤلف ليس الة، نضغط على زر فيها فيكون انتاجها له طابع بذاته، لكن الكاتب فنان مبدع، يكتب ما ينفعل به، وما يحسه ويضغط عليه، ولا يمكن ان يقول لنفسه :

ـ اليوم سأخصصه للكتابة القومية !

وفي الغد يقول :

ـ واليوم للإسلاميات... ...

لكن الكاتب يترك نفسه حراً، منفعلا ومتأثرا بما يدور حوله، متعرضا لكافة العناصر، وما يجد نفسه فيه يقبل على كتابته، واردد دائما : انها ليس من اليسير ان نقول للمبدع ماذا عليه ان يبدع، ولا كيف.. انه امر ينبع من النفس والذات..

وقد يكون للبعض قدرة على تشكيل انفسهم وفق الظروف والمتطلبات حينما تريد الاجهزة التي تعمل في مجالات الاعلام والثقافة والتعليم، غير ان الانتاج الذي يأتي بهذا الاسلوب قد لا يكون موفقا.. نقول : (قد)، وفي ذهننا ان (بيونو كيو) فعلا كتبها (كلودي) تحت ضغط صديق صاحب صحيفة، ونشرها فيها مسلسلة، لقيت نجاحا كبيرا، واصبحت واحدة من كلاسيكيات كتب الاطفال عالمياً، غير ان هذا استثناء، فلم يكتب بعدها مؤلفها شيئا يستحق الذكر.

والكاتب المحترف ربما يطوع قلمه لما هو مطلوب، وقد يكون لديه مادة يحاول ان يصوغها وفق ما يحتاجه السوق (مثل الخياط الذي لديه قماش يصممه ويخيطه حسب ما يريد صاحبه)... والسؤال : هل هو مبدع؟! ... هنا يختلف الرأي، والمسافة واسعة ما بين مصممي الازياء العالميين من الفنانين وبين هؤلاء.. اذ مما لا شك فيه ان هناك قدرا كبيرا من الابداع في عمل مصممي الازياء.

وحين اتحدث عن الكاتب والمؤلف اعود فأؤكد انني اعني (المبدع)، واما الذين ينقلون وينسخون القصص ـ فبرغم ان العناصر الاربعة قد توجد فيما يقدمون ـ الا انهم يظلون خارج نطاق حديثنا، بل وخارج نطاق ادب الاطفال، اذ هم مجرد اناس يعدون مادة، وليس ايسر من اعدادها وطبخها وفق ميول الذين يوجهونهم، او وفق ميولهم الخاصة.. ومطلوب منهم ان يحسوا معنى الادب، وان يعوه تماما، وان يكون اختيارهم مبينا على الفهم الحقيقي لدور الادب، اذ ان بعضهم يغترف بلا حساب من الكتب القديمة، والغريب ان هؤلاء يتصورون انفسهم اصحاب الاعمال، فلا يشيرون الى مصادرها، واذا حدث واشاروا، فأننا لا نجد رؤية جديدة فيما يعرضون ويقدمون...




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.