الأبعاد الجغرافية لعملية التحضر

تتفق جميع الدراسات في مجال التخصص على سيادة المد الحضري الذي يسود العالم بما يؤكد على أن الثورة الديموغرافي المميزة للقرن العشرين والتي تتمثل في الانفجار السكاني يقابلها انفجار حضري وتختلف الآراء حول التحضر هل هي إيجابية لصالح الرفاه البشري أم أنها إحدى نكبات العصر.

التحضر والتقدم الاقتصادي:

ربط ابن خلدون بين تطور الصناعة ورقي العمران الحضري وازدهاره ، و إن هذا الربط بين الصناعة والحضرية يعتبر لب كثير من النظريات الحديثة في جغرافية الحضر ، والتي أثبتت وجود ذلك التلازم على الأقل بالنسبة للدول المتقدمة، إن المدن تتيح ما يسمى باقتصاديات التجمع او التركز حيث أن تكلفة إنتاج الوحدة تتدني في حالة وجود أكثر من مؤسسة منتجة لها في مركز واحد وعلى سبيل المثال فإن وجود ثلاث مصانع متفرقة تستدعي وجود ثلاث آلات مولدة للطاقة ومثلها من المستودعات بينما تجمعها يقلل من استهلاك الطاقة والمساحة وقطع الغيار الاحتياطية وربما العمال الفنية ، كما أن الصناعات المتكافلة أي التي تكون دورة كاملة ، تشمل سلعا متباينة لكنها تؤدي لمنتج نهائي واحد تحقق بتركزها اقتصاديا في تكاليف النقل ، مثل صناعة السيارات التي تضم مصانع الحديد والزجاج والطلاء والمطاط.