التطور التاريخي لوكالات الإعلان

من المعروف أن مصر والسودان كانتا من أوائل الدول التي عرفت وكالات الإعلان في الوطن العربي وذلك عقب الحرب العالمية الأولى ثم تطورت وازدهرت في منتصف الأربعينات من القرن العشرين كنتيجة مباشره لتقدم الصناعة في مصر والتبادل التجاري بينهم وبين البلاد الأجنبية حيث ساعدت الظروف التي عاشها العالم عقب الحرب العالمية الثانية على إقامة قاعدة صناعية أكثر إتساعا وعمقا، وكما هو معروف فإن النشاط الإعلاني يزداد حركة وأهمية تقدم وازدهار التجارة. أما بنسبة للوكالات الدولية فقد كانت إنجلترا أسبق من غيرها في إنشاء الوكالات الإعلانية وذلك عندما أنشأ «رينيل وصن» أول وكالة لهما في عام 1812 ثم تبعتها وذلك عندما أفتتح فولني بالمر أول وكالة إعلان فيها، الأمر الذي أدى أن تصبح وكالة جي ووتر تومسون أول وكالة أمريكية تنتقل أعمالها إلى الخارج وذلك بدخولها السوق البريطاني عام 1899

وقد شهدت الفترة التي تلت عام 1945 ظهور أعداد متزايدة من الوكالات التي رأت أن لنشاطها الخارجي العديد من المزايا فالإضافة إلى قيامها بخدمة الزبائن الأمريكيين الموجودين في الخارج فهي تستطيع الاستفادة من نمو الأسواق الأجنبية وبحلول عام 1987 أصبح لمعظم وكالات الإعلان الأمريكية الأساسية فروعا في بلدان أخرى وكانت سبعة عشر وكالات العشرين العالمية الأكثر نشاطا هي وكالات أمريكية وقد حازت هذه الوكالات على نسبة كبيرة من مجمل النفقات الإعلانية في العالم. وفي أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي تسارع زحف الدول على وكالات نحو الخارج ليأخذ شكل الحملات الإعلانية أي من خلال الترويج للمنتج في عدة أسواق وفي وقت واحد. وقد فضلت الشركات متعددة الجنسية استخدام الوكالات التي تمتلك شبكات دولية للقيام بهذه الحملات.

ومما يسترعي الانتباه هنا الخسارة التي تعرضت لها وكالة بي ب يدي في تعاملها مع بعض المناطق البعيدة مفهوم خاطئ يرى أن الأعمال الصغيرة هي لأرادتها بولارويد كما تخلت شركة اتكساس انسترومنس» عن ستة وعشرين وكالة مختلفة من النطاق العالمي وتعاقدت مع شركة ماك كان - اريكسون التي تمتلك شبكة دولية، ويبلغ رقم أعمال اكبر وكالة من الوكالات تاعشرين هي وكالة بيتسو حوالي 12.4 مليار أما الأصغر وكالة من بين تلك الوكالات Tokoy 1.6 مليار دولار.