المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تهذيب النفس أو الجهاد الأكبر  
  
2858   08:04 صباحاً   التاريخ: 2-7-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص10ــ11
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

وحَسبُك من تهذيب النفس فضيلة أنها سميت بالجهاد الأكبر، كما جاء هذا التعبير في الحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما لقي جماعة من أصحابه وقد عادوا من إحدى الغزوات فقال لهم: «مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر فقيل يا رسول الله ماً الجهاد الأكبر؟ قال جهاد النفس» (وسائل الشيعة - كتاب الجهاد).

لذا نجد أن بعض رواة الحديث المشهورين قد وضعوا البحوث المتعلقة بتهذيب الأخلاق في باب الجهاد وعدوها أحد أقسامه، وقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: «إن أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه».

ويبين هذا الحديث منهج الإسلام في هذه المسألة الحيوية بصورة جيدة ويكشف عن الحقائق التالية :

1- تحتوي النفس الإنسانية قوى متضادة متحاربة يتوقف مصير الإنسان على تغلب إحداها.

2- أطلق على جهاد النفس الجهاد الأكبر لكونه جهاداً أبدياً لا نهاية له، إضافة إلى أن الجبهة الداخلية هي أخطر من الجبهة الخارجية دائماً، ومع غض النظر عن جميع ذلك فإن الانكسار في هذا الجهاد لا ينجم عنه سوى الشقاوة والهلاك الأبدي، في حين أن الانكسار في الجهاد الاعتيادي قد يتسبب في نيل شرف الشهادة.

وبعبارة أخرى إن جهاد العدو الخارجي لا انكسار أو خسارة فيه أبداً، بينما نجد أن احتمالات الانكسار في جهاد النفس كثيرة.

3- في الوقت الذي نجد فيه أن هذا الجهاد شاق ومتعب، فإنه يعد السبيل الوحيد لتكامل الإنسان، وبديهي أن التكامل يحصل نتيجة لتضاد وتنازع قوى الخير والشر، فيسعى الإنسان لمصارعة الظروف وعدم الاستسلام للمشاكل، قال علي عليه السلام إن أشجار الغابات المعرضة للعواصف بصورة مستمرة هي أصلب سيقاناً وأحسن اتقاداً.

ومن هنا يتضح السر في خلق هذه القوى والأهواء النفسية المتضادة.

٤- قد تكون الغاية من مجاهدة العدو الخارجي هي الحصول على أغراض مادية كالغنائم أو كسب الشهرة وغيرها بينما نجد أن الغاية من جهاد النفس هي تحصيل الكمالات وكسب الفضائل فقط، والانتصار فيه يدل على إيمان وإرادة وتصميم وهمة وشموخ شخصية الانسان. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.