المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

طبيعة القرارات الضريبية الصادرة من قبل السلطة المالية
2023-11-25
Converses
10-2-2022
خواص البورون
13-5-2018
الدب الأصغر Ursa Minor
2023-11-07
انخفاض نقطة التجمد freezing point, depression of
4-6-2019
عمليات خدمة تربة ومحصول الجت
2023-07-18


تسع آيات إلى فرعون وقومه ! (1)  
  
2440   01:23 صباحاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص 551-555 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي موسى وهارون وقومهم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2023 1482
التاريخ: 10-10-2014 2000
التاريخ: 5-05-2015 1945
التاريخ: 4-2-2016 3968

هناك من أصحاب الفكر الإسلامي الحديث ـ حسب مصطلحهم ـ من يستنكر على القائل بأنّ تلك الآيات حوادث واقعة ، ويراها قَصصاً شعبيّة تسلّمها الخصوم فاستغلّها القرآن جدلاً بالتي هي أحسن !

يقول الأُستاذ خليل عبد الكريم ، ردّاً على الأُستاذ محمّد أحمد خلف اللّه ، مذهبه في إضفاء الصفة التأريخيّة على هذه الأحداث ـ : أمّا الأوعر من ذلك فإنّه ( الأُستاذ خلف اللّه ) يعتبر حكاية موسى وفرعون ، وخروج بني إسرائيل من مصر ، وضرب ملأ فرعون بالجراد والقُمّل والضفادع والدّم ، وتحدّي موسى للسَحَرة ، وانقلاب العِصي إلى حيّة أو ثعبان أو جانّ... نقول : إنّه يعتبر كلّ هذه الحكايا تأريخاً ، مع أنّه لا يوجد في العالم بلدٌ حرص على تدوين تأريخه كتابةً كمصر ، وليس في التأريخ المصري شيء من هذا ، ومع ذلك فقد عدّها المؤلّف قصصاً تأريخيّاً... (2)

لمّا أخذت فرعون العزّة بالإثم وعتا عن أمر اللّه تعالى وتمادى في تكذيب موسى وهارون ، واستمرّ في إعنات بني إسرائيل وإيقاع ضروب الإذلال والإهانة بهم ، أمر اللّه تعالى موسى أن يُعلن فرعون وقومه بوقوع العذاب بهم ، فكانوا كلّما وقع بهم عذاب بعد إنباء موسى إيّاهم به وَعَدوه بالإيمان تارة وبإرسال بني إسرائيل أُخرى إن كشف اللّه عنهم العذاب ، وكلّما كشف اللّه عنهم عادوا إلى طغيانهم وغدروا بعهدهم وخانوا بوعدهم ، وهكذا إلى أن وقعت الآية الكبرى والبطشة العُظمى ، وهي إغراق فرعون في اليمّ ونجاة بني إسرائيل .

والآيات ـ حسبما ذكره المفسرون ـ هي :

1 ـ الجدب ( أخذناهم بالسنين ) بأن قلّ عنهم ماء النيل وقصر عن إرواء أراضيهم .

2 ـ النقص من الثمرات بسبب ما أتى عليها من الجوائح والعاهات .

3 ـ الطوفان ، قيل بطغيان النيل حتّى دخل بيوتهم ومساكنهم فخرّبها ، وفاض على مزارعهم فأفسدها في وقت كان الزرع فيها نامياً .

4 ـ الجراد ، بأن هجمتهم جحافل الجراد فأكل الزرع واجتاح الثمار .

5 ـ القُمّل ، قيل : هو السوس الذي يُفسد الحبوب . وقيل : القراد ، دويبة تتعلّق بالبعير ونحوه وهي كالقُمّل للإنسان تلسعه وتأخذ راحته . وأبدلتها التوراة بالبعوض ، كما يأتي .

6 ـ الضفادع ، كَثُرت عليهم حتّى نغّصت عليهم عِيشتهم بسقوطها على فرشهم وأوانيهم وطعامهم .

7 ـ الدم ، قال زيد بن أسلم : سلّط اللّه عليهم الرعاف بحيث أزعج عليهم الحياة .

8 ـ الطمس على أموالهم ، فتوالت عليهم الخسران في مكاسبهم .

9 ـ اليد البيضاء ، إذ كان يضع يده في جيبه ثُمّ يخرجها بيضاء من غير سوء .

والأُستاذ عبد الوهاب النجّار ـ بعد أن ذَكر كلام المفسّرين ـ رجّح أن تكون الآيات التسع كما يلي :

1 ـ السنون ، 2 ـ نقص الأموال ، 3 ـ نقص الأنفس ، 4 ـ نقص الثمرات ، 5 ـ الطوفان ، 6 ـ الجراد ، 7 ـ القُمّل ، 8 ـ الضفادع ، 9 ـ الدّم (3) .

* * *

وقد ذَكرت التوراة الآيات التي جاء بها موسى إلى فرعون وملأه ، وجعلتها اثنتي عشرة آية :

1 ـ انقلاب العصي حيّة . ( الإصحاح 7 من سفر الخروج عدد 12 )

2 ـ انقلاب نهر النيل دماً سبعة أيّام وموت السمك فيه ونتن مائه . ( أص 7 : 17 ـ 24 )

3 ـ صعود الضفادع من النهر إلى أرض مصر ومضايقتها للمصريّين حتى غطّت أرض مصر كلّها . ( أص 8 : 1 ـ 10 )

4 ـ كثرة البعوض بأرض مصر على الناس والبهائم . ( أص 8 : 16 ـ 19 )

5 ـ كثرة الذباب في أرض مصر وبيوت المصريّين كثرة فاحشة حتى تنغّصت عيشتهم . ( أص 8 : 20 ـ 24 )

6 ـ تفشّي الوباء في مواشي المصريّين . ( أص 9 : 1 ـ 7 )

7 ـ فشوّ الدماميل في الناس والبهائم .

8 ـ نزول البرد العظيم فأهلك الحرث والنسل . ( أص 9 : 13 ـ 35 )

9 ـ كثرة الجراد فأفسدت الزرع والثمار . ( أص 10 : 1 ـ 15 )

10 ـ إظلام السماء ثلاثة أيّام . ( أص 10 : 21 ـ 23 )

11 ـ موت كلّ بِكر من الناس والبهائم . ( أص 11 : 1 ـ 9 )

12 ـ اليد البيضاء . ( أص 4 : 6 ـ 9 )

* * *

رأى فرعون الآيات ولكنّه تمادى في كفره وأصرّ على عناده ، وعاد في اضطهاد بني إسرائيل ، معتزّاً بما له عليهم من القهر والغلبة والسلطان ، فطبيعيّ أن يضجّ بنو إسرائيل بالشكوى إلى موسى ممّا حاق بهم من الحيف والجور ، فوصّاهم موسى بالصبر والاستعانة باللّه ، ووعدهم بالنصر وحسن العاقبة ، فلم يكفكف ذلك دموعهم وقالوا له : {أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} [الأعراف : 129] ! فمنّاهم هلاك عدوّهم وإخراجهم من الضيق إلى السعة وأن يكونوا خلفاء في الأرض التي وعدوا بها  .

 وأراد فرعون أن يبطش بموسى متحدّياً إلهه ؛ حتّى لا يكون منه تبديل لدين القوم ، ولكنّ موسى عاذ باللّه من شرّ هذا المتكبّر العاتي ، فكان عياذاً (4) ، فأُصيب فرعون وقومه بالدمار والهلاك {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} [طه : 78] .

انطلق موسى بقومه من أرض مصر ، ذاهباً إلى أرض فلسطين ، كما قال تعالى : {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى} [طه : 77] .

فهل كان هذا الانطلاق بناءً على أمر صدر له من فرعون ، بعد أن أمضّه اللّه وقومه بسوء العذاب ، في الآيات التسع ؟

تقول التوراة : إنّ ذلك كان بناءً على سماح فرعون لهم بالانطلاق ؛ ليخلص من ضروب العذاب التي حاقت بقومه .

جاء في الإصحاح 12 : 29 ـ 33 من سِفر الخروج : ( فحدث في نصف الليل أنّ الربّ ضرب كلّ بكر في أرض مصر... وكان صراخ عظيم ؛ لأنّه لم يكن بيت ليس فيه ميّت... فدعا فرعونُ موسى وهارون وقال : قوموا اخرجوا من بين شعبي ، أنتما وبنو إسرائيل جميعاً ، واذهبوا اعبدوا الربّ كما تكلّمتم ، خذوا غنمكم أيضاً وبقركم كما تكلّمتم واذهبوا ، وباركوني أيضاً ، وكذلك ألحّ المصريّون على بني إسرائيل ليخرجوا من أرض مصر ، حيث خوفهم من الفناء ...

لكن فرعون ندم على سماحه لخروج بني إسرائيل ـ وقد كان هو وقومه يستعبدونهم ـ فعزم على اتّباعهم ؛ ليردّهم عبيداً أذلاّء ... وكان بنو إسرائيل قد بلغوا ساحل البحر الأحمر ـ على خليج السويس ـ وأطلع عليهم  فرعون مع شروق الشمس ، وأيقن بنو إسرائيل بالهلاك وأنّ فرعون باطش بهم .

فسكّن موسى روعَهم وضرب البحر ، فكان فلقتَينِ وظهرت اليابسة بينهما ، فأمر بني إسرائيل بالعبور ، فعبروا من الشاطئ الغربي إلى الشاطئ الشرقي ...

وأشرف فرعون في ذلك الحين على الموضع الذي عَبر منه بنو إسرائيل ، فرأى طريقاً في البحر لا وعورة فيه ، وبنو إسرائيل بين فرقَي الماء لم يمسّهم أذى ، فطمع أن يعبر في أثرهم هو وجنوده ، فاقتحموا الطريق اليابس في البحر خلف بني إسرائيل .

فلمّا جاز بنو إسرائيل البحر عن آخرهم وكان فرعون وكان فرعون وجنوده قد توسّطوه انطبق عليهم البحر فكانوا من المغرقين...

___________________________

 (1) النمل 27 : 12 . الإسراء 17 : 101 : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْألْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً ) راجع : قصص الأنبياء للأُستاذ النجّار ، ص197 ـ 198 .

(2) الفنّ القصصي في القرآن الكريم ، مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم ، ص415 ـ 416 .

(3) قصص الأنبياء ، ص198 .

(4) غافر 40 : 24 ـ 27 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .