أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015
841
التاريخ: 16-4-2018
1183
التاريخ: 11-08-2015
888
التاريخ: 11-08-2015
2453
|
الميزان في اللغة : آلة توزن بها الأشياء ، أو هو المعيار الذي يُعرَف به قدر الشيء ، ومن مشاهد القيامة نصب الموازين الحق لتمييز أهل الطاعة والإيمان عن أهل الجحود والعصيان ، قال تعالى : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].
ولا
يقام للكافرين والمشركين وزن يوم القيامة ، بل تبطل أعمالهم ، ويحشرون إلى جهنّم
زمراً، قال تعالى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ
فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}
[الكهف: 105].
وعن
الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ـ في حديث ـ قال : « اعلموا عباد
الله أن أهل الشرك لا تُنصَب لهم الموازين ، ولا تُنشَر لهم الدواوين ، وإنّما
يحشرون إلى جهنّم زمراً ، وإنّما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام ،
فاتقوا الله عباد الله »(1).
وأصل
الميزان لا خلاف فيه بين طوائف الاُمة المختلفة ، لدلالة الكتاب عليه ، وإخبار
المعصوم عنه ، لكن وقع الاختلاف في مفهومه ومعناه على أقوال بعضها يستند إلى
الروايات وأهمها :
أوّلاً
ـ إن في القيامة موازين كموازين الدنيا ، لكلّ ميزان لسان وكفّتان ، تُوزَن به
أعمال العباد من الحسنات والسيئات ، أخذاً بظاهر اللفظ ، واختلفوا في الموزون هل
هو الأعمال ، أو صحائف الأعمال ، أو غيرها ، على عدّة أقوال(2).
ثانياً
ـ الميزان كناية عن العدل في الآخرة ، وأنه لا ظلم فيها على أحدٍ ، ووضع الموازين
هو وضع العدل ، وثقلها رجحان الأعمال بكونها حسنات ، وخفّتها مرجوحيتها بكونها
سيئات ، أي إن الترجيح بالعدل ، فمن رجحت أعماله لغلبة الحسنات فأولئك هم المفلحون
، ومن لم ترجح أعماله لقلّة الحسنات فأولئك الذين خسروا أنفسهم(3).
ويؤيد
هذا المعنى ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام وقد سأله الزنديق : أوليس توزن الأعمال
؟ فقال عليه السلام : « لا ، إنّ الأعمال ليست بأجسام ، وإنّما هي صفة ما عملوا ،
وإنّما يحتاج إلى وزن الشيء من جهل عدد الأشياء ، ولا يعرف ثقلها أو خفّتها ، وإنّ
الله لا يخفى عليه شيء ».
قال
: فما معنى الميزان ؟ قال : « العدل » قال : فما معناه في كتابه {فَمَنْ ثَقُلَتْ
مَوَازِينُهُ } [الأعراف: 8] ؟ قال : « فمن رجح عمله »(4).
ثالثاً
ـ الميزان : هو الحساب ، وثقل الميزان وخفّته كناية عن قلّة الحساب وكثرته ، لما
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : « ومعنى قوله : {مَنْ ثَقُلَتْ
مَوَازِينُهُ} [الأعراف: 8] ، {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } [المؤمنون: 103] فهو
قلة الحساب وكثرته ، والناس يومئذٍ على طبقات ومنازل ، فمنهم من يحاسب حساباً
يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً ، ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، لأنهم لم
يتلبّسوا من أمر الدنيا بشيء ، وإنّما الحساب هناك على من تلبّس هاهنا ، ومنهم من
يحاسب على النقير والقطمير ، ويصير إلى عذاب السعير ، ومنهم أئمة الكفر وقادة
الضلال ، فأولئك لا يقيم لهم وزناً ، ولا يعبأ بهم ، لأنهم لم يعبأوا بأمره ونهيه
، فهم في جنهم خالدون ، تلفح وجوههم النار ، وهم فيها كالحون »(5).
رابعاً
ـ الموازين : الأنبياء ، والأوصياء ، لما روي عن الإمام الصادق عليه السلام في
قوله تعالى : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}
[الأنبياء: 47] قال : « الموازين : الأنبياء والأوصياء »(6) فهم عليهم السلام
المعايير التي يعرف بها الحق والعدل ، ورجحان الأعمال إنما هو بقدر الإيمان بخطّهم
، واعتقاد محبّتهم وطاعتهم ، والاقتداء بهديهم وآثارهم.
هذه
هي أهم الأقوال والأخبار الواردة في معنى الميزان ، ولعلها تمثّل بعض مصاديقه ،
ولا يلزمنا الاعتقاد بها على التفصيل ، إنما الواجب هو الإيمان بالميزان على
الجملة دون الخوض في التفاصيل والماهيات.
____________
(1) الكافي 8 : 75/29 ،
الأمالي / الصدوق : 595/822 ـ مؤسسة البعثة ـ قم.
(2) راجع : كشف المراد /
العلاّمة الحلي : 453 ، تفسير الميزان / الطباطبائي 8 :14 ، حق اليقين / عبدالله
شبر 2 : 109.
(3) راجع : تصحيح
الاعتقاد / المفيد :114 ، تفسير الميزان / الطباطبائي 8 : 12 ـ 13.
(4) الاحتجاج / الطبرسي : 351.
(5) الاحتجاج / الطبرسي :
244.
(6) الكافي / الكليني 1 :
347/36 ، معاني الأخبار / الصدوق : 31/1 ، الاعتقادات / الصدوق : 74.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|