المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الدعوة إلى ان يأخذ كل موقعه ويقوم بدوره
13-2-2021
Random Error Sources
25-4-2017
تسع آيات إلى فرعون وقومه ! (1)
10-10-2014
التوافق الطفولي
14/11/2022
الإمام علي (عليه السلام) وليّ كلّ مؤمن
2023-10-22
{يوم تجد كل نفس ما عملت}
2024-10-27


أهمية تبادل الاحترام بين الاجيال وصوره  
  
1697   01:08 صباحاً   التاريخ: 29/10/2022
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : عشرة موضوعات في حياة الشباب
الجزء والصفحة : ص43 ــ 45
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016 4477
التاريخ: 27-6-2016 2258
التاريخ: 28-7-2017 2251
التاريخ: 21-11-2016 2230

ان تبادل الاحترام بين الاجيال هي عملية تربوية تصوغها القيم الاصيلة التي يرتكز عليها فكر المجتمع، وثمار الاحترام كثيرة وعلى جميع الاصعدة، حيث يوفر الاحترام نوعاً من الامان المعرفي والاجتماعي والثقافي، وتحفظ فيه كرامة المرء داخل مجتمعه، فان الكبير لا يخشى على كبره والصغير لا يخاف من صغر سنه، وهكذا لان العملية تبادلية، فالكبير يبدي مشاعر ابوية تجاه الجيل الصاعد وهم بدورهم يقدمون التوقير والتقدير والمباشرة اللطيفة بالكلام الجميل لمن سبقهم في الحياة تجربة وسناً، وتحكم هذه العملية التبادلية مجموعة مرتكزات تقع في مقدمتها ارتكازية ان يكون الفرد منضبطاً قولاً وسلوكاً تجاه المجتمع ويتقن هذه الخطوة ويرقى للخطوات اللاحقة، وهذا يجعلنا نتحدث عن صور تبادل الاحترام بين الأجيال وهي كثيرة منها:

1ـ الفارق العمري، يعد العمر في منظومة القيم العامة للمجتمعات أصل لا يترك العمل به، يبادل الجيل الأصغر الجيل الذي يكبره الاحترام والتقدير، لان العمر له خصوصية تقرها الفطرة وتؤكد عليها، فالمعمر هو انسان مثقل بالتجربة والرؤية تجاه الكثير من الاشياء ويعرف تفاصيل الحياة أكثر من يقل عنه سناً، هذا ليس معياراً ثابتاً فربما تجد بعض الناس بلغ به العمر مبلغاً وهو لا يزال يتصرف مثل الصبيان، إذاً النظر للعمر والسن من زاوية تعدد الخبر وفق الفرض وليس التدقيق الواقعي.

2ـ التخصص، كل مختص ترجع اليه الناس في امور الحياة وتفاصيلها يبادله المجتمع بالاحترام والتقدير لان التخصص يحوز اهمية كبيرة عند الناس، لان كل تخصص هو منظار آخر خدمة وجهود تقدم حتى وان لم تكن بالمجان الا أن كل مختص إذا نظر اليه من جهة اختصاصه فان يحترم ويقدر بصورة مضاعفة لتخصصه، بداية من المعلم والمدرس والمهندس والطبيب الى عالم الدين الفقيه.

3ـ الموقع والشأن، عند التأمل في احوال الناس نجدهم يختلفون في مقاماتهم بحسب اعمالهم ومنجزاتهم في هذه الحياة، فالأبوة موقع تتطلب مزيداً من الاحترام وتجتمع فيها الفارق العمري ومقام الابوة فيقدم الاحترام هنا بصورة مضاعفة وكذا موقع المرجعية الدينية، ولا سيما إذا كانت المرجعية عليا وشاملة فأنها تقدر اضعافاً من غيرها، فاذاً للشأنية والموقعية اهميتها في حصول التقدير والاحترام، ومثل ذلك شيخ العشيرة وكبير العائلة والرئيس وغيرهم.

يتضح ان الاحترام يخرج لعدة من الاسباب وليس السبب العمري المعروف وانما يتعداه لأسباب واقعية كثيرة، تجتمع لتكون غايات واهداف صحيحة لبث المزيد من الاحترام في اجواء المجتمع الانساني ولا سيما في ايامه هذه بعد ان تفاقمت المشاكل وتعددت واصبحت التقاطعات الاجتماعية لها الصوت الأكبر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.