أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1275
التاريخ: 18-11-2014
1625
التاريخ: 15-11-2015
1249
التاريخ: 7-12-2015
1766
|
{ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ ... }[آل عمران / ١٥٣]
على أن الذي تلوناه في باب الأسرا، وأخبار الله تعالى عن إرادة المشير به لعرض الدنيا، وحكمه عليه باستحقاق تعجيل العقاب، لولا ما رفع عن أمة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من ذلك، وأخر للمستحقين منهم إلى يوم المآب، لخص أبا بكر ومن شاركه في نيته وإرادته فيه، لأنه هو المشير في الأسرا بما أشار على الإجماع من الأمة والاتفاق، فما عصمته السوابق والفضائل على ما ادعيتموه له من الأخبار بعاقبته، والقطع له بالجنان، حسبما اختلقتموه من الغلط في دين الله، والتعمد لمعصية الله، وإيثار عاجل الدنيا على ثواب الله تعالى، حتى وقع من ذلك ما أبان الله به عن سريرته، وأخبر لأجله عن استحقاقه لعقابه، وهو وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد وسعيد وأبو عبيدة بن الجراح في جملة ممن انهزم يوم أحد، وتوجه إليهم الوعيد من الله ولحقهم التوبيخ والتعنيف على ما اكتسبوه بذلك من الآثام في قوله تعالى: { إذ تصعدون ولا تلوُون على أحد} الاية.
وكذلك كانت حاله يوم حنين، بلا اختلاف بين نقلة الآثار، ولم يثبت أحد منهم مع النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وكان أبو بكر هو الذي أعجبته في ذلك اليوم كثرة الناس، فقال: لم نغلب اليوم من قلة. ثم كان أول المنهزمين، ومن ولى من القوم الدبر، فقال الله تعالى: { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25] فاختص من التوبيخ به لمقاله بما لم يتوجه إلى غيره، وشارك الباقين في الذم على نقض العهد والميثاق.
وقد كان منه ومن صاحبه يوم خيبر ما لا يختلف فيه من أهل العلم اثنان، وتلك أول حرب حضرها المسلمون بعد بيعة الرضوان، فلم يفيا لله تعالى بالعقد مع قرب العهد، وردا راية رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) على أقبح ما يكون من الانهزام، حتى وصفهما رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بالفرار، وأخرجهما من محبة الله ، ومحبة رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) بفحوى مقاله لأمير المؤمنين ، و ما يدل عليه الخطاب حيث يقول: " لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كراراً غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه " فأعطاها أمير المؤمنين (عليه السلام)(2).
وقال تعالى فيما قص من نبئهم في يوم أحد، وهزيمتهم من المشركين وتسليم النبي (صلى الله عليه واله وسلم): { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ...}(3).
[انظر: آية ١٤٤، في نفس هذه السورة، في اثبات ارتداد بعض الصحابة بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم)].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أمالي الطوسي 1: 313، الإرشاد: 36، أعلام الوری: 99، مسند أحمد 1: 185، صحيح مسلم 4: 1871/ 32، صحيح الترمذي 5: 639، المناقب لابن المغازلی: 177.
٢- الإفصاح: 67.
3- الإفصاح: 58.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|