المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


هدية ابن شهيد للناصر  
  
899   02:25 صباحاً   التاريخ: 3/9/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:356-359
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2023 897
التاريخ: 2023-02-28 973
التاريخ: 25-4-2022 1719
التاريخ: 2024-01-15 504

هدية ابن شهيد للناصر

وكان الناصر - رحمه الله - قد استحجب موسى بن محمد بن حدير، واستوزر عبد الملك بن جهور، وأحمد بن عبد الملك بن شهيد، وأهدى له ابن شهيد هديته المشهورة المتعددة الأصناف، وقد ذكرها ابن حيان وابن خلدون (1) وغيرهما من المؤرخين، قال ابن خلدون: وهي مما يدل على ضخامة الدولة الأموية، واتساع أحوالها؛ وكان ذلك (2) سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، لثمان خلون من شهر جمادى الأولى، وهي هدية عظيمة الشأن، اشتهر ذكرها إلى الآن، واتفق على أنه لم يهاد أحد من ملوك الأندلس بمثلها، وقد أعجبت الناصر وأهل مملكته جميعا، وأقروا أن نفسا لم تسمح بإخراج مثلها ضربة عن يدها، وكتب معها رسالة حسنة بالاعتراف للناصر بالنعمة والشكر علها استحسنها الناس وكتبوها، وزاد الناصر وزيره هذا حظوة واختصاصا، وأسمى منزلته على سائر الوزراء جميعا، وأضعف له رزق الوزارة، وبلغه ثمانين ألف دينار أندلسية، وبلغ مصروفه إلى ألف دينار، وثنى له العظمة لتثنيته له الرزق، فسماه " ذا الوزارتين " لذلك، وكان أول من تسمى بذلك بالأندلس امتثالا لاسم صاعد بن مخلد وزير بني العباس ببغداد، وأمر بتصدير فراشه في البيت، وتقديم اسمه في دفتر الارتزاق أول التسمية، فعظم مقداره في الدولة جدا.

(356)

وتفسير هديته المذكورة على ما ثبت في كتاب ابن خلدون على ما يفسر: خمسمائة ألف مثقال من الذهب العين، وأربعمائة رطل من التبر، ومصارفة خمسة وأربعون ألف دينار من سبائك الفضة في مائتي بدرة، واقتصر ابن الفرضي على خمسمائة ألف دينار فقط؛ واثنا عشر رطلا من العود الهندي الذي يختم عليه كالشمع، ومائة وثمانون رطلا من العود المتخير، ومائة رطل من العود الشبه المنتقى، هكذا ذكره ابن خلدون.

وقال ابن الفرضي مستندا إلى الكتاب الذي وجهه ابن شهيد مع الهدية: إن العود الغالي من ذلك أربعمائة رطل، منها في قطعة واحدة مائة وثمانون رطلا.

وقال ابن خلدون: ومائة أوقية من المسك الذكي المفضل في جنسه، انتهى.

وقال ابن الفرضي، نقلا عن الكتاب المصحوب مع الهدية: إن المسك مائتا أوقية، واثنتا عشرة أوقية. ومن العنبر الأشهب الباقي على خلقته بغير صناعة خمسمائة أوقية، منها قطعة عجيبة ململمة الشكل وزن مائة أوقية، هكذا في تاريخ ابن خلدون.

وفي ابن الفرضي أن الكل مائة أوقية، وأن هذه القطعة أربعون أوقية. ومن الكافور المرتفع النقي الذكي ثلاثمائة أوقية.

قال ابن خلدون: ومن اللباس ثلاثون شقة من الحرير المختم المرقوم بالذهب كلباس الخلفاء المختلف الألوان والصنائع، وعشرة أفرية (3) من عالي جلود الفنك الخراسانية.

وخالفه ابن الفرضي (4) ، إذ قال: ومن أنواع الثياب ثلاثون شقة خنج (5) خاصية للباسه بيضاء وملونة، وخمس ظهائر شعيبية (6) خاصية له، وعشر فراء من

 (357)

عالي الفنك منها سبعة بيض خراسانية وثلاث ملونة، وستة مطارف عراقية خاصية له، وثمان وأربعون ملحفة زهرية لكسوته، ومائة ملحفة زهرية لرقاده.

ولم يذكر ابن خلدون ذلك، وابن الفرضي أعرف، لا سيما وقد استند إلى كتاب المهدي، وصاحب البيت أدرى.

قال ابن خلدون: وعشرة قناطير شد فيها مائة جلد سمور، وقاله ابن الفرضي أيضا، وزاد ابن خلدون: وستة من السرادقات العراقية، وثمانية وأربعون من الملاحف البغدادية لزينة الخيل من الحرير والذهب،ثم قالا معا: وأربعة آلاف رطل من الحرير المغزول، وألف رطل من لون الحرير المنتقى للاستغزال، وزاد ابن خلدون: وثلاثون شقة من الفريون (7) لسروج الهبات، وزاد ابن الفرضي في الحرير المذكور: قيل: إنه قبضه منه صاحب الطراز ولم يأت به مع الهدية، وإنما دفعه لصاحب الطراز، وأثبته في الدفتر، قالا: وثلاثون بساطا من الصوف مختلفة الصناعات طول كل بساط منها عشرون ذراعا، وقال ابن خلدون: منتقاة مختلفة الأوان، قالا: ومائة قطعة مصليات من وجوه الفرش المختلفة، زاد ابن الفرضي: الصناعات من جنس البسط، قالا: وخمسة عشر نخا (8) من عمل الخز المقطوع شطرها، قال ابن الفرضي: وسائرها من جنس البسط الوجوه، قال ابن خلدون: ومن السلاح والعدة ثمانمائة من التجافيف المزينة أيام البروز والمواكب، وقال ابن الفرضي: مائة تجفاف بأبدع الصناعات وأغربها وأكملها، قالا: وألف ترس سلطانية، ومائة ألف سهم، زاد ابن خلدون: من لنبال البارعة الصنعة، قال ابن خلدون: ومن الظهر خمسة عشر فرسا من الخيل العراب المتخيرة لركاب السلطان فائقة النعوت، وقال ابن الفرضي: ومن الخيل مائة فرس منها من الخيل العراب المتخيرة لركابه خمسة عشر فرسا، وخمس من عرض هذه الخيل مسرجة ملجمة لمراكب الخلافة

 (358)

مجالس سروجها خز عراقي، وثمانون فرسا مما يصلح للوصفاء والحشم، وقال ابن خلدون: مائة فرس من الخيل التي تصلح للركوب في التصرف والغزوات، وقال ابن الفرضي: وخمسة أبغل عالية الركاب، وقال ابن خلدون: وعشرون من بغال الركاب مسرجة ملجمة لمراكب الخلافة مجالس سروجها خز جعفري عراقي، قالا: ومن الرقيق أربعون وصيفا وعشرون جارية من متخير الرقيق بكسوتهم وجميع آلاتهم، وقال ابن خلدون في الجواري: متخيرات بكسوتهن وزينتهن، وقال ابن خلدون: ومن سائر الأصناف قرية تغل آلافا من أمداد الزرع، ومن الصخر للبنيان ما أنفق عليه في عام واحد ثمانون ألف دينار، وعشرون ألف عود من الخشب من أجمل الخشب وأصلبه (9) وأقومه قيمتها خمسون ألف دينار، انتهى.

وقال ابن الفرضي نقلا عن كتاب ابن شهيد المصحوب مع الهدية عندما ذكر الرقيق ما صورته: وكان قد أمرني (10) - أيده الله - بابتياعهم من مال الأخماس، فابتعتهم من نعمته عندي، وصيرتهم من بعثي، ومع ذلك عشر قناطير سكر طبرزذ لا سحاق فيه.

وفي آخر الكتاب: ولما علمت تطلع مولاي - أيده الله تعالى - إلى قرية كذا بالقنبانية (11) المنقطعة الغرس في شرقها، وترداده - أيده الله تعالى - لذكرها لم أهنأ بعيش حتى أعملت الحيلة في ابتياعها بأحوازها، وأكتبت وكيله ابن بقية الوثيقة فيها باسمه، وضمها إلى ضياعه، وكذلك صنعت في قرية شيرة من نظر جيان عندما اتصل بي من وصفه لها وتطلعه إليها، فما زلت أتصدى لمسرته بها حتى ابتعتها الآن بأحوازها وجميع منازلها وربوعها واحتاز ذلك

(359)

كله الوكيل ابن بقية، وصار في يده له أبقاه الله سبحانه، وأرجو أنه سيرفع فيها في هذه السنة آلاف أمداد من الأطعمة إن شاء الله تعالى. ولما علمت نافذ عزمه - أبقاه الله تعالى - في البنيان، وكلفه به، وفكرت في عدد الأماكن التي تطلع نفسه الكريمة إلى تخليد آثاره في بنيانها - مد الله تعالى في عمره، وأوفى بها على أقصى أمله - علمت أن أسه وقوامه الصخر والاستكثار منه، فأثارت لي همتي ونصيحتي حكمة حيلة أحكمها سعدك وجدك اللذان يبعثان ما لا يتوهم عليه، حيلة أقيم لك فيها بعام واحد عدد ما كان يقوم على يدي عبدك ابن عاصم في عشرين عاما، وينتهي تحصيل النفقة فيه إلى نحو الثمانين ألفا أعجل شأنه في عام، سوى التوفير العظيم الذي يبديه العيان قبلا إن شاء الله تعالى، وكذلك ما ثاب إلي في أمر الخشب لهذه المنية المكرمة، فإن ابن خليل عبدك المجتهد الدؤوب انتهى في تحصيل عدد ما تحتاج إليه إلى ثلاثمائة ألف عود ونيف على عشرين ألف عود، على أنه لا يدخل منه في السنة إلا نحو الألفي عود، ففتح لي سعدك رأيا أقيم له بتمامه جميع هذا الخشب العام على كماله بورود الجليبة (12) لوقتها، وقيمته على الرخص ما بين الخمسين ألفا والستين ألفا، انتهى.

 

__________

(1) ابن خلدون 4: 138.

(2) أورد المقري الحديث عن هذه الهدية مفصلا أيضا في أزهار الرياض 2: 261 إلا أنه لم يمزح بين روايتي ابن خلدون وابن الفرضي بل اكتفى بالثانية.

(3) أفرية: جمع فروة.

(4) الفقرة من قوله " وخالفه... أدرى " كلها سقطت من ق.

(5) خنج لعلها من الفارسية " خنك " بمعنى حرير أبيض، وهي كذلك في ك ط.

(6) الشعبية: نوع من الأقمشة.

(7) كذا وردت هذه اللفظة في ق ك ولعلها: " البزيون " وهو سندس.

(8) في ق ك: نوخا؛ والنخ: بساط طويل طوله أكثر من عرضه.

(9) ط ك: وأصيله.

(10) ك: قد أربى.

(11) قد مر التعريف بالقنبانية، وهي تدل على الحقول، وإن كانت تطلق علما على كثير من المواضع بالأندلس أهمها البسائط الواقعة إلى جنوب قرطبة في حوض الوادي الكبير.

(12) الجليبة: كذا جاءت في ق ك، فإن لم تكن تعني " الخشب المجلوب " فلا أدري دلالتها بدقة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف